[ALIGN=CENTER]
الحمد لله رب العالمين
هل حسن الأشياء وقبحها
من الأفعال والأقوال
يُعرف بالشرع فقط..؟
أم بالعقل فقط..؟
أم بالشرع والعقل معاً..؟
أم هناك تفصيل..؟
الجـــواب هو:
أنه افترق في هذا السؤال فرقتان:
- الفرقة الأولى :
(المعتزلة - والروافض أذنابٌ لهم- )
يقولون :
التحسين والتقبيح...يكون بالعقل فقط
فهو (الحاكم على الأشياء)
فما قبّحه العقل..فهو قبيح
وما حسّنه العقل..فهو حسن
ويترتب على قولهم هذا ( أمر قبيح..!!!)
وهو أنهم شبهوا الخالق بالمخلوق..!!!
فما رآه عقل الإنسان قبيحاً فهو قبيح عند الله فينهى الله عنه..!
وما رآه عقل الإنسان حسناً فهو حسن عند الله فيأمر الله به..!
والشرع...تابع لعقل الإنسان القاصر...!
ودوره محصور في الكشف
عن الحَسَن في عقل الإنسان..فيكشفه له
( فهو حسن أصلاً بدون أمر الشرع..!)
والقَبِيْح في عقل الإنسان..فيكشفه له
( فهو قبيح أصلاً بدون أمر الشرع..!)
فهؤلاء لم يفرقوا في خلق الله وأمره ونهيه
بين الهدى والضلال
ولا بين الطاعة والمعصية
ولابين الأبرار والفجار
ولابين أهل الجنة وأهل النار
ولا بين الرحمة والعذاب
فلم يجعلوا الله محموداً
على ما فعله من الهدى
ولا مافعله من الإحسان والنعمة
ولا على ماتركه من التعذيب والنقمة
ويلزمهم أمر آخر ( قبيح..!!!)
أن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة
لأنهم يعلمونها بعقولهم فلم يتركوها..!
ولو لم يبعث الله إليهم رسولاً
وهذا خلاف النص
قال تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
00000000000000
- الفرقة الثانية:
( الأشاعرة )
يقولون:
التحسين والتقبيح...يكون بالشرع فقط
فجعلوا الخير والشر من جنسٍ واحد
والمعروف والمنكر من جنسٍ واحد
ولايعرف الخير حتى يرد الشرع به
ولايعرف الشر حتى يرد الشرع به
ولا يعرف المعروف حتى يرد الشرع به
ولايعرف المنكر حتى يرد الشرع به
فعندهم الأفعال متماثلة في ذواتها
وأن المعروف ليس معروفاً في نفسه
وأن المنكر ليس منكراً في نفسه
وقد يأمر الله بالمنكر فيصير معروفاً..!
وينهى عن المعروف فيصير منكراً..!
وعندهم أن جميع الشريعة
من قسم الإبتلاء و الامتحان
وأن الأفعال ليست لها صفة
لا قبل الشرع ولا بالشرع
000000000000000
وأهل السنة والجماعة يقولون:
التفصيل...هو الصواب
فبعض الأمور نُدركُ حُسْنها وقبحها بالشرع والعقل معاً
مثلاً :
( بر الوالدين والعدل بين الناس والإحسان إليهم )
معلومٌ بالشرع حُسْنه
معلومٌ بالعقل حُسْنه
( عقوق الوالدين وظلم الناس والإساءة إليهم )
معلومٌ بالشرع قٌبْحه
معلومٌ بالعقل قُبْحه
وبعض الأمور لاندرك حُسْنها وقُبْحها إلا بالشرع فقط
مثلاً:
( صحة الصلاة في مرابض الغنم)
( وعدم صحة الصلاة في أعطان الإبل)
وبعض الأمور يدرك حسنها وقبحها بالعقل
ولكن معرفة الغاية التي تكون عاقبة لهذه الأفعال
وهل هذه العاقبة حسنة أم قبيحة لايُعرف إلا بالشرع
مثلاً:
المشي والكلام والإبصار والإستماع
أشياء حسنة عقلاً
وعدم المشي وعدم الكلام
وعدم الإبصار وعدم الإستماع
أشياء قبيحة عقلاً
فأهل السنة يؤمنون:
بأن الشرع إذا أمر بشيءٍ صار حسناً
وإذا نهى عن شيء صار قبيحاً
واكتسب صفة الحسن والقبح بخطاب الشارع.
ويؤمنون:
بأن الشرع يأمر بشيء ليمتحن به العبد
هل يطيعه أم يعصيه
ولا يكون المراد فعل المأمور به
كما أمر إبراهيم بذبح ابنه:
{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }
حصل المقصود من إضجاعه وتله للجبين ليشرع في ذبحه
ففداه بالذبح العظيم
000000000000000000
قال تعالى:
" قُلْ إن ضللتُ فإنما أضل على نفسي
وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربّي
إنه سميع قريب"[/ALIGN]