وردت عدة سبهات حول هذا الزواج
نقول عنها و بالله التوفيق:
الشبهة الاولى : أنه لم يرد في الصحيحين و حتى في الكتب الستة المشهورة
الجواب مأخوذ من الشيخ الشاذلي:
البخاري:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب وقال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
و البخاري برضه:
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد
قال أبو عبد الله تزفر تخيط
الشبهة الثانية: الرواية تقول أن أم كلثوم عليها السلام تزوجت بعد مقتل عمر، بعون بن جعفر بن أبي طالب، ثم بعدما توفي عون، تزوجت بأخيه محمد بن جعفر، ثم تزوجت بعد وفاة محمد بأخيه عبد الله. وهنا وقفتان مضحكتان: الأولى؛ أن عون ومحمد توفيا كما في مصادر أهل السنة على عهد عمر لأنها قتلا في حرب تستر التي كانت على عهده , فكيف تزوجت أم كلثوم بعون ومحمد بعد مقتل عمر وهما توفيا قبله؟!
الجواب: الجزء السادس من الاصابة :محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم الهاشمي أخو عبدالله وعون ذكره بن حبان والبغوي وابن شاهين وابن حبان وغيرهم في الصحابة وقال محمد بن حبيب في المحبر هو أول من سمي محمد في الإسلام من المهاجرين وقال الدارقطني ولد بأرض الحبشة وقال بن منده وابن عبدالبر ولد علي عهد النبي صلى الله عليه وسلم آله وسلم وذكر أبو عمر عن الواقدي أنه كان يكنى أبا القاسم وأنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر قال واستشهد بتستر وقيل إنه عاش إلى أن شهد صفين مع علي قال الدارقطني في كتاب الإخوة يقال إنه قتل بصفين اعترك هو وعبيدالله بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر فلما قتل اختفى محمد بن جعفر فدل عليه رجل من عك ثم من غافق فهرب إلى فلسطين وجاء إلى رجل من أخواله من خثعم فمنعه من معاوية فقال في ذلك شعرا وهذا محقق يرد قول الواقدي إنه استشهد بتستر.
ثانياً
يدعى بعض علماء الشيعة إنكار زواج عمر من أم كلثوم بناءً على ثبوت زواجها من (عون بن جعفر) وأنه قتل في تستر وتستر كانت في عهد عمر بن الخطاب بلا خلاف، ولكن المجمع عليه عند العلماء أنه قتل يوم الحرة في المدينة وليس في تستر.
الشبهة الرابعة: عمر كان فقيراً فمن أين له 40000 درهم ليعطها مهراً و أيضاً هناك اضطراب في ذكر مقدار المهرو حوادث وفاة السيدة أم كلثوم مع ابنها و من أنجبت لعمر
الجواب: اختلاف الروايات في مهر أم كلثوم، ووفاتها مع ابنها زيد في يوم واحد وقتلهما من عدمه هذا الاختلاف بين المؤرخين لا يعني عدم حدوث الزواج فلا علاقة تربط بينهما لقد اختلف العلماء والمؤرخون وكتاب السير في يوم دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا اختلفوا في تواريخ معارك وأحداث ووفيات كثير من المشاهير والعظماء بل ومولدهم أيضاً فهل هذا يعني عدم وجودهم أصلاً، لأن هناك اختلاف في يوم مولدهم أووفاتهم أو أسماء أبنائهم ولنعط أمثلة لهذه الخلافات ليعلم مقدارها وهل تنفي الحادثة أصلاً أم لا.
ـ والمثال هنا علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد اختلف في عدد أولاد علي ـ رضي الله عنه ـ الشيخ المفيد يذكر في (الإرشاد) أنهم سبعة وعشرون ولداً ذكراً وأنثى.
ثم يذكر أن من الشيعة من يحسب محسناً (السقط) فعلى هذا عدد أولاد علي ثمانية وعشرون.
ويذكر صاحب (أعيان الشيعة) الأمين عدد أولاد علي ويعدهم ثلاثة وثلاثين ويقول: <والذي وصل إلينا من كلام المؤرخين والنسابين وغيرهم يقتضي أنهم ثلاثة وثلاثون...).
والمسعودي زاد على عدد المفيد محسناً ومحمداً الأوسط وأم كلثوم الصغرى والبنت الصغيرة رملة الصغرى. ومعلوم أن المسعودي صاحب (مروج الذهب) من كبار علماء ومؤرخي الشيعة وفي الأنوار لأبي القاسم إسماعيل عدد أولاده اثنان وثلاثون 61 ذكراً، و61 أنثى وعند اليعمري عدد أولاده تسعة وعشرون 21 ذكراً، و71 أنثى.
والمحب الطبري ذكر في ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى عدد أولاده 41 ذكراً، و81 أنثى.
وفي الصفوة عدد أولاده 41 ذكراً، و91 أنثى.
وفي بغية الطالب عدد أولاده 51 ذكراً، و8 أنثى.
وفي نسب قريش لمصعب الزبيري عدد آخر.
وفي تاريخ الخميس للديار بكري عدد آخر.
وفي تاريخ الطبري والبداية والنهاية لابن كثير والكامل لابن الأثير وغير ذلك من المراجع والكتب حتى كتب الشيعة أنفسهم اختلاف كثير جداً في عدد أولاد علي ـ رضي الله عنه ـ بل وفي أسماء كثير منهم وكذلك أبناء الحسن والحسين وغيرهما من الأئمة.
وكتب الأنساب مبسوطة ومشروحة تبين المختلف فيهم وهل عقبوا أم لا... إلى غير ذلك.
فهل معنى هذا الاختلاف في الأسماء والعدد وهل عقبوا أم لا؟ هل معناه أنهم لم يوجدوا أصلاً أم أنه اختلاف جائز فيه الترجيح بالأدلة والبراهين؟!
ـ لقد اختلف علماء الشيعة في أولاد الحسين كما اختلفوا في اسم أم علي زين العابدين زوجة الحسين إلى أكثر من خمسة أسماء، كما اختلفوا في اسم أم المهدي المنتظر زوجة الحسن العسكري وهكذا تجد اختلافات كثيرة جداً لا حصر لها يذكرها علماء الشيعة أنفسهم فهل معنى هذا عدم وجود من اختلفوا فيهم، أو كذب الروايات كلها أصلاً؟!
ـ ولندعم مثالنا السابق بمثال آخر.
ذكر الشيخ (عباس القمي) وهو من علماء الشيعة في (نفس المهموم) وفي كتاب آخر وهو (منتهى الآمال) الاختلاف الحاصل في عدد أولاد الحسين فكان مما ذكره.
>قال شيخنا المفيد (ره) وكان للحسين عليه السلام ستة أولاد..> ثم ذكر أسماءهم.
>وقال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة في ذكر أولاد الحسين ـ عليه السلام ـ وقال كمال الدين: كان له من الأولاد ذكور وإناث عشرة، ستة ذكور وأربع إناث... وقيل كان له أربع بنين وبنتان... وقال ابن الخشاب ولد له ستة بنين وثلاث بنات... وقال الحافظ عبدالعزيز بن أخضر الجنابذي: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ـ ستة: أربعة ذكور وابنتان...>.
ـ أما اسم زوجته التي هي أم علي زين العابدين فقال عن ذلك: <أقول: اختلفت روايات أرباب الحديث والسير في تعيين أم الإمام زين العابدين ـ عليه السلام...>.
وذكر الشيخ عباس القمي عدة أسماء أوردها العلماء وهي: سلافة، وغزالة، وخولة، وبرة وسلامة.
وشاه زنان بنت يزدجر بن كسرى، وشهر بانويه... ثم يجتهد الشيخ عباس القمي ليوفق بين هذه الاختلافات فيرى أن اسمها الأصلي سلافة وصحف إلى سلامة أو العكس وشاه زنان لقبها وشهر بانويه الاسم الذي سماها به علي ـ رضي الله عنه ـ وغزالة أو برة اسم أم ولد الحسين كانت تحضن علي ـ زين العابدين ابن الحسين عليه السلام وكان يسميها أماً... إلى آخر اجتهاداته.
ـ واختلفوا في اسم أم المهدي المنتظر فمن قائل اسمها نرجس وقيل سوسن وقيل صقيل قال الشيخ المفيد نفسه <وأمه أم ولد يقال لها نرجس> وقيل اسم أمه (خمط).
ويقول الشيخ زين الدين النباطي البياطي في (الصراط المستقيم) بعد ذكره الأئمة ومعجزاتهم وزوجاتهم وأولادهم صاغ قصيدة جمع فيها كل ذلك فكان مما ذكره عن أم المهدي المنتظر:
ومولد المهدي في شعبان
خمس وخمسين ومائتان
في سر من رأى بدار العسكري
ونرجس الأم بقول الأكثر
وهناك اختلافات كثيرة جداً لا يمكننا هنا حصرها فهل يعني ذلك كذب كل هذه الروايات!!
أما الاختلاف الذي ذكره من كون عمر أولدها ولداً أسماه زيداً أو أنه قتل قبل الدخول بها، أو كان لزيد عقب أو لم يكن أو قتل هو وأمه في يوم واحد أم لا... فالجواب عن ذلك: أن الراجح أن عمر بن الخطاب أولدها زيداً ورقية ذكر ذلك علماء الشيعة أنفسهم وسبق نقل كـلام ابن الطقطقي في (الأصيـلي) وغيرهم من علماء النسب الشيعة أما عند السنة فالأمر أشبه بالتواتر بل أكثر من المتواتر.
أما كونه قتل قبل الدخول بها فقائله هو (المسعودي) صاحب مروج الذهب) أوحى بذلك وهو شيعي مغالٍ لا نأخذ بقوله وقد اطلعت على كتاب له (إثبات الوصية) مما يدل على غلوه في التشيع والقول أن زيداً قتل ولا عقب له وأنه وأمه ماتا في يوم واحد هو الصحيح وعلى هذا كل المراجع والكتب عند أهل السنة لم يشذ عن ذلك واحد.
ـ أما الاختلاف حول مهرها فالمؤرخون عادة يبالغون في النقل فيما يتصل بمثل هذه الأمور لكن الراجح أنه أمهرها أربعين ألف درهم ( والصحابة لم يكونوا فقراء بل زاهدين منفقين أموالهم على الخير ) كما في (تاريخ الطبري 5/32، الطبقات الكبرى لابن سعد 8/364، الكامل لابن الأثير 3/35، وتهذيب تاريخ دمشق 6/82، وأعلام النساء 4/652 وتاريخ الخميس للديار بكري ص482
الشبهة الرابعة : أن عمر لم يتزوج أم كلثوم بل جنية يهودية فلما مات عادت أم كلثوم الحقيقية و ظهرت
الجواب : هذه الشبهة قال بها المفيد و رفضها الأكثرية و الرد عليها من الآية القرآنية
( قل هل أنبؤكم على من تنزل الشياطين , تنزل على كل أفاك أثيم )
الشبهة الخامسة: أنه في إحدى قصص الزواج مثلبة لعمر و هي :
الإصابة ج: 8 ص: 294
وذكر بن سعد عن أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر خطب أم كلثوم إلى علي فقال إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال زوجنيها فوالله ما على ظهر الأرض رجل أرصد من كرامتها ما أصرد قال قد فعلت فجاء عمر إلى المهاجرين فقال رفئوني فرفئوه فقالوا بمن تزوجت قال بنت علي إن النبي صلى الله عليه وسلم
الشبهة هي:
القول بالترفيء
أخرج أحمد بإسناده قال: «تزوج عقيل بن أبي طالب، فخرج علينا فقلنا: بالرفاء والبنين فقال: مه، لا تقولوا ذلك، فإن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم قد نهانا عن ذلك وقال: قولوا بارك الله لك، وبارك عليك، وبارك لك فيها» مسند احمد بن حنبل 3|451
فهل يقوم عمر بإحياء عادات الجاهلية التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه و آله ؟؟؟؟
الجواب :
الرفاء بكسر الراء والمد قال الخطابي: كان من عادتهم أن يقولوا بالرفاء والبنين والرفاء من الرفو يجيء بمعنيين أحدهما التسكين يقال: رفوت الرجل إذا سكنت ما به من روع والثاني أن يكون بمعنى الموافقة والالتئام ومنه رفوت الثوب. والباء متعلقة بمحذوف دل عليه المعنى أي أعرست، ذكره الزمخشري
إذاً هو ليس لفظ محدد و كان في الجاهلية بالرفاء و البنين و في الاسلام ( بارك الله .........) في كلتا الحالتين هو الرفاء و يختلف اللفظ بين الجاهلية و الاسلام فإذا قلت لك رفئني في الاسلام فهي أن تدعو لي بالبركة و تأمل الحديث جيداً :
وعنه) أي: أبي هريرة (أن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كان إذا رفأ) بالراء وتشديد الفاء فألف مقصورة (إنساناً إذا تزوج قال: "باركَ اللَّهُ لك وباركَ عَلَيكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا في خَيْرٍ" رَوَاهُ أَحْمَدُ والأرْبَعَةُ وَصَحّحَهُ الترْمذي وابنُ خُزَيْمَةَ وابنُ حِبّانَ).
لاحظ كلمة إذا رفأ
إذا نعود و نقول أن : إذا قلت لانسان رفئني فلا يعني بالرفاء و البنين إلا في عرف الجاهلية و في الاسلام يعني الدعاء المأثور
و الترفيء لا يعني بالرفاء و البنين
فعمر عندما قال رفئوني أي اتبعوا العادة الاسلامية في الترفيء
أما حديث الامام أحمد و هذا سنده
سير أعلام النبلاء ج: 8 ص: 321
وقال أحمد بن أبي الحواري سمعت وكيعا يقول قدم علينا إسماعيل بن عياش فأخذ مني أطرافا لإسماعيل بن أبي خالد فرأيته يخلط في أخذه وقال أبو اسحاق الجوزجاني سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية فقال كل كان يأخذ ثقة فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة قال الجوزجاني قلت لأبي اليمان ما أشبه حديث إسماعيل بن عياش إلا بثياب سابور برقم على الثوب المئة وأقل شرائه دون عشرة دراهم قال كان من أروى الناس عن الكذابين وهو في حديث الثقات عن الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عن حديث إسماعيل بن عياش فقال هو لين يكتب حديثه لا أعلم أحدا كف عنه إلا أبا إسحاق الفزاري قال مسلم حدثنا أبو محمد الدرامي حدثنا زكريا بن عدي قال قال لي أبو اسحاق الفزاري اكتب عن بقية ماروى عن المعروفين ولا تكتب عنه ماروى المعروفين ولا تكتب عن اسماعيل بن عياش ما روى عن المعروفين ولا غيرهم وقال أبو صالح الفراء قلت لأبي إسحاق الفزاري أكتب عن اسماعيل بن عياش قال لا ذاك رجل لايدري مايخرج من رأسه قال أبو صالح كان الفزاري قد روى عن إسماعيل ثم تركه وذاك أن رجلا جاء الى أبي إسحاق فقال يا أبا إسحاق ذكرت ثم إسماعيل بن عياش فقال أيما رجل لولا أنه شكي قلت هذا يدل على أن إسماعيل كان لايرى الاستثناء في الإيمان فلعله من المرجئة قال ابن عدي إذا روى إسماعيل عن قوم من أهل الحجاز كيحيى ابن سعيد ومحمد بن عمرو وهشام بن عروة وابن جريج وعمر بن محمد وعبيدالله الوصافي فلايخلو من غلط فيغلط إما يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا يرفعه وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم وفي الجملة هو ممن يكتب حديثه ويحتج به من حديث الشاميين خاصة قلت حديث إسماعيل عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن ويحتج به إن لم يعارضه أقوى منه
إذاً الحديث ضعيف
الشبهة السادسة : أن أحد الأحاديث يخالف سيرة الحسن و الحسين و هما معصومان حيث خالفا أباهما
مجمع الزوائد ج: 4 ص: 271
في الشريفات عن أسلم مولى عمر قال دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ثم قام على فجاء الصفة فوجد العبا س وعقيلا والحسين فشاورهم في تزويج عمر أم كلثوم فغضب عقيل وقال يا علي ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلا العمي في التابعين والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجر ثوبه فقال علي للعباس والله ما ذلك منه نصيحة ولكن درة عمر أحرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فضحك عمر وقال وبح عقيل سفيه أحمق رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
كتاب السنن الكبرى فقال علي رضي الله عنه لحسن وحسين: زوّجا عمكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام عليّ رضي الله عنه مغضبا: فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه وقال: لا صبرعلى هجرانك يا أبتاه. قال: فزوّجاه
الجواب :1- مفهوم العصمة لا يلُزمنا فالعصمة للأنبياء فقط
2- الخطأ تابعه الحسن و الحسين بالاعتذار و هذا دليل الأخلاق النبوية الرفيعة و لم يستمرا عليه ( العلم يتبع المعلوم و ليس العكس )
1- الشبهة السابعة : في الرواية الواردة في المدونة
المدونة الكبرى ج: 1 ص: 182
في جنائز الرجال والنساء وقال مالك إذا اجتمعت جنائز رجالا ونساء جعل الرجال مما يلي الإمام والنساء مما يلي القبلة قال فقلت له فإن كانوا رجالا كلهم فقال لي أول ما لقيته يجعلون واحدا خلف واحد يبدأ بأهل السن والفضل فيجعلون مما يلي الإمام ثم سمعته بعد ذلك يقول أرى ذلك واسعا إن جعل بعضهم خلف بعض أو جعلوا صفا واحدا ويقوم الإمام وسط عليهم وإن كانوا غلمانا ذكورا ونساء جعل الغلمان مما يلي الإمام والنساء من خلفهم مما يلي القبلة وإن كن نساء صنع بهن كما يصنع بالرجال ذلك واسع جعل بعضهم خلف بعض أو صفا واحدا كل ذلك واسع مالك بن أنس قال بلغني أن عثمان بن عفان وعبد الله بن عمر وأبا هريرة كانوا يصلون على الجنائز بالمدينة إذا اجتمع الرجال والنساء فيجعلون الرجال مما يلي الإمام والنساء مما يلي القبلة قال ابن وهب عن علي بن أبي طالب ووائلة بن الأسقع وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن المسيب والقاسم وسالم مثله أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر قال وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي امرأة عمر بن الخطاب وابن لها يقال له زيد فصفا جميعا والإمام يومئذ سعيد بن العاص فوضع الغلام مما يلي الإمام وفي الناس ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة فقالوا هي السنة في الصلاة على قتلى الخوارج والقدرية والاباضية قلت أرأيت قتلى الخوارج أيصلي عليهم أم لا قال قال مالك في القدرية والاباضية لا يصلي على موتاهم ولا تتبع جنائزهم ولا تعاد مرضاهم فإذا قتلوا فذلك أحرى أن لا يصلى عليهم
الشبهة هي:
ذكرهم للخوارج معناها أن الوفاة في عهد معاوية أي بعد عهد الإمام علي سلام الله عليه لأن أبو هريرة توفي قبل حكم يزيد بسنة
و لكن لننظر الثابت في التاريخ أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين شهدت واقعة الطف ـ مع أختها زينب ـ وخطبت الخطبة المعروفة في الكوفة المذكورة في الكتب،
الجواب : لم أعثر في أي من كتب السنة أن أم كلثوم كانت موجودة في الطف
(و من يعرف غير ذلك بسند صحيح فليصحح معلوماتنا و جزاه الله خيراً) بل زينب فقط و لكن حتى لو أخطأ الرواة فما علاقة هذا بمسألة الزواج.
وضع لي أحد الشيعة رابط كتاب الملهوف على قتلى الطفوف و عندما راجعته لم أجد أي أسانيد بل سرد عاطفي .
هذه مختارات من استشهاد الحسين و لم يرد ذكر أم كلثوم
سير أعلام النبلاء ج: 3 ص: 303
قال ولم يفلت من أهل بيت الحسين سوى ولده علي الأصغر فالحسينية من ذريته كان مريضا وحسن بن حسن بن علي وله ذريه وأخوه عمرو ولا عقب له والقاسم بن عبد الله بن جعفر ومحمد بن عقيل فقدم بهم وبزينب وفاطمة بنتي علي وفاطمة وسكينة بنتي الحسين وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم قال وأخذ ثقل الحسين وأخذ رجل حلي فاطمة بنت الحسين وبكى فقالت لم تبكي فقال أأسلب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبكي قالت فدعه قال أخاف أن يأخذه غيري وأقبل عمر بن سعد فقال ما رجع رجل إلى اهله بشر مما رجعت به أطعت ابن زياد وعصيت الله وقطعت الرحم وورد البشير على يزيد فلما أخبره دمعت عيناه وقال كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين وقالت سكينة يا يزيد أبنات رسول الله سبايا قال يا بنت أخي هو والله علي أشد منه عليك أقسمت ولو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم عليه ولكن فرقت بينه وبينه سمية فرحم الله حسينا عجل عليه ابن زياد أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه ولوددت أن أتيت به سلما ثم أقبل على علي بن الحسين فقال أبوك قطع رحمي ونازعني سلطاني فقام رجل فقال إن سباءهم لنا حلال قال علي كذبت إلا أن تخرج من ملتنا فأطرق يزيد وأمر بالنساء فأدخلن على نسائه وأمرنساء ال أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام إلى أن قال وبكت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر فقال يزيد وهو زوجها حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها
تهذيب التهذيب ج: 2 ص: 304
وأقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل إليه حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له أين تريد فقال أريد هذا المصر قال له ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيرا ارجوه فهم أن يرجع وكان معه يتحقق مسلم بن عقيل فقالوا لا والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل قال لا خير في الحياة بعدكم فسار فلقيته أول خيل عبيد الله فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء وأسند ظهره إلى قضبا حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد فنزل وضرب أبنيته وكان أصحاب خمسة وأربعين فارسا ونحوا من مائة راجل وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه فدعاه فقال له اكفني هذا الرجل فقال له اعفني فأبى أن يعفيه قال فانظرني الليلة فأخره فنظر في أمره فلما أصبح غدا إليه راضيا بما أمره به فتوجه عمر بن سعد إلى الحسين بن علي فلما أتاه قال له الحسين اختر واحدة من ثلاث أما أن تدعوني فالحق بالثغور وأما أن تدعوني فاذهب إلى يزيد وأما أن تدعوني فاذهب من حيث جئت فقبل ذلك عمر بن سعدو كتب بذلك إلى عبيد الله فكتب إليه عبيد الله لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي فقال الحسين لا والله لا يكون ذلك أبدا فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا ثم أمر بسراويل حبرة فشقها ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل وقتله رجل من مذحج وجز رأسه فانطلق به إلى عبيد الله بن زياد فوفده إلى يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى عبيد الله ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين إلا غلام وكان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب بنت علي نفسها عليه وقالت لا يقتل حتى تقتلوني فتركه ثم جهزهم وحملهم إلى يزيد فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم ادخلوا عليه فهنؤوه بالفتح فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلى وصيفة من بناتهم فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرج من دين الله فأعادها الأزرق فقال له يزيد كف ثم أدخلهم إلى عيالهم فجهزهم وحملهم إلى المدينة فلما دخلوا خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها على رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول ماذا تقولون إن قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وباهلي بعد مفتقدي منهم اساري للاعادة ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم أن تخلفوني بشر في ذوي رحمي
البداية والنهاية ج: 8 ص: 193
واما بقية اهله ونسائه فان عمر بن سعد وكل بهم من يحرسهم ويكلؤهم ثم أركبوهم على الرواحل فى الهوادج فلما مروا بمكان المعركة ورأوا الحسين وأصحابه مطرحين هنالك بكته النساء وصرخن وندبت زينب أخاها الحسين وأهلها فقالت وهى تبكى يا محمداه يا محمداه صلى عليك الله ومليك السماه هذا حسين بالعراء مزمل بالدماه مقطع الأعضاء يا محمده وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا قال فأبكت والله كل عدو وصديق قال قرة بن قيس لما مرت النسوة بالقتلى صحن ولطمن خدودهن قال فما رأيت من منظر من نسوة قط أحسن من منظر رأيته منهن ذلك اليوم والله إنهن لأحسن من مها بيرين وذكر الحديث كما تقدم ثم قال ثم ساروا بهم من كربلاء حتى دخلوا الكوفة فأكرمهم ابن زياد واجرى عليهم النفقات والكساوى وغيرها قال دخلت زينب ابنة فاطمة فى أرذل ثيابها قد تنكرت وحفت بها إماؤها فلما دخلت على عبيد الله بن زياد قال من هذه فلم تكلمه فقال بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة فقال الحمد لله الذى فضحكم وقتلكم وكذب أحدوثنكم فقالت بل الحمد لله الذى أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا لا كما نقول وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر قال كيف رأيت صنع الله بأهل بيتكم فقالت كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فيحاجونك إلى الله فغضب ابن زياد واستشاط فقال له عمرو بن حريث أصلح الله الأمير إنما هى امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشىء من منطقها إنها لا تؤاخذ بما تقول ولا تلام على خطل وقال أبو مخنف عن المجالد عن سعيد إن ابن زياد لما نظر إلى على بن الحسين زين العابدين قال لشرطى انظر أأدرك هذا الغلام فان كان أدرك فانطلقوا به فاضربوا عنقه فكشف إزاره عنه فقال نعم فقال اذهب به فاضرب عنقه فقال له على بن الحسين إن كان بينك وبين هؤلاء النسوة قرابة فابعث معهن رجلا يحافظ عليهن فقال له ابن زياد تعال أنت فبعثه معهن
الشبهة الثامنة : أن الحديث الشيعي الصحيح الذي ينص صراحة على الزواج و هو
محمد بن يحيى، وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن امرأة توفى زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها تعتد أو حيث شاءت؟ قال: بلى حيث شاءت ثم قال: إن علياً (ع) لما مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته
هذا الحديث فيه أحمد بن محمدبن عيسى و قال فيه الخوئي أنه يوجد عدة أشخاص بهذا الاسم و هو مجهول:
الجواب:1- إن واحداً من كبار علماء الإمامية وهو خاتمة المحدثين باقر علوم أهل البيت محمد باقر المجلسي ذكر في (مرآة العقول شرح أخبار آل الرسول) وهو شرح لأحاديث الكافي أن الحديثين في باب (المتوفى عنها زوجها المدخول بها أين تعتد وما يجب عليها).:أحدهما ( وهو ما لم أذكره موثق و الآخر وهو الثاني صحيح فهل يجهل المجلسي من هو أحمد بن محمد بن عيسى و يحكم بصحة الحديث
2-أن أحمد بن محمد بن عيسى ليس مجهول و الدليل ما يلي
الحسن بن سهل بن زياد :
قال هاشم معروف في الموضوعات ( ص235) :
( جاء عـنه أنه كان ضعـيفا ًجدا ً فاسـد الـرواية والمذهـب يـروي المراسيـل ويعـتمد المـجاهـيل وقـد أخـرجه أحـمد بن محـمد بن عـيسى من قم وأظهـر البراءة منه ونهى عـن الإستـماع إليه والرواية عـنه )
سهل بن زياد الآدمي الرازي :
قال النجاشي : ( كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم ) .
محمد بن علي أبو جعفر القرشي :
قال هاشم معروف : ( قال في إتقان المقال : ضعيف جدا ً فاسد الاعتقاد لا يعتمد عليه في شيء وأضاف إلى ذلك انه ورد قم بعد أن اشتهر بالكذب في الكوفة فنزل على أحمد بن محمد بن عيسى ولما اشتهر أمره بالغلو تخفى وأخيرا أخرجه منها أحمد بن محمد قهرا ً ) .
فكما نرى اعتماد كبار رجال الشيعة في توثيقهم على أحمد بن محمد بن عيسى فكيف نقول عنه مجهول
هذا ما تيسر لي من الشبه والردود فالصحيح من الله و الخطأ مني و يرجى النصيحة و التصحيح و جزاكم الله خيراً