العرب و عقدة النقص من الفرس
كتابات - حسن صادقي*
كان العرب قبل الاسلام من رعايا الامبراطورية الفارسية الساسانية سواء عرب الجزيرة العربية او اليمن او عرب مملكة الحيرة في العراق وكانوا يشاهدون يوميا قوة هذه الامبراطورية و تجبرها و روعة و عظمة مدينتها المدائن التي كان يحسدها الرومان آنذاك, كل هذه المظاهر الخلابة اولدت للعرب حقد و حسد كبير للفرس و كل مايمد للفرس بصلة لكنهم لم يستطيعوا ان يعلنوا العصيان على الامبراطورية العظيمة بسبب قوة جيش كسرى العتيد و هذا الكره الى حد الان غير معروف رغم ان الفرس قد حموا العرب من ق بضة الرومان كما ان الفرس انفسهم هم ا لذين انقذوا عرب اليمن من الاحتلال الحبشي المدعوم من قبل البيزنطيين حيث استنجد سيف بن يزن بملك الفرس انوشروان - وهذه تدل على الصداقة بين بعض العرب و الفرس - الذي لم يتأخر في اصدار اوامره للجيش الفارسي العظيم و ارسلهم الى اليمن و طرد الجيس الفارسي الغزاة الاحباش و عينوا سيف بن يزن ملك على اليمن و اصبحت جزء من الامبراطورية الساسانية, رغم كل هذا التضحيات الفارسية قابل العرب الاحسان بالاساءة وكانوا دائم التربص للفرس و الفتك بهم.
وفي عهد الاسلام اصبح للعرب امبراطورية كبيرة تكبر كل يوم وعلى الرغم ان الاسلام يرفض قتل الابرياء و اغتصاب النساء و قتل الشيوخ و من مباديء الاسلام الرئيسية هي ان كل البشر اخوة وجميعهم من آدم و حواء لكن العرب للأسف استغلوا الاسلام ابشع استغلال و اصبح مطية لاستكابرهم على الشعوب التي فتحوها وطبعا الاسلام بريء من الذي فعلوه واصبحوا الان قوة في عهد الاسلام و بنظرهم قد حان القضاء على الفرس و تراثهم و حضارتهم و لغتهم. وكانت معاداة الفرس في تلك الايام على اشدها خصوصا عندما فضل النبي محمد صلى الله عليه و آله وس لم سلمان الفارسي - الملقب بالمحمدي - على عمر بن الخطاب و اوبكر و عثمان بن عفان وقال الرسول الكريم ان سلمان منا آل البيت. فجن جنون العرب و لم يصدقوا ماسمعوه و ازدادت كراهيتهم عندما كان سلمان المحمدي هو مهندس معركة الخندق بحيث لولاه لضاع الاسلام و هزم المسلمين الى الابد حيث علم العرب اسلوبا لم يعرفوه و هو القيام بخندق كبير يستغل لصالح المسلمين.
وتشكلت و تبولرت كراهية الفرس في عصر الخليفة الثاني عمر عندما اعلن الحرب على الامبراطورية الفارسية - التي قد تضعضعت في آواخر ايامها - وادخالها في دائرة الاسلام وهذه دعوة يراد بها باطل حيث كان همه هو تحطيم الفرس و ليس نشر الاسلام, وحدث ماتمنه العرب و الذي كان يعتبر اضغاث احلام و جرا الحلم حقيقة حيث استطاع العرب البدائيون من هزيمة الجيش الفارسي في معركة القادسية و على اثرها انهارت الامبراطورية الفارسية واصبح العرب فرحين غير مصدقين لهول المفاجأة ومن ثم بدأ العرب سياسة الذبح للرجال و الفتيان و الشيوخ الفا رسيين و سياسة الاغتصاب للنساء و الفتيات الفارسيات وكل هذا تم بإسم الاسلام و الاسلام بريء منه, ولكن الشيء الذي يثير الاستغراب و التعجب في آن واحد هو ان العرب لم يقوموا بممارسة هذه الاعمال في بلاد الشام و مصر و لم نسمع عن سبايا سوريات او فلسطينيات يتم استعبادهم و اغتصابهم مثل ما حدث للسبايا الفارسيات, مما يرجح ان عقدة النقص التي يشعر بها العرب لم تنتهي على الرغم من اعتناقهم للاسلام.
و الشيء الاولي الذي جعل العرب لا يلتفتون ولاينصرون علي و آل بيته عليهم السلام هو ان الدم امتزج بين آل البيت عليهم السلام و الدم الفارسي بزواج الامام الحسين عليه السلام بشهربانوه ابنت آخر اكاسرة الفرس مما جعل العرب يحترقون نارا من القهر و الحقد على آل البيت عليهم السلام و تتوج هذا الحقد عندما قام العرب بقتل الامام الحسين و اهل بيته عليهم السلام في صحراء كربلاء على يد الجيوش الاموية.
و ظن العرب الامويين ان الفرس قد انتهوا بلا رجعة لكن تقديرهم قد خانهم حيث تعاون آل البيت عليهم السلام مع اخوالهم الفرس على اسقاط الدولة الاموية العربية العنصرية و هذا ماحدث و بسقوط الامويين النتهى حكم العرب للخلافة الاسلامية حيث كان العباسيون يناصرون الفرس جهارا و اغلب امهاتهم و ووزرائهم و الذين بنوا قصورهم هم من الفرس و بعلماء الفرس و حضارتهم العظيمة قدموا للاسلام ثروات لا تقدر بثمن و اصبح تعلم اللغة الفارسية من اساسيات المسلم في الدولة العباسية و اصبحت الدولة ذو صبغة فارسية مما مهدت للعصر الذهبي للا سلام الذي قام على اكتاف العلماء الفرس.
وفي النهاية صدق من قال اذا انتهت ايران انتهى معها الاسلام .
* الجمهورية الاسلامية الايرانية.
http://www.kitabat.com/r15100.htm
[HR]
صورة مع التحية إلى الشيعة العرب !!