العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-02, 09:00 PM   رقم المشاركة : 1
البرقعي
عضو مميز






البرقعي غير متصل

البرقعي is on a distinguished road


عنما أسلمت قالت لن أتحجب وإذا تزوج زوجي بأخرى سأخصيه

بقلم: أمينة اسيلمي

كنت أكمل دراستي الجامعية عندما قابلت أول مسلم. وفي تلك السنة تمكنا لأول مرة من التسجيل المبدئي بالكمبيوتر، حيث سجلت مبدئياً وذهبت إلى أوكلاهوما للاهتمام ببعض الأعمال العائلية. وأخذ مني العمل وقتاً أكثر من المتوقع لإنجازه.

وعند عودتي للدراسة كنت متأخرة أسبوعين بعد بدء الفصل الدراسي ( كان الوقت كان متأخراً لحذف الفصل ).
ولم أكن قلقة من استدراك ما فاتني من المنهج الدراسي ، حيث كنت الأولى على صفي. وكنت في المراحل الدراسية السابقة دائماً أكسب المنح والجوائز عند منافستي للمتخصصين.

ويشمل المنهج الذي أدرسه الإدارة وتخطيط المدن ، إضافة إلى برامج الأطفال. حيث أن الأطفال هم الأشخاص الذين أشعر معهم بالراحة دوماً. ولابد لكم من معرفة أنه بالرغم من أنني أدرس في الجامعة وبتفوق ، كنت أدير أعمالي التجارية بنفسي ، وبالرغم من أنه لدي العديد من الأصدقاء والصديقات المقربين ، كنت خجولة جداً. إذ أن سجلي المدرسي كتبت فيه ملاحظات بأنني شديدة التحفظ وقليلة الكلام. ولا أتعرف على الناس بسهولة ، وكنت نادراً ما أتكلم مع أي شخص إلا إذا أُجبرْتُ على ذلك، أو كنت أعرفهم من قبل..

وعودة إلى قصتنا، كانت ورقة الكمبيوتر المطبوعة تحمل مفاجأة كبيرة لي. حيث سُجلت في فصل المسرح... الفصل الذي يتطلب مني أداء مشاهد تمثيلية أمام جمهور حقيقي ، مما أصابني بالهلع والرهبة!

إنني لا أستطيع توجيه أي سؤال في الفصل. وبدأت أفكر ، كيف سأظهر على خشبة المسرح وأمام الجمهور؟

وكما هي متوقعة منه كانت ردة فعل زوجي هادئة وعقلانية ، حيث اقترح علي بأن أتكلم مع المدرس، وأشرح له المشكلة ، وأن أبدي رغبتي بتغيير دراستي إلى ديكور المسرح أو إلى تصميم وخياطة الأزياء. ووافق المدرس على ذلك بعد أن شرحت له ظروفي ، ووعد بإيجاد طريقة لمساعدتي . وهكذا ذهبت إلى الصف في يوم الثلاثاء التالي.

وعند دخولي إلى الصف تلقيت مفاجأة ثانية أكبر من الأولى، لقد كان الصف غاصاً بالطلاب " العرب " وراكبي الجمال أو (camel jockeys)، ولم أكن قد رأيت أحد منهم قبل ذلك بل كل ما هنالك هو أنني كنت أسمع عنهم.

كان من المستحيل أن أجلس في غرفة مملوءة بوثنيين قذرين ، وفي نهاية الأمر سأصاب بمرض مريع من هؤلاء البشر. كل شخص يعرف كم هم قذرون ، ولا يمكنك الوثوق بهم أيضاً. فأغلقت باب الصف وعدت إلى المنزل.

( هناك شيء صغير لابد أن تعرفوه. وهو أنني عندما كنت أقول هذا عنهم كنت أرتدي بنطالا ضيقاً من الجلد، وصدرية، وبيدي كأس من النبيذ .... ولا زالوا في رأيي أنهم هم السيئون ساعتها ).

وعندما أخبرت زوجي عن وجود العرب في الصف ، واستحالة عودتي إلى هناك. استجاب لي كالمعتاد بردة فعله الهادئة كما ذكرت. وذكرني بأنني دائماً ما أردد بأن الإله له أسباب لكل شيء ، وربما يحسُن بي أن أتريث قليلاً للتفكير في الموضوع قبل اتخاذ قراري النهائي. وفي نفس الوقت ذكرني بأنني حاصلة على منحة دراسية لدفع مصاريفي الدراسية ، وإذا كنت أريد المحافظة عليها علي أن أبقي معدلي مرتفعاً ، حيث أن ثلاث ساعات رسوب تنهي أي فرصة أخرى لي.

وفي اليومين التاليين ، كنت أدعو وأصلي للمساعدة. وعدت إلى الصف في يوم الخميس، وأنا مقتنعة بأن الإله قد وضعني هنا لكي أنقذ هؤلاء الوثنيون الجهلة التعساء من نار جهنم.

وبدأت أشرح لهم كيف أنهم سيحترقون بنيران جهنم مخلدين فيها ، إذا لم يقبلوا بالمسيح كمنقذ ومُخَلّصْ لهم. ولكنهم كانوا مؤدبين جداً ، ولم يتحولوا إلى المسيحية. بعدئذ بدأت بأسلوب آخر فشرحت لهم أن المسيح يحبهم، وأنه مات على الصليب فداءً لهم لينقذهم من آثامهم. وما عليهم إلا أن يقبلوه في قلوبهم فقط.

كانوا مهذبين ولكنهم لم يتنصروا بعد. لهذا قررت أن أقرأ كتابهم لأثبت لهم أن الإسلام دين زائف ، وأن محمد إله زائف أيضاً.

وأعطاني أحد الطلاب نسخة من القرآن وكتاب آخر عن الإسلام. واستمر بحثي وأنا متأكدة بأنني سأحصل سريعاً على الدليل والبرهان الذي أريده.

وهكذا قرأت القرآن والكتاب الذي أعطاني إياه أحد الطلاب. ثم قرأت 15 كتاباً آخر، وصحيح مسلم أيضاً ، ثم عدت إلى قراءة القرآن. وكنت عازمة وبإصرار على تنصيرهم! واستمرت دراستي عن الإسلام لمدة العام والنصف.

وخلال ذلك الوقت بدأت أواجه مشاكل قليلة مع زوجي. كانت تصرفاتي تتغير بطرق بسيطة وصغيرة ، لكنها كانت كافية لمضايقته وإثارة شكه. ولأننا معتادين على الذهاب إلى البار كل يوم جمعة وسبت ، أو للحفلات الراقصة، بدأت أرفض الذهاب إلى هذه الأماكن. كنت هادئة وبعيدة جداً عنه ، وكان واثقاً بأن لدي شيء ما. وهكذا أخرجني من حياته ، وانتقلت مع أطفالي إلى شقة لوحدنا ، واستمريت باجتهاد وعزيمة لتحويل المسلمين إلى المسيحية.

وفي يوم من الأيام سمعت قرعاً على باب شقتي، ولما فتحت الباب وإذا بي برجل عليه ثوب نوم أبيض طويل، وعلى رأسه غطاء طاولة بمربعات حمراء وبيضاء ، وبرفقته ثلاثة رجال ببيجامات النوم. ( كانت أول مرة أرى لباسهم الوطني ). وكنت متضايقة بعض الشيء لظهور رجال على بابي بملابس النوم.

أي امرأة أكون في ظنهم؟

ألا يوجد لديهم عزة أو كرامة ؟

ولكم أن تتخيلوا صدمتي ووقع المفاجأة علي عندما قال الرجل الذي يضع على رأسه غطاء الطاولة: أنه علم بأنني أنتظرهم لأدخل في الإسلام!

وبسرعة أجبته : بأنني مسيحية ، ولا أريد أن أكون مسلمة. وعلى أي حال بما أنهم هنا لدي بعض الأسئلة ، إذا كان لديه وقت لذلك.

كان اسمه عبد الله ، ولقد أعطاني الوقت الكافي كي أسأله ، وناقش بصبر كل سؤال سألته. ولم يجعلني أبدو بلهاء أو أن أسئلتي كانت ساذجة.

لقد سألني إن كنت أؤمن بوحدانية الله ؟

فقلت : نعم. ثم سألني هل أؤمن بأن محمد رسول الله؟

فقلت: نعم. عندها قال لي: أنت مسلمة من قبل!

فكابرت بأنني مسيحية ، وأنني أحاول أن أفهم الإسلام فقط. ( كنت أعتقد في نفسي: بأنني لا يمكن أن أكون مسلمة! أنا أمريكية وبيضاء! ماذا سيقول عني زوجي؟ وأيضاً إذا أسلمت ، لابد أن أفترق عن زوجي بالطلاق. وستموت عائلتي من الغيظ! )

استمر بنا الكلام لوقت طويل. وفي الأخير شرح لي بأن الحصول على المعرفة وفهم الروحانية مثال صغير كتسلق السلم ، وقال لي: إذا تجاوزتِ بضعة درجات قليلة فأنت معرضة لخطر السقوط. والشهادة هي أولى خطوات السلم. وافترقنا ولا زال لحديثنا بقية.

وأخيراً في يوم 21 مايو 1977 وبعد العصر نطقت بالشهادة. ولكن كان هناك بعض الأشياء التي لم أستطع قبولها، إنها طبيعتي بأن أكون صادقة تماما ، لهذا أضفت عند نطق الشهادة فقلت: أنني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ولكني لن أغطي شعر رأسي ، وإذا تزوج زوجي بأخرى سأخصيه.

وعندها بدأت اسمع همهمات الرجال الموجودين في الغرفة ، لكن عبد الله أمرهم بالسكوت. وفيما بعد علمت بأنه طلب من الأخوة بأن لا يناقشوا هذين الموضوعين معي أبداً. كان متأكداً بأنني سأفهم حقيقة ذلك وأقر بأمر الشرع فيما بعد.

إن الشهادة في الحقيقة خطوة ثابتة على سلم المعرفة الروحية والقرب من الله . لكنها كانت بالنسبة لي خطوات بطيئة. واستمر عبد الله بزيارتي وإجابة أسئلتي. وجزاه الله كل خير لصبره وتحمله. لم يعاتبني ولم يوحي إلي بأن أي سؤال سألته كان ساذج أو سخيف. لقد تعامل مع كل سؤال باحترام ، وأخبرني بأني السؤال الساذج هو الذي لم يُسأل.
همممم ....... إن جدتي عادة ما تقول ذلك.

لقد شرح لي بأن الله أمرنا بالبحث عن المعرفة، وأن الأسئلة هي إحدى الوسائل لبلوغ المعرفة. كان إذا شرح شيئاً يبدو كأنك تراقب وردة تتفتح بتلاتها واحدة فواحدة إلى أن تكتمل.

كنت إذا سألته عن شيء لم أقتنع به ، أو لماذا لا أقبله ، دائما يقول إن معك الحق إلى حدٍ ما. ثم يبدأ بتوضيح الأمر لي. ويطلب مني أن أنظر إلى الموضوع بنظرة أعمق ، ومن زاوية أخرى لأصل إلى الفهم الكامل بفضل الله!

وعلى مر السنين مررت بعدة أساتذة. وكل منهم كان مختلف ومتميز. إنني أشكر كل واحد منهم على المعرفة التي أعطاني إياها. حيث ساعدني كل واحد منهم لينمو حبي للإسلام أكثر. وهكذا كلما زادت معرفتي بدأ ظهور التغير في داخلي. وفي خلال السنة الأولى ارتديت الحجاب. لا أذكر متى بدأت ذلك، وإنما أتى طبيعياً بزيادة معرفتي وفهمي للإسلام. وأتى وقت أيدت فيه تعدد الزوجات. لأن الله لم يأمر به إلا لوجود شيء حسن فيه.

{ سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاءً أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى } سورة الأعلى ( 1 – 8 )

عندما بدأت بدراسة الإسلام أول مرة، لم أتوقع بأنني سأجد فيه أي شيء أحتاجه أو أوده في حياتي الشخصية. لقد كنت أعرف القليل بأن الإسلام سيغير حياتي. أبداً لم يكن باستطاعة أي إنسان إقناعي بأن نفسي ستعيش بسلام ، وعامرة بالحب والسعادة بسبب الإسلام.

إن هذا الكتاب، كتاب الإله الواحد، خالق الكون. يصف الطريقة الرائعة التي نظم بها الله هذا العالم. هذا القرآن الرائع به كل الأجوبة. الله اللطيف، الله الرحيم ، الله الحامي، والغفار، والمعطي. والحافظ. الله الكريم ، والمجيب ، والواقي والموسع والميسر بعد العسر. { ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً } الشرح ( 1 – 6 ).
يشرح القرآن كل الوجود ويرينا الطريق الواضح للفلاح. إنه خريطة تقودك إلى المغفرة ، و دليل لك في هذه الحياة.

كيف غير الإسلام حياتي:

كيف سيكون حبنا للضياء ..... إذا عشنا مرة في الظلام .

عندما اعتنقت الإسلام لم أظن حقيقة بأن ذلك سيؤثر في حياتي كثيراً. لكنه لم يؤثر في حياتي بل غيرها تماماً.

حياتي العائلية: أنا وزوجي أحببنا بعضنا البعض جداً. ولازالت المودة بيننا كذلك. ومصاعبنا بدأت مع بدء دراستي للإسلام. حيث لاحظ تغيري ولم يكن يعلم ماذا يحدث ، وقرر بأن تغيري لا يمكن سببه ألا وجود رجل آخر. ولم تكن هنالك أي طريقة لأشرح له ماذا تغير في لأنني لم أكن أدري ما الذي يحدث ، ولم ألاحظ أنني أتغير..
وبعد ما عرف أنني بدأت أفكر كمسلمة لم يساعدنا ذلك كثيراً. وفي الأخير... السبب الوحيد الذي يجعل المرأة تغير دينها هو وجود رجل آخر. ولكنه لم يستطع إثبات وجود هذا الرجل .. ولكنه لابد أن يكون موجوداً.

وانتهينا بطلاق سيئ. وقررت المحكمة بأن ديني الجديد سيكون ضار لنشأة أولادي ، لهذا أخذوهم من حضانتي.

وخلال إجراءات الطلاق أُعطيت الخيار. إما أن أتخلى عن هذا الدين وأذهب مع أولادي ، أو أتخلى عن أولادي وأذهب مع هذا الدين. لقد صدمت.

ولم يكن هذا خيار ممكن بالنسبة لي، إذا تخليت عن الإسلام ... سأعلم أولادي الخداع.

ولاستحالة إنكار ما في قلبي ، لا يمكن أن أنكر الله الآن أو فيما بعد. لقد صليت كأنني لم أصلي من قبل. وبعد ثلاثين دقيقة من صلاتي أحسست بأن آمن مصير لأولادي لا يمكن أن يكون إلا بين يدي الله. إذا أنكرته الآن لا يمكن في المستقبل أن أُري أولادي عظمة ارتباطهم مع الله.

لقد أخبرت المحكمة بأنني اخترت أن أدع أولادي بين يدي الله. وهذا ليس رفضاً لهم.

خرجت من المحكمة وأنا أعلم بأن الحياة ستكون صعبة بدون أطفالي. كان قلبي ينزف، بالرغم من أنني أعلم في قرارة نفسي أن ما قمت به هو الصواب.

لقد وجدت العزاء والسلوان بترديد آية الكرسي. وهذا جعلني أبدأ بتدبر والتأمل بصفات الله واكتشاف معانيها الجميلة.

ولم تكن حضانة الأطفال والطلاق المشاكل الوحيدة التي واجهتها. بل أن كل عائلتي رفضت اعتناقي للإسلام. ورفض معظم أفراد العائلة وجود أي صلة تربطني بهم. وكانت أمي تعتقد بأنها نزوة مرحلية عابرة ، وسأتخلى عنها فيما بعد ، بعد أن أعقل.

أما أختي أخصائية الصحة العقلية فكانت متأكدة بأنني فقدت عقلي، ولابد من إدخالي لمستشفى الأمراض العقلية. وأما والدي فكان يعتقد بأنه لابد من قتلي لكي لا أنحدر في جهنم أكثر من ذلك. وهكذا فجأة وجدت نفسي وحيدة وبدون زوج أو عائلة. ماذا سيحصل بعد ذلك يا ترى؟

أما الأصدقاء فقد تخلى الجميع عني في السنة الأولى. لم تعد صحبتي مبهجة ، فأنا لا أذهب إلى البارات، أو الحفلات معهم. ولم أكن مهتمة بإيجاد صديق ( Boyfriend ) كل ما أفعله هو قراءة هذا الكتاب السخيف ( القرآن ) والتحدث عن الإسلام، لقد كنت مملة .... ولم تكن معرفتي كافية لمساعدتهم على اكتشاف روعة الإسلام.

وأما من ناحية عملي الوظيفي كان هو التالي الذي سيذهب مني ، ومثلما كنت أحصل على كل منحة ومكافأة موجودة في عملي ، واعتُبرتُ قانصة للفرص ، وجالبة للمال ، فصلتُ من عملي في أول يوم وضعت فيه الحجاب. وهكذا أصبحت أخيراً بدون عائلة وبلا أصدقاء أو عمل.

الضياء الوحيد في هذا كله كانت جدتي. لقد أيدت اختياري وانضمت إلى جانبي. وكانت في الواقع مفاجأة سعيدة ! لقد كنت أعرفها كم كانت حكيمة ، ولكن حتى في هذه المرة ! ماتت جدتي بعد فترة قصيرة.

وعندما أقف لأتأمل أمرها أشعر بالغبطة ، لأنها بعد نطق الشهادة بقيت حسناتها بينما بُـدلت سيئاتها حسنات. ولأنني أعرف بأن كتاب حسناتها كبير قبل نطق الشهادة أشعر بالسعادة والفرحة لها لأنها ماتت بعد إسلامها بفترة قصيرة.

بعد زيادة معرفتي بالدين واستطاعتي الإجابة على الأسئلة تغيرت أشياء كثيرة في حياتي. لكنها تغيرات جعلتني شخص له تأثير كبير وقوي على من حوله.

إذ بعد سنوات من خروجي على الملأ بإسلامي ، اتصلت بي والدتي هاتفياً قائلة : إنها لا تعرف ما هذا " الشيء الذي يسمى بالإسلام " لكنها تتمنى أن أستمر فيه، وأنها معجبة بتأثيره علي.

وبعد سنتين اتصلت بي مرة أخرى وسألتني قائلة: ماذا يفعل الشخص إذا أراد أن يصبح مسلماً ؟ فأخبرتها بأن كل ما عليه أن يفعله هو أن يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. فردت قائلة: أي مغفل يعرف ذلك. لكن ما هو الشيء الذي عليك أن تفعليه؟ وأعدت عليها نفس الكلام ، وردت علي: حسناً ... لكن علينا إخبار والدك فيما بعد.

ولم تكن تعلم بأن والدي قد تحدث معي بنفس الموضوع قبل عدة أسابيع، والدي الذي أراد قتلي ، أسلم قبل شهرين من محادثتها معي. وبعدهما أختي أخصائية الصحة العقلية ، لقد أخبرتني بأنني أكثر امرأة " متحررة " عرفتها. وشهادتها هذه أعتبرها أعظم تهنئة حصلت عليها.

وبدلاً من إخباركم عن كل فرد في العائلة ، دعوني أقول لكم ببساطة أنه كل عام يعتنق الإسلام عدد أكبر من عائلتي. لقد شعرت بسعادة خاصة وبالغة عندما أخبرني صديق عزيز وهو الأخ إمام قيصر أن زوجي السابق قد أسلم. وعندما سأله الأخ إمام لماذا أسلم ، قال :

إنه كان يراقبني طوال الستة عشر سنة الماضية ، ويريد الآن أن تكون ابنته مثلي.

لقد أتى إلي طالباً الصفح عن كل ما فعله بي ، فأخبرته بأنني قد صفحت عنه وسامحته منذ زمن طويل.

وفي هذا الوقت اتصل بي ابني البكر " ويتني " وأنا أكتب قصتي هذه قائلاً بأنه يريد أن يصبح مسلماً. وأنه سيعلن شهادته خلال أسبوعين، وأخبرني بأنه خلال هذه الفترة يحاول أن يتعلم أمور الدين قدر استطاعته. إن الله هو أرحم الراحمين.

وعبر السنين عُرفتُ من خلال دعوتي للإسلام ، ودخل الإسلام العديد من المستمعين. إن شعوري بالسلام داخل نفسي ازداد بزيادة معرفتي وثقتي بحكمة ومشيئة الله سبحانه وتعالى. وأؤمن بأن الله ليس خالقي فقط بل أقرب وأعز شيء على نفسي ، وأعلم بأن الله سبحانه وتعالى موجود ولن يطردني من رحمته. إن كل خطوة نتقرب بها إلى الله يتقرب إلينا عشراً، أليست هذه عناية إلهية رائعة.

حقيقة أن الله اختبرني ، وكما وعد سبحانه وتعالى فقد جزاني بأكثر مما أمّلت. لقد أخبرني الأطباء قبل عدة سنوات بأنني مصابة بسرطان مميت. وأخبروني بأنه لا علاج له لأن مرحلته متقدمة. وبدءوا بتهيئتي للموت بشرح كيفية تقدم المرض. وأنه ربما بقي لي عام واحد من عمري لأعيشه.

لقد كنت أفكر بأولادي ، وخصوصاً أصغرهم. ومن سيعتني به؟ ولم أكن مكتئبة، لأننا سنموت جميعاً. وكنت مقتنعة بأن الآلام التي عانيتها إنما هي تكفير خطايا. وأذكر صديق عزيز اسمه كريم الميساوي الذي مات بالسرطان وهو في العشرينات من عمره. لقد أخبرني قبل وفاته بوقت قصير أن الله هو أرحم الراحمين.

هذا الرجل كان يتألم ألما مبرحاً بصورة لا تصدق، وكان نور الإيمان يشع منه. لقد قال لي ذات مرة: أن الله يريد أن يدخلني الجنة وكتابي نظيف.

كان موته خبرة أعطتني شيئاً للتأمل، لقد علمني أن الله رحيم ومحب لعباده. فقليلاً ما نجد أحداً يتكلم عن المحبة والعناية الإلهية.

لم أستغرق وقتاً طويلاً لأعرف عناية الله بي، إذ ظهر أصدقاء لي محبون من حيث لا أدري. ومكنني من أداء فريضة الحج. واكثر أهمية من ذلك، تعلمت أهمية مشاركة حقيقة الإسلام مع كل شخص. لم يكن مهماً كونهم مسلمون أم لا، أو وافقوني بالرأي أو أحبوني. كل ما يهمني هو القبول من الله سبحانه وتعالى. المحبة التي أريدها فقط هي من الله.

وليس هذا كله ، بل اكتشفت أن أناس وأناس أكثر أحبوني لسبب غير ظاهر ، وأشعر بالسرور عندما أتذكر من قراءتي بأن الله إذا أحبك ألقى محبتك بين الآخرين.

إنني لا أستحق كل هذا الحب ، إن هذا يعني جزاء آخر من الله ، الله أكبر.

لا توجد وسيلة لشرح كيف غير الإسلام حياتي. والحمد لله أشعر بسعادة لكوني مسلمة. إن الإسلام هو حياتي، ونبض قلبي، أنه الدم الذي يسري في عروقي ، وهو مصدر قوتي.

لقد جعل الإسلام حياتي رائعة وجميلة وذات معنى وهدف. إنني لا شيء بدون الإسلام وإذا صرف الله وجهه الكريم عني لا قيمة لحياتي.

[ اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي بصري نوراً ، وفي سمعي نوراً ، وعن يميني نوراً ، وعن يساري نوراً ، وفوقي نوراً ، وتحتي نوراً ، وأمامي نوراً وخلفي نوراً ، وأجعل لي نوراً ] صحيح البخاري.

[ رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ] صحيح البخاري.

أخوتي في الله ، هذه القصة تدلنا على أن التمسك بالدين وعدم الذوبان في مفاهيم وحياة الغرب طريق للدعوة إلى الله. لقد رفض الأخوة العرب بأدب وبدون انفعال عندما أرادت أن تنصرهم ، وأعطوها مصحفاً وكتباً عن الإسلام.

وأخينا في الله عبد الله كان مثالاً طيباً للداعية المتفهم والصبور، وأحسبه ولا أزكيه على الله ، بأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اشترط بنو ثقيف عدم الجهاد لكي يسلموا فقبل ، ولما استفسر الصحابة أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم سيجاهدون إذا تمكن الإسلام من قلوبهم ، وهذا فعلاً ما حدث.

ملاحظة: الأخت أمينة هي التي وضعت الآيات والأحاديث في قصتها ، ولم أضع آية الكرسي والتي أوردتها في الجزء الذي كانت تتحدث فيه عن اختيارها للإسلام أمام المحكمة ، لتوقعي بأن الجميع يحفظها.

ترجمة البرقعي ..







التوقيع :
ما توفيقي إلا بالله ..
من مواضيعي في المنتدى
»» الشعراني الصوفي يأكل الوزغ ليرجع إليه حاله / وثيقة مصورة
»» سؤال لأحفاد العترة الصوفية
»» ثلاثة كتب تؤكد إيمان الاسماعيلية بالتناسخ
»» هل بعد لطمية البرتقالة شيء ؟
»» الدسوقي يقول أنه هو موسى وعلي وأنه رأى الله وخاطبه وأنه خُلق من نور محمد
 
قديم 12-03-02, 12:55 AM   رقم المشاركة : 2
أبو عمر القمي
عضو فعال





أبو عمر القمي غير متصل

أبو عمر القمي is on a distinguished road


Thumbs up

قصه رائعه جدا اشكرك يازميلنا البرقعي على ترجمتها







التوقيع :
اللهم ارحمني برحمتك
من مواضيعي في المنتدى
»» هنا تسكب العبرات
»» السلام عليكم ورحمه الله اخوكم القمي
»» سوف ادافع عن أم المؤمنين وأقول كلمة الحق
»» اعتذار لاخي الشيخ السعدي
»» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
 
قديم 12-03-02, 01:12 AM   رقم المشاركة : 3
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


جزاك الله خير اخي البرقعي ..







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعة في العراق.... حرب على الأضرحة !!!
»» آية الله جنتى يتهم السيستانى بالعمالة
»» معطف يجعلك خفياً / صورة
»» جروح في جبين الحجاب الإسلامي
»» مهلاً يا عاشق الدنيا مكرر
 
قديم 04-01-10, 01:26 AM   رقم المشاركة : 4
almafdly
مشترك جديد







almafdly غير متصل

almafdly is on a distinguished road


جزاك الله خيرا شيخنا البرقعي







 
قديم 04-01-10, 05:00 AM   رقم المشاركة : 5
جنتك ابتغي
عضو فضي






جنتك ابتغي غير متصل

جنتك ابتغي is on a distinguished road


جزاك الله الجنه
قصه رائعه والحمدالله الذي هداهاالى الاسلام..







من مواضيعي في المنتدى
»» الى كل شيعي
»» حوار هادئ....
»» الروافض يتلاعبون بأيات الله إن أعطيناك الكوثر حيدر حيدر
»» النغمه الرافضيه لاتتغير حتى بالانجليزيه؟؟
»» سوف أعتذر نيابة عن العريفي إذا
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "