العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الفتــــــاوى والأحكـــام الشــرعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-03, 04:36 PM   رقم المشاركة : 1
خالد القسري
عضو فضي







خالد القسري غير متصل

خالد القسري


خطبة الكتاب

[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبين لأحكام شرائع الدين ، الفائز بمنتهى الإرادات من ربه فمن تمسك بشريعته فهو من الفائزين ، صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، وعلى آل كل وصحبه أجمعين .
وبعد : فهذا مختصر في الفقه على المذهب الأحمد ، مذهب الإمام أحمد ، بالغت في إيضاحه رجاء الغفران ، وبينت فيه الأحكام أحسن بيان ، لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان ، وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان ، وسميته بـ دليل الطالب لنيل المطالب .
والله أسأل أن ينفع به من اشتغل به من المسلمين ، وأن يرحمني والمسلمين إنه أرحم الراحمين .[/ALIGN]
[HR]
[ALIGN=JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]
الحمد لله رب العالمين ، الذي شرح صدر من شاء من عباده للفقه في الدين ، ووفق لاتباع آثار السلف الصالحين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا معين ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الأمين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فهذا شرح على كتاب :
دليل الطالب لنيل المطالب الذي ألفه الشيخ مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي تغمده الله برحمته ، وأباحه بحبوحة جنته ، ذكرت فيه ما حضرني من الدليل والتعليل ، ليكون وافياً بالغرض من غير تطويل ، وزدت في بعض الأبواب مسائل يحتاج إليها النبيل ، وربما ذكرت رواية ثانية أو وجهاً ثانياً لقوة الدليل ، نقلته من كتاب الكافي لموفق الدين عبد الله بن اًحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثم الدمشقي ، ومن شرح المقنع الكبير لشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة ، وغالب نقلي من مختصره ، ومن فروع ابن مفلح وقواعد ابن رجب وغيرها من الكتب .
وقد أفرغت في جمعه طاقتي وجهدي ، وبذلت فيه فكري وقصدي ، ولم يكن في ظني أن اًتعرض لذلك ، لعلمي بالعجز عن الخوض في تلك المسالك ، فما كان فيه من صواب فمن الله ، أو خطأ فمني ، وأسأله سبحانه العفو عني، ولما تكففته من أبواب العلماء وتطفلت به على موائد الفقهاء تمثلت بقول بعض الفضلاء : [/ALIGN]

أسير خلف ركاب النجب ذا عرج مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا فكم لرب الورى في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً فما على عرج في ذاك من حرج
[ALIGN=JUSTIFY]وإنما علقته لنفسي ، ولمن فهمه قاصر كفهمي ، عسى أن يكون تذكرة في الحياة ، وذخيرة بعد الممات ، وسميته ( منار السبيل في شرح الدليل ) ، أسأل الله العظيم أن يجعله لوجهه خالصاً ، وإليه مقرباً ، وأن يغفر لي ويرحمني والمسلمين ، إنه غفور رحيم .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]مقدمة صاحب المتن مع شرحها[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY][ بسم الله الرحيم الرحيم الحمد لله رب العالمين ] ابتدأ كتابه بالبسملة ثم بالحمدلة اقتداء بكتاب الله عز وجل ، وعملاً بحديث ( كل أمر ذي بال ، لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر ) ، أي ذاهب البركة ، رواه الخطيب والحافظ عبد القادر الرهاوي ، وبحديث ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع ) وفي رواية : ( بحمد الله ) . وفي رواية : ( بالحمد ) . وفي رواية ( فهو أجذم ) . رواها الحافظ الرهاوى في الأربعين له .
[ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين ] قال ابن عباس ومقاتل : قاضي يوم الحساب ، وقال قتادة : الدين الجزاء . وإنما خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً للأيام كلها ، لأن الأملاك يومئذ زائلة فلا ملك ولا أمر الا له .
[ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبين لأحكام شرائع الدين ] بأقواله وأفعاله وتقريراته ، والدين هنا الإسلام ، قال تعالى( ورضيت لكم الإسلام ديناً ) [ المائدة : 3] وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عمر : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ) .
[ الفائز بمنتهى الإرادات من ربه " كالحوض المورود ، والمقام المحمود ، وغير ذلك من خصائصه . قال تعالى :" وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى ] [الضحى : 4 -5]، والفوز والنجاة والظفر بالخير ، قاله في القاموس .
[ فمن تمسك بشريعته ] بفعل المأمورات ، واجتناب المنهيات .
[ فهو من الفائزين ] في الدنيا والآخرة .
[ صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ] حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية : ( الصلاة من الله تعالى ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ) وقيل الرحمة ، وقيل رحمة مقرونة بتعظيم . وتستحب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) [الأحزاب : 56 ] ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا علي من الصلاة ) وتتأكد في ليلة الجمعة ويومها ، وعند ذكره ، وقيل تجب لقوله صلى الله عليه وسلم : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) وحديث : ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ) وهي ركن في التشهد الأخير وخطبتي الجمعة كما يأتي - والنبي إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، فإن أمر بتبليغه فهو رسول .
[ وعلى آل كل وصحبه أجمعين ] وآل النبي أتباعه على دينه الصحيح عندنا ، وقيل أقاربه المؤمنون ، والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي ، وهو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً ومات على ذلك . وجمع بين الآل والصحب رداً على الشيعة المبتدعة ، حيث يوالون الآل دون الصحب .
[ وبعد ] يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر استحباباً ، في الخطب والمكاتبات ، لفعله عليه السلام .
[ فهذا مختصر ] وهو ما قل لفظه وكثر معناه ، قال علي رضي الله عنه : خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل .
[ في الفقه ] وهو لغةً الفهم ، واصطلاحاً معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالاستدلال بالفعل أو بالقوة القريبة .
[ على المذهب الأحمد مذهب الإمام أحمد ] بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه ، ولد ببغداد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ، ومات بها في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وفضائله ومناقبه شهيرة .
[ بالغت في إيضاحه رجاء الغفران ] من الله جل وعلا .
[ وبينت فيه الأحكام أحسن بيان ] . والأحكام خمسة : الوجوب ، والحرمة ، والندب ، والكراهة ، والإباحة .
[ لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان ] من المتأخرين .
[ وسميته بـ دليل الطالب لنيل المطالب ، والله أسأل أن ينفع به من اشتغل به من المسلمين وأن يرحمني والمسلمين إنه أرحم الراحمين ] آمين .
[/ALIGN]
[HR]
[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراونساءواتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ، ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
أما بعد ، فهذا كتابنا [ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ] ، نقدمه اليوم إلى قرائنا الكرام بعد أن كثر السؤال عنه ، وألح بطبعه كثير من أهل العلم والفضل في مختلف البلاد الإسلامية ، كلما جاء ذكره ، أو بلغهم اسمه . وقد كنت فرغت من تخريجي منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، ولذلك جريت على الإحالة عليه في تخريج بعض الأحاديث في كثير من مؤلفاتي المطبوعة منها والمخطوطة ، سواء ما كنت قد سلكت في تخريجه مسلك البسط ، أو التوسط ، أو الإيجاز ، أ والاكتفاء بذكر مرتبة الحديث فقط ، مثل [ الأحاديث الصحيحة ] . و [ الأحاديث الضعيفة ] ، و [ غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ] و [ ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة ] ، و [ التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب ] ، ومثل بعض الرسائل الصغيرة نحو [ الكلم الطيب ] ، و [ التوسل : أنواعه وأحكامه ] ، و [ الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ] وغيرها . ولذلك فإنه كان من الضروري إخراجه إلى عالم المطبوعات منذ سنين ، تيسيرا علي في المراجعة عند الإحالة أولا ، واستجابة لرغبة أ هل العلم وإفادتهم ثانيا . ومع أن الفضل في تأليفه يعود إلى الأخ الفاضل الأستاذ محمد زهير الشاويش ، وكان حريصا على نشره على الناس ، إلا أنه حال بينه وبين ذلك أسباب منها اضطراره إلى الخروج من سورية ، ثم من لبنان لمدة طويلة ، وأخيرا الوضع المضطرب في بيروت منذ بضع سنوات . والآن وقد استقرت الأوضاع بعض الشيء وتيسرت له سبل الطباعة ، فقد بادر - جزاه الله خيرا - إلى إخراجه إلى عالم المطبوعات ، فضم بذلك فضلا إلى فضل ، أتم الله علينا وعليه نعمه ظاهرة وباطنة . ثم إن الباعث على هذا التخريج كان أمورا أذكر أهمها :
الأول : أن أصله : [ منار السبيل . . . . ] هو من أمهات كتب مذهب الإمام أحمد إمام السنة ، الذي جمع من الأحاديث مادة غزيرة ، قلما تتوفر في كتاب فقهي آخر في مثل حجمه - إذ هو جزءان فقط - حتى بلغ عددها ثلاثة آلاف حديث أو زادت ، جلها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه لا يوجد بين أيدي أهل العلم وطلابه كتاب مطبوع في تخريج كتاب في الفقه الحنبلى كما للمذاهب الأخرى ، خذ مثلا كتاب [ نصب الراية لأحاديث الهداية ] في الفقه الحنفي ، للحافظ جمال الدين الزيلعى ، و [ تلخيص ابن حجر العسقلاني ] ، فرأيت أن من واجبي تجاه إمام السنة ، ومن حقه علي أن أقوم بخدمة متواضعة لمذهبه وفقهه ، رحمه الله تعالى ، وذلك بتخريج هذا الكتاب .
الثالث : أنني توخيت بذلك أن أكون عونا لطلاب العلم والفقه عامة ، والحنابلة منهم خاصة ، الذين هم - فيما علمت - أقرب الناس إلى السنة على السلوك معنا في طريق الاستقلال الفكري الذي يعرف اليوم ب [ الفقه المقارن ] ، هذا الفقه الذى لا يعطيه حقه - اليوم - أكثر الباحثين فيه ، والمدرسين لمادته في [ كليات الشريعة ] المعروفة الآن ، فإن من حقه أن لا يستدل فيه بحديث ضعيف لا تقوم به حجة . فترى أحدهم ، يعرض لمسألة من مسائله ، ويسوق الأقوال المتناقضة فيه ، ثم لا يذكر أدلتها التفصيلية ، فإذا كان فيها شئ من . الأحاديث النبوية " حشرها حشرا ، دون أن يبين ويميز صحيحها من حسنها ، بل ولا قويها من ضعيفها ، فيكون من نتيجة ذلك وآثاره السيئة أن تتبلبل أفكار الطلاب وتضطرب آراؤهم في ترجيح قول على قول آخر ، ويكون عاقبة ذلك أن يتمكن من قلوبهم الخطأ الشائع : أن الحق يتعدد بل صرح بعضهم أخيرا فقال : إن هذه الأقوال المتعارضة كلها شرع الله ! وأن يزدادوا تمسكا بالحديث الباطل : ( اختلاف أمتي رحمة ) وقد تتغلب العصبية المذهبية على أحدهم ، وقد يكون هو أستاذ المادة نفسه فيرجح من تلك الأقوال الموافق لمذهبه ، وينتصر له بحديث من تلك الأحاديث ، وهو لا يدري أنه حديث ضعيف عند أهل الحديث ، ونقاده ، والمنهج العلمي الصحيح يوجب عليه أن يجري عملية تضعيفه بين تلك الأحاديث المتعارضة ، المستدل بها للأقوال المتناقضة ، فما كان منها ضعيفا لا تقوم به حجة ، تركت جانبا ، ولم يجز المعارضة بها ، وما كان منها صحيحا أو ثابتا جمع بينها بوجه من وجوه التوفيق المعروفة في علم أصول الفقه وأصول الحديث ، وقد أوصلها الحافظ العراقي في حاشيته على [ علوم الحديث ] لابن الصلاح إلى أكثر من مائة وجه .
الرابع : أن لمثل هذا التخريج العلمي علاقة وثقى بما اصطلحت على تسميته ب [ التصفية ] ، وأعني بها أن النهضة الإسلامية المرجوة لا يمكن أن تقوم إلا على أساس تصفية الإسلام مما دخل فيه على مر القرون ، ومن ذلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وبخاصة ما كان منها في كتب الفقه ، وقد أقيمت عليها أحكام شرعية ، فإن تصفية هذه الكتب من تلك الأحاديث مع كونه واجبا دينيا ، لكي لا يقول المسلم على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله أو ما لا علم له به ، فهو من أقوى الأسباب التي تساعد المسلمين المختلفين على التقارب الفكري ، ونبذ التعصب المذهبي .
الخامس : أننا - بمثل هذا التخريج والتصفية - نسد الطريق على بعض المبتدعة الضالة الجهلة ، الذين يحاربون الأحاديث النبوية وينكرون حجية السنة ، ويزعمون أن الإسلام ليس هو إلا القرآن ! ويسمون في بعض البلاد [ القرآنيين ] . وليسوا من القرآن في شئ. ويلبسون على الجهال بقولهم : إن السنة غير محفوظة ، وإن بعضها ينقض بعضا ، ويأتون على ذلك ببعض الأمثلة ، منها حديث : ( خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ، يعني عائشة ) ثم يعارضون به قوله - صلى الله عليه وسلم - في النساء أنهن ( ناقصات عقل ودين ) ويقولون : انظروا كيف يصف النساء بالنقص في هذا الحديث ثم يأمر بأخذ شطر الدين من عائشة ، وهي متهمة في النقص ! فإذا ما علم المسلم المتبصر في دينه أن الحديث الأول موضوع مكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والحديث الآخر صحيح زال التعارض المزعوم أولا ، لأنه لا يصح في عقل عاقل - غير مجنون - معارضة الحديث الصحيح بالموضوع ، وانكشف تلبيسهم وجهلهم وضلالهم . ثم إذا رجع إلى الحديث الاخر الصحيح ثانيا وأخذه بتمامه من مصدره الموثوق به ، يتبين له أن النقص المذكور ليس إطلاقه كما يتعمد الدجالون أن يوهموا الناس وإسقاطا منهم للسنة من قلوبهم زعموا ، وإنما هو أن المرأة لا تصلي ولا تصوم وهي حائض ، وأن شهادتها على النصف من شهادة الرجل ، كما جاء تفسيره في الحديث نفسه في [ صحيح البخاري ] وغيره . وهذا هو الشأن على الغالب بين الأحاديث الضعيفة والصحيحة ، وطرق شياطين الإنس والجن لإضلال الناس كثيرة متنوعة ، فهذا يضل بمثل حديث عائشة المذكور آنفا ، وآخر بمثل الحديث المتقدم ( اختلاف أمتي رحمة ) . من أجل كل ذلك كان هذا التخريج النافع إن شاء الله تعالى . واعلم أن فن التخريج ليس غاية في نفسه عند المحققين من المحدثين ، بحيث يقتصر أمره على أن نقول مخرج الحديث : أخرجه فلان وفلان . وعن فلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما يفعله عامة المحدثين قديما وحديثا ، بل لا بد أن يضم إلى ذلك بيانه لدرجة كونه ضعيفا ، فإنه والحالة هذه لا بد له من أن تتبع طرقه وشواهده لعله يرتقي الحديث بها إلى مرتبة القوة ، وهذا ما يعرف في علم الحديث بالحسن لغيره ، أو الصحيح لغيره . وهذا في الحقيقة من أصعب أنواع علوم الحديث وأشقها ، لأنه يتطلب سعة في الاطلاع على الأحاديث والأسانيد في بطون كتب الحديث مطبوعها ومخطوطها ، ومعرفة جيدة بعلل الحديث وتراجم رجاله ، أضف إلى ذلك دأبا وجلدا على البحث ، فلا جرم أنه تقاعس عن القيام بذلك جماهير المحدثين قديما ، والمشتغلين به حديثا وقليل ما هم . على أنني أرى أنه لا يجوز في هذه الأيام الاقتصار على التخريج دون بيان المرتبة ، لما فيه من إيهام عامة القراء الذين يستلزمون من التخريج القوة - أن الحديث ثابت على كل حال . وهذا مما لا يجوز ، كما بينته في مقدمة : [ غاية المرام ] ، فراجعه فإنه هام . من أجل ذلك فإني قد جريت في هذا التخريج كغيره على بيان مرتبة كل حديث في أول السطر ثم اتبع ذلك بذكر من خرجه ، ثم بالكلام على إسناده تصحيحا أو تضعيفا ، وهذا إذا لم يكن في مخرجه الشيخان أو أحدهما ، وإلا استغنيت بذلك عن الكلام ، كما كنت بينته في مقدمتي لتخريج أحاديث [ شرح العقيدة الطحاوية ] ، ومقدمتي على [ مختصر مسلم ] للمنذري . وقد لا يتيسر لي الوقوف على إسناد الحديث ، وحينئذ أنقل ما وقفت عليه من تخريج وتحقيق لأهل العلم ، أداء للأمانة ، وتبرئة للذمة ، ولكني في هذه الحالة أبيض للحديث على الغالب ، فلا أذكر له مرتبة . والله - سبحانه وتعالى - أسال أن يسدد خطانا ، وأن يحفظ علينا ما به من النعم أولانا ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، ويصلح أعمالنا ، ويخلص نوايانا وأن يعاملنا بفضله إنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين . وسبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله الا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
[/ALIGN]

[ALIGN=LEFT]بيروت غرة رجب 1399 . وكتب محمد ناصر الدين الألباني .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]تخريج أحاديث المقدمة[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]1 - حديث : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهو أبتر ) . رواه الخطيب ، والحافظ عبد القادر الرهاوي [ ص 5 ] 1 . [ ضعيف جدا ] .
وقد رواه السبكي في [ طبقات الشافعية الكبرى ] [ 1 / 6 ] من طريق الحافظ الرهاوي بسنده ، عن أحمد بن محمد بن عمران : حدثنا محمد بن صالح البصري - بها - حدثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ، حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ، حدثنا مبشر بن إسماعيل ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا به ، الا أنه قال : ( فهو أقطع ) . قلت : وهذا سند ضعيف جدا ، آفته ابن عمران هذا ، ويعرف بابن الجندي ، ترجمه الخطيب [ في تاريخه ] وقال [ 5 / 77 ] : ( كان يضعف في روايته ، ويطعن عليه في مذهبه - يعني التشيع - ، قال الأزهري : ليس بشئ ) . وقال الحافظ في [ اللسان ] : ( وأورد ابن الجوزي في - الموضوعات - في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات إلا الجندي ، فقال : هذا موضوع ، ولا يتعدى الجندي ) . ثم رواه السبكي من طريق خارجة بن مصعب ، عن الأوزاعي به ، إلا أنه قال : ( بحمد الله ) بدل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وخارجة هذا قال الحافظ : ( متروك ، وكان يدلس عن الكاذبين ، ويقال : إن ابن معين كذبه ) . وقد خالفه والذي قبله محمد بن كثير المصيصي ، فقال في إسناده : عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن ابي سلمة به باللفظ الثاني : ( بحمد الله ) . رواه السبكي ( ص 7 ) ، من طريق ابي بكر الشيرازي في [ كتاب الألقاب ] . والمصيصي هذا ضعيف ، لأنه كثير الغلط كما قال الحافظ . والصحيح عن الزهري مرسلا ، كما قال الدارقطني وغيره . وقد روي موصولا من طريق قره عنه ، عن أبى سلمة ، عن أبي هريرة ، باللفظ الثاني ، وهو المذكور في الكتاب عقب هذا ، ويأتي تحقيق الكلام عليه إن شاء الله تعالى . ومما سبق يتبين أنَّ الحديث بهذا اللفظ ضعيف جدا ، فلا تغتر بمن حسنه مع الذي بعده ، فإنه خطأ بيِّن . ولئن كان اللفظ الآتي يحتمل التحسين ، فهذا ليس كذلك ، لما في سنده من الضعف الشديد كما رأيت .
[ تنبيه ] : عزا المصنف الحديث للخطيب ، وكذا فعل المناوي في [ الفيض ] ، وزاد أنه في [ تاريخه ] ، ولم أره في فهرسه ، والله أعلم .
2 - حديث : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله ، فهو أقطع ) . وفي رواية : ( بحمد الله ) وفي رواية : ( بالحمد ) ، وفي رواية : ( فهو أجذم ) . رواها الحافظ الرهاوي في [ الأربعين ] له [ ص 5 ] . [ ضعيف ] .
رواه ابن ماجه [ 1894 ] عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا ، بلفظ ( بالحمد أقطع ) . ورواه ابن حبان في [ صحيحه ] من هذا الوجه بالرواية الثانية : ( بحمد الله ) كما في طبقات السبكي [ 1 / 4 ] . ورواه الدارقطني في [ سننه ] [ ص 85 ] بلفظ ( بذكر الله أقطع ) ، ورواه أبو داود في [ سننه ] [ 4840 ] بلفظ : ( بالحمد الله فهو أجذم ) وقال : ( رواه يونس وعقيل وشعيب وسعيد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ) . يشير إلى أن الصحيح فيه مرسل . وهو الذي جزم به الدارقطني كما نقله السبكى ، وهو الصواب ، لأن هؤلاء الذين أرسلوه أكثر وأوثق من قرة ، وهو ابن عبد الرحمن المعافري المصري . بل ان هذا فيه ضعف من قبل حفظه ، ولذلك لم يحتج به مسلم ، وإنما أخرج له في الشواهد . وقال ابن معين : ضعيف الحديث . وقال أبو زرعة : الأحاديث التي يرويها مناكير . وقال أبو حاتم ، والنسائي : ليس بقوي . وقول السبكي فيه : " هو عندي في الزهري ثقة ثبت ، فقد قال الأوزاعي : ما أحد أعلم بالزهري منه . وقال يزيد بن السمط : أعلم الناس بالزهري قرة بن عبد الرحمن " . فهو بعيد عن الصواب ، لأنه مخالف لأقوال الأئمة المذكورين فيه . واعتماده في ذلك على ما نقله عن الأوزاعي مما لا يجدي ، لأن المراد من قول الأوزاعي المذكور أنه أعلم بحال الزهري من غيره ، لا فيما برجع إلى ضبط الحديث كما قال الحافظ ابن حجر في [ التهذيب ] . قال : ( وهذا هو اللائق ) . ومما يدلك على ضعفه - زيادة على ما تقدم - اضطرابه في متن الحديث ، فهو تارة يقول : أقطع ، وتارة : أبتر ، وتارة : أجذم ، وتارة يذكر الحمد ، وأخرى يقول : ( بذكر الله ) . ولقد أضاع السبكى جهدا كبيرا في محاولته التوفيق بين هذه الروايات ، وإزالة الاضطراب عنها ، فإن الرجل ضعيف كما رأيت ، فلا يستحق حديثه مثل هذا الجهد ! وكذلك لم يحسن صنعا حين ادعى أن الأوزاعي تابعه ، وأن الحديث يقوى بذلك ، لأن السند إلى الأوزاعي ضعيف جدا كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله ، فمثله لا يستشهد به ، كما هو مقرر في [ مصطلح الحديث ] . وقد رواه أحد الضعفاء الاخرين ، عن الزهري بسند آخر ، أخرجه الطبراني من طريق عبد الله بن يزيد ، حدثنا صدقة بن عبد الله ، عن محمد بن الوليد الزبيدي ، عن الزهري ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ، صدقة هذا ضعيف ، كما قال الحافظ في [ التقريب ] ، وقد خالف قرة إسناده كما ترى ، فلا يصح أن تجعل هذه المخالفة سندا في تقوية الحديث ، كما فعل السبكى ، بينما هي تدل على ضعفه لاضطراب هذين الضعيفين فيه على الزهري ، كما رواه آخرون من الضعفاء عن الزهري بإسناد آخر ، ذكرته في الحديث الذي قبله . وجملة القول أن الحديث ضعيف ، لاضطراب الرواة فيه على الزهري ، وكل من رواه عنه موصولا ضعيف ، أو السند إليه ضعيف . والصحيح عنه مرسلا ، كما تقدم عن الدارقطني وغيره . والله أعلم .
3 - ( حديث عمر : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " ) ص 5 . [ صحيح ] .
ورد من حديث أيى هريرة وعمر وابن عباس وأبي ذر . أما حديث أبي هريرة ، فقال : كان النبي صلى الله علبه وآله وسلم بارزا يوما للناس ، فاتاه رجل فقال : ما الإيمان ؟ قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله ، وتؤمن بالبعث ، قال : ما الاسلام ؟ قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك ، وتقيم الصلاة ، وتؤدى الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : متى الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربها ، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان ، في خمس لا يعلمهن إلا الله ، ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ان الله عنده علم الساعة ) الاية ، ثم أدبر ، فقال : ردوه ، فلم يروا شيئا ، فقال : هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ، وفي رواية : هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا . ر واه البخاري [ 1 / 21 ] والسياق له ، ومسلم [ 1 / 30 ] والرواية الثانية له ، وابن ماجه [ رقم 64 ] ، وأحمد [ 2 / 426 ] ، ورواه النسائي [ 2 / 266 ] من حديث أبى هريرة وأبي ذر معا بلفظ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه ، فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله علبه وآله وسلم أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا اتاه ، فبنينا له دكانا من طين ، كان يجلس عليه ، وإنا لجلوس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه ، إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها ، وأطيب الناس ريحا ، كأن ثيابه لم يمسها دنس ، حتى سلم في طرف البساط ، فقال : السلام عليك يا محمد ، فرد عليه السلام ، قال : أأدنو يا محمد ؟ قال : أدنه ، فلمازال يقول : أأدنو ، مرارا ، ويقول له : أدن ، حتى وضع يده على ركبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : يا محمد أخبرني . الحديث " وسنده صحيح . وأما حديث عمر فلفظه : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، أذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد ! أخبرني عن الاسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الإسلام أن تشهد ان لا اله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ان استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت ، قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، قال : فاخبرني عن أماراتها ؟ قال : أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ، قال : ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لى : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم ) .
رواه مسلم [ 1 / 29 ] ، والنسائي [ 2 / 264 - 266 ] ، والترمذي [ 2 / 101 ] ، وابن ماجه [ 63 ] ، وأحمد [ 1 / 27 و 28 و 52 و 53 ] وزاد في آخره ( ما أتاني في صورة إلا عرفته ، غير هذه الصورة ) ، وفي رواية له ( فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال : يا ابن الخطاب أتدري . . . ) ، واسنادهما صحيح . وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ) . ورواه الدارقطني في [ سننه "] [ ص 281 ] وفيه : ( فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) . الحديث . وفيه : ( وتحج ، وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء . . . ) ، وفي آخره : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، فخذوا عنه ، فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مرتي هذه ، وما عرفته حتى ولى ) . وقال : ( إسناد ثابت صحيح ) . وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد [ 1 / 319 ] من طريق شهر عنه نحوه ، وفيه ( واضعا كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وإسناده حسن في الشواهد . وأما حديث أبى ذر ، فرواه النسائي مقرونا مع أبي هريرة كما تقدم .
4 - ( قوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا علي من الصلاة " ) ص 6 .[ صحيح ] .
أخرجه أبو اسحاق الحربي في [ غريب الحديث ] [ ج 5 / 14 / 2 ] من حديث أوس بن أوس ، مرفوعا بهذا اللفظ ، وتمامه : ( يوم الجمعة ، فان صلاتكم معروضة علي ، قالوا : كيف تعرض عليك وقد أرمت ؟ قال : ان الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) . وإسناده صحيح ، وأخرجه أبو داود [ رقم 1047 و 1531 ] ، والنسائي [ 1 / 203 - 204 ] ، والدارمي [ 1 / 369 ] وابن ماجه [ رقم 1085 و 1636 ] ، والحاكم [ 1 / 278 ] ، وأحمد [ 4 / 8 ] ، واسماعيل القاضي في [ فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] [ ق 89 / 1 - 2 ] ، كلهم من طريق أبي الأشعث الصنعاني ، عنه به ، وفيه عندهم زيادة في أوله بلفظ : ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم عليه السلام ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه . الحديث ) وصححه الحاكم ، والذهبي ، والنووي ، وأعله بعض المتقدمين بما لا يقدح ، كما فصله ابن القيم في : [ جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام ] [ ص 42 - 45 ] ، وذكرت خلاصته في أول كتاب الجمعة من [ التعليقات الجياد على زاد المعاد ] . وللحديث شواهد ، منها : عن أبي الدرداء مرفوعا مثله . رواه ابن ماجه [ 1637 ] ، ورجاله ثقات لكنه منقطع . وقال المنذري [ 2 / 281 ] : [ إسناده جيد ] . وعن أبى هريرة عند الطبراني في الأوسط [ ج 1 / 49 / 1 من الجمع بينه وبين الصغير ] ، وسنده واه ، وعن أبي أمامة . رواه البيهقي في [ الشعب ] بإسناد حسن إلا أنه منقطع ، وعن الحسن البصري مرسلا بلفظ ( أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ) . رواه إسماعيل القاضى [ 90 / 1 ، 91 / 1 ] ، وإسناده صحيح لولا أنه مرسل .
5 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) ص 6 . [ صحيح ] .
رواه الترمذي [ 2 / 271 ] ، وأحمد [ 1 / 201 ] ، والطبراني في [ المعجم للكبير ] [ ج 1 / 292 / 1 ] ، وإسماعيل القاضى في [ فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ] [ ق 90 / 1 ] ، وابن السني في [ عمل اليوم والليلة ] رقم [ 376 ] ، والحاكم [ 1/549 ] ، عن حسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعا . وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ) . وقال الحاكم : ( صحيح الاسناد ) ، ووافقه الذهبي . قلت : ورجاله ثقات معروفون ، غير عبد الله بن على حفيد الحسين رضى الله عنه ، وقد وثقه ابن حبان وحده ، وروى عنه جماعة ، وقد اختلف عليه في إسناده على وجوه ، خرجها إسماعيل القاضي ، لكن الحديث صحيح ، فإن له شاهدين : أحدهما عن أبى ذر ، والآخر عن الحسن البصري مرسلا بسند صحيح عنه . أخرجهما القاضي . وله شاهد ثالث أورده الفيروز أبادي في [ الرد على المعترضين على ابن عربي ] [ ق 39 / 1 ] ، من رواية النسائي عن أنس ، ثم قال : ( وهذا حديث صحيح ) .
( تنبيه ) وقع في بعض النسخ من [ سنن الترمذي ] أن الحديث من مسند على بن أبى طالب رضي الله عنه ، كذلك عزاه المنذري والخطيب التبريزي إلى الترمذي . أنظر تعليقنا على هذا الحديث من " مشكاة المصابيح " رقم ( 920 ) .
6 - حديث : ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ) ص 6 . [ صحيح ] .
رواه الترمذي [ 2 / 271 ] ، والحاكم [ 1 / 549 ] ، من حديث أبى هريرة مرفوعا به . وله عند الترمذي تتمة بلفظ : ( ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر ، فلم يدخلاه الجنة ) وقال : ( حديث حسن غريب ) . وله شاهد من حديث كعب بن عجرة مرفوعا بتمامه . أخرجه الحاكم [ 4 / 153 ] وقال : : ( صحيح الإسناد ) ، ووافقه الذهبي . وفيه إسحاق بن كعب بن عجرة ، قال الذهبي في [ الميزان ] : ( مستور ) . وقال الحافظ : ( مجهول الحال ) . وله شواهد أخرى ذكرها المنذري في [ الترغيب ] [ 2 / 283 ] .
7 - ( وبعد ، في الخطب والمكاتبات ، فعله عليه السلام ) ص 7 [ صحيح ، لكن بلفظ ( أما بعد ) ] . ، وقد ورد ذلك عن جماعة من الصحابة منهم أسماء بنت أبى بكر ، وأختها عائشة ، وعمرو بن تغلب ، وأبو حميد الساعدي ، والمسور بن مخرمة ، وابن عباس ، وأبو سفيان ، وعن عائشة أيضا ، وجابر ، وقد أخرج البخاري الأحاديث الستة الأولى في مكان واحد وترجم لها بقوله : " باب من قال في الخطبة بعد الثناء : أما بعد " . أما حديث أسماء فهو في كسوف الشمس وفيه : " فخطب الناس فحمد الله بما هو أهله ثم قال : " أما بعد . الحديث " . وقد سقته بتمامه وخرجته في كتابي الخاص بصلاة الكسوف . وأما حديث عائشة فهو في قصة صلاة التراويج في رمضان وفيه : فتشهد ثم قال : أما بعد ، فإنه لم يخف على مكانكم ، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها . وقد خرجته في رسالتي [ صلاة التراويح ] [ ص13 ] . وأما حديث عمرو بن تغلب فقال : أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمال أو بشئ فقسمه ، فاعطى رجالا وترك رجالا ، فبلغه أن الذين ترك عتبوا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد . الحديث . وأما حديث أبى حميد فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد . وأما حديث المسور بن مخرمة فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته حين تشهد يقول : أما بعد . وأما حديث ابن عباس فقال : صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنبر ، وكان آخر مجلس جلسه متعطفا ملحفة على منكبه ، قد عصب رأسه بعصابة دسمة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس الي ، فثابوا إليه ، ثم قال : أما بعد . الحديث . وأما حديث أبى سفيان فهو حديث طويل في تحدثه مع هرقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته وفيه قول هرقل : " لو كنت عنده لغسلت عن قدميه " ، وفيه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب إليه : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فاني أدعوك بدعاية الاسلام ، أسلم تسلم " . الحديث رواه البخاري في أول كتابه ، ومسلم [ 5 / 164 - 166 ] . وأما حديث عائشة الثاني فهو في قصة الإفك ، وفيه : أما بعد . يا عائشة . الحديث . رواه البخاري في [ التفسير ] وغيره ، ومسلم في آخر كتبه [ 8 / 113 . 118 ] .
وأما حديث جابر فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب احمرت عيناه . . . الحديث وفيه : ويقول : أما بعد ، فان خير الحديث كتاب الله . الحديث رواه مسلم [ 3 / 11 ] وغيره . هنا ، وروى البخاري في [ الأدب المفرد ] [ 1121 ] عن هشام بن عروة قال : رأيت رسائل من رسائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كلما انقضت قصة قال : أما بعد . وإسناده صحيح . [/ALIGN]







التوقيع :
عن عليّ [ رضي الله عنه ] ، قال : قال رسول الله : « فيك مثَلَ من عيسى ، أبغضتهُ اليهودُ حتى بَهَتوا أُمَّه ، وأحبَّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له » . ثم قال : يهلك فيَّ رجلانِ : مُحِبٌّ مفرط يقرِّظني بما ليس فيَّ ، ومبغضٌ يحمله شنآني على أن يَبهتني . رواه أحمد .
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف عليا أيـما عـرفـان
لا تـنـتقـصـه ولا تـزد فـي قـدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهـمـا لا ترتــضـيـه خـلـيــفة **** وتنصه الأخرى إلها ثانـي
من مواضيعي في المنتدى
»» إبطال الإستدلال بيئس الشيطان على فساد عقيدة محمد بن عبد الوهاب
»» إلى المشرف حفظه الله متى يطرد المدجج
»» سؤاااااااااااال محيرني يالرافضة
»» أسرار الصوفية ومملكة الدراويش فى مصر / الحلقة الأولى
»» يا من وهب الله له موهبة الشعر لا تبخل هنا بنصر السنة أدخل هنا
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "