[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إن مما أدهشني حقاً أن أجد من يحاول أن يطعن بدعوة الشيخ بدعوى أن الرسول حذر منه ولو بالتكلف في تفسير الأخبار أو الكذب على الرسول المختار كما رأينا في المستقلة عندما ذكر الشيخ الحميد حديثاً أورده زيني دحلان في محمد بن عبد الوهاب مفصل تفصيلاً عليه وعقَّب خلفه بأن له شواهد وإن لم يُعرف من خرجه .
والآن نحن مع حجة مضحكة
وخلاصتها أن الشيخ خرج على الشرك كما يزعم الوهابية داعياً للتوحيد الأصيل وقد أخبرنا الرسول باستحالة وقوع الشرك والكفر وأعمالهما في جزيرة العرب بقوله إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم . خرجه مسلم .
فنخلص إلى كذب دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأن ماخرج عليه هو التوحيد الأصيل لعصمة سكان الجزيرة العربية من وقوع الشرك فيهم وأن حقيقة دعوته هي الكفر الأصيل بدين الله سبحانه وتعالى .
وهم في هذا متناقضون حيث جوزوا وقوع الكفر في الجزيرة العربية بتكفيرهم الشيخ محمد وأتباعه ودعوته فخالفوا الحديث الذي لووا عنق دلالته ليوافق أهوائهم وجوزوا وقوع عبادة الشيطان في الجزيرة العربية وفي تناقضهم هذا أبلغ ردٍ عليهم .
ولكن نقول إبراءً للذمة أنه مما يدل على أن الفهم الخاطئ الذي فهموه من هذا الحديث غير صحيح أمور .
1-أنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتدَّ غالب أحياء العرب وكفروا بدين الله فمنهم من ادعى النبوة وتبعه قومه ومنهم من أنكر الزكاة وكفروا بذلك كفراً بيناً واضحاً صريحاً لا يماري فيه إلا كافر مثلهم وهذا الذي جعل الصحابة يسفكون دمائهم ويعلنون الحرب عليهم وسميت تلك الحروب بحروب الردة ولم ينكر هذه التسمية أحد ممن شهد بلا إله إلا الله وأجمع المسلمون على ذلك خلفاً عن سلف ووجه الشاهد أن الكفر هذا وقع في جزيرة العرب التي يدعي هؤلاء القبورية بعصمتها عن ذلك وينزهونها من وقوع الشرك والكفر بها .
وهنا نكتة لطيفة وهي أن هذا الكفر والارتداد حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي زمنٍ ؛ الجيلُ فيه هو خير أجيال الدنيا ؛ إذ كان الصحابة متوافرون وفيهم الخلفاء الراشدون والعشرة المبشرون فما ظنكم أيها السادة بوقوع الانحراف عن الدين بعد ذلك بقرون وأزمنة مع بعد العهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلة العلماء وجهل العامة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
2- ماورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة . رواه الشيخان وهذا لفظ مسلم .
فيا ليت شعري أين ستضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة ؟
2-أنه قد أتانا بالنقل الصحيح الصريح أنه في آخر الزمان يخيم الكفر بظلامه على أهل الأرض فتعود عبادة الأوثان بل يأتي زمن فلا يبقى منهم أحد يقول الله الله وهو آخر الزمان وعلى هؤلاء تقوم الساعة بعد أن تقبض أرواح أهل الإيمان وهذا الحكم يشمل جميع بقاع الأرض بلا استثناء سواءً كان ذلك في جزيرة العرب أم في الشام أم في الأمريكتين . ولا يبقى جزءٌ من الأرض إلا كفر ساكنوه فإذا جائك من يقول إلا جزيرة العرب فسكانها معصومون مسلمون موحدون ؛ فابصق في وجهه !!! فهذا أقل جزاء لمن كذب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والآن لنبقى مع الحديث ودلالته التي يتشدقون بها فنقول لهم من أين لكم أنّ الحديث يحكي استحالة وقوع الشرك والكفر في الجزيرة العربية نظن أنكم أخذتم ذلك من يأس الشيطان فنقول لكم ويحكم يا جهله فإن هذا حصل له لما رأى مصداق قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) فإبليس عندما رأى جزيرة العرب من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها دانت بدين الإسلام وشهد أتباعها بلا إله إلا الله يئس الخبيث وقنط ولم يبقى له طمع فيهم إلا في الذنوب التي أدنى من ذلك .فإذاً يئسه هذا ناتج عن الواقع الذي يراه وكان إخبار الرسول بشارةً لهم وتحذيراً لهم مما قد يناله الشيطان منهم إلا إذا قلتم بأن يئس إبليس اللعين كان نتيجة أنه اطلع على الغيب فرأى أن أهل الجزيرة لن يشركوا بالله إلى قيام الساعة فيئس فهذا أمرٌ آخر .
والواقع يكذب دعواهم هذه . حيث أن العلمانيين والنصارى وأتباع الديانات الأخرى متوافرون في جزيرة العرب وللأسف الشديد .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]ملحق[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]فتوى للشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله . [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]سئل فضيلة الشيخ : عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم ، : "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" . وكذلك ما وقع إبان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – وقوله ، صلى الله عليه وسلم : "إن الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب" ؟ [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]فأجاب فضيلته بقوله : الجمع بين النصوص المذكورة أن يأس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب لا يقتضي عدم الوقوع لأنه لا يعلم الغيب ، فالشيطان لما رأى تخليص الجزيرة من الشرك وتوطيد دعائم التوحيد ظن أن لا شرك في الجزيرة بعد هذا ، ولكن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الذي ينطق بالوحي من الله – تعالى -، أخبر أنه سيكون ذلك . وأما وقوع ذلك في الجزيرة إبان ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى – فلا يخلو إما أن يكون لقلة العلماء،أو لعجزهم عن الإصلاح لغلبة الجهل وكثرة الجهال.والله أعلم بحقيقة الحال. [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]سئل فضيلة الشيخ : ما معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يئس أن يعبد في هذه الجزيرة" ؟ [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]فأجاب قائلاً : يأس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب لا يدل على عدم الوقوع ؛ لأنه لما حصلت الفتوحات وقوي الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً أيس أن يعبد سوى الله في هذه الجزيرة . فالحديث خبر عما وقع في نفس الشيطان ذلك الوقت ولكنه لا يدل على انتفائه في الواقع . [/ALIGN]
مجموع الفتاوى للشيخ العثيمين . ج2 204 – 205 .