[ALIGN=JUSTIFY]بيان موقف الماتريدية من هذه الصفة :
من صفات الله تعالى الثابته له سبحانه بالكتاب و السنة الصحيحة صفة اليدين و مذهب الماتريدية فيها تبعا للجهمية الاولى مذهب تعطيل و تحريف .
بشبهة التشبية حيث أنهم فهموا من هذه الصفة ما يفهم من صفات المخلوق فزعمو أن الوجه و العين و اليدين و اليمين و الاصابع و الساق و القدم و نحوها أعضاء و جوارح .
فلو قلنا بإثبات ذلك يلزم كونه تعالى متبعضا متجزءا مركبا و غير ذلك من من اللوازم الباطلة
و بناءا على هذا التوهم عطلوا هذه الصفة و حرفوا نصوصها إلى أنواع من المعانى المجازية بشتى طرق التأويل .
فأما صفة اليدين فقد قال الامام أبو منصور الماتريدى فى تأويل اليدين فى تفسير قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان)) : سورة المائدة : 64) . نعمة مبسوطة ( تأويل أهل السنة ،
و من أشنع تحريفاتهم لقوله تعالى (( لما خلقت بيدى)) قولهم
أى خلقته بالذات من غير توسط أب و أم و التثنية لإبراز كمال الاعتناء بخلقه عليه الصلاة و السلام إرشاد العقل السليم 7/236
و قالوا المراد من اليدين غاية الجود و السخاء (مدارك التنزيل 1/423)
أو كمال القدرة (إشارات المرام 189)
و أما صفة اليد فقالوا
النعمة و القدرة أو الملك أو التصرف
و أما صفة اليمين فحرفوها الى
القدرة التامة او عظمة الله تعالى مدارك التنزيل 3/232
و أما صفة الكف فيحرفونها الى
التدبير
و أما صفة الاصابع فيحرفونها
الى القدرة
و أما صفة القبضة
فيزعمون أن هذا مجرد تصوير عظمة الله و التقف على كنه جلاله لا غير من غير ذهاب بالقبضة و لا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز مدارك التنزيل 3/232
هذا هو بيان إجمالى لمذهب الماتردية الجهمية فى هذه الصفات و نصوصها و الذى يهمنا هو مناقشتنا إياهم تعطيلهم لصفة اليدين و تحريفهم لنصوصها و بإبطال مذهبهم فيها يظهر بطلان مذهبهم فى تلك الصفات الاخرى .
فنقول و بالله التوفيق مناقشتنا للماتردية من طريقتين إجمالية و تفصيلية .
أما المناقشة الاجمالية .
فأولا : نقول إن شبهة التشبيه و هى شبه قديمة للجهمية الاولى و استمرت فى أذهان المعطلة إلى يومنا هذا ( و سنفرد بورد منفصل لتفنيد شبة التشبية )
و هذا هو الدافع للمعطلة على تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها .
ثانيا : إن ما تشبثوا به من شبهة اليديين أن اليدين و اليد و الاصابع و نحوها جوارح و اعضاء .
فلو اثبتنا ذلك لله تعالى يلزم كونه متجزءا متبعضا متركبا ذا أبعاض و جوارح و أعضاء باطل قطعا
لان كل صفة إذا أضيفت إلى موصوف فهى على ما تناسبه و تستحقه و تلائمة حتى بإعترافهم (عندما يثبتون صفة السمع و البصر )
و من المعلوم أن صفاتنا منها ما هى أعيان و أجسام و هى أبعاض لنا كالوجة و اليدين و الرجلين و نحوهما .
و منها ما هو معان و أعراض لنا .
كالسمع و البصر و الكلام و نحوهما
و نحن و أنتم متفقون على أن علم الله تعالى و بصره و سمعه و كلامه و نحوها صفات لله تعالى و ليست أعراضا له تعالى
فكذلك قولوا فى الوجة و اليدين و الاصابع و نحوها إنها صفات لله تعالى و ليست أجساما و لا جوارح و لا أبعضا و أعضاء له سبحانه و تعالى .
و الا
يلزمكم أن تقولوا إن سمع الله تعالى و بصره و علمه و قدرته و نحوها أعراض قائمة بالله تعالى
فإذا كنتم لا تعطلون تلك - فلم تعطلون هذه ؟؟؟؟؟؟
و إذا عطلتهم هذه - يلزمكم أن تعطلوأ تلك أيضا
لان الشبهة المذكروة قائمة فى النوعين على السواء :
ثالثا : نقول أن مقالة تأويل الصفات بدعة فى الاسلام و خروج على إجماع سلف هذه الامة و أئمة السنة و إنها فى الاصل مقالة الكفار راجت على بعض المسلمين من طريق الجهمية الاولى و إنها تستلزم تعطيل صفات الله تعالى و تحريفه نصوصها و أنها باب الى زندقة القرامطة الباطنية و إلحادهم كما كون تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها زندقة و إلحاد أيضا .
و أما المناقشة التفصيلية
فنقف مع الماتريدية الجهمية وقفات .[/ALIGN]