[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بســـــم اللــــه الرحمـــن الرحيـــــــم
يا من راح يناجي الله
أطلق روحك في مسراها
ثم تعال إلي فإني
أعرف نفسك من نجواها
هيا اسمعني واسمع مني
عظةً قد تنفعك هداها
انظر في ملكوت الدنيا
إن في أرضٍ أو بسماها
تجد الحق هنا ينادي
بنصائح ربي جلاها
قل سيروا في الأرض جميعا
واتخذوا الرحمن إلها
ولتسـعوا نحو ولايتــه
فهي الأمن لمن يرضــاها
واعتبروا بحياة تترى
أحداثا والكل يراها
أرض تطوي تحت تراها
من رفعوا بالأمس بناها
كم تركوا فيها جناتٍ
وعيونا تجري ومياها
وقصورا ملئـت بجَوارٍ
وأوانس تلهو بذراها؟
كم سفكوا في الأرض دماءا
ما أطهرها .. ما أزكاها
هلا ادكروا هلا علموا
أن الأرض تدور رحاها
والأيام هنالــــك دولٌ
والموت المحتوم وراها؟
هل خلد في الدنيا أحدٌ
حتى يغتروا بصفاها؟
يا من يرجو في دنياه
طول حياة يتمناها
افرض أن عمرت كنوحٍ
ألفا وقرونا تحياها
هل بعدئذ تخرج منها
بسوى ما قد جئت حماها؟
بل عريانا تخرج منها
لا ينفعك هناك هواها
واقرأ آي الحج ففيها
عبر كبرى لا تتناهى
قد أجملت الوصف بآي
ما أبلغها ... ما أسماها
قالت إن الساعة شيءٌ
جد عظيــم في معناها
يا للهول ويا للموقـــف
من زلـــزلة زلــــزلناهــا
يوم يفر المرء سريعا
من صاحبة قد صافاها
من إخوته وفصيــــلته
من أبويــــــه واها واها
وترى الناس هناك سكارى
لا من خمر قد تســــقاها
بل من خوف بل من فزع
بل من أهوال تلقــاها
إن عذاب الله شــــديدٌ
وله نـــارٌ زاد لظــــاها
لا يصلاها إلا الأشــقى
فله نفسٌ ما أشــــــقاها
ويجنبها منا الأتقــــــى
فله روح طــــاب هداها
يا مؤمن قم واصغ لقولي
عل الحــــكمة أن تؤتاها
كن في الدنيا مثل غريب
أو عابر أرض يغشـــاها
أو كمســــافر احتجزتـه
قافلة يخــــطو بخطاها
يا من يرجو في دنياه
عزا أو مالا أو جـــاها
ما قيمة دنيا كسرابٍ
أو كخيــال في مرآها؟
هبك ملكت الدنيا حتى
صرت كقـــارون استوفاها
أو كانت لك فيها إرمٌ
ذات عماد وشـــيد بناها
هل ينفعك هنالك شيءٌ
إن عدمت نفسك تقواها؟
لا والله فلــيس بمــــغنٍ
عن نفســـــك دنيا تهواها
هذي أُخَيّ خــلاصة نصــحٍ
عن تجــربة محصـــناها
فخذ النصح أخَيّ وهيـــا
ألزم نفســك طهر خطــاها
وابتغ في الدنيا معروفــا
عل الخيــــــرة أن تؤتاها
اسع كما قد شــئت ولكن
راقب نفســـك في مسعاها
واقنع بعد الســعي برزق
ســيق إليك وأرضِ اللــــــه
ليــــس يعيــبك يوما أبـــدا
في دنيـــانا أن تؤتـــــاها
فســليمان نبي المــــــولى
قد آتــاه اللـــه ذراهـــــــا
وصحـــاب المختار كثيــــرٌ
منــهم قد أوتـــو ســقياها
ما ضرهمو أن قد نالـــــوا
في الدنيا مـــالا أو جــاها
إذ جعلوهــا تحت وطـــــاء
لم تشــــغلهم بعطـــاياها
لكـــن عيبــك أن تتــفانى
بمحــــبتها أو ترضــــــاها
فســــتصرفك بذلك حتما
عن آخـــرة قد تنســــاها
وبذا تـــــك في خســــرانٍ
فاجعــلها حمـــة تخشـــاها
وإذا أنت بليـــــت بشـــيء
مما ســــيورثـك الآهـ
فاصــــــبر، إن الصبر جميلٌ
وله عقبــــى ما أحــــلاها
حور عين في جنـــــــات
ولها غرف طــــاب علاهــا
والولـــــدان تـــطوف عليه
مثل اللــــــؤلؤ في أرجــاها
هذا فضــــــلا عن إحســانٍ
ومن الحســــــنى سيرى الله
ولهذا واللــه صبــــرنا
ورضينا الرحمن إلهــــا
عل اللــــه يفرج عنـــــــا
أحداثا قد زاد أســـــاها
ويبلغنــا في أخـــرانا
ما نرجـــو بشـــفاعة طه
وخلاصة نصــــحي أزجيـــه
وبذا أســــــتودعك اللـــــه
يا من راح يناجي اللــه
أطلق روحك في مسراها
وكتب الحجاج
[/poet]