السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتب الشيعي البحريني عقيل سوار شيعي ويفتخر بتشيعه، قد يبكي على الحكيم اليوم كما يبكي قتلته من أبناء ملته.
ولكنها الحقيقة التي سطرها بيديه وفضح هذا المجرم الهالك الذي خان أبناء ملته قبل غيرهم.
ومن فمك أدينك.
مع تحيات محبكم في الله عجل الله فرجه .
لا أعرف كيف أحب الحكيم.. علموني!
هواجــس ـ عقيل سوار
التاريخ 15/5/2003م
قلت انه لا حاجة لي في قض مضاجع بعض أصحاب العقول الصغيرة عندنا عندما قررت الافصاح في مقال الثلاثاء (مراوغات الحكيم) عن شعوري حيال السيد محمد باقر الحكيم، وقررت انني لا أحبه لكني لم أنتظر طويلا بعد النشر قبل أن أمطر برسائل وإحالات (لمراتع) إلكترونية طائفية،لم يوفر أصحابها كلمة في قاموس الشتم والتحليل النفسي (!) إلا طرقوها بحثا في أسباب عدم قدرتي علي حب الحكيم، لكن أحدا من هؤلاء لم يجهد نفسه في البحث عن اجابة علي السؤال الجذري: لماذا لا يقدر الحكيم - وهو الذي نسبوا له ما لا ينسب لغير الانبياء والقديسين - أن يجعل 27 مليون عراقي ذاقوا الأمرين من الحصار الذي كان يدعمه ويروج له بحماسة لا تنسي، يحبونه ويقبلون عليه؟!
لا أعرف كيف أحب الحكيم، فعلموني كيف أحب الحكيم أو أي شخص يستعرض وطنيته ويواصل مسيرته نحو كرسي السلطة بشتم روسيا والاتحاد السوفييتي الكافر لما اقترفوا بحق العراق منذ ثلاثين سنة في وقت يعمي ويعمي الناس عن حقيقة ان دبابات الاحتلال الامريكي تربض (بعد ان دمرت العراق) لتنظف جنازيرها من الدم العراقي المتخثر بين ثناياها علي بعد ألف ياردة من موقع خطابته فقط!
يروق لي أن أواصل تبسيط الأمر في (أحب ولا أحب) فلا خوف من هذا التبسيط علي أفهام هؤلاء أو تبصيرهم في التعقيدات المتعلقة بالخلاف (العربي - العربي) الكبير، فهم لا يعلمون ان هناك خلافا حول تسيس الدين سيتفجر في العراق بعد حين فضلا عن تبصيرهم للخلافات الاكثر خصوصية وتعقيدا والمتعلقة بنزاعات التسيد علي الحوزة العلمية في النجف الاشرف بتداخلاتها المتعلقة بتنافسات شخصية واقليمية لا أول لها ولا آخر مما لا يعنيني من تفاصيله في هذه العجالة غير ما (كوكت) تلك التفاصيل من مواقف سياسية واعلامية تسببت في موت ملايين العراقيين ومعاناتهم عبر الحصار وذرواته من حروب صغيرة وكبيرة متصلة كان الحكيم منسجما مع بعضها بشكل مباشر ومع بعضها الاخر بشكل غير مباشر ومن معاني هذا انني غير معني فيما أقول برتبة الحكيم ومكانته الدينية وانما بأدائه السياسي الذي يجعله (يتسيس) ويسمح لي ولغيري التعامل معه علي هذا الأساس بلا تقديس ولا تدنيس.
وفي هذا الصدد (السياسي) فقد انجلت علي صخرة المأساة الانسانية العراقية الطويلة العريضة الفاجعة، حقائق بعض الوجوه في الطور الأول من اللعبة حيث سقطت (احترقت) تقريبا كل الوجوه، السافر منها من أمثال جلبي الذي دخل العراق ممتطيا متن دبابة أمريكية بلا حياء ولا خجل أو اولئك الذين دخلوا العراق يقدمون رجلا ويؤخرون أخري في ظلال تلك الدبابات فلا هم يقبلون الغزو ولا هم ينبذونه بصوت مرتفع ولا شك ان الاسابيع او ربما الاشهر القادمة حين يبدأ الطور الثاني مما هو مضمور للعراق في النوايا الامريكية السوداء التي لا يخفي سوادها علي غير المصابين بعمي الالوان! ستنجلي حقيقة وجوه اخري بما فيها حقيقة الحكيم او دوره في اللعبة التي ليته يحذو فيها حذو الشيخ احمد الكبيسي فيقول مثله حين سئل عن سبب عدم خروجه لاستقبال الامريكيين امام الكاميرات حين جاءوا لزيارته: (يلعبون فنلعب)!
يخطئ الذين يظنون ان زمن صدام حسين قد ولي فهو في أوج حضوره وتمام عافيته طالما ان لعبة ذلك الزمن وأهم معلم من معالمها هو ديكتاتورية شمولية يؤله فيها الفرد فيتخذ من هذا التأليه سلطة تعيين وزرائه وممثليه من أهله وأقاربه وطائفته ومنافقيه الذين يطرب لسماع هتاف الزمن الصدامي البغيض: بالروح بالدم نفديك يا حكيم!