*هل لسماحتكم أن يدلنا على الكتب المفيدة لطالب العلم؟ جزاكم الله خيرا؟
الجواب: من يريد ا لعلم مخلصا في ذلك , فليتصل بالعالم ذي معتقد سليم , ومنهج قويم , وطريقة مثلى , لان طالب العلم الذي على منهج , وعقيدته وسلوكه , و أعماله, هو الذي بتوفيق الله يهيدك إلى الطريق المستقيم, فتاتي لذي علم يدلك على الكتب النافعة , سواء في باب العقيدة , أو في باب الأحكام , أو في باب الحديث , أو اللغة العربية , أو غير ذلك من علوم الإسلام , فانك أن ظفرت بعالم ذي علم ومعرفة , ومنهج قويم , وعقيدة مستقيمة , فسيدلك إن شاء الله على ما ينفعك ويعينك , وليس من منهج سلفنا الصالح الاكتفاء بالكتب , بل كانوا يثنون الركب عند العلماء , وفي حلقاتهم , ومع ذلك يطالعون الكتب , وينسخونها أو يستنسخونها , والواجب علينا أن نسير على مناهجهم , وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه .
*كم تعدل الصلاة في المسجد الحرام ؟ وهل أي صلاة في المسجد في مكة تعدل مثل ما يعدل مسجد الحرام؟
الجواب: الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه , وما كان داخل أميال الحرم , يصدق عليه المضاعفة إنشاء الله, ولا شك أن النفس تتعلق بقرب الكعبة , وان الإنسان يجد نفسه إذا صلى في الحرم ورأى الكعبة المشرفة نصب عينيه ,إن هذا يعطي نفسه دفعة , ورغبة , سبحان من جعل هذا البيت مهوى الأنفس , قال الله جل وعلا ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس ) (البقرة125) , قال من أتاه لم يقض منه وطرا , كلما فارقه ازداد منه شوقا وحبا له ولرويته , لا شك أن الإنسان في داخل الحرم يجد الراحة لنفسه والطمأنينة , ولكن مع هذا كله , فلو صلى في أي جزء من أجزاء الحرم, لرجونا أن يضاعف الله له , فالنبي ( صلى الله عليه مسلم ) في غزوة الحديبية كان معسكره خارج الحرم , وإذا أراد أن يصلي مشى حتى يدخل داخل الحرم
*إذا دخلت والإمام في تشهد الأخير, هل اجلس معه أم انتظر واصلي مع جماعة أخرى , ومتى تدرك صلاة الجماعة ؟
ــ الجواب: أن كنت ترجو جماعة أخرى , لتصلي معهم الجماعة فذلك افضل , وان كنت لا تجد أحدا , فادخل وإلا فالأصل أن الجماعة لا تدرك إلا بادراك ركعة مع الإمام , فمن أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الصلاة . متفق عليه , من حديث أبى هريرة رضي الله عنه , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أدرك ركعة من الصبح , قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح , ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ) متفق عليه . فالجمعة والجماعة لا تدركان إلا بادراك ركعة مع الإمام , ومن أدرك اقل من ركعة لم يدرك الجماعة ولا الجمعة , والركعة تدرك الركوع
*ما حكم الحجر الذي يقوم أحد الرجال على إحدى قريباته بحيث لا تتزوج إلا منه ؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: هذا الفعل من أمر الجاهلية وقد يدخل في العضل الذي نهى الله عنه في قوله (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف )(البقرة 232) ثم الرسول صلى الله علية وسلم يقول ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )(رواه الترمذي) وأيضا فان مبنى النكاح على تراضي بين الزوجين فلا بد من رضا الزوجة بالزوج وهذا شرط في النكاح فإذا حجر عليها أحد أقاربها بغير رضاها فهذا أمر محرم والواجب على الجميع تقوى الله ــ عز وجل ــ ومراقبته وحسن الرعاية لمن تحت أيديهم من النساء فيتخيرون لهن الأكفاء من الرجال , ويجب عليهم ان يتركوا هذه العادات الجاهلية التي ما انزل الله بها من سلطان , بل هي عادات محرمة جائرة تورث الضغائن والشقاق والنزاع بين الزوجين .
*سماحة الشيخ .. لقد استمرت الدعوة في هذه الفترة من عدة عقود , دون أن تتوحد هذه الأمة أن يرجعوا إلى الله , يا ترى ما السبب , هل الدعوة اختلفت عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل العيب في الدعاة أم في الناس؟
الجواب: أولا.. يا أخي.. الزبير بن عدى يقول ( أتينا انس بن مالك فشكونا أليه ما نلقى من الحجاج فقال اصبروا فانه لا يأتي زمان إلا فالذي بعده شر منه , سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ) يا آخي لا اشك أنا أصبنا في أمور كثيرة , ومن ذلك ضعف الإيمان في القلوب , وتعلقها بالدنيا وبعدها عن الله والدار الآخرة , وان الدعوات الصادقة المخلصة بدأت تقل في الناس , وان كان في الناس خير, لكن الدعوات الصادقة الخالصة لله التي لا تقوم إلا على الحب في الله لا تقوم لمبدأ أو لهدف , هذه ضعفت في الناس , ثم أيضا الدعاية المضللة المعادية للإسلام , من خلال ما يبعثه من أعداء الإسلام ,ولاسيما بواسطة القنوات الفضائية , وما تنشره فيها من أقوال و أراء باطلة , تخالف شرع الله ,وإصغاء النفوس لذلك , زد على ذلك قله العلماء العاملين , وندرتهم في هذا الزمن , كلها أمور أسال الله أن ينقذ المسلمين من الضلال , وان ييسر لهم الهدى , ولكن ولله الحمد مع هذه الأمور كلها, نجد أن الصحوة الإسلامية شاقة طريقها وان وجدها ألان فعال , فالعالم حتى غير الإسلامي , في العالم الأوروبي والأمريكي , وغيرهم بدا يظهر فيه الإسلام وينتشر , وسار له شان ودور في الحياة , وبدا المعتنقون للإسلام يكثرون , وبدأت المساجد والمراكز الإسلامية تودي دورها , ولا شك أن لهذه البلاد جهودا كبيرة , في دعم هذه المراكز والمساجد , والجمعيات الخيرية , من خلال الدعاة المنتشرين في العالم منطلقين من هذا البلد , بدعم حكومة هذه البلاد لهذه الأمور العظيمة , أسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم , وان يوفق الجميع لما يرضيه .
*هل يشترط لصلاة الوضوء لصلاة الجنازة ؟
الجواب: نعم يشترط لها الوضوء , لأنها صلاة شرعية مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تقبل صلاة من احدث حتى يتوضأ )
أخرجه البخاري , من حديث أبى هريرة رضي الله عنه , وعند مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما , انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول( لا تقبل صلاة بغير طهور, ولا صدقة من غلول )
*هل لي أن اصلي خلف من يسبل يديه في الصلاة؟
الجواب : قبض اليدين سنة . والإسبال لا يبطل الصلاة , لان الإسبال ترك لهذه السنة , وكون الإمام يترك سنة , لا يقتضي عدم صحة الصلاة معه .
ما علامة الطهر بعد الحيض والنفاس؟
الجواب: طهر المرأة من الحيض والنفاس معلق بانقطاع الدم يقول الله سبحانه ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )( البقرة: 222) قال ابن عباس رضي الله عنه (حتى يطهرن) أي من الدم . فإذا انقطع الدم عنها ورأت النقاء فقد انقطع حيضها ونفاسها , وغاب النساء تعرف انقطاع حيضها بخروج القصة البيضاء فإذا خرجت فإنها علامة على البقاء.
مجلة الدعوة العدد 1883