الرد على كتاب الفاحشة (2) - شبهة معاملة أم المؤمنين عائشة اليتامى بوحشية (ردود قاصمة)

[تلميذ وصال]

الرد على شبهات حول أتهام أم المؤمنين بالوحشية

شبهة ضربها ليتيم حتى سقط على وجهه الأرض

قال ياسر الخبيث في فصل (إجرام يطال الأيتام بالضرب المبرح) من كتابه الفاحشة ص 761 - 763:

(هكذا هي تعاليم السماء وسيرة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام والآن قارن ذلك بسيرة عائشة في التعامل مع الأيتام روى البخاري بسنده عن شميسة العتكية قال (ذكِرَ أدب اليتيم عند عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت : إني لأضرب اليتيم حتى ينبسط))

وذكر الخبيث المصدر : الأدب المفرد للبخاري ص 41

ومن ثم يقول : وروى ابن الأعرابي بسنده عن شعبة عن شميسة العتكية قال (سألتُ عائشة عن أدب اليتيم ، فقالت : إني لأضرب احدهم حتى ينبسط)) معجم ابن الأعرابي ج 1 ص 247

وإنْ أردتَ معناه فهاكَ إياه من الصغاني إذ يقول (وأسْبطَ أي أمتدَّ وانبسطَ من الضرب! ومنه حدَيث عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تضرب اليتيم يكون في حجرها حتى يسبِط أي يمتدَّ على وجه الأرض))

وأشار إلى المصدر: العباب الزاخر للصغاني - مادة : سبط.

ويكمل : وروى الزمخشري (عن عائشة رضي الله عنها : إنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه)) الفايق للزمخشري ج 3 ص 186

وإنْ أردتَ معناه فهاكَ إيّاه من ابن منظور إذ يقول (وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب اليتيم حتى يتلبّط أي ينصرع مُسبطاً على الأرض ممتدّاً! وفي رواية: تضرب اليتيم وتلبطه، أي تصرعه إلى الأرض))! المصدر : لسان العرب لابن منظور - مادة : لبط.

وهاكَ أيضاً ما يقوله ابن الأثير (ومنه حديث عائشة: تضرب اليتيم وتلبطه، أي تصرعه إلى الأرض))! المصدر: النهاية لابن الأثير ج 4 ص 226

ومن ثم يقول ياسر الخبيث ص 764:

يا لهذه المرأة المتوحشة التي ليس في قلبها ذرة من رحمة أو شفقة! إنه لم يبلغنا عن عتاة المشركين في الجاهلية أنهم صنعوا مثل هذا الصنيع مع الأيتام بل كان غاية ما يصنعون أنهم لا يكرمون اليتيم ويدعّونه أي يدفعونه عن حقه كما قال سبحانه : {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ }الفجر17 وقال : {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} الماعون 1 - 2ولئن بلغت بأحدهم القسوة مبلغها فلعلّه كان يضرب اليتيم أو يدفعه في صدره أما ان يضربه بشكل متواصل ضرباً مبرحاً موجعاً حتى ينبسط ويتلبط ويُصرع أرضاً من شدة الضرب ..فهذا ما لم نجد له نظيراً في سيرة أحد إلا هذه المرأة المفترسة المتوحشة!).انتهى نقلاً من كتاب الفاحشة من ص 761 - 764

والجواب على هذا الزنديق من عدة أوجه :

1- مع إقرارنا على صحة الحديث ولكن هو ألزمنا بفهمه الخاص للرواية ومعناها الحقيقي مخالف لما أراده ومن ثم هو أستغل الالتباس الذي وقع به علماء أهل السنة في معنى الحديث والمفروض هو - أي هذا مدعي العلم - رجل محقق متبحر عالم فقيه فالمفروض يراجع من وراء العلماء ويبين المعنى الحقيقي عند التحقيق

وممن وقع في هذا الالتباس العلامة الألباني فقال في "الأدب المفرد بالتعليقات" ص 76 بعد ذكره لهذا الأثر: (أي يمتد على الأرض).

قلت : وهذا خطأ من الشيخ الألباني رحمه الله ....والحق يقال أن معنى ينبسط في اللغة يحمل عدة معاني:

1- الانخضاع والاعتدال.

2- الميل نحو الشيء.

3- الامتداد على الأرض.

ولكن ياسر الحبيب هنا دلس على متابعيه ليأخذ منهم أموالهم على قناته المجرمة الضالة المنحرفة كدينه المنحرف وينفقها بالأكاذيب لأنه لم يجد ولن يجد ما يسوا أم المؤمنين وفي ذلك خرق القتاد ولمس السحاب.

أولاً : الانخضاع والاعتدال:

الأنبساط قد يأتي في اللغة كناية عن الخضوع والأعتدال وليس الطرح أرضاً شرطاً ومحصور على هذا الكلام:

قال العلامة القاسم بن سلام - وهو من أهل السنة - :

(فَذَاك بَخَّالٌ ارُوْزُ الأرْزِ: يَعْنِي أَنه لَا ينبسط للمعروف وَلكنه يَنْضَم بعضه إِلَيّ بعض).

غريب الحديث للقاسم بن سلام - ج 1 ص 37 - طبعة دائر المعارف العثمانية ، الطبعة الأولى ، 1384 هـ.

وقال الأزهري (المتوفى : 370 هـ):

(وَقَالَ الأصمعيّ: الجوَّاذِيّ الإبلُ السِّرَاع اللَّاتِي لَا يَنْبسِطنَ فِي سَيْرهِنّ، وَلَكِن يَجذُون ويَنتَصِبن).

تهذيب اللغة للأزهري - ج 11 ص 114 - طبعة دار أحياء التراث العربي (بيروت) ، الطبعة الأولى ، 2001م.

ثانياً : الميل إلى الشيء:

وقد تأتي معنى كلمة "ينبسط" بمعنى الميل إلى كلام وتعاليم السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها

قال الأزهري :

(وَرجل بِهِ بِرْدةٌ وَهُوَ تَقْطِيرُ الْبَوْل وَلَا يَنْبَسِط إِلَى النِّسَاء).

تهذيب اللغة للأزهري - ج 14 ص 76 -

طبعة دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأولى ، 2001م.

قلت : ويفهم من سياق هذه الجملة أن العرب تستعمل لفظ الانبساط بمعنى الميل أيضاً.

وقال الخطابي (المتوفى : 388 هـ):

(كما سمَّوْها رَاحًا لأَنَّ شارِبها يَرْتاحُ لِلنَّدى وَيَنْبَسِطُ لِلجُود والسَّخاء).

غريب الحديث للخطابي - ج 1 ص 664 - طبعة دار الفكر 1402 هـ.

وقال أبو عبيد الهروي (المتوفى : 401 هـ):

(وسأل رجل الحسن (أكان الأنبياء يشرحون إلى الدنيا مع علمهم؟ ) يريد كانوا ينبسطون إليها ويرغبون فيها).

الغريبين في القرآن والحديث للهروي - ج 3 ص 984 - طبعة مكتبة نزار مصطفى الباز (السعودية) ، الطبعة الأولى ، 1419 هـ.

وقال ابن الجوزي (المتوفى : 597 هـ):

(وَسَأَلَ رجل الْحسن أَكَانَ الْأَنْبِيَاء يشرجون إِلَى الدُّنْيَا أَي ينبسطون إِلَيْهَا ويرغبون فِيهَا).

غريب الحديث لابن الجوزي - ج 1 ص 526 - دار الكتب العلمية (بيروت) ، الطبعة الأولى ، 1405 هـ.

بل حتى علماء الرافضة أعترفوا أن معنى كلمة ينبسط هو الميل إلى الشيء وأثر عائشة يتكلم عن ضرب اليتيم حتى يميل إلى الأدب والأعتدال وليس فيه قسوة:
ومنهم العلامة الشيعي ميرداماد الأستر آبادي حيث

قال:

(و " أرز " كعسر : إذا تقبض من بخله ، ولم ينبسط بلسانه ويده للمعروف).

الرواشح السماوية - ميرداماد محمد باقر الحسيني الأستر آبادي - ص 54

قلت : والعرب تستعمل الكناية فجعلوا معنى الانبساط الذي هو من التمدد إلى الأخر جعلوها في اللسان بمعنى ميل اللسان للمعروف وميل اليد للمعروف بشكل مجازي فالكلام واضح.

ثالثاً :الامتداد على الأرض/

والرد على هذا التأويل وأثبات بطلانه من عدة أوجه:

1- الوجه الأول : وهذا المعنى للرواية غلط فظيع وذلك لأنه لو كان معنى ينبسط في الأثر بمعنى (يمتدَّ على وجه الأرض من كثرة الضرب) لما أخبرت به عائشة أصلاً لأنها تخاف على نفسها من تشويه صورتها اللائقة بين المسلمين (وهي كذلك) وهذه المرأة كانت كالملكة التي توجها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تاج الوقار الذي يريد الخبيث ياسر الدنيء إزالته أو يكاد يزيله - ولو معنوياً - من على رأسها.

2- الوجه الثاني :فكون السيدة عائشة (رضي الله عنها) تخاف على نفسها من تشويه صورتها هذا يبعد احتمال أن تخبر عن هذا الأثم الفظيع من دون أن يكون هناك ردة فعل من الجالسين معاها في ذلك المجلس وعدم مقاطعه النساء لها في مجلسها الشريف ذلك ولم ينقل لنا التاريخ أن من هناك امرأة قاطعتها عن مجلسها لأنها كانت تضرب اليتيم ولم تتشوه صورتها أمام أتباعها ومن كانوا حضور في ذلك المجلس الذي قالت فيه هذا الكلام ، وهم عرب أقحاح يعرفون في اللغة العربية أفضل منا!.

3- الوجه الثالث :بل لماذا لم يتكلم أهل البيت (رضي الله عنهم) ويقولوا لتلاميذهم من الشيعة كزرارة ومحمد بن مسلم أن عائشة كانت تضرب اليتيم حتى يسقط عن الأرض بل كانوا يحكون أن القرآن الكريم نزل بما يوافق وببركة عائشة (رضي الله عنها) والقرآن لابد أنه لا يوافق إلا مؤمن ضرورة.

روى الكليني الرافضي في كتابه "الكافي":

حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَقُومُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى .

الكافي للكليني (الأصول) - ج 2 ص 95 (طبعة غفاري) وج 2 ص 61 طبعة مؤسسة الفجر - كتاب الإيمان والكفر - باب الشكر - حديث رقم (6).

وقال المجلسي الشيعي عن هذه الروايةالحديث السادس:موثق).

مرآة العقول 8/149 - طبعة دار الكتب الإسلامية.

فهل كان القرآن الكريم ينزل موافقة لمن يضرب اليتيم من دون أن يحذر منه ؟؟!

فلماذا لم يخبر الأئمة الأثنى عشر عندكم أن عائشة كانت تضرب اليتيم بقسوة حتى ينطرح على الأرض - حاشاها من هذا الجرم الأثيم -؟؟!

هاتوا لي واحداً منهم يا شيعة !!

أما أن تحضروا أو أن تعترفوا أن ياسر الخبيث من شيعة الشيطان ، لأن أهل البيت لم يقولوا أن عائشة كانت تفعل ذلك بل كانوا يروون روايات عن عائشة

طيب إذا ....

4- الوجه الرابع : لماذا لم يخبر الإمامان أبو جعفر الباقر (رحمه الله) وجعفر الصادق (رضي الله عنه) تلاميذهم من أهل السنة أن عائشة كانت تضرب اليتيم ؟؟!

هذا سؤال ثاني يدور في البال ......

5- الوجه الخامس : ومن ثم ما يجعلنا نستبعد صدور هذا الفعل من السيدة عائشة (رضي الله عنها) أن حتى الكفار الغلاظ لم يخبرنا القرآن الكريم أنهم كانوا يضربون اليتامى بهذه الطريقة الوحشية مع أن القرآن أخبرنا أنهم يأكلون أموال اليتامى ظلماً ويدفعون اليتيم عن حقه ولا يكرمون اليتيم

وهو عين ما قاله ياسر الخبيث بتصريحه:

(إنه لم يبلغنا عن عتاة المشركين في الجاهلية أنهم صنعوا مثل هذا الصنيع مع الأيتام بل كان غاية ما يصنعون أنهم لا يكرمون اليتيم ويدعّونه أي يدفعونه عن حقه كما قال سبحانه : {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ }الفجر17 وقال : {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} الماعون 1 - 2 ولئن بلغت بأحدهم القسوة مبلغها فلعلّه كان يضرب اليتيم أو يدفعه في صدره أما ان يضربه بشكل متواصل ضرباً مبرحاً موجعاً حتى ينبسط ويتلبط ويُصرع أرضاً من شدة الضرب ..فهذا ما لم نجد له نظيراً في سيرة أحد).

كتاب الفاحشة المتناقض لياسر الخسيس - ص 764

قلت : وهذا أعتراف صريح منه مما لا يدع مجال للشك .....

أما رواية الزمخشري التي أستدل بها ياسر الخبيث بقوله:

وروى الزمخشري (عن عائشة رضي الله عنها : إنها كانت تضرب اليتيم وتلبطه)) الفايق للزمخشري ج 3 ص 186.انتهى كلام الرافضي.

فهي رواية بلا سند ولم أعثر عليها في الكتب المعتبرة بل لم أعثر عليها في أي كتاب سوى هذا الكتاب.