هل كان أبي بكر الصديق عبداً أسود ؟؟
ويستمر ياسر الخبيث بالطعن في نسب أبي بكر الصديق رضوان الله عليه وأورثه جنان الفردوس العالية ، ويستمر هذا الزنديق بإثارة الفتنة وفي قبله من الغل الأسود على خير الجيل الأول الذي بشرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار وسلم بالجنة
قال خاسر الخبيث في كتابه الفاحشة ص 105:
(لأجل ذلك كان القرشيون يستخفون ببني تيم فلا يشاورونهم ولا يشركونهم في أمورهم إذ هم عندهم من طبقة العبيد والخدم الأذلاء ولا يستحقون أن يؤخذ برأيهم كباقي قبائل قريش وأشرافها وفي هذا قال جرير :
ويُقضى الأمر ُ حينَ تغيبُ تَيم ........ولا يستأذنون وهم شهود !
وإنك لو رأيت عبيد تيم ........وتيماً قلت : أيهم العبيد !).
وأشار إلى المصدر :
ديوان جرير التميمي ص160
وجوابنا على هذه الشبهة حلاً ونقضاً :
فأما الحل
1- فإن جرير التيمي لم يدرك أبابكر الصديق رضي الله عنه ولا رأه ولا شاهد بني تيم الذين في عصره فلقد ولد جرير التيمي سنة 33 للهجرة بينما توفي أبوبكر الصديق سنة 13 للهجرة أي بعد وفاة أبوبكر بعشرين سنة فلا رأه ولا عاصره ولا قابله حتى يعرف إذا كان أسود أم أبيض.
2- أن الرجل لا تعرف عدالته من فسقه وليس هو بالمعروف عند أهل السنة في المحدثين وقد ذم الله عز وجل الشعراء وبين أنهم من عادتهم الكذب قال تعالى في سورة "الشعراء" : وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224}
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ{227}
أقول : فقوله تعالى : وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226}
عن الشعراء دليل على غلبه الكذب والإفتراء على حديثهم إلا ما أستثنى الله عز وجل ولا ندري هل جرير ممن أستثنى الله عز وجل أم لا ؟؟!
3- أن الهجاء من عادة العرب أن يهجون خصمهم بما ليس فيهم وهذه معابة ولابد أن هذا الأمر موجود عند كل الأقوام سواء كانوا عجم أم عرب أم انجليز أم يهود على حد سواء.
4- أن خاسر الخبيث أراد أن يشير أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وجعل النعيم مثواه لم يكن أبيض كما وصفته السيدة عائشة بسبب قول جرير عن بني تيم وهذا مردود بكون جرير لم يدرك زمن أبا بكر الصديق ولا عاشره ولا جالسه وشهادة ابنته عائشة مقدمة على غيرها لأنها أدركته ومن ثم لو سلمنا جدلاً أن بني تيم كان فيهم عبيد ولونهم أسود فغاية ما يقال أنهم لم يكونوا كلهم يتناسبون مع العبيد والإماء فلم يكونوا كلهم من بهاذا اللون للبشرة ولا كان كل بني تيم مهجنين كما يصف المدعو ياسر الحبيب.
فأما النقض على هذه الشبهة :
فلو أخذتم بشعر جرير التميمي فخذوا كذلك بشعره في ذم الشيعة الروافض حسب دينكم
فقد قال جرير في الفرزدق :
8 وقد لحق الفرزدق بالنصارى ... لينصرهم، وليس به انتصار
9 ويسجد للصليب مع النصارى ... وأفلج سهمنا فلنا الخيار
10 تخاطر من وراء حماي قيس ... وخندف عزَّ ما حمى الذمار
ديوان جرير التميمي ج 1 ص 135 – دار المعارف ، القاهرة مصر ، الطبعة الثالثة.
قال العلامة (الرافضي) المرتضى عن الفرزدق:
(واسمه همام بن غالب وكنيته أبو فراس وقيل إنه كان يكنى في شبابه بأبي مكية ( 1 ) وهي أغرب كناه . . وكان شيعيا مائلا إلى بني هاشم ونزع في آخر عمره عما كان عليه من القذف والفسق وراجع طريقة الدين)
الأمالي - السيد المرتضى - ج 1 - ص 45