الدكتور عبدالله فياض يصعب التصديق بأن محمد بن مسلم وأبان بن تغلب رووا كل هذه الاحاديث
روى بن داود الحلي أن "ابان بن تغلب" روى عن الصادق (ع) ثـلاثـيـن ألـف حديث. قال له أبو جعفر (ع) : (إجلس في مسجد الكوفة وأفتي الناس ، إني أحب أن أرو في شيعي مثلك). وكان إذا دخل "ابان" على أبي عبد الله (ع) ثنى له الوسادة وصافحه ، وكان إذا قدم المدينة تقوضت له الحلق ، وأخليت له سارية النبي (ص). وقال أبي عبد الله لسليم بن أبي حبة لما ودعه : (ائت ابان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا ، فما روى لك فاروه عني). مات سنـة إحدى وأربعين ومائة. (121)
ومـن الـجـديـر بـالـذكـر انه من الصعب تصديق الروايات التي نسبت إلى محمد بن مسلم (122) و ابـان سـمـاع ذلك العـدد الضخـم من الأحاديث عن الإمامين الباقر و الصادق ، لا سـيـمـا أن الإثنين لـم يـكـونـا مـن أهل المدينة حيث سكن الباقر و الصادق (ع). وكانا يفدان على المدينة بين آونة وأخرى للقاء إماميهما ، ومـع ذلك فان مدة الوفاة لا تكفي لسماع العدد المذكور مــــــــن الأحاديث وحفظه.
(121) الرجال ، ص 10-11
(122) كان محمد بن مسلم ، كما أسلفنا ، من أصحاب الباقر و الصادق وقـد نسب إليه انه روى سبعين ألف حديث عن الباقر و ثلاثين ألف عن الصادق.
تاريخ التربية عند الإمامية وأسلافهم من الشيعة بين عهدي الصادق والطوسي
تأليف الدكتور : عبد لله فياض - ص128