في أثناء كلام الشيعة عن سيرة مرجعهم السيستاني يقولون :
7 - توفير الخبرة بمواد الاستنباط : إن سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) يركّز دائماً على أن الفقيه لا يكون فقيهاً بالمعنى الأتم حتى تتوفّر لديه خبرة وافية بكلام العرب ، وخطبهم وأشعارهم ومجازاتهم .
وذلك كي يكون قادراً على تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعياً لا ذاتياً ، وأن يكون على اطلاع تام بكتب اللغة ، وأحوال مؤلفيها ، ومناهج الكتابة فيها ، فإن ذلك دخيل في الاعتماد على قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه .
وأن يكون على احاطة بأحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ورواتها بالتفصيل ، فإن علم الرجال فن ضروري للمجتهد ، لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك .
وله آراء خاصة يخالف بها المشهور ، مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتماد بقدح ابن الغضائري ، أما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه.
فإن سماحة السيد لا يرتضي ذلك ، بل يرى ثبوت الكتاب ، وإن ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل أكثر من النجاشي والشيخ الطوسي وأمثالهما .
ويرى الاعتماد على منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ، ومعرفة كون الحديث مُسنداً أو مُرسلاً على ما قرّره السيد البروجردي ( قدس سره ) .
ويرى أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث ، واختلاف النسخ ، ومعرفة حال المؤلف ، من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف .
وما يشاع في هذا المجال من كون الشيخ الصدوق أضبط من الشيخ الطوسي فلا يرتضيه ، بل يرى الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند إليها.