بسم الله الرحمن الرحيم
*تسأل بعض الأخوات بأنه شاء بين النساء أن يقمن بتغيير ملابسهن في مناسبات الزواج في غرفة خاصة و مغلقة في قصور الأفراح , فما حكم ذلك ?
الحمد لله, يجب على المرأة أن تكون على جانب كبير من الحذر والحيطة في حفظ عورتها و إخفاء زينتها إلا لمن ذكرهم الله تعالى في سورة نور ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن )
ولا شك أن عناية المرأة بزنتها وحفاظها على عورتها : أن تلبس ملابسها في بيتها الأمن , و أما في غير بيتها فانفس الأبية العزيزة لا تطمئن إلى توافر الأمن فيه , ولا سيما بعد ظهور وسائل التصوير و إمكان إخفائها في المكان المغلق وقيامها بالتصوير بلا مصور .
والخلاصة : أنني انصح كل امرأة حريصة على عفافها أن تحتاط لشرفه وإلا تثق في غير ما هو تحت سمعها وبصرها وعلمها, و ذلك كله في بيتها الآمنة فيه . والله المستعان .
*الشريعة الإسلامية أباحت النظر إلى المخطوبة , فما هي النظرة الشرعية في هذا , وهل يكفي النظر في حدود الوجه والشعر واليدين والقدمين؟
الحمد لله , لا شك أن الشريعة الإسلامية أباحت للخاطب أن ينظر من مخطوبته إلى ما يكون سببا في الزواج بها , كنظرة إلى وجهها ويدها ورجليها وشعرها , ونظره إليها هي مقبلة ومدبرة , ولكن بشرط : أن يكون بذلك بحظور محرمها معها , وان تكون ساترة لباقي بدنها , ثم بعد ذلك لا يجوز له تكرار النظر ولا متابعة الكلام معها قبل العقد عليها , فان الخاطب أجنبي من مخطوبته حتى يتم عقده عليها . والله اعلم .
*كثير من نساء المسلمين - هداهن الله - يخلهن الحجاب حين وصولهن للبلد المسافر إليه ! فما حكم فعلهن هذا ؟ وهل إّذا أمرها زوجها بذل تستجيب له ؟ وكيف نرد على من تقول : أنا أريد أن أسافر فلماذا أرتدي الحجاب ؟
الحمد لله , يجب على نساء المسلمين الحشمة والعفاف , والأخذ بأسباب تحصيل ذلك ومنه الحجاب , قال تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونِساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ... )(الأحزاب59) .
فالحجاب للمرأة أمر واجب , ولا يؤثر على وجوبه ولا التقيد به ما يقال من سخرية الكفار واستهزائهم بالمحجبات , فنظرة الكفار إلى المسلمين في تمسكهم بدينهم نظرة سخرية واستهزاء موجودة في صدر الإسلام , ولكن العاقبة للمتقين .
والمرأة التي تقول : أنا أريد السفر فلماذا الحجاب ؟ امرأة قاصرة في تصورها , وإيمانها ضعيف , وإذا كان سفرها التحلل من بعض مقتضيات الشرعية فسفرها سفر معصية , وهي بهذا التصور والنظر على خطر شديد في أخلاقها وعفافها , وتفكيرها واتجاهها , فيجب على زوجها منعها من الخروج على أحكام الدين . والله أعلم
*حكم لبس دبلة الخطوبة ؟
الحمد لله , هذه العادة وردت إلينا من أناس ليسوا على ديننا , وإذا اتجه القول بمنعها فدليل ذلك : التشبه بهم والأخذ بعاداتهم , ومن تشبه بقوم فهو منهم , وإن صاحب لبسها عقيدةٌ ببقاء الخطبة مدة بقاء هذا الخاتم في الإصبع , كان هذا من نوع التعلق بغير الله و ومن تعلق بشيء وُكِل إليه , ولا شك البقاء على أخلاق المسلمين وعاداتهم وطرح التشبه بالآخرين هو ما يقتضيه ديننا واستقلالنا بشخصيتنا الإسلامية , والاعتزاز بقيمها وهويتها الكريمة . والله المستعان .
*كيف يكون العرس الإسلامي ؟ وما آدابه ؟
الحمد لله , لا أدري ما هو قصد السائل من سؤاله عن العرس الإسلامي , هل يقصد بذلك الاحتفال بالزواج أو عقد الزواج , فإن كان المقصود بذلك : عقد الزواج فله أربعة شروط :
أحدها : الولي , فلا يجوز للمرأة أن تتزوج إلا بولي , فإن تزوجت بغير ولي فنكاحها باطل .
الثانية : الشهادة , لما فيها من الفصل بين النكاح الحلال والنكاح الحرام .
الثالثة : الرضا من الزوجين .
الرابعة : الكفاءة في الدين والخُلقُ والنسب .
وللنكاح ركنان هما : الإيجاب والقبول , مع مراعاة , استكمال أسباب صحة النكاح ولزومه وانتفاء موانعه .
وإن كان المقصود من السؤال : الاحتفال بالزواج , فيجب أن يكون خالياً من جميع المنكرات كاختلاط النساء بالرجال وكالأغاني الماجنة والمشروبات والمأكولات المحرمة , وبروز الزوج مع زوجته أمام الحاضرين من رجال أو نساء و ويدخل في ذلك الإسراف في الولائم والإعداد لها , إلى غير ذلك مما يعتبر منكراً من القول والفعل . والله أعلم .
*هل من شروط الجمع للمسافر : نية الجمع ؟
الحمد لله , ذهب أهل العلم إلى اشتراط النية في الجمع , وقالوا : إن هذا هو الأصل , واستدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) .متفق عليه , ولم يذكروا لهم دليلاً خاصا في هذا .
وذهل بعض المحققين إلى أن نية الجمع غير واجبة , لانتفاء الدليل على الوجوب , واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وقال : هو قول الجمهور , وهو الذي تدل عليه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم , وعليه تدل نصوص أحمد وأًصوله .
وقيل في تعليل هذا القول بأن القصر هو الأصل , وهو مخير قبل الدخول في الصلاة بين الجمع والقصر وترك ذلك , فكذلك بعد الدخول , والعلة في الترخص السفر , فإذا حصلت العلة فالأمر راجع للمسافر يختار ما يريده بلا قيود , لانتفاء الدليل على الاشتراط .
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ( والصحيح أنه لا يشترط نية الجمع ولا نية القصر , بل إذا وجد العذر المبيح للقصر والجمع , جاز ذلك ولو لم ينو ... ولو كان شرطاً لنقل نقلاً متواتراً مشتهراً ) ا . هـ . والله أعلم
*بعض المعتمرين يطوفون ويسعون والإمام يخطب يوم الجمعة , ويدعون بأدعية جهرية وجماعية , فهل يجوز الطواف والسعي والإمام يخطب الجمعة ؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً .
الحمد لله , إذا كان الطائف والساعي " والإمام يخطب خطبة الجمة " في حكم المسافر بحيث يجوز له الترخص برخص السفر , فإن الجمعة غير واجبة عليه , فالذي يظهر لي أنه غير مخاطب بوجوب الإنصات والإمام يخطب . وذلك إذا كان على نية صلاة الظهر لا الجمعة , فإن نوى إقامة الجمعة مع الإمام أو كان مقيماً وممن تجب عليه صلاة الجمعة . فيجب عليه أن يعطي خطبة الجمعة حقها من حيث التفرغ للاستماع والإنصات , وأن يؤجل أداء الطواف والسعي إلى أن يفرغ من صلاة الجمعة مع الإمام . والله أعلم .
مجلة الدعوة ص44-45 العدد 1902