قال تعالى (( النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ))
ولا شك أن عائشة رضي الله عنها هي احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
وهي بنص القرآن أم للمؤمنين وليست ام للكفره المشركين الذين يستنقصون قدرها باتهامها بالزنا والفاحشة وهم الرافضة لعنهم الله ...
ومن بغض الرافضة وكرههم لامنا رضي الله عنها ..
سئل الزنديق الاكبر اية الشيطان المدرسي هذا السؤال وكان هذا جوابه :
(( وسُئل المرجع المدرسي عن رأيه بالحديث المروي عن الإمام علي (عليه السلام) والذي
يقول فيه: أن النساء ناقصات العقول: قال السيد المدرسي (حفظه الله) أن بعض الفقاء
ومنهم آية الله المرحوم السيد محمد الشيرازي كان يفسر حديث الإمام بأنه جاء في ظرف
كانت فيه المرأة وهي عائشة بنت أبي بكر تقود معارضة مسلحة ضد الإمام يعني أن هذا
القول صدر في ظرف خاص ))
من كتاب ( عايشه ) ..
(ام المؤمنين عائشة ) (رض ) ذات مزاج حاد عصبي عنيف فيها حدة طبع , وحدة ذكاء مع غيرة شديدة .
تـغـار عـلـى زوجها الرسول (ص ), وتدفعها الغيرة الى الحزن المفرط كل ما بنى الرسول (ص ) بزوجة جديدة ((1)) .
تـعـير الواهبات انفسهن للرسول (ص ), وتعلم بعض من تزوجها الرسول (ص ) ان تقول له : (اعوذ باللّه منك ) فيطلقها الرسول (ص ) ((2)) .
وتـكـسـر اوانـي زوجـات الـرسول (ص ) اللاتي كن يبعثن في يومها بطعام اليه ((3)) , وتتعقب الـرسول (ص ) اذا انسل من فراشه للصلاة في ليلتها, والى البقيع اذا ذهب للاستغفار لاهل البقيع , وتجزع من ولادة ابراهيم من مارية , فيحول الرسول (ص ) مارية الى مشربة له في العالية ((4).
ووجدناها تقول : (ما غرت على امراة لرسول اللّه (ص ) كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول اللّه (ص ) اياها وثنائه عليها ) ((5)) .
وتقول : ما غرت على احد من نساء النبي (ص ) كما غرت على خديجة وما رايتها كـان يـكـثر ذكرها وربما يذبح الشاة ثم يقطعها اعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة , ويقول : (اني لاحـب حـبـيـبها) وتغار من هذا فتقول لرسول اللّه (ص ): (ما تذكر من عجوز من عجائزقريش حـمراء الشدقين , هلكت في الدهر قد ابدلك اللّه خيرا منها) فيتغير وجه رسول اللّه (ص ) ويقول لـها: (ما ابدلني اللّه خيرا منها, قد آمنت بي اذ كفر بي الناس , وصدقتني اذ كذبني الناس , وواستني بمالها اذ حرمني الناس , ورزقني اللّه عز وجل ولدها وحرمني اولاد الن اء) ((6)) .
وكـان مـن الـطـبيعي ان تزداد بهذا الكلام غيرتها كما كان يؤججها حدبه (ص ) على ابنة خديجة فـاطمة واولادها وتنحصر ذريته (ص ) فيهم وايثاره (ص ) صهر خديجة علي بن ابي طالب على غـيـره مـن كافة رجال اصحابه بما فيهم ابوبكر ابوها حتى تقوله له : (واللّه لقد عرفت ان عليا اح الـيك من ابي ومني , مرتين او ثلاثا ) ((7)) ومن هذا وذاك اشتد غيضها على علي واولاده , - كما وصفها علي - وقال :.
(فادركها راي النساء وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ) ((8)) حتى لا تستطيع ان تذكر اسم علي بخير.
وتدفعها الغيرة للعمل في داخل بيت الرسول (ص ) وتشكل فيه حزبا.
بمعاونة حفصة ويفعل الحزب ما تنزل الايات في لومهما, مثل آيات سورة التحريم , ويتوفى الرسول (ص ) ويـتـولـى الـخلافة ابوها ابوبكر, ويعارض علي وفاطمة حكمه حتى تتوفى فاطمة وهي واجدة على ابي بكر.
ويتوفى ابوها ابو بكر فيولي الصحابي القرشي عمر بن الخطاب الخلافة .
في هذا العهد عهد الخليفتين بلغت ام المؤمنين عائشة امنيتها, حيث رات اندحار حزب علي وانتصار حـزب ابيها, وحيث كرمها الحزب الحاكم ووقرها فارجع اليها في الفتوى , وفضلها في العطاء على جميع المسلمين بما فيه زوجات الرسول (ص ) وذوو قرباه .
وختم الخليفة الثاني عهده باجلالها اجلالا لا يدانيه اجلال , حيث جعل بيتها دارا للشورى فيه يعين خليفة المسلمين .
في هذا العهد بدا نجم ام المؤمنين يتالق في سماء المجتمع الاسلامي , وينبه ذكرها ويعظم خطرها, ويمتد الامر كذلك الى ست سنوات من عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان الاموي , وطوال هذه المدة زهاء ثماني عشرة سنة , كانت الخلافة ترجع اليها في ما تحتاج من فتوى فت تي معتمدة التحديث عن الرسول (ص ), ومؤدية بذلك سياسة الخلافة .
ثم تنقلب الخلافة القرشية في السنوات الست الاخيرة من حكم عثمان الى خلافة اموية , فتعارضها سـادة قريش بقيادة حزب ابي بكر وفي مقدمتهم ام المؤمنين عائشة (رض ), التي تقود المعارضين وتحرضهم على قتل الخليفة , فطورا تخرج نعلا للرسول (ص ) الى المسجد وتقول : هذه نعل رسول اللّه (ص ) لـم تبل وقد ابلى عثمان سنته , وتارة تقول : اقتلوا نعثلا فقد كفر, وبمجاهدتها زهاء ست سنوات تندفع الجماهير الاسلامية الثائرة الى المدينة ويستولي ابن عمها طلحة على بيت المال .
عند هذا تتجه ام المؤمنين عائشة (رض ) الى مكة للحج وتترك عثمان حصيرا في بيته وهي واثقة من قتله , وبيعة الناس لابن عمها طلحة .
وبينما هي تتفاءل بعودة الخلافة الى بيتها, وفي طريق رجوعها الى .
الـمدينة تسمع ببيعة المسلمين عليا (ع ), فقالت لمن اخبرها: واللّه ليت ان هذه - السماء - انطبقت على هذه - الارض - ان تم الامر لصاحبك طـالـبـة بـدمـه , ويجتمع عليها ولاة عثمان المعزولون وآل امية اعداء الامام , فت وقهم جميعا الى البصرة , وفي ساحة المعركة يغلب الامام جيشها ويعيدها الى المدينة بعد ان قتل زوج اختها الزبير وابـن عـمـهـا ومرشحها للخلافة طلحة في المعركة , وتعود الى المدينة اسيفة ثكلى , يافل نجمها طوال عهد الامام علي حتى اذا قتل في محرابه سجدت للّه شكرا.
وتـغـلب على الخلافة معاوية , وسوابقه وسوابق بيته في حربهم لرسول اللّه (ص ) في بدر واحد والاحزاب وقبلها وبعدها ما تدينه وتدين بيته وتدحض حجته .
وفي كل احاديث المسلمين عن تلكم الحوادث وعن ايام الرسول (ص ) عامة مدح لاهل البيت عليهم السلام وعلى راسهم الحسن والحسين سبطي الرسول (ص ) وامل الامة للخلافة الاسلامية , وفي جـل حـديثهم ذم لامية وعلى راسهم ابوه ابو سفيان وامه هند وبيته بيت امية بما فيهم من قتل ببدر: جده .
وخاله واخوه وذوو قرباه عتبة وشيبة والوليد وحنظلة .
اذا فالبيت الذي يقابل معاوية هو بيت علي بن ابي طالب , ولا مناص لمعاوية وهو يريد ان يشيد حكما امـويـا يـرثـه الابناء عن الاباء ولابد له ان ينشر بين المسلمين احاديث في فضائل الخلفاء الثلاثة , ليدحض بذلك حجة بيت علي وشيعته بالاضافة الى نشر احاديث في ذم على وابيه وبيته فاعانه على ذلـك جماعة من امثال ابن العاص وسمرة بن جندب وفي مقدمتهم ام المؤمنين عائشة وكم من الفرق بين اولئك وام المؤمنين عائشة ؟.
فـان اولـئك ينشرون الاحاديث في فضل حزب ام المؤمنين , وام المؤمنين تروي الحديث في فضل ابيها وحزبه و(ليست الثكلى كالمستاجرة ).
والـمـهـم في ذلك الامر كله اننا وجدنا خلال دراساتنا في الحديث والتاريخ ان ام المؤمنين عائشة كانت تعتمد حياة الرسول (ص ) لكل ماتريد فاذا ارادت ان تحرض على عثمان اخرجت نعلا وقالت : هـذا نـعـل الرسول , واذا ارادت تحطيم مروان ذكرت قول النبي (ص ) في ابيه ولعنه اي اه , واذا ارادت ان تبين فضل عثمان وحياءه حدثت عن ستر الرسول (ص ) فخذه عنه , بعد ان كانت مكشوفة امـام غيره , وكذلك تحدثت عن كيفية تلقي الرسول (ص ) الوحي وعن صلاته وصومه وعن جهاده وغزوه وعن كل شؤون الرسول (ص ) منذ بعثته الى وفاته .