لماذا قلتم بالتنصيص علي إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه??
.. لأن التنصيص من عظائم الأمور ..لأن الدين من عظائم الأمور ..
فلو كان التنصيص علي مشهد من جماعة ( يحصل ) التواتر بخبرهم فالعادة تحيل عدم نقله وإخفائه.
كما لو جرى بمشهد من الحجيج أو أهل الجامع ( قتل ملك) أو فتنة عظيمة فإن العادة تحيل أن لا ينقلوه . ولو نقلوه فإمام أن ينقله وأحد أو جماعة..
فان كان نقله واحد..
فخبره ليس بحجة لأن انفراده بمثل هذا الخبر العظيم دون الجماعة يدل علي الكذب كما لو انفرد الواحد بنقل ( قتل الملك) العظيم في الجامع يوم الجمعة دون أهل الجمعة
وإن كان الذي نقله جماعة..
فيلزم أن يكون ذلك شائعاً ذائعاّ فيما بين الناس وهو محال وبيانه من خمسة أوجه
1-هو أن الناس بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا , حتى اختلف المهاجرون والأنصار –رضي الله عنهم- وتفاخروا في ما بينهم وقال الأنصار (( منا أمير ومنكم أمير ))
فلو كان ( منصوص علي ) أحد من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... مع اشتهاره ..لكانت العادة ( تحيل) أن لا ينكر أحد من الصحابة هذا الاختلاف , وأن يقول : هذا الاختلاف لماذا ؟ وفلان منصوص عليه ؟؟
2-إنه لما قال أبو بكر – رضي الله عنه- (( بايعوا احد هذين الرجلين إما عمر أو أبا عبيدة )) فقال عمر (( لأن أقدّم فأنجم كما ينجم البعير , أحب إلي من أن أتقدم قوماً فيهم أبو بكر )) وقال عمر –رضي الله عنه- ((أمدد يدك أبايعك)) فقال أبو عبيدة : ما لك حجة في الإسلام غير أن تقول هذا وأبو بكر حاضر ثم قال لأبي بكر : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المواطن كلها شدتها ورخائها , قدّمك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة فمن يؤخرك ؟؟ فخصوه بالإمامة.
3- أن أبا بكر –رضي الله عنه- قال (( لقد وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فيمن هو فكنا لا ننازعه أهله )) وقال عمر –رضي الله عنه- ((إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني – يعني أبا بكر - وإن اترك فقد ترك من هو خير مني يعني – النبي صلى الله عليه وسلم-))
فلو كان هناك نص ... لما أمّنا تكذيبهما ولما أقدما علي ما قالاه من غير ضرورة .
4- قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (( أترككم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )) فإن يعلم فكم خيراً أجمعكم علي خيركم كما جمعنا علي خيرنا)) يعني أبا بكر , وذلك يدل علي عدم التنصيص من النبي صلى اله عليه وآله وسلم.
5- أنه لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال العباس لعلي كّرم الله وجهه: (( أنا اعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب وقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فادخل بنا لنسأله عن هذا الأمر فإن كان لنا بينه وإن كان لغيرنا وصّى الناس بنا)) ولو كان التبي صلى الله عليه وسلم قد نص علي أحد لكان العباس وعلي أعرف به من غيرهما ولا يمكن أن يكون المراد من قول العباس رضي الله عنه استعلام بقاء ال استعلام بقاء الأمر لهم فإن قله (( لنا أو لغيرنا )) ظاهر في الاستحقاق لا في استدامة المستحق فحمله علي المعرفة الاستدامة خلاف الظاهر ..
مؤدب