غلاء المهور .. هموم شباب اليوم
هموم الشباب لا تنقطع وكثيرا ما تأخذ من أوقاتهم وصفاء ذهنهم، وتأثير ذلك على حضورهم كبير، خاصة وأنهم رجال اليوم وقادة المستقبل إلى الغد المشرق في حياة هذا العالم الحيران، هموم الشباب كثيرة ومختلفة فمنها ما يتعلق بالوظيفة والعمل ومنها ما يتعلق بالعاطفة التي تحرك بعضهم نحو المجهول وهناك ما يتعلق بالعائلة التي يحاول أن يتكيف بعضهم معها فلا يستطيع، وعلى كل الأحوال فإن هذه الهموم تحول دون وصول الشباب إلى بر الأمان في حياة سعيدة.
من أهم ما يزعج الشباب دائما نظرة الآخرين لهم إذا كانت في الاتجاه الخاطئ فيحاول أن يصحح هذه النظرة من خلال اختيار أفضل الأصدقاء من ذوي الثقافات المتعددة والأخلاق الرفيعة والظهور أمام من ينظر لهم هذه النظرة بمظهر مختلف وان كانت لا تمت إلى واقعهم بصلة، وهنا تأتي أهمية زرع الثقة في نفوس الشباب منذ الصغر من اجل التغلب على مساوئ انعدامها التي توصل البعض منهم إلى أمور سيئة منها العزة بالنفس وعدم الاحتكاك بالعالم المحيط به لكي لا يصطدم وتكون الصدمة ثقيلة عليه.
من أهم هموم الشباب غلاء المهور والتي تجعل من الارتباط أمرا صعبا، ومن الزواج المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي.
حاولنا استطلاع آراء عدد من العلماء حول هذا الغلاء وتأثيره علي حياة الشباب ومن ثم المجتمع والبحث عن سبل تذليل عقبات غلاء المهور.
تيسير الزواج
في البداية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام حبب الناس في تيسير الزواج، وحذرهم من تعطيله بوضع العقبات أمام الشباب المقدمين عليه، لما يترتب على ذلك من الفساد، كما نبه الإسلام أولياء أمور البنات أن يتخيروا لبناتهم الشباب الصالح، وأن يسارعوا بتزويجه إذا أتاهم خاطبا؛ دون النظر إلى كثرة المال وغلاء المهور.
ولفت، إلى أهمية تيسير الزواج مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الزوجات " أيسرهن مهرا أكثرهن بركة" والنبي صلى الله عليه وسلم حينما زوج بناته زوجهن بأيسر المهور، لم يشترط لهن المئات ولا الآلاف، وإنما أخذ أيسر المهور، وكذلك السلف الصالحون، لم يكونوا يبحثون عن مال الرجل، وماذا يدفع، لأن البنت ليست سلعة تباع، إنما هي إنسان، فليبحث لها الأب أو الولي عن إنسان مثله، إنسان كريم، كريم الدين، كريم الخلق، كريم الطباع، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ] إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض [.
وأكد على ضرورة تيسر شأن الزواج من المسارعة بتزويج البنات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ] ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا حضرت، والدين إذ حل، والأيم إذا حضر كفؤها [.
إعاقة زواج تسير للزني
وتقول الدكتورة ملكة زرار، أستاذة العلاقات الأسرية بجامعة الأزهر، إن غلاء المهور من الأمور التي لا تنبغي على أولياء أمور الفتيات خاصة إذا حضر الزوج الكفء، لأن ذلك يرتبط بمنكر عظيم ]إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض[ فذلك يترتب عليه تيسير للزنى.
وتروي الدكتور ملكة، إحدى القصص قائلة: "جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له: يا أبا سعيد: إن عندي بنتا كثر خطابها, فمن ترى أزوجها؟ قال: يا ابن أخي زوجها من يخاف الله ويتقيه, فإنه إن أحبها أكرمها. وإن أبغضها لم يظلمها.
وترى الدكتورة ملكة أن غلاء المهور يؤدي إلى انتشار الفاحشة وانهيار المجتمع، لانهيار النواة الأولى لهذا المجتمع والمتمثلة في الأسرة.
وطالبت أستاذة العلاقات الأسرية، بإقامة صناديق لتيسير الزواج، ملحقة بالمساجد، لمساعدة الشباب والفتيات على حد سواء لإتمام الزواج، كما نصحت الشباب بعدم التقعر في اختيار متطلبات هذا الزواج.
http://www.lahaonline.com/articles/view/16459.htm