وهذه الأحاديث تدل على عظم منزلة الصدوق و كونه أحد دلائل الامام (ع) فان تولده مقارنا للدعوة، و تبينه بالنعت و الصفة من معجزاته (ع) و وصفه بالفقاهة و النفع و البركة دليل على عدالته و وثاقته، لأن الانتفاع الحاصل منه رواية وفتوى لا يتم إلا بالعدالة التي هي شرط فيهما فهذا توثيق لهُ من الامام و الحجة (ع) وكفى حجة على ذلك.
و يدل على ذلك مضافاً إلى ما ذكر : إجماع الأصحاب على نقل أقواله و اعتبار مذاهبه في الاجماع والنزاع، و قبول قوله في التوثيق والتعديل والتعويل على كتبه، خصوصا: كتاب (من لا يحضره الفقيه) فانه احد الكتب الأربعة التي هي في الاشتهار والاعتبار كالشمس في رابعة النهار. و أحاديثه معدودة في الصحاح من غير خلاف ولا توقف من أحد، حتى أن الفاضل المحقق الشيخ حسن بن الشهيد الثاني مع ما علم من طريقته وأحاديثه معدودة في الصحاح من غير خلاف و لا توقف من أحد، حتى أن الفاضل المحقق الشيخ حسن بن الشهيد الثاني مع ما علم من طريقته في تصحيح الأحاديث يعد حديثه من الصحيح عنده وعند الكل.
الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم 3/ 299