الرشد الإجتماعي عند الشيعة

[ابو عبد العزيز القيسي]

الرشد الاجتماعي عند الشيعة
بقلم : ابو عبد العزيز محمود القيسي:: خاص بالقادسية

ليس من الصعب على الراصد الحكيم أن يبصر بوضوحٍ، وجلاء تام مظاهر الغي كلها عند الشيعة الإمامية، وضياع بوصلة الرشد بصورة مطلقة، وإذا كان فقهاء المسلمين قد اختلفوا في تحديد سن الرشد للفرد... تبعا لتربية ذلك الفرد ومحيطه، واستعدادته وتعقيدات الحياة أو بساطتها، فلاينبغي لهم مطلقا أن يختلفوا في تلك الطائفة أو الشك في مجانبتها لشريعة الإسلام، ذلك ان تحديد غيّ تلك الطائفة وكفرها من أعظم مقومات الرشد لهذه الامة.

إننا حينما نتحدث عن رشد الجماعات والمجتمعات ينبغي علينا قبل ذلك معرفة سمات الرشد الاجتماعي حتى يصح لنا أن نصنف او نصف هذه أو تلك من الجماعات أو المجتمعات بالرشدِ أو الغيّ.

الرشد الذي ورد ذكره في كتاب الله الكريم يحمل معاني واسعة ومتعددة لا يمكن لنا حصرها في تعريف جامع مانع، في هذه المقالة المختصرة، والمتأمل في معاني الرشد التي وردت في كتاب الله يجد البون الشاسع بين معنىً وآخر ؛ مثاله معنى الرشد المؤنس من اليتيم، والرشد الذي أُوتيه ابراهيم عليه السلام، ولكن يمكننا القول على سبيل الإجمال : ان الرشد هو الحق والصواب أو الايمان والتوحيد، أو... بمعنى آخر هو حسن التصرف والقدرة على استثمار الموارد واستغلالها، وعكسه السفه وهو خلاف الغي، أو هو ادراك القيم والثروات وطرق الاستفادة منها واستغلالها بالشكل الصحيح، ولو نظرنا الى قول الباري سبحانه :

{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، واعلموا أن فيكم رسول الله، لو يطيعكم في كثير من الأمر لَعَنِتُّم. ولكن الله حبَّبَ إليكم الإيمان، وزينه في قلوبكم، وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان، أولئك هم الراشدون } لعلمنا كيف انه سبحانه قد اختزل سمات الرشد في هذه الامة دون سواها من سائر الامم، وقد أوحت تلك الآية الكريمة أن ذلك الجيل الذي بعث فيه محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآزره ونصره قد اتسم بأعلى مقومات الرشد، إذ أنَّ ذلك الجيل قد توافق مع تلك الشريعة فكراً وسلوكاً، مع أن الشعوب والأمم تتباين مواقفها من الشرائع والمبادئ، فتارة تكون تلك الشريعة أو ذلك المبدأ هوية وعنوان، وتارة يكون هلاميا حين يؤخذ بلا وعي أو قناعة، وتارة يكون ضبابيا معتما يتناقض فيه المثال مع الأصل، وذلك حين يتفاعل ذلك المجتمع روحيا ونفسيا مع تلك الشريعة أو ذلك المبدأ ولكنه يعطل عقله عمداً أو سهوا، وقد يكون العكس، إلى غير ذلك من التباينات والتي تنبئ عن ضعف ذلك الكيان وهشاشته، ولأن الله تبارك وتعالى قد منَّ على هذه الأمة بأن جعلها أمة وسطاً، فقد ملكت كل مقومات الرشد بتلك الوسطية التي حباها الله اياها، وانهت بذلك عهد الطفولة البشرية، ووقفت في الوسط تنفض عن البشرية ما علق بها من أوهام وخرافات، واستمر رصيدها العقلي في النماء تسير بخطى هادئة مطمئنة يحدوها كنف الباري نحو الصراط السوي.

فمن مقومات الرشد التي حباها الله تبارك وتعالى هذه الأمة :

- الثبات على العقيدة، كما شهد بذلك رب العزة تبارك اسمه : ( حبب إليكم الإيمان ).

- التحسين والاختيار، كما قال رب العزة تبارك اسمه : ( وزيّنه في قلوبكم ) والتزيين هو جمال العرض مقرونا بخلق الاستمالة وحسن الانجذاب، ومن معاني هذه الزينة ؛ العلم والصدق والحلم وكل الاعتقادات الحسنة.

- مجانبة الكفر والفسوق والعصيان فطرةً وجبلةً كما قال رب العزة تبارك اسمه : ( كره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ).

لذلك فقد كانت الحالة المطلقة في هذه الامة هو الرشد أو قل إن شئت عنها : الانضباط الذاتي والذي هو السمة الأولى التي تقوم عليها حياة المجتمعات الراشدة، وما يعوق الأمة اليوم عن تبوء مكانتها التي وهبه الله إياها، هو فقدها بعض مقومات الرشد وإن كانت لم تفقد أسبابه، وهي وإن تخلت عن منهج الله الذي اختاره لها، لكن الله تبارك وتعالى أبى لهذه الامة الوسط إلا الرحمة والهداية... فإن أعرضت عن هدي ربها لعارض.. أصابها سلط الله عليها آياته الكونية حتى تعود إلى خالقها وبارئها.

ان رشد المجتمعات مسألة مرتبطة بحدود الفرد وطوره ؟؟ ودوره في المجتمع، والمجتمعات التي لا تدرك كنه وجودها كوحدة متكاملة ولا تفرق بين الوحي والخرافة، والمشروع والموضوع، هي بالحقيقة مجتمعات غير راشدة.

ان المجتمعات التي لا ترى في شخصياتها التاريخية وقياداتها المعاصرة أو الحالية الا الهاً معبود ( أو عبد آبق عنود ) ؟؟، هي مجتمعات غير راشدة، وهكذا هو التاريخ لمثل لهؤلاء ما هو إلا مادة لا توحي إلا بالعجز والشقاء والكدر والاستسلام، بل ان التاريخ عند تلك المجتمعات ما هو إلا مجموعة من الاساطير والخرافات معدومة القيمة والأثر، خالية من أية صورة من صورة الالهام وأية قيمة من قيم الجمال.

وهذا هو حال الشيعة، فهم كمجتمع أو طائفة قد جنحوا إلى كل سبل الغي حيثما لاحت واعرضوا عن كل سبل الرشد، وكأنما هنالك آلية ركبت في أذهانهم وعقولهم وقلوبهم تأخذهم نحو الجحود والكفر وبطر النعمة والبعد عن الله، ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً ).. فهي جبلّة طبع عليها ذلك الصنف المتكبر، ومع هذه السمات فان هذا الصنف لا يكاد يخفى بكل ملامحه، فهو لا يرى إلا مجانبا للرشد مبتعدا عن طريق الحق منشرح الصدر للغي دون تفكير أو تدبر، وهو في ذات الوقت منصرف عن آيات الله، لا تستجيب جوارحه و لا تخضع جوانحه ولا يخشع وجدانه لأي إيحاء أو إيقاع قراني، بآياته المبثوثة، ومعانيه الموصولة، فأنت تجد عجبا من هذا الكائن ذي الروح الشاذة عن طبيعة هذا الكون ونواميسه كذبا وتزويراً، بل هو منقطع عن كل دوافع الصدق المرتبطة بالوجود عامة، و لا يغرنّك نجاح عمله على الظاهر فانه لاشك وفق تلك النواميس مفرغ من الفائدة وعديم النفع ومحبط الأجر لأنه خال من أصالة ذلك الوجود ولا يعرف الغاية الحقيقة التي خلق من أجلها ذلك الكون، مثله مثل ذلك الجدول، مقطوع عن نبعه الاول، فليس له من مصير إلا الجفاف والهلاك ولو بعد حين.

والذين يفصمون تلك العلاقة الوثيقة بين القيم وحركة التاريخ، أو يغفلون عن أقدار الله الجارية ويتنكرون

لمشيئته القاضية الحتمية، أولئك في غيٍّ وغفلة، وقد أبت آيات الله الكونية والشرعية إلا اظهارها على رؤوس الاشهاد، والذين ينخدعون بفلاح بعض الغافلين لأمد قصير، انما هم بالحقيقة مثلهم كمثل ذلك الجهول الذي يحسب انتفاخ الدابة سماً... سمنا وشحما وعافية، مع ان الهلاك يتربص بها.

ان طبيعة هؤلاء الذين لا تستقيم لهم خطوة حتى تتعثر عما قريب،..... وما تكاد ترتفع لهم رؤية أو فكرة حتى تنتكس تخبطا وعمى.

تبعات.. وما اثقلها من تبعات فرضها تنكب طريق الحق، وتلك ضريبة فساد الكينونة والفطرة، واختلالها عن طبيعتها، فلا يمكن أن ترى إلا مطموسة مشوهة، تصد الحق لآفة في نفسها فلا تختار إلا الضلال، وتلك لعمري حتمية كل أفاك متكبر (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا، ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) جبلّة مطموسة وكينونة مشوهة لا تدرك ولا تسمع أي شي من إيقاعات ذلك الوجود الذي طالما يسبح بحمد ربه وينطق بوحدانيته.

[آملة البغدادية]

الله يبارك فيك أستاذ أبا عبد العزيز كلام ممنهج رشيد

هل تعلم أن كبار الشيعة تكلمت عن الرشد في مجتمعاتها ؟ معمم كتب في الفيس بوك نسف الخوئي ووكمال الحيدري وغيرهما
المشكلة أنه طبق المقولة الخاطئة عندهم عن الرشد في مسألة الصلاة !! ونسي أن هناك ما خالف العامة ففيه الرشاد بمعنى خالفوا يا شيعة أمة الإسلام ترشدوا لدرب الشيطان
قال : ميثاق العسر
لعلّ من أوضح المقولات التي ساهم فقهاء الشيعة في التعميق الاجتماعيّ الخاطئ لها هي مقولة: (الرشد في خلافهم)، وقد انعكس هذا الأمر على استدلالاتهم وبياناتهم وفتاواهم بشكل لا شعوري؛ بحيث لا يمكن للفقيه ـ مهما تحلّى بأفق رحيب ـ أن يدخل البحث وهو خال الوفاض من تربيته المذهبيّة المسبّقة التي يريد تصحيحها أو إبطالها بغض النظر عن ما يؤول إليه الدليل، وسنحاول في هذه الإجابة المتواضعة الإشارة العابرة إلى مثال فقهي بسيط، يمتلك تأثيرات عميقة في واقعنا الشيعي المعاصر.
يذهب مشهور الإماميّة ـ على ما حُكي عنهم ـ إلى استحباب التفريق بين الصلاتين المشتركتين في الوقت كالظهرين والعشاءين،

[ابو عبد العزيز القيسي]

جزاك الله كل خير اختي الفاضلة , كلماتك توزن بماء الذهب رؤية ومنهجا وسدادا .. دمت عين مبصرة لاهل السنة والجماعة وشوكة في حلوق اعدائهم .. اللهم امين امين

[آملة البغدادية]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد العزيز محمود القيسي     جزاك الله كل خير اختي الفاضلة , كلماتك توزن بماء الذهب رؤية ومنهجا وسدادا .. دمت عين مبصرة لاهل السنة والجماعة وشوكة في حلوق اعدائهم .. اللهم امين امين

اللهم آمين إلى أن يشاء الله الأجل

جزاك الفردوس أخي الفاضل
وشرفني تواجدك ومواضيعك النافعة في القسم الخاص بنصرة سنة العراق

[محمد السباعى]

جزاك الله خيرا

[ابو عبد العزيز القيسي]

وجوزيت مثله وزياده اخي الفاضل .