العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > منتدى نصرة سنة العراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-16, 09:32 PM   رقم المشاركة : 1
ابو عبد العزيز القيسي
شيعي مهتدي







ابو عبد العزيز القيسي غير متصل

ابو عبد العزيز القيسي is on a distinguished road


اين تكمن قوة ايران

أين تكمن قوة إيران؟

بقلم : أبو عبد العزيز محمود القيسي :: خاص بالقادسية



لاشك أن أحد أهم الإشكاليات هو معرفة القياس , أو الضابط الحقيقي لقوة أي دولة , وقد تعددت المناهج في هذا الشأن , فمنهم من اعتمد على المتغير العسكري , ومنهم من اعتمد على المتغير الإقتصادي , ومنهم من اعتمد على متغيرات أُخرى ؛ كالسكان والمساحة والناتج القومي والتطور التكنولوجي ..إلى غير ذلك , غير أن هذه المتغيرات هي بالحقيقة تشكل موضع جدل كبير , لذلك يمكننا القول إن قوة أي دولة لايمكن أن تقاس بالمطلق , ولابد من أجل الوصول إلى الحكم الذي هو أقرب للصواب ويكون أشد ملامسة للحقيقة , الأخذ بتلك المتغيرات وأثرها على نظيراتها , كذلك معرفة النسب الحقيقية لأثر ذلك المتغير .

هنالك من ينظر إلى حجم القوة لأي بلد من خلال النظر إلى المتغيرات المادية والمعنوية , مع المعرفة التامة وحسن التوظيف وتمام التوصيف , وهذا يعتمد على الرشد الإداري والسياسي والإقتصادي والعسكري , ويمكن أن يجتمع الرشد كله في رأس الدولة وعقلها المدبر , وكنتاج فعلي يمكننا معرفة نتاج القوة لأي دولة من خلال ما تحققهُ من نتائج على الأرض , ومن هنا يمكننا تصنيف القوة في إيران من غير عويل أو ضجيج ؛ مع النظر وبروية وتأمل شديدين إلى قوة الخصوم .

إن من أعظم عوامل القوة التي تمتلكها إيران , هو تمسكها بالتشيع ديناً وهويةً ومنهجاً ,

ولأن التشيع [ عُقدة وعقيدة ] كما يقول المفكر العراقي الفذ طه الدليمي حفظه الله , فقد أسرفت إيران في توظيف تلك العقد , والتي حبلت بها النفس الفارسية بلقاح الروايات المشؤومة , والتي خاطبت تلك العقد , فطرحت وحوشاً وغيلاناً وأفاعٍ تُنّفسُ عن تلك النَفس المترعة بالغل والحقد .

لقد وظف الفرس التشيع بعد أن أحسنوا الوضع , بما يلائم عُقدهم ومطامحهم نحو الدولة الإسلامية الناشئة , ومن خلال التوظيف السياسي والعقدي الذي يصل إلى حد الابتزاز بتلك الأحاديث الممزوجة بالأسطورة والخرافة والوهم , من أجل تحريك الحشود والجموع لغايات جلّتها أحداث العقد الأخير , فضلاً عن تلك المآسي والمحن التي ملأت صفحات التاريخ والتي كانت من نصيب الأمة السنية , وهذا التوصيف والتوظيف هو بحق أغرب واسوء أشكال الدجل السياسي والديني في تاريخ البشرية كلها ,

ويمكننا ومن خلال الاستقراء التام , وسبر أغوار التشيع بمراحله وأدوار حكوماته ومراجعه أن نترجم عوامل القوة الإيرانية في هذا العصر من خلال الآتي :

1- الهوية . ونعني بالهوية هو ذلك الانتماء الوجداني الذي ينبع من إرادة حقيقية من النفس والروح , ويملك زمامها ويحدد لها أهدافها , ويرتب لها أولوياتها , فتنصبغ وتندمج وتنتصر وتوالي وتعادي في تلك الهوية , فينتج من كل ذلك تلك الحواجز النفسية عن كل ما يخالف هذه الهوية . ولهذه الهوية علاقة أساسية في المعتقدات والمسلمات الفكرية , وهي التي تحدد وتعدد البدائل , وهي التي تقوم بتحديد الهدف والسلوك والغاية , وهي التي تحدد السمات والصفات , وهي التي تعطي الثبات والاستقرار , وهي الواحة النفسية التي يلوذ بها المجتمع ويتحصنون بداخلها . هذه المعطيات تتحقق في كل من عرف هويته والتزم بها ودعا إليها , بما في ذلك الإيرانيون , بالمقابل فإن ما يشكّل مصدر قوة للإيرانيين إضافة إلى معرفتهم بهويتهم واعتزازهم بها , دعوة الناس إليها , والقتال والصراع من أجلها .

جهل الكثير من أهل السنة بمعطيات تلك الهوية ..

إن الهوية التي يفتقدها أهل السنة اليوم , هي تلك الهوية التي تقوم على أساس الانتماء العقدي , والذي يترجم ظاهراً في الولاء والبراء , والالتزام بمقتضيات ذلك.

إن الانضواء في تلك الهوية والذوبان والاندماج فيها ليس أمرا اختياريا , بل هو فرض عين , كذلك الدعوة إليها , لأنها هوية تستوعب كل مظاهر الإنسانية وتحدد لأصحابها الأهداف والوظائف والغايات , وهي كذلك مصدر القوة والمنعة والكرامة , وقد دل الله عز وجل الأمة السنية لأهم خصائص تلك الهوية في ذلك الدعاء العرض الذي أمرهم أن ترتلهُ ألسنتهم وقلوبهم وضمائرهم في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة , فيخرجون بتلك الميزة الثابتة المستقرة : [اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ] أما الإيرانيون , وعامة الشيعة , فقد ميزوا أنفسهم ..ولكن عن الأمة السنية وليس عن اليهود ولا النصارى , فشرعوا لأنفسهم : [ دعوا ما وافق القوم , فإن الرشد في خلافهم ] [1]

إن المجتمع الذي تعوزه الهوية المميزة لَيجدُ نفسه حتماً وبداً في عالم تحكمه شريعة الغاب , وحين ذلك لابد لها أن تُستقطب وأن تخضع للهيمنة والتذويب , وذلك بتدمير البنية التحتية لتلك الهوية العقائدية والثقافية , وحين ذلك يتحول الإنسان إلى ذلك الكائن التافه الغافل المغسول المخ والضمير .

إننا إذا نظرنا إلى مكائد الغرب والشرق ضد هويتنا المسلمة, لعلمنا علم اليقين أن هدفهم الأسمى هو طمس تلك الهوية أو استبدالها بهوية أُخرى وثنية أو قومية أو قطرية تفتت وتشتت الشمل أو تشوه ملامح تلك الهوية , لأن الغرض هو الحيلولة أن يكون الإسلام عماد الحياة .

إننا حتماً نجرّم كل عدو يحاول النيل من تلك الهوية بالتشويه أو الإضعاف أو التآمر , وتلك لعمري جريمة عظمى .. فكيف والأمة معرضة عن الأخذ بعناصر تلك الهوية ؟ !!

2- لم تُهمل إيران دور السياسة الخارجية , فقد استخدمت مراوحها المحملة بتلك القضايا الناعمة لأجل توسيع نفوذها , وتأثيرها على الصعيد الإقليمي , فمن تلك المرواح , التشيع السياسي الذي يؤطر العلاقات الخارجية الإيرانية لأجل توليد تلك القوة الناعمة على مستوى الحاضنة الشيعية , ومن خلال هذا النوع من التشيع تم اجتذاب الكثير من القادة والمفكرين والكتاب والساسة لحاضنة التشيع , وأنتجت سلطة سياسية جديدة في الشرق الأوسط , الأمر الذي أدى إلى تقوية الدور الإيراني , فبسلم التشيع السياسي ومن ثم الارتماء في أحضان التشيع والإرتضاع من أثدائه , أصبحت لبنان والعراق وسوريا محافظات إيرانية , وقادتها موظفون يعملون بأوامر وخدمة تلك الحكومة .

3- صدّرت إيران نفسها بأنها الدولة الوحيد التي تمثل الدين الإسلامي الحنيف الذي لا يقبل الله من عبد صرفاً ولا عدلاً من أحد دون الدخول فيه – وهو في الحقيقة كذلك - وهي تتصرف على هذا المبدأ , ولا تحيد , او تخرج عنه , وبالرغم من أن الناظر إلى السياسية الإيرانية , والسلوك الجمعي الشيعي يجدهُ مثال صارخ للتناقضات ,إلا أنه لا يجد تقاطعاً بين تلك التناقضات وبين تلك الدعوات , لأن التشيع في الاصل دين يصنع من تلك المتناقضات أحلاما تضيق بها المستحيلات , ثم يوهم أتباعه بحقيقة تلك الأحلام التي ضاقت بها الأوهام , لأجل أن يتعبد بها , زاعماً أنها ضرب من ضروب الغيب , لذا فانك تجد المخرجات لكل تلك التناقضات جاهزة في هذا الدين .

4- إن سر صمود إيران ونظامها أمام التحديات – بغض النظر عن رضا القوى الغربية عنها , ومدها بأسباب البقاء - هو قدرة هذا النظام أو التشيع على إرجاع تلك التحديات إلى عداوة التشيع التقليدية , والتي تثير في جميع الشيعة في العالم روح الحماس والمقاومة والتصدي والالتفاف حول ذلك النظام .

لقد تمكن النظام الإيراني من صياغة تلك التحديات والضغوطات والأزمات , مثل العقوبات الدولية وأزمة الرهائن , وقضية سلمان رشدي , والحرب العراقية الإيرانية , والأزمة النووية , أقول : تمكن من صياغة تلك التحديات والمحن إلى ذرائع لصياغة خطابه السياسي والخارجي والذي استمال فيه كل شيعة العالم إليه , بما ينسجم وعقدة المظلومية .

إن النظام الإيراني يعتمد على ذلك النهج القديم المتجدد عند كل أزمة , فهو قادر على حشد الجموع من الشيعة من خلال الضرب ملياً على وتر المظلومية والشهادة , والإيهام بالعدو الخارجي , الذي لا يبقي ولا يذر , لذلك يجب على الخبير أن لا يراهن على الأزمات في إيران .لأن إيران لديها القدرة على تحويل تلك الازمات إلى فوائد كامنة من أجل المزيد من الحشد , الأمر الذي يزيد النظام مناعة وقوة وتماسك , فالشعب الإيراني كلما ازدادت العقوبات , وازدادت البطالة , كلما اعتبر ذلك عقوبة لمذهب أهل البيت , فيصبر على أذي تلك العقوبات , ويتجالد وينحاز إلى حكومته أكثر . كما أنه ينظر إلى قضية تخصيب اليورانيوم , قضية هوية ومشروع داعم لمذهبه ودينه وعرقه , وكلما ازدادت التهديدات الخارجية كلما صاغتها وجعلتها رأسمالها السياسي للتقليل من احتجاجات النخبة أو تغيبها . وكذلك العقوبات الاقتصادية فبالإضافة إلى تحايل النظام عليها والالتفاف حولها , فان هنالك مصادر أٌخر تغنيه, إلا أنه يستخدم من تلك العقوبات وسيلة لإخماد شغب النخب بين الحين والحين , وحشد الجمهور حول مفهوم الهوية والمشروع والمنهج والقيادة , ففي كل أزمة أو مواجهة فان النظام يستقطب الجمهور بخطاب ينثر في مساحيق السحر والقبول على الغالب منهم .

5- يمثل التراث الروائي الشيعي بحق المنهجية الفارسية الحقة في الإطاحة بالمسلمين , وتتمثل قوة إيران والشيعة عموما في قوة تمسكهم بذلك التراث وشدة إنتمائهم إليه , فهم صورة طبق الأصل لتلك الكتب السوداء , والتي ماإنفك سوادها يحاكي القلوب ..

6- اعتمادها لنهج الهجوم ومن خلال استثمار الأخطاء وإشغال الفراغات للأمة السنية ,وتلك سياسية مطردة ونمط ثابت في المنهج الإيراني وعموم الشيعة في العالم , وهذا النهج المطرد ينتهجه عامة الإيرانيين وأهل التشيع بسب عقدة النقص الكامنة في نفوسهم , وهذه العقدة جزء أساس من النفسية الإيرانية , لذا فان أي محاولة لمعالجة تلك العقدة أو ترويضها هي نوع من العبث .

7- تحمل إيران , وتتحمل الهمّ والمشروع الشيعي وتتبناه , وكذلك كل فرد من عامة الشيعة يحمل من الهمّ مايحمله مرشد الثورة علي خامنئي , ولو كان ذلك الفرد إحدى العاهرات , وأما الحال عند أهل السنة .. فأقلب تصب ؟

8- تعتمد إيران في حربها وعدائها ضد الشعوب والدول السنية على العناوين الواضحة والصريحة , وخاصة فيما يتعلق بعدائها لعقيدة هذه الأمة , وهذا الوضوح يزيد من ثبات الشعب الإيراني وعموم الشيعة في معركتهم الازلية مع أهل السنة والجماعة .

9- لايتجاهل النظام الايراني أي قوة أو منظمة ولو كانت تختلف معه في التصور أو المنهج أو في المواقف أو العقائد , مادامت تلك القوى تخدم مشروعه , إذ ان الدين الشيعي يشرعن إلى : [ الغاية تبرر الوسيلة ] , فلا عجب في تناقض المواقف والاتجاهات والمناهج والتصورات وحتى القيم .

10-رسوخ الخطاب المزدوج عند النظام وعامة الشيعة , فعندما يخاطب النظام الخارج بخطاب يكون على نقيض الخطاب الذي يتوجه به إلى الداخل فإن الشعب يتفهم ويدرك حقيقة الخطاب وأصل المراد,[ خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الامرة صبيانية ][2] , وهذا الأمر يشد من أزر النظام ويدعوا إلى تماسكه واستقراره وديمومته على مر الزمن , كذلك يدعوا إلى خفاء نقاط التوتر أو تلاشيها , فلاضير في شرع هؤلاء من التعاون أو استخدام العدو الغازي الكافر من أجل القضاء على الأمة السنية .



[1] الحدائق الناضرة للبحراني 1/ 107

[2] الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 220







التوقيع :
القيسي
من مواضيعي في المنتدى
»» إقتحام السفارة الأمريكية من قِبَل الحشْد ...إلتفافٌ على مطالب المتظاهرين .. وخروجٌ م
»» سبل المحافظة على الهوية السنية
»» وثنية الصور عند الشيعة الامامية
»» بين ارجاء اهل السنة وتكفير الرافضة
»» المليشيات الايرانية .. غايات واهداف .
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "