العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-03, 06:31 PM   رقم المشاركة : 1
خالد القسري
عضو فضي







خالد القسري غير متصل

خالد القسري


الماء الزلال في كلام ابن القيم في صفات ذي الجلال / 1

[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]قال ابن القيم في مقدمة الكافية الشافية :
أما بعد : فإن الله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته ن ويجمع قلبه على محبته ، شرح صدره لقبول صفاته العلى ، وتلقيها من مشكاة الوحي ، فإذا ورد عليه شيء منها قابله بالقبول ، وتلقاه بالرضى والتسليم وأذعن له بالانقياد ، فاستنار به قلبه ، واتسع له صدره ، وامتلأ به سرورا ومحبة ، فعلم أنه تعريف من تعريفات الله تعالى تعرف به إليه على لسان رسوله ، فأنزل تلك الصفة من قلبه منزلة الغداء أعظم ما كان إليه فاقة ، ومنزلة الشفاء أشد ما كان إليه حاجة ، فاشتد بها فرحه ، وعظم بها غناؤه ، وقويت بها معرفته ، واطمأنت إليها نفسه ، وسكن إليها قلبه ، فجال من المعرفة في ميادينها ، وأسام عين بصيرته في رياضها وبساتينها ، لتيقنه بأن شرف العلم تابع لشرف معلومه ، و لا معلوم أعظم منها وأجل ممن هذه صفته ، وهو ذو الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، وأن شرفه أيضا بحسب الحاجة إليه ، وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ، ومحبته وذكره والابتهاج به ، وطلب الوسيلة إليه ، والزلفى عنده ، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه ، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله اعرف وله أطلب وإليه أقرب ، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل وإليه أكره ومنه أبعد ، والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه ، فمن كان لذكر أسمائه وصفاته مبغضا وعنها نافرا ومنفرا ، فالله له أشد بغضا وعنه أعظم إعراضا وله أكبر مقتا ، حتى تعود القلوب إلى قلبين :
قلب ذكر الأسماء والصفات قوته وحياته ونعيمه وقرة عينه ، لو فارقه ذكرها طرفة عين ومحبتها لحظات لاستغاث : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فلسان حاله يقول : [/ALIGN]
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يراد من القلب نسيانكم = وتأبى الطباع على الناقل
[/poet]
ويقول :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وإذا تقاضيت الفؤاد تناسيا = ألفيت أحشائي بذاك شحاحا
[/poet]
ويقول :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا مرضنا تداوينا بذكركم = ونترك الذكر أحيانا فتنتكس
[/poet]
[ALIGN=JUSTIFY]ومن المحال أن يذكر القلب من هو محارب لصفاته ، نافر من سماعها ، معرض بكليته عنها ، زاعم أنَّ السلامة في ذلك ، كلا والله إن هو إلا الجهالة والخذلان والإعراض عن العزيز الرحيم ، فليس القلب الصحيح قط إلى شيء أشوق منه إلى معرفة ربه تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ، ولا أفرح بشيء قط كفرحه بذلك ، وكفى بالعبد عمى وخذلانا أن يُضرب على قلبه سُرَادق الإعراض عنها والنفرة والتنفير ، والاشتغال بما لو كان حقا لم ينفع إلا بعد معرفة الله ، والإيمان به وبصفاته وأسمائه .
والقلب الثاني : قلب مضروب بسياط الجهالة ، فهو عن معرفة ربه ومحبته مصدود ، وطريق معرفة أسمائه وصفاته كما أنزلت عليه مسدود ، وقد قمش شبها من الكلام الباطل ، وارتوى من ماء آجن غير طائل ، تعج منه آيات الصفات وأحاديثها إلى الله عجيجا ، وتضج منه إلى منزلها ضجيجا ، مما يسومها تحريفا وتعطيلا ، ويؤول معانيها تحريفا وتبديلا ، قد اعد لدفعها أنواعا من العدد وهيأ لردها ضروبا من القوانين ، وإذا دعي إلى تحكيمها أبى واستكبر وقال : تلك أدلة لفظية لا تفيد شيئا من اليقين ،قد أعد التأويل جنة يتترس بها من مواقع سهام السنة والقرآن ، وجعل إثبات صفات ذي الجلال تجسيما وتشبيها يصد به القلوب عن طريق العلم والإيمان ، مزجي البضاعة من العلم النافع الموروث عن خاتم الرسل والأنبياء ، لكنه مليء بالشكوك والشبه والجدال والمراء ، خلع عليه الكلام الباطل خلعه الجهل والتجهيل ، فهو يتعثر بأذيال التكفير لاهل الحديث والتبديع لهم والتضليل ، قد طاف على أبواب الآراء والمذاهب ، يتكفف أربابها فانثنى بأخسر المواهب والمطالب ، عدل عن الأبواب العالية الكفيلة بنهاية المراد وغاية الإحسان ، فابتُلي بالوقوف على الأبواب السافلة المليئة بالخيبة والحرمان ، وقد لبس حلة منسوجة من الجهل والتقليد والشبهة والعناد ، فإذا بذلت له النصيحة ودعي إلى الحق أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، فما أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على الإيمان ، وما أشد الجناية به على السنة والقرآن ، وما أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن ، وما اثقل أجر ذلك الجهاد في الميزان ، والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان ، ولهذا أمر به تعالى في السور المكية حيث لا جهاد باليد إنذارا وتعذيرا فقال تعالى : { فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا }[الفرقان 52] ، وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير ، فقال تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير }[التوبة 73 ] فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق ، ( ومن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ) ، وكفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عساكر الإيمان ، وجنود السنة والقرآن ، وقد لبسوا للحرب لامته ، وأعدوا له عدته ، وأخذوا مصافهم ، ووقفوا مواقفهم ، وقد حمي الوطيس ودارت رحى الحرب واشتد القتال ، وتنادت الأقران النزال النزال ، وهو في الملجأ والمغارات والمدخل مع الخوالف كمين ، وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد على التل مع الناظرين ، ينظر لمن الدائرة ليكون اليهم من المتحيزين ، ثم يأتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه أني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا انتم الغالبين ، فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة أن لا يبيعها بأبخس الأثمان ، وأن لا يعرضها غدا بين يدي الله ورسوله لمواقف الخزي والهوان ، وأن يثبت قدميه في صفوف أهل العلم والإيمان ، وأن لا يتحيز إلى مقالة سوى ما جاء في السنة والقرآن ، فكأن قد كشف الغطاء ، وانجلى الغبار ، وأبان عن وجوه أهل السنة مسفرة ضاحكة مستبشرة ، وعن وجوه أهل البدعة عليها غبرة ترهقها قترة ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، قال ابن عباس : تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة الضالة ، فوالله لمفارقة أهل الأهواء والبدع في هذه الدار أسهل من مرافقتهم إذا قيل : { احشرو الذين ظلموا وأزواجهم }[الصافات 22] ، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وبعده الإمام أحمد أزواجهم أشباههم ونظراؤهم ، قال تعالى : { وإذا النفوس زوجت }[التكوير 7] ، قالوا : فيجعل صاحب الحق مع نظيره في درجته ، وصاحب الباطل مع نظيره في درجته ، هنالك والله يعض الظالم على يديه ، إذا حصلت له حقيقة ما كان في هذه الدار عليه ، يقول : { ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا }[الفرقان 27 29] . [/ALIGN]







التوقيع :
عن عليّ [ رضي الله عنه ] ، قال : قال رسول الله : « فيك مثَلَ من عيسى ، أبغضتهُ اليهودُ حتى بَهَتوا أُمَّه ، وأحبَّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له » . ثم قال : يهلك فيَّ رجلانِ : مُحِبٌّ مفرط يقرِّظني بما ليس فيَّ ، ومبغضٌ يحمله شنآني على أن يَبهتني . رواه أحمد .
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف عليا أيـما عـرفـان
لا تـنـتقـصـه ولا تـزد فـي قـدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهـمـا لا ترتــضـيـه خـلـيــفة **** وتنصه الأخرى إلها ثانـي
من مواضيعي في المنتدى
»» عجيب أين شيخنا الحراني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
»» كتاب أعجبني ! أدخل وأفد واستفد .
»» الخوئي والحكيم ... والبقية تأتي !!!
»» الإمام القرطبي المفسر وهابي
»» إبطال الإستدلال بيئس الشيطان على فساد عقيدة محمد بن عبد الوهاب
 
قديم 08-08-03, 02:55 AM   رقم المشاركة : 2
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


الله أكبــر ..

رحم الله الإمام العلامة ابن القيم ..

وجزاك الله خيراً الأخ الفاضل/ خالد القسري على هذه الفوائد والدرر ..







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "