العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-16, 02:25 PM   رقم المشاركة : 1
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


شبهة : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى )

حديث باطل في ذم معاوية رضي الله عنه !!
السؤال :
هل إسناد هذا الحديث في رواية البلاذري عن معاوية صحيح ؟

عن بكر بن الهيثم وإسحق بن أبى إسرائيل عن عبد الرزاق الصنعانى عن معمر بن راشد , عن عبد الله بن طاووس , عن طاووس بن كيسان عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى ) ، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجىء ، قال : فطلع معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( هذا هو ) .




الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث ذكره البلاذري في كتابه " جمل من أنساب الأشراف " ( 5 / 1978 ) قال :
" وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي ) ، قال : وكنت تركت أبى قد وضع له وَضُوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء قال : فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا هو ) " .

نعم ، هكذا روى البلاذري هذا الحديث في كتابه السابق ؛ لكن ليس كل حديث يروى يكون صحيحا ، فإذا نظرنا في كتاب البلاذري هذا ، فسوف نرى قبل هذا الحديث وبعده عدة أحاديث تصرّح أن معاوية رضي الله عنه من أهل الجنة !!
قال ابن الجوزي في كتابه " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " ( 1/ 280 ) بعد أن ذكر عدة أحاديث تنص أن معاوية من أهل الجنة وضعّفها : " وقد روي عنه وأنه من أهل النار ، وذلك محال أيضا " انتهى .

فالعبرة إذا بصحة الإسناد .

وهذا الحديث في سنده عبد الرزاق الصنعاني ، وإن كان إماما من الأئمة ، إلا أن العلماء لم يوثقوه في كل ما حدث به ؛ بل استثنوا ماحدث به من حفظه وليس من كتابه ، وكذا ما حدث به بعد أن عمي ، وبعض ما حدث به في المناقب والمثالب ، كهذا الحديث ، فقد كان فيه تشيع .
قال ابن عدي في كتابه " الكامل " ( 6/ 545 ) :
" ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم ، وكتبوا عنه ولم يروا بحديثه بأسا ، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا ، وأما في باب الصدق : فأرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير " انتهى ـ .
وهذا الحديث مما يدخل في هذا الباب .

وقال عنه الدراقطني : " ثقة ، يخطئ على معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب " .
انتهى من " سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني " (ص 35 ) .
ولعل هذا منها ، خاصة أن عبد الرزاق لم يذكر هذا الحديث في مصنفه ، كما أشار إلى ذلك محقق كتاب البلاذري .
وقال ابن حبان في كتابه " الثقات " ( 8/ 412 ) :
" وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر ، وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ، على تشيع فيه " انتهى .
وقال الإمام أحمد: " عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره ، كان يلقَّن أحاديث
باطلة " انتهى من " شرح علل الترمذي " لابن رجب ( 2/577-578 ).
وقال ابن رجب : " وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت ، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي ، كما قال الإمام أحمد .. وقال النسائي : عبد الرزاق ما حُدِّث عنه بآخرة ففيه نظر " انتهى من " شرح علل الترمذي " ( 2/580 ).

وقد وقع اضطراب في سند هذا الحديث كما في " المنتخب من علل الخلال " لابن قدامة (228):
" وسألت أحمد ، عن حديث شريك ، عن ليث ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم رجل من أهل النار " فطلع معاوية .
قال : إنما رواه ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أو غيره ، شك فيه .
قال الخلال : رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس قال : سمعت فُرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي عن عبد الله بن عمرو " انتهى.

ومع هذا الاضطراب في السند وقع اضطراب آخر في متنه ؛ ففي هذه الرواية عند البلاذري جاء فيها أنه يطلع رجل من أهل النار وفيها أن الطالع هو معاوية رضي الله عنه ، وفي مسند أحمد (11/71 ) " ليدخلن عليكم رجل لعين " ، وكان الداخل الحكم .
وفي رواية أخرى ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/147 ) ونسبها للطبراني في الكبير وفيها " ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي ، أو على غير ملتي " ولم يعين فيها الطالع .
فمع هذا الاضطراب في سند ومتن هذا الحديث ؛ لا يمكن لمن كانت عنده مسكة من علم ، وعقل ، ودين : أن يعتمده في الطعن على واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن الشهادة عليه بذلك البهتان البالغ .

والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب








 
قديم 18-02-16, 02:30 PM   رقم المشاركة : 2
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


الرد على حسن حوثي المالكي حول رواية
يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي



قال البلاذري: «وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «كنت عند النبي  فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال النبي  هو هذا».
 بكر بن الهيثم: مجهول لا توجد له ترجمة.
 إسحاق هو الدبري وليس إسحاق بن إسرائيل كما زعم حسن المالكي كذبا. ونقول تجاوزا: لعله أخطأ حين قال: « موسى بن إسرائيل». بينما هو يمسك على مخالفيه أدنى غلطة ويبني عليها لأنه غوي مبين.

لقد أدخل حسن المالكي زيادة (بن إسرائيل) على إسم الراوي (إسحاق). وهذا تصرف منه بالنص. وكان عليه إذا أراد أن يضيف شيئا على النص أن يجعله بين قوسين كما دأب عليه أهل العلم ثم يكتب في الحاشية أنه أضافها لسبب أو آخر؟
قال ابن الصلاح : « وجدت فيما روى الطبراني عن الدبري عنه أحاديث استنكرتها جدًا فأحلت أمرها على ذلك» (مقدمة ابن الصلاح 355).
وإسحاق بن إسرائيل وإن كان من شيوخ البلاذري إلا أنه لا يعرف بالرواية عن عبدالرزاق بخلاف إسحاق بن إبراهيم الدبري.

قال ابن عدي: « قال إسحاق بن إبراهيم بن عباد أبو يعقوب الدبري الصنعاني استصغرني عبدالرزاق، أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً فكان يقول: قرأنا على عبدالرزاق أي قرأ غيره وحضر صغيراً وحدث عنه بحديث منكر» (الكامل1/344) وفي (السير13/417) «حدث عنه بأحاديث منكرة».

روى أحاديث منكرة في فضل آل البيت ومثالب معاوية. قال ابن عدي عنه: «نسبوه للتشيع، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره وأما الصدق فإني أرجو أنه لا بأس به إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهل البيت، ومثالب آخرين مناكير» (الكامل1/344).
ونقل ابن رجب عن إبراهيم الحربي قال: «مات عبدالرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين» (شرح علل الترمذي2/581). والدبري إنما سمع منه بعد ما عمي وتغير حفظه .

 عبد الرزاق بن همام: ثقة حافظ وكان يتشيع متهم بالتشيع (تقريب التهذيب4064). وقال الذهبي « الثقة الشيعي» (سير أعلام النبلاء9/563 ترجمة220).

قال الذهبي «وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمى. رُوي عنه أحاديث مناكير. وقال ابن عدى: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع» (ميزان الاعتدال2/609 ترجمة5044).
وقال ابن رجب: «وقد ذكر غير واحد أن عبدالرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي كما قال الإمام أحمد والله أعلم وبعضها مما رواه عنه الضعفاء ولا يصح» (2شرح علل الترمذي/580).

ولهذا قال النسائي:«فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة» (كتاب الضعفاء والمتروكين ص209 ترجمة378).
وقال البخاري «ما حدث من كتابه فهو أصح» (التاريخ الكبير6/130 ترجمة1933).
ولا يبدو أن عبد الرزاق يعلم شيئا عن مثل هذه الرواية. فقد كان يروي عن معاوية روايات تتضمن الترضي عنه (المصنف حديث17915 و18715). وهي تتضمن إقامة علي حد الردة على جماعة دخلوا في الاسلام ثم رجعوا إلى النصرانية.
فكيف قبل بها لو كان يعتقد موته على غير ملة الاسلام؟!

قال يحيى بن معين: «يقول قال لي أبو جعفر السويدى جاؤوا الى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها ليس هى من حديثه فقالوا له اقرأها علينا قال لا اعرفها فقالوا اقرأها علينا ولا تقل فيه حدثنا فقرأها عليهم» (الجرح والتعديل6/38).

وللحديث متابعات:
يطلع عليكم رجل من يثرب على غير ملتي
حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن محمد الجرواءاني ثنا أبان بن شهاب ثنا محمد بن حميد ثنا جرير عن ليث عن طاوس عن عبد الله بن عمرو عن النبي  قال: يطلع عليكم رجل من يثرب على غير ملتي فظننت أنه أبي وكنت تركته يتهيأ فأطلع فلان».

رواه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ص241) والبلاذري:
حدثني عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: «كنت جالساً عند النبي  فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية».
رواه البلاذري في (أنساب الأشراف5/134). ضعيف.
في سنده شريك وهو سيء الحفظ.
وليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي محدث الكوفية. سيء الحفظ. قال الذهبي «على لين في حديثه لنقص حفظه» (سير أعلام النبلاء6/179). حديث عنه مسلم تبعا.
قال أحمد بن حنبل:«ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث لكن حدث الناس عنه» (سير أعلام النبلاء6/180). وقال ابن حبان: « اختلط في آخر عمره، حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الاسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم» (المجروحين2/231 ترجمة906).

وقال يحيى بن معين: «ضعيف إلا أنه يكتب حديثه ، وقال : كان يحيى بن سعيد لا يحدث به، وكان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم. وقال ابن أبي حاتم: «سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث» قال: وقال أبو زرعة ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث». وقال ابن عدي:« له أحاديث صالحة، وقد روى عنه شعبة والثوري ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه» (الضعفاء الكبير4/16 تاريخ ابن معين1/158 رواية الدوري. الجرح والتعديل7/178 الكامل في الضعفاء6/89).

ورواه الطبراني بمعناه وليس فيه التصريح بمعاوية رضي الله عنه .
قال الهيثمي في « المجمع » (5/243) : « رواه كله الطبراني وحديثه مستقيم وفيه ضعف غير مبين وبقية رجاله رجال الصحيح » .
وهذا الحديث أعله الإمام أحمد بلفظ « يطلع عليكم رجل من أهل النار » وهو بمعنى الحديث الأول في «المنتخب من العلل».
قال الخلال:« سألت احمد عن حديث شريك عن ليث عن طاوس عن عبدالله بن عمرو قال: «قال رسول الله  يطلع عليكم رجل من أهل النار، فطلع معاوية. قال: إنما ابن طاوس عن أبيه عن عبدالله بن عمرو أو غيره شك فيه. قال الخلال: رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس، قال: سمعت فرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي عن عبدالله بن عمرو» (المنتخب من علل الخلال1/228 ترجمة136).

قلت: فإن كان فرخاش فهو عثمان فرخاش (مع توقع في تصحيف اسمه من بن خاش) فهو معتزلي هالك، جره عمر بن عبيد إلى بدعته (لسان الميزان5/379 ترجمة5108).
وأعله البخاري فقال: «ويروى عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبدالله بن عمرو رفعه في قصته وهذا منقطع لا يعتمد عليه» (التاريخ الأوسط ترجمة597 ص136).

ثم روى البخاري عن الأعمش أنه قال:« وَقد أدْرك أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُعَاوِيَة أَمِيرا فِي زمَان عمر وَبعد ذَلِك عشر سِنِين فَلم يقم إِلَيْهِ أحد فيقتله» (التاريخ الأوسط1/136 ترجمة599).
ولهذا قال ابن تيمية: «هذا الحديث من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث» (منهاج السنة4/444).

دراية الحديث
المتمسك بالرواية يقع في تناقض وفخ كبير: الأول: فقد ثبت بالنص حكم النبي على معاوية بانه مسلم. كما في رواية البخاري (بين فئتين عظيمتين من المسلمين). والثاني: ثبوت مبايعة الحسن لمعاية بعدما خلع نفسه من الإمامة. الثالث: الحكم على معاوية بأنه كان خليفة مبايعا من قبل الحسن وليس ملكا. فكيف يبايعه الحسن ويكون ملكا؟

لا شك أن الصحابة ما عرفوا هذا الحديث أبدا. وإلا فكيف يشتهر بينهم ثم يتفق الخلفاء الثلاثة على توليته الشام.
لذا فعلى فرض صحة الحديث غاية الأمر أن يحكم عليه بالشذوذ. فإن الشاذ غير محفوظل لمخالفته ما تواتر عن الصحابة من إيمان معاوية.

قد تواتر تعامل الصحابة مع معاوية على انه صحابي جليل.ولم يعرف احد مثل هذا الحديث أبدا. بل كانوا يثنون عليه كما
قال ابن عباس عن معاوية « إنه فقيه» (البخاري).
وقد صح خلع الحسين نفسه من الإمامة وإعطائها لمعاوية. ولا يفعل ذلك لو كان يعلم كفر معاوية.

وتواتر قول النبي  «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وولاه الخلفاء الثلاثة على الشام وكان جديرا بها. وهم في ذلك مقتدون بالنبي  الذي ولى أباه أبا سفيان حتى مات.

حسن المالكي يقصد تكفير معاوية
يزعم أنه لا يقصد بالاستدلال بالحديث كفر معاوية. كذب بدليلين:
1-أنه أتى برواية نصر بن مزاحم ضمن شواهد تصحيح الرواية والتي فيها (يموت معاوية على غير الاسلام).
واحتج برواية ضعيفة عن عمار بن ياسر أنه قال عن معاوية (كذبوا والله ما أسلموا ولكنهم استسلموا). فاحتجاجه بالنصين يدل على انه يريد بذلك كفر معاوية وخروجه من الاسلام.

بل قال بعد سرد الرواية:«وربما لهذا كان يجزم بعض أهل الحديث بأن (معاوية مات على غير الإسلام) فقد كان علي بن الجعد الجوهري صاحب المسند المشهور يقسم على هذا ويقول: مات والله معاوية على غير الإسلام» (مع الشيخ عبد الله السعد ص227).
بل قال:« حديث: «يموت على غير ملتي» فظاهره كفر معاوية والله أعلم» (ص227).
أضاف الرافضي:
«وهذا وأمثاله من حجج المكفرين لمعاوية في الماضي كعمار بن ياسر وأبي بكرة الثقفي وسالم بن أبي الجعد وعلي بن الجعد الجوهري صاحب المسند، وغيرهم وكذا معظم الشيعة والمعتزلة في الماضي على تكفير معاوية، وفي العصر الحاضر كفره بعض السنة كالسيد محمد بن عمر بن عقيل وابن الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام، فقد قال عن معاوية: «شيطان مريد» وكذا أبو بكر ابن شهاب وغيرهم، وكذلك هو حجة من كفر معاوية من الشيعة المعاصرين وهذا عندهم محل إجماع» (ص227).
قلت:
فهل يسعك يا من تتقي مخالفة عمار بن ياسر وأبي بكرة؟ وانت ذكرت قوله عن معاوية «لم يسلموا ولكنهم استسلموا» وقلت عنه «إسناده جيد» (مع الشيخ عبد السعد ص54).

تناقض وإلزام
ثم تناقض الرافضي فقال:
«وأنا لا أقول بصحة ألفاظ المتن وإنما أقول بأن الإسناد صحيح وصحة الإسناد لا تقتضي ـ دائماً صحة المتن، فقد يخطيء الناقل ويهم ويروي بالمعنى رغم ثقته؛ والخبر من أخبار الآحاد لا المتواتر، فإذا لم يطمئن القلب إليه فلا يلزم الأخذ بظاهره؛ وأنا متوقف فيه».

وهنا الضربة القاضية:
فقد ثبت ان كل طرق (يموت على غير ملتي) حافلة بالضعفاء وسيئي الحفظ ويخطئون فيقلبون الروايات كليث وشريك وجعفر الاحمر وإسحاق الدبري. ومجاهيل كليث بن أبي سليم ومحارب بن زياد وبكر بن أبي الهيثم.

فنلزمك بما ألزمت به نفسك ونقول: عليك بترك كل طرق هذه الرواية من أساسها فإنها ملئية بالاخطاء. وأنت استغليتها لمصلحة إخوانك الرافضة يا حوثي.
والدليل عليه لننظر شواهدك ومتابعاتك يا مالكي:

طرق نصر بن مزاحم أخرى لا تصلح لتكون شواهد:


نصر بن مزاحم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبدالله بن عمر مرفوعا بلفظ « أتيت النبي  فسمعته يقول: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت وهو على غير سنتى. فشق علي ذلك وتركت أبى يلبس ثيابه ويجئ، فطلع معاوية» (وقعة صفين ص216).

نصر بن مزاحم: قال فيه العقيلي:«كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير» (الضعفاء للعقيلي4/300 رقم (1899) وقال الذهبي «رافضي جلد تركوه» وقال أبو خيثمة:« كان كذاباً» وقال أبو حاتم:«واهي الحديث متروك» وقال الدارقطني:«ضعيف» (الميزان للذهبي 4/ 253) رقم (9046).

بل قال الذهبي « وكان يترفض. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: كان زائغاً عن الحق. وقال صالح بن محمد: يروي عن الضعفاء. وقال أبو الفتح الأزدي: هو غالٍ في مذهبه غير محمود في حديثه» (تاريخ الاسلام15/426).
قلت: كانوا يصفونه «بالمتشيع الزائغ المترفض» (تاريخ بغداد13/282). وهو في عداد الكوفيين، فلا شك في دخوله في تحذير البخاري من روايات الكوفيين.
ليث بن أبي سليم: تقدم حاله.

رواية أخرى:
نصر عن جعفر الأحمر عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال:«قال رسول الله  يموت معاوية على غير الإسلام» (وقعة صفين ص217).
نصر عن جعفر الأحمر عن ليث عن محارب بن زياد عن جابر بن عبد الله قال:«قال رسول الله  يموت معاوية على غير ملتي».
وهاتان الروايتان الأخيرتان فيهما الآفات الثلاثة:
نصر بن مزاحم: تقدم حاله.
محارب بن زياد: مجهول لم أعثر له على ترجمة.
جعفر بن زياد الأحمر: صدوق يتشيع كما في (التقريب ترجمة940). قال الذهبي نفسه عنه في الضعفاء «ثقة ينفرد قال ابن حبان: في القلب منه».
قال حفيده حسين بن علي بن جعفر الأحمر: « كان جدي من رؤساء الشيعة، بخراسان فكتب فيه أبو جعفر إلى هراة فأشخص إليه في ساجور مع جماعة من الشيعة فحبسوا في المطبق دهرا طويلا ثم أطلقوا» (تاريخ بغداد7/250).
ولكنه كان يتشيع، وتفرد المتشيع علة وإن كان الثقة. فيكون ممن تقبل روايته في غير بدعته.

ولكن عنده مشكلة اخرى وهي أنه يغرب كما وصفه الذهبي (المغني في الضعفاء ص63). وهذا ما جعل ابن حبان يقول « كثير الرواية عن الضعفاء وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء في القلب منها» (كتاب المجروحين1/213 ترجمة182).

وقال السمعاني:« روى عنه ابن عيينة وعبد الرزاق أكثر الرواية عن الضعفاء، وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء مقلوبة، مات سنة سبع وستين ومائة» (الأنساب1/90).
وورد في العلل ان جعفر بن زياد الأحمر صالح الحديث: « قلت لأبي: جعفر الأحمر ثقة؟ قال: صالح الحديث» (العلل ومعرفة الرجال2/359).

قول ابن تيمية في هذه الرواية:

قال ابن تيمية:« معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النبي  في كتابة الوحي وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته وقد ولى رسول الله  أباه أبا سفيان إلى أن مات النبي  وهو على ولايته فمعاوية خير من أبيه وأحسن إسلاماً من أبيه باتفاق المسلمين وإذا كان النبي  ولى أباه فلأن تجوز ولايته بطريق الأولى والأحرى، ولم يكن من أهل الردة قط ولا نسبه أحد من أهل العلم إلى الردة فالذين ينسبون هؤلاء إلى الردة هم الذين ينسبون أبا بكر وعمر وعثمان وعامة أهل بدر وأهل بيعة الرضوان وغيرهم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين أتبعوهم بإحسان إلا ما لا يليق بهم» (الفتاوى4/472).

وقال: «وأما قول القائل: إيمان معاوية كان نفاقا فهو أيضا من الكذب المختلق فإنه ليس في علماء المسلمين من اتهم معاوية بالنفاق بل العلماء متفقون على حسن إسلامه وقد توقف بعضهم في حسن إسلام أبي سفيان - أبيه - وأما معاوية وأخوه يزيد فلم يتنازعوا في حسن إسلامهما كما لم يتنازعوا في حسن إسلام عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وأمثالهم من مسلمة الفتح. وكيف يكون رجلا متوليا على المسلمين أربعين سنة نائباً ومستقلاً يصلي بهم الصلوات الخمس ويخطب ويعظهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيم فيهم الحدود ويقسم بينهم فيأهم ومغانمهم وصدقاتهم ويحج بهم ومع هذا يخفي نفاقه عليهم كلهم؟ وفيهم من أعيان الصحابة جماعة كثيرة.

بل أبلغ من هذا أنه - ولله الحمد - لم يكن من الخلفاء الذين لهم ولاية عامة من خلفاء بني أمية وبني العباس أحد يتهم بالزندقة والنفاق وبنو أمية لم ينسب أحد منهم إلى الزندقة والنفاق وإن كان قد ينسب الرجل منهم إلى نوع من البدعة أو نوع من الظلم لكن لم ينسب أحد منهم من أهل العلم إلى زندقة ونفاق وإنما كان المعروفون بالزندقة والنفاق وكذلك رمي بالزندقة والنفاق قوم من ملوك النواحي الخلفاء من بني بويه وغير بني بويه فأما خليفة عام الولاية في الإسلام فقد طهر الله المسلمين أن يكون ولي أمرهم زنديقا منافقا فهذا مما ينبغي أن يعلم ويعرف فإنه نافع في هذا الباب واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك كان ملكه ملكاً ورحمة» (الفتاوى4/476).

وأخيرا قال ابن تيمية

وقال:«ومعاوية وعمرو بن العاص وأمثالهم من المؤمنين لم يتهمهم أحد من السلف بنفاق» (35/62).

رواية أخرى:
مات والله معاوية على غير الاسلام
وقد استدل الرافضي المدلس كمال الحيدري بما ورد في كتاب مسائل الإمام: « وسمعت أبا عبد الله وقال له دلويه: سمعت علي بن الجعد يقول: مات والله معاوية على غير الاسلام» (مسائل الإمام أحمد برواية إسحاق).

الجواب على الشبهة:

هل أوردها عن علي بن الجعد دلويه سماعا؟ وبالتالي يكون معتقدا لها او على الأقل مستحسنا لها؟
الجواب: لا يمكن ذلك وقد عرف عنه الغضب عند بلوغه أن يحيى الحماني يقول ذلك.
قَال أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي وأبو شيخ الأصبهاني عن زياد بن أيوب الطوسي: «سمعت يحيى بن عبدالحميد الحماني يقول: مات معاوية وفي حديث أبي شيخ: كان معاوية على غير ملة الاسلام. قال أبو شيخ: قال دلويه «كذب عدو الله»
(تهذيب الكمال31/429 تاريخ بغداد17/479 سير أعلام النبلاء10/533 تهذيب التهذيب11/216)
فلم يبق إلا انه كان يسأل أحمد عن ذلك. ومما يؤكد ذلك أن محقق النسخة قال في الحاشية « سقط من الأصل جواب الإمام احمد».

نعم قد ثبت خوض علي بن الجعد في معاوية في كثير من النصوص ولكنه لم يثبت أبدا هذا التكفير.
قال العقيلي: « قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لم لم تكتب عن علي بن الجعد؟ فقال: نهاني أبي أن أذهب إليه، فكان يبلغه عنه أنه تناول أصحاب النبي  (ضعفاء العقيلي رقم1225).
قال ابن عدي: « قد كتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل بأمر أبيه أحمد، نهاه أن يكتب عن علي بن الجعد» (موسوعة أقوال الإمام أحمد9/263).

قال زياد بن أيوب سأل رجل أحمد بن حنبل عن علي بن الجعد فقال «الهيثم: ومثله يسأل عنه؟ فقال أحمد: أسمك أبا عبد الله فذكره رجل بشيء فقال أحمد: ويقع في أصحاب النبي » (موسوعة أقوال الإمام أحمد6/80).
فما أسخف ما عليه تدليس الرافضة وبخاصة تدليس كمال الحيدري.

أما بعد يا حسن بن فرحان المالكي
فها نحن قد أثبتنا بطلان ما ترويه وبسببه اعتقدت كفر معاوية.
فإما أن ترد على تعقب الشيخ عبد الرحمن دمشقية عليك تأكيدا لعذرك أمام الله عن كفر الصحابي معاوية.
وإن أما تتراجع وتعتذر عن ذلك عملا بقول الله ﴿إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم﴾.
وإما سوف يعلن الشيخ أنك كافر بالله وبدينه لأن من كفر مسلما فقد كفر

فكيف وأن الذي كفرته صحابي قد عجزت عن إثبات كفره؟
سوف نمهلك شهرا بعد تحرير هذا المقال ونشره في اليوتيوب بتاريخ
15-11-2013

وخلال هذه الفترة سوف تنهال عليك ضغوط الإخوة في التويتر لترغمك على التعقيب أو التراجع والتوبة. أو التكفير
وبعدها فسوف نختار لك إسم (خوسييه) بدل (حسن). أو كافر بن فرحان المالكي. داعية الإلحاد المتطور
الشيخ الدكتور عبد الرحمن دمشقية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=168574








 
قديم 18-02-16, 02:48 PM   رقم المشاركة : 3
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


رقم الحديث: 1517
(حديث مرفوع) وحدثني عبد الله بن صالح ، حدثني يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن ليث ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي . قال : وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع ، فطلع معاوية " .

المصدر : أنساب الأشراف للبلاذري

درجة الحديث : لا يصح

ليث : ضعيف الحديث

أقوال العلماء فيه :


أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي

أبو أحمد بن عدي الجرجاني : روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه

أبو بكر البيهقي : ضعيف، ليس بالقوي، ومرة وقال: غير محتج به

أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه، ضعيف الحديث، ومرة: لايشتغل به، مضطرب الحديث

أبو حاتم بن حبان البستي: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتى عن الثقات بما ليس من حديثهم

أبو حفص عمر بن شاهين: وهو به أعلم من غيره، لأنه من بلده، ولكن الكل أطلق عليه الاضطراب

أبو زرعة الرازي : لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث، ومرة: لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث

أبو عبد الله الحاكم النيسابوري :
مجمع على سوء حفظه

أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس، ومرة: لا يفرح بحديثه، ومرة: يرفع أشياء لا يرفعها غيره فلذلك ضعفوه

أحمد بن شعيب النسائي : ضعيف

إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: يضعف حديثه

ابن حجر العسقلاني : صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك، وقال في المطالب العالية: ضعيف

الحسن بن الصباح البزار : أصابه اختلاط فاضطرب حديثه، لا نعلم أحدا ترك حديثه، ولم يثبت عنه الاختلاط فبقى في حديثه لين

الدارقطني : صاحب سنة، يخرج حديثه، ومرة: ليس بحافظ، ومرة: سيئ الحفظ، ومرة: ضعيف

الذهبي : فيه ضعف يسير من سوء حفظه

جرير بن عبد الحميد الضبي : أكثر تخليطا من عطاء بن السائب

زكريا بن يحيى الساجي : صدوق فيه ضعف، سيئ الحفظ كثير الغلط

سفيان بن عيينة : ضعفه

عيسى بن يونس السبيعي : رأيته وكان قد اختلط

محمد بن إسماعيل البخاري : صدوق يهم، ومرة: صدوق

يحيى بن سعيد القطان : كان سيئ الرأي فيه جدا

يعقوب بن سفيان الفسوي : حديثه مضطرب

يعقوب بن شيبة السدوسي : صدوق، ضعيف الحديث






 
قديم 18-02-16, 03:33 PM   رقم المشاركة : 4
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


قناة مكافح الشبهات – أبو عمر الباحث
نسف أكاذيب د. عدنان إبراهيم حول الصحابة الكرام
رضي الله عنهم
فرية: معاوية يموت على غير مِلّة الإسلام!

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذه سلسلة ردود علمية على شبهات الدكتور عدنان إبراهيم حول أصحاب رسولنا الكريم بأبي هو وأُمِّي صلى الله عليه وسلم.
ادَّعى عدنان إبراهيم كَذِباً وَزُوراً وَبُـهْـتـَاناً أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم تنبأ أنَّ الصحابي الجليل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سيموت على غير مِلَّةِ الإسلام.!!
واسْتَدَلَّ بما رواه البَلَاذُرِيُّ قال:
{وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، وَبَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّازِقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ فَقَالَ: ” يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي. قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي قَدْ وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ، فَكُنْتُ كَحَابِسِ الْبَوْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِيءَ. قَالَ: فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ: هُوَ هَذَا”}.(1)



وللرد على هذا الافتراء أقول:
أولاً: الرواية غير صحيحة:
و المسلمونلا يقبلون في دينهم إلا حديثاً تجتمع فيه شروط القبول, والحديث المقبول عندنا قسمان: الصحيح والحسن, وشروط الصحيح خمس, وهي:
1) اتصال السند.
2) عدالة الرواة.
3) ضبط الرواة.
4) انتفاء الشذوذ.
5) انتفاء العلة.

قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: { أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْـمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا ، وَلا مُعَلَّلًا }.(2)
علل الرواية:
العلة الأولى: عبد الرَّزَّاق بن همام الصَّنْعَانِي.
وهو مع كونه إماماً كبيراً عند أهل السنة إلا أن العلمـاء يرفضون ما يرويه خارج كتابه (الـمُصَنَّف).
قال الإمام البخاري:
{ مَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَصَحُّ }.(3)
وجاء في مُسند الإمام أحمد:
{ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ لىِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: اكْتُبْ عَنِّى وَلَو حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ.فَقُلْتُ: لَا, وَلاَ حَرْفًا }.(4)

وسبب رفض العلمـاء لمثل هذه الروايات أنه كان يَتَلَقَّنُ بعد اختلاطه, وهي عِلَّةٌ أخرى تطعن في رواياته التي يرويها خارج كتابه.
وأفضلُ ما يقال في هذه المسألة هو كلامُ الإمام الذهبي.
قال الإمام الذهبيُّ:
{ قال الأثرم: سمعتُ أبا عبدِ الله يُسأل عن حديث: النار جبار.
فقال: هذا باطل.!
مَنْ يُحَدِّثُ به عن عبد الرزاق؟
قلت: حدثني أحمد بن شبويه.
قال: هؤلاء سمعوا منه بعد ما عَمِىَ.
كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه.
وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عَمِىَ.
وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة.
روى عنه أحاديث مناكير.
وقال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.
وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضا، وبعضها ذكره، وكل سماع.
ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد.
وقال البخاري: ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح }.(5)
فهذا الكلام البديع يوضح ويبين سبب رفض العلماء روايات عبد الرزاق خارج كتابه.
وفي قول البخاري { ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح } بيان شافٍ كافٍ في المسألة.
أضف إلى ذلك أن العلمـاء وصفوا الإمام عبد الرزاق الصنعاني بالاختلاط والتلقين كما وضحه الإمام الذهبي في كلامه السالف الذكر.

العلة الثانية: البلاذريُّ مُؤَلِّفُ الكتابِ لم يوثِّقْهُ أحدٌ من العلماء.
أقول أنَّ الْبَلَاذُرِيَّ مؤلفَ الكتاب نفسه, لم يذكره عالم بتوثيق.
وحتى الإمام الذهبي لما ذكره في السير لما يُوَثِّقْهُ ولم يَذْكَرْ أحداً وَثَّقَهُ.
ولم أقف على أحدٍ وَثَّقَهُ إلا الشريفُ المرتضى وهو شيعيٌ رافضيٌ جلد, بل هو من أئمة الرافضة.
قال الشريف المرتضى:
{ وقد روى البلاذريُّ في تاريخه وهو معروف الثقة والضبط, ويرى من مماثلة الشيعة ومقاربتها}.(6)
وفي قول الشريف المرتضى أنَّ البلاذريَّ كان يرى مماثلة الشيعة ومقاربتها إشارة أن مذهب البلاذريِّ كان قريباً من مذهب الشيعة.
قال الإمام الذهبيُّ:
{ الشريف المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي صاحب التصانيف.
وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة وله مشاركة قوية في العلوم.
ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وفيه مِن التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي مَن له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم مِن المتأخرين جزم بأنَّ الكتاب أكثره باطل }.(7)
وقد حاول الرافضة في منتدياتهم الرد على هذا الكلام بأن الإمام الذهبي قال عن البلاذريِّ:
{ العَلاَّمَةُ، الأَدِيْبُ، المُصَنِّفُ…وَكَانَ كَاتِباً بَلِيْغاً، شَاعِراً مُحْسِناً}.(8)
قلتُ: لقد قال الذهبي ما هو أكثر من ذلك في قوم ضعفاء أو كذابين, ولم يقبل الذهبي نفسه رواياتهم, مثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
قال الإمام الذهبيُّ:
{ هِشَامُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ السَّائِبِ: العَلاَّمَةُ، الأَخْبَارِيُّ، النَّسَّابَةُ الأَوْحَدُ }.(9)
فعلى قاعدة هؤلاء الرافضة يُعَدُّ هذا مدحاً وثناءًا ! ولكن ماذا قال الإمام الذهبي عنه ؟
قال الإمام الذهبيُّ:
{ أَحَدُ المَتْرُوْكِيْنَ كَأَبِيْهِ }.(9)
وهناك غيره كثيرون ممن أطلق الذهبي عليهم لفظ: العلامة والحافظ والأخباري, ولكنهم متروكون، ولا يُعْتَدُّ برواياتهم.
وحتى إذا كُنا سَنقبل منه فسنعتبره مستورَ الحال إذا لم يشذَّ في رواياته.
فكيف يكون الحكم على روايته إذا كانت تكفِّر رجلاً من الصحابة، شَهِدَ له النبي صلى الله عليه وسلم وأفاضلُ أصحابِهِ رضي الله عنه بالعدالة والفضل والإسلام والإيمان والعلم ؟

تنبيه:
رأيتُ رافضياً في منتدياتهم يقول أنَّ الإمام ابن حجر العسقلاني وصف البلاذريَّ بأنه (ثَبْتٌ) !
فتعجبتُ وقلتُ في نفسي: كيف يقولها الإمام ابن حجر العسقلاني في رجل لم يوثقه أحدٌ من العلماء السابقين قبله ؟ فقلت: لا ريب ولا شك أنَّ هذا الكلامَ مكذوبٌ على الإمام ابن حجر.
قال الإمام ابنُ حجر العسقلانيُّ:
{ وقال البلاذريُّ: الثبت أن الذي باشر قتله أبو برزة الأسلمي }.(10)
فَظَنَّ الرافضيُّ الجاهلُ أنَّ الإمامَ ابنَ حجر يَصِفُ البلاذُريَّ بأنه ثَبْتٌ ! في حين أن الإمام ابن حجر كان ينقل قولاً للبلاذري, وذكر البلاذري نفسه فيه هذه الكلمة.
قال البلاذريُّ:
{ فَقَتَلَهُ أَبُو بَرزة الأسلمي. واسمه نَضلة بْن عَبْد اللَّه، وذلك الثبت}.(11)
فالبلاذريُّ يؤكد أنَّ الصحيحَ والثابت أنَّ أبا برزة الأسلميَّ هو الذي قتل نضلة بن عبد الله.
فقلتُ سبحان الله !
لقد جَمَعَ الرافضيُّ بين قلة الدين وقلة العلم وقلة الأمانة العلمية.!
فيا حسرةَ مَنْ طَبَّلُوا له وزمروا في منتداه ووصفوه بأنه أتى بما لم يأتِ به أحد من العالمين !
ثانياً: سند آخر لهذه الرواية:
{ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ فَقَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي. قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ فَخَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ}.(12)
قلتُ وهذا سند ضعيف, لا يصلح للاستدلال به, كمـا ادَّعَى عدنان إبراهيم, ولا حتى يصلح شاهداً كما ادَّعَت الرافضة في منتدياتهم. وإليك البيان:
علل الرواية:
العلة الأولى: شريك بن عبد الله القاضي.
وهو مع كونه قاضياً فاضلاً عند أهل السنة, إلا أنه كان سيءَ الحفظ, يُخْطِئُ كثيراً.
قال الإمام ابنُ حَجَر العسقلانيُّ:
{ شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي ..صدوق يُخطئ كثيراً تَغَيَّرَ حِفْظُه منذ وَلِيَ القضاء بالكوفة وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديدا ًعلى أهل البِدَع}.(13)
ولذلك فكثير من العلمـاء لم يحتملوا تفرده.
قال الإمام الذهبيُّ:
{ تَوقَّفَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِمَفَارِيْدِه}.(14)
هذا في الكلام في مفاريده، فكيف إذا جاء بما يكفِّر صحابياً جليلاً كمعاوية ؟!
وقد يحتج أحد الرافضة بأنَّ البخاريَّ ومسلماً رويا له في صحيحهما.
وللرد على هذا أقول: أنَّ الشيخين لم يرويا له على سبيل الاحتجاج به ، وإنما روى له البخاري تعليقاً، وروى له مسلمٌ متابعةً.
قال الإمام الذهبيُّ:
{ وَمَا أَخْرَجَا لِشَرِيْكٍ سِوَى مُسْلِمٌ فِي الـمُتَابَعَاتِ قَلِيْلاً، وَخَرَّجَ لَهُ: البُخَارِيُّ تَعْلِيْقاً }.(15)
ولقد ذكر الذهبي في التذكرة أنه حسن الحديث, ولكن هذا يُحمل على ما يُتَابَعُ عليه وليس غرائبه.
العلة الثانية: ليث بن أيمن بن زنيم، وهو الليث بن أبي سليم القرشي.
قال الإمام ابنُ حَجَر العسقلانيُّ:
{ صدوق اختلط جداً، ولم يَتَمَيَّزْ حَدِيْثُهُ فَتُرِكَ }.(16)
العلة الثالثة: البلاذريُّ مؤلف الكتاب، وقد تقدم الكلام عليه من قبل.
فهذه هي أسانيد هذه القصة الباطلة الواهية، فكيف جَزَمَ الدكتور عدنان إبراهيم بصحة الرواية ؟
وقال: سندها قوي جداً، وسيأتي بالكتاب والسند ويحاكم السند لعلم الجرح والتعديل !
ثالثاً: السُّنَّةُ الصحيحة ترد الرواية:
وبعد أنْ نقدنا الرواية مِن حيث السند وَفَنَّدْنَاهَا ننقدها من حيث المتن ونقول:
رواية خطيرة كهذه كيف تكون صحيحة عن معاوية بن أبي سفيان ولا تكون مشهورة بين الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم ؟
صِحَّةُ هذه الرواية تعني الطعنَ في عمر وعثمان وعليٍّ لأنهم استعملوا على المسلمين في إمارة الشام رَجُلاً سيموت على غير الملة وولوه عليهم.
ثم هذه الرواية في حالة صحتها تقدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه استأمن رجلاً سيموت كافراً في كتابة الوحي المنزل من السماء، وبالتالي تطعن في صحة القرآن الكريم. ومن المعلوم عند كافة العلمـاء أنَّ الإسلام شرط في التحمل عن الراوي في رواية الحديث الشريف, فما بالك بكتابة القرآن الكريم ؟
ثم مِن أدلة بُطْلان هذه الرواية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمعاوية بقوله { اللهم علمه الكتاب والحساب, وَقِهِ العذاب }.(17)
وصححه العَلَّامَة الألبانيُّ في صحيح سنن الترمذي.
ونحن نعلم أنَّ دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم مستجاب, إذا فدعاء الرسول لمعاوية أن يَقِيَهُ الله العذاب يعني أنَّ معاوية لن يعذبه الله.
والكافر الذي مات على غير ملة الإسلام قطعاً سيعذبه الله.
فكيف يكون معاوية مات على غير الإسلام ؟؟
ومن أدلة بطلان هذه الرواية دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية بقوله: { اللهم اجْعَلْهُ هادياً مهدياً واهْدِ به}.(18)
وصححه العَلَّامة الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة.
فيكون يكون معاوية هادياً ومهدياً ويهدي الله به, ثم بعد ذلك يقال أنه يموت على غير الإسلام ؟!
ومن أدلة بطلان هذه الروايةأنَّ معاوية رضي الله عنه نقل لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم{ مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهُ فِي الدِّيْنِ }.(19)
وقد شَهِدَ ا بنُ عباس وهو حَبْرُ هذه الأمة لمعاوية بأنه فقيه، كما رواه البخاري في صحيحه.(20)
فلم أسمع والله في حياتي عن فقيه في الإسلام كافر !!
كيف يسمح الصحابة أن يتولى الخلافة رجلٌ يعرفون عنه أنه سيكفر ويموت على غير الملة ؟
كيف يتنازل الحسنُ بنُ عليٍّ رضي الله عنهمـا عن الخلافة لرجل سيموت كافراً ؟
هل يقصد عدنان إبراهيم بقدحه في معاوية أن يقدح في الحسن بن علي رضي الله عنهم ؟
ومن أدلة بطلان هذه الرواية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا }.(21)
قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
{ وقوله قد أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وَجَبَتْ لهم به الجنة }.(22)
{ قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنَّه أَوَّلُ مَنْ غَزَا البحر }.(22)
قال الإمام بدر الدين العيني:
{ قَوْله: ( أول جَيش من أمتِي يغزون الْبَحْر ) أَرَادَ بِهِ جَيش مُعَاوِيَة، وَقَالَ الْـمُهَلَّبُ: مُعَاوِيَةُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْر }.(23)
فكيف يموت معاوية رضي الله عنه كافراً على غير ملة الإسلام وهو الذي أوجب الجنة بغزوه البحر كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
ومن أدلة بطلان هذه الرواية أنَّ العلماء المحققين لم يقولوا أبداً أنَّ معاوية مات على غير الإسلام.
رابعاً: وإليك أيها القارئُ الكريمُ شَيْئاً من هذه الأقوال:
روى الإمام أبو بكر الخلَّال قال:
{ وسُئل الإمامُ أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يُـجَانَبُونَ هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس }.(24)
قلتُ: إذا كان هذا قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مَنْ يقول أن معاوية لم يكتب الوحيَّ واغتصب الخلافة, فماذا يا ترى يكون قوله فيمن يُكَفِّرُ معاوية ويقول أنه مات على غير الإسلام ؟!
وروى الإمام أبو بكر الخلَّال قال:
{ عن الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ انْتَقَصَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، أَيُقَالَ لَهُ رَافِضِيُّ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَجْتَرِئْ عَلَيْهِمَا إِلا وَلَهُ خَبِيئَةُ سَوْءٍ، مَا انْتَقَصَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ إِلا لَهُ دَاخِلَةُ سَوْءٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي }.(25)
قال الإمام النووي:
{ وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه }.(26)
روى الإمام ابن عساكر قال:
{ عن عَلِيِّ بن جميل قال سمعت عبدَ الله بنَ المبارك يقول: معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاويةَ شزراً اتهمناه على القوم أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم }.(27)
وروى الإمام ابن عساكر قال:
{ قَالَ أَبُو تَوْبَةَ، الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ الْحَلَبِيُّ: مُعَاوِيَةُ سِتْرٌ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا كَشَفَ الرَّجُلُ السِّتْرَ اجْتَرَأَ عَلَى مَا وَرَاءَهُ }.(27)
قال الإمام ابن كثير:
{ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّـارٍ الْمَوْصِليُّ وَغَيْرُهُ: سُئِلَ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ أَيُّمَا أَفْضَلُ مُعَاوِيَةُ أَمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ لِلسَّائِلِ: تَجْعَلُ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ مِثْلَ رَجُلٍ مِنَ التَّابِعِينِ ؟ ! مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ وَصِهْرُهُ وَكَاتِبُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” دَعَوْا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }.(28)
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية:
{ إنَّ معاوية ثَبَتَ بالتواتر أنه أمَّره النبي صلى الله عليه وسلّم كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتّهمه النبي صلى الله عليه وسلّم في كتابة الوحي، وَوَلَّاهُ عُمَرُ بنُ الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال، وقد ضَرَبَ اللهُ الحقَّ عَلَى لسانه وقلبه، ولم يَتَّهِمْهُ في ولايته }.(29)
وروى الإمام ابن عساكر قال:
{ عن أبي الأشهب، قال: قيل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إن ههنا قوما يَشتمون -أو يلعنون- معاوية وابن الزبير! فقال: على أولئك الذين يَلعَنونَ لعنةُ الله }.(30)
خامساً: تحذير خطير:
قال الإمام النووي:
{ واعلم أنَّ سبَّ الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب مُتَأَوِّلُون، كمـا أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح، قال القاضي: وسب أحدهم من المعاصي الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يُعَزَّرُ ولا يُقْتَلُ، وقال بعض المالكية: يقتل }.(31)
فإذا كان سب الصحابة من فواحش المحرمات فكيف يكون حال من يكفِّرهم ويحكم عليهم بالخروج من الملة ؟
وأخيراً:
هذا البحثُ اجتهدتُ فيه على قدر جهدي وعلمي, وأسألُ اللهَ أنْ يتقبلَه مِنِّي ويجعلَه خالصاً لوجهه الكريم, وأسأله سبحانه أن ينفع به المسلمين في كل مكان.
فما كان فيه يا ربنا مِنْ خَيرٍ فتقبلْه مِنِّي, وما كان فيه مِنْ خطأٍ أو سهوٍ أو نسيانٍ فالله ورسوله منه
براء, فما قصدتُ منه إلا الذبَّ عن رجلٍ أعتقدُ أنَّه مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم.
كما أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلَى أن يجعلني ممن قال فيهم:
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَـانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } سورة الحشر 10.

************

مراجع البحـث:
(1) أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص134، ط دار الفكر – بيروت، ت: د/ سُهيل زكار(شيعي), د/ رياض زركلي.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا، ت: نور الدين عنتر .
(3) التاريخ الكبير للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ج2 ص200، ط دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد –الدكن.
(4) الـمُسند للإمام أحمد بن حنبل ج22 ص76، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون.
(5) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص134، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.
(6) الشافي في الإمامة للشيعي الشريف المرتضى ج4 ص147، ط مؤسسة الصادق – طهران – إيران، ت: السيد عبد الزهراء.
(7) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج5 ص152، ط دار الكتب العلمية – بيروت.
(8) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج13 ص162،163 ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.
(9) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج10 ص101، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.
(10) هدي الساري مقدمة فتح الباري للإمام بن حجر العسقلاني ج2 ص757 ، ط دار طيبة – الرياض، ت: نظر محمد الفَاريابي.
(11) أنساب الأشراف للبلاذري ج1 ص360 ط دار الفكر – بيروت، ت: د/ سُهيل زَكَّار(شيعي), د/ رياض زركلي.
(12) أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص134 ط دار الفكر – بيروت، ت: د/ سُهيل زَكَّار(شيعي), د/ رياض زركلي.
(13) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص207 ت2787، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: عادل مرشد.
(14) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج8 ص200، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.
(15) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج8 ص201، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤُوط.
(16) تقريب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ص400 ت5685، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: عادل مرشد.
(17) سنن الإمام الترمذي بأحكام الشيخ الألباني ص865 ح3842، ط دار المعارف – الرياض، ت: مشهور بن حسن آل سلمان.
(18) الـمُسند للإمام أحمد بن حنبل ج29 ص426، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط وآخرون.
(19) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص30 ح71، ط دار بن كثير – بيروت.
(20) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص923 ح3765، ط دار بن كثير – بيروت.
(21) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص721 ح2924، ط دار بن كثير – بيروت.
(22) فتح الباري للإمام ابن حجر العسقلاني ج7 ص196، ط دار طيبة – الرياض، ت: نظر محمد الفَاريابي.
(23) عمدة القاري شرح صحيح البخاري للإمام بدر الدين العيني ج14 ص277، ط دار الكتب العلمية – بيروت.
(24) السُّنَّة للإمام أبي بكر الخلال ج2 ص434، ط دار الراية – الرياض، ت: د/عطية الزَّهْراني. وسند الرواية صحيح.
(25) السُّنَّة للإمام أبي بكر الخلال ج2 ص447، ط دار الراية – الرياض، ت: د/عطية الزَّهْراني. وسند الرواية صحيح.
(26) شرح صحيح مسلم للإمام محي الدين النووي ج15 ص149، ط مؤسسة قرطبة – مصر.
(27) تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج59 ص209، ط دار الفكر – بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.
(28) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج11 ص450 ، ط دار هجر – الجيزة، ت: د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(29) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج4 ص472 ط مُجَمَّع الملك فهد – السعودية، ت: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.
(30) تاريخ دمشق للإمام أبي القاسم بن عساكر ج59 ص206، ط دار الفكر – بيروت، ت: محب الدين أبي سعيد عمر العمروي.
(31) شرح صحيح مسلم للإمام محي الدين النووي ج16 ص93، ط مؤسسة قرطبة – مصر.

تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه






 
قديم 30-07-16, 11:37 AM   رقم المشاركة : 5
خالد ایرانی
عضو نشيط







خالد ایرانی غير متصل

خالد ایرانی is on a distinguished road


أمّا بالنسبة فی هذا الکلام من أخونا حجازیة1
العلة الثانية:
البلاذريُّ مُؤَلِّفُ الكتابِ لم يوثِّقْهُ أحدٌ من العلماء.
أقول أنَّ الْبَلَاذُرِيَّ مؤلفَ الكتاب نفسه, لم يذكره عالم بتوثيق.
وحتى الإمام الذهبي لما ذكره في السير لما يُوَثِّقْهُ ولم يَذْكَرْ أحداً وَثَّقَهُ.
أظن بعض العلماء قالوا باتقانه مثلا:
وَكَانَ أَحْمد بن يحيى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راوية نسّابة متقناً.
الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (متوفاى764هـ)، الوافي بالوفيات، ج8 ، ص156 ،تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا.


الرومي الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ، ج 2 ص 50 ، دار النشر : دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة : الأولى 1411 هـ - 1991م .

وَالْكَبِير: أَحْمد بن يحيى صَاحب التَّارِيخ فِي طبقَة أبي دَاوُد السجسْتانِي حَافظ أخباري عَلامَة.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (متوفاى911هـ)، طبقات الحفاظ، ص 366 ، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1403هـ. .
لکن أعظم الدلیل فی الرد هذه الروایة تناقضه مع الروایات الصحیحة و عبدالرزاق فی ثبوت التشیع فیه و أیضا کیف بایع سیدنا حسن رضی الله عنه مع الکافر؟


رقم الحديث: 690
(
حديث مقطوع) أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ : " يُكْتَبُ عَنِ الرَّجُلِ ، إِذَا قَالَ : مُعَاوِيَةُ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ أَوْ كَافِرٌ ؟ قَالَ : لا ، ثُمَّ قَالَ : لا يُكَفَّرُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
الكتب» السنة لأبي بكر بن الخلال» ذِكْرُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي ...






 
قديم 01-08-16, 03:08 AM   رقم المشاركة : 6
حجازية 1
عضو ماسي








حجازية 1 غير متصل

حجازية 1 is on a distinguished road


الأستاذ الفاضل : خالد إيراني ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

حياكـ الله أخي و باركـ الله في جهودكـ الواضحة في المنتدى ..

تعقيبي على مشاركتكـ آيها الفاضل :

اقتباس:
أمّا بالنسبة فی هذا الکلام من أخونا حجازیة1


أولا : أنا فتاة و على هذا أنا أخت و لست أخ ..
اقتباس:

أظن بعض العلماء قالوا باتقانه مثلا:
وَكَانَ أَحْمد بن يحيى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راوية نسّابة متقناً.
الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (متوفاى764هـ)، الوافي بالوفيات، ج8 ، ص156 ،تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا.


الرومي الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ، ج 2 ص 50 ، دار النشر : دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة : الأولى 1411 هـ - 1991م .

وَالْكَبِير: أَحْمد بن يحيى صَاحب التَّارِيخ فِي طبقَة أبي دَاوُد السجسْتانِي حَافظ أخباري عَلامَة.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (متوفاى911هـ)، طبقات الحفاظ، ص 366 ، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1403هـ. .
لکن أعظم الدلیل فی الرد هذه الروایة تناقضه مع الروایات الصحیحة و عبدالرزاق فی ثبوت التشیع فیه و أیضا کیف بایع سیدنا حسن رضی الله عنه مع الکافر؟


أولا : من العدل والنصف والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم المشاركاتفي موضوعي ليست من ردودي و قد أوضحت مصادرها ..

ثانيا : تعقيبي على مشاركتكـ :

قولكـ :


اقتباس:


أظن بعض العلماء قالوا باتقانه مثلا:

وَكَانَ أَحْمد بن يحيى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راوية نسّابة متقناً.
الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (متوفاى764هـ)، الوافي بالوفيات، ج8 ، ص156 ،تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا.


الرومي الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ، ج 2 ص 50 ، دار النشر : دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة : الأولى 1411 هـ - 1991م .


يا أخي لكل فن رجاله ..

و الإتقان الذي تحدثوا عنه ليس في الحديث بل في العلم الذي برع فيه ( البلاذري ) و هو :


وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذا لأعراض الناس،


COLOR="DarkGreen"]
الكتاب : معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ) :


http://shamela.ws/browse.php/book-97...e-531#page-531

و هذه الترجمة هى ذاتها الموجودة في كتاب ( الوافي بالوفيات ) للصفدي (المتوفى: 764هـ)

http://shamela.ws/browse.php/book-6677#page-1988

فليس فيما نقلوه أي توثيق للبلاذري في الحديث و إتقانه في علم الأنساب ..


و قد قال الشيخ : سعود الزمانان ..


( هناك فرق بين التوثيق للحديث والتوثيق للقراءات ، وقد يكون أحد العلماء متقنا لفن من الفنون مقصراً في فن آخر . )

أما قولكـ :


اقتباس:
وَالْكَبِير: أَحْمد بن يحيى صَاحب التَّارِيخ فِي طبقَة أبي دَاوُد السجسْتانِي حَافظ أخباري عَلامَة.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (متوفاى911هـ)، طبقات الحفاظ، ص 366 ، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1403هـ.

http://books.islam-db.com/book/%D8%B...B7%D9%8A/1/326

فلا يا أخي لا تعني ( الوثاقة ) في الحديث خذ هذا المثال :

ففي كتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب التالي :

( وفيها هشام بن محمّد بن السّائب الكلبيّ الأخباريّ النسّابة صاحب كتاب «الجمهرة» في النسب ومصنفاته تزيد على مائة وخمسين تصنيفا في التاريخ، والأخبار، وكان حافظا علامة إلّا أنه متروك الحديث، فيه رفض. روى عن أبيه، وعن مجالد بن سعيد، وغيرهما. قاله في «العبر» )
http://shamela.ws/browse.php/book-12398#page-892

و قد قالوا علماء الحديث في حديث هشام الكلبي ( الاخباري ، حافظا ، علامة ) كما ورد في كتاب شذرات الذهب :

أبو حاتم بن حبان البستي : يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها وكان غاليا في التشيع أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها
أحمد بن حنبل : من يحدث عنه إنما هو صاحب نسب وسمر وما ظننت أن أحدا يحدث عنه
ابن حجر العسقلاني : كان واسع الحفظ جدا ومع ذلك ينسب إلى غفلة
ابن عراق : اتهم بالكذب
ابن عساكر الدمشقي : رافضي ليس بثقة
الدارقطني : متروك
الذهبي : لا يوثق به
عبد الملك بن قريب الأصمعي : اتهمه
محمد بن إسماعيل البخاري : صاحب سمر ونسب
يحيى بن معين : غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث

http://library.islamweb.net/hadith/R...p?RawyID=33196


فقوله : حافظ و علامة لا تعني أنه ثقة في الحديث ..


فالخلاصة :

1- لكل فن رجال و العلم و الفن الذي أتقنه البلاذري هو في علم الأنساب كما برع أبو حنيفة في الفقه و لم يبرع في الحديث و برع حفص بن سليمان في القراءة و ضعف في الحديث ..

2- كلذلك نقول أيضا ( أن المعتبر في كل فن هو قول أهله ) فيجب أن يكون الفصل هو لعلماء الجرح و التعديل و البت في مسألة علم الرجال و توثيق ( البلاذري ) ..


و طالما و أنه لم يثبت أي توثيق معتبر في ( البلاذري ) من أهل الإختصاص فلا يصح أن نعتبر ( إتقان البلاذري في علم الأنساب ) هو توثيق عام له ، لا سيما في مجال الحديث ..


3- علامة و حافظ ألفاظ لا تعني الوثاقة فقد قيلت في ( هشام الكلبي ) و هو واه الحديث ..




[/COLOR]






الصور المرفقة
 
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "