خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم / آملة البغدادية
بأسم الطائفية ، وللمرة الثانية ، تم إغلاق قناة وصال بتهمة التحريض على العنف، وتأجيج الصراع الطائفي إثر تفجير حسينية الإمام الصادق في الكويت، ففي المرة الأولى كانت أواخر عام 2014 بعد حادثة إطلاق النار على جمع شيعي في حسينية تابعة لمنطقة الإحساء في بلاد الحرمين الشريفين ، وعندها أوعز وزير الإعلام والثقافة آنذاك (عبد العزيز خوجة) بإغلاق مكتب قناة وصال التي تُبث من الكويت ، كما أوعز وزير الإعلام والثقافة الكويتي بطلب من نواب في البرلمان لتحريضها على الطائفية والعنف ، ومن المؤسف أن تكون تصريحات كبار الحكومة بشكلها البعيد عن أصل القضية التي تعاني منها المنطقة ، وهو العقيدة بينما ينصب التركيز على الجانب الوطني واستقرار الأمن بنهج ترضوي يضر بأهل الحق ويسدي خدمة مجانية لأهل الباطل تزيد الطين بلة، فمن قراءة تغريدة لوزير الإعلام الخوجة المخضرم ل 40 عام وهو يقول :
( إن وزارة الثقافة والإعلام لن تسكت ازاء اي وسيلة اعلامية _ مقروءة او مسموعة او مرئية او رقمية _ تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره) !! .
ترى جهل عقيدة أم تخبط سياسي؟ وأحلاهما مر .
مصيبة أن لا تتمكن إدارة قناة النايل سات من وقف بث قنوات الرقص رغم رسائل مطالبة عديدة بحجة امتلاك ( المنطقة الإعلامية الحرة ) ــ جداً ــ حق الإيقاف ، لكن تستطيع وقف قناة تدافع عن الإسلام، ما حل ّبكِ يا مصر الكنانة !
السؤال المهم : هل أن إجراءات الدول العربية في غلق القنوات الدينية صائبة ؟
وللجواب على هذا يتطلب أن نبحث عن تاريخ نشوء القنوات الفضائية الدينية (الطائفية ) ، فما هي أول قناة طائفية ، ومن أنشأها؟ . يتضح بالبحث ــ عبر (ويكيبيدا) مع مصادر أخرى ــ أن إيران هي أول من أنشأ قناة طائفية عام 1980 أبان الحرب العراقية الإيرانية أو( القادسية الثانية ) ، وكانت قناة (سحر والتي تحولت إلى الكوثر) تختص بالتشيع الذي تسلم تقديم برامجها هو الشيخ علي الكوراني مع الشيخ حبيب الكاظمي . أما باقي القنوات الشيعية فمن الصعب أن تُدرج تفاصيلها منعاً للإطالة ، إلا أن من المهم أن تُذكر أهمها ، فقد أنطلقت قناة الأنوار عام 2004 تحديداً ــ أي بعد غزو العراق وحكم الشيعة ــ بإعلان من الكويت عبر النائب الشيعي ( صالح عاشور) افتتاحها، والتي تُبث عبر القمر الفضائي النايل سات ، وكان المركز للبث أنطلاقاً من بلد غربي هي ( أمريكا) من العاصمة واشنطن ، وقد تبعتها لندن في إيواء قنوات الشيعة ، وسيتم التعرف على ضلوع الحكم البريطاني في تشجيع التطرف الشيعي لاحقاً ، مع كونها بلاد تأوي الإرهاب الفعلي بإعلانها (ملاذ آمن) للملاحقين قضائياً بتهم سب الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم . لقد تبع قناة الأنوار قناة أخرى هي ( قناة أهل البيت) بإعلان وإشراف من قبل معممين مثل هادي المدرسي ، والتي تعرضت لأحداث الشغب في البحرين بتدخل وتحريض الشيعة على الثورة بشكل سياسي مباشر حتى تم إيقافها ، ثم هناك قناة (المنار) أنطلاقاُ من لبنان معقل حزب اللات ، وغيرها من قنوات الطعن والشحن الطائفي بألفاظ نابية مثل قناة (كربلاء) وقناة (فدك) وباقي القنوات المليئة بالحقد على أعمدة الأمة كما الحال في باقي القنوات الشيعية التي يعتبر مؤسسوها ومشرفوها حصراً من الحوزة خلافاً لقنوات أهل السنة وصال وصفا .
أما عن عدد القنوات الطائفية التي تبث من القمر نايل سات حصراً ، فهناك 54 قناة شيعية مقابل 3 قنوات سنية ، ولهذا من باب الإنصاف أن يخجل الساسة في السعودية والكويت ةمصر وباقي الدول العربية من إصدار أوامر الإيقاف لقنوات أهل السنة بتهم الطائفية والتحريض على العنف ، وهذا لأن المنطق الطبيعي الداعي للنصرة كرد فعل وواجب شرعي قبل كل شيء ، أن تجابه كل هذا الكم الرافضي من قبل الشيعة ضد الإسلام والمسلمين عبر خطابها التكفيري المحرض على القتل بأسم الثأر ورايات (يا حسين) ضد أهل السنة .
الإعلام بين النصرة واللا قضية
بين برامج وشخصيات إعلامية تعددت الوجوه البشعة ، فمن برامج كُرست لتسويف الحقائق بنهج علماني مكشوف إلى أحقاد طائفية سخرت المال بببذخ ، نرى نتائج مذهلة ولله الحمد على كشف الزيف .
برنامج أثير الكراهية : لقد تعددت البرامج التي تخصصت في الإعلام المناصر للمظلومية الشيعية ــ تلك التي تستعمل قميص عثمان ــ باعتماد الشحن الطائفي عبر مرويات ضعيفة وتاريخ مجوسي ملتوي للإسلام تبنته الشيعة كحشوة متفجرات تنتظر مناطق الحكم السني بلا استثناء ، والعبوة الحاملة لهذه المتفجرات هم شيعة المراجع عبر طابور خامس في كل شارع ، والمستفيد هي إيران ورؤوسها مراجع الشيعة ومراكز المؤامرات الحسينيات التي يراها ساسة الدول العربية مساجد عبادة لا غير ، ولا فرق . من أهم هذه البرامج هو ما نشرته قناة ( bbc عربية ) المسمى (أثير الكراهية) المعاد قبل شهر تقريباً عن إصداره قبل عام في توقيت معلوم الأغراض ، ومقدمه هو (نور الدين زورقي) ، والذي تنقل في العراق ومصر ولندن بهدف تعريف خطر الخطاب الطائفي والتحريض على العنف * .
واليوتيوب متوفر بالرباط التالي بحقائق مذهلة تفضح الشيعة ومنهجهم مع دعم العراق الذي تحول كقاعدة ضد العرب مثل تفجير عكسي بفعلهم للأسف .
https://www.youtube.com/watch?v=n_NKgXGcxX8
المثير حقاً للسخرية في البرنامج أنه سلط الضوء على على عدة نقاط، من أهمها :
ــ حقيقة التمويل المتفاوت في مبالغه الهائلة للقنوات الشيعية مقارنةً بضعف التمويل للقنوات السنية التي تكاد تُغلق بسبب عدم إشراف الحكومات على التمويل مع ضعف التبرعات . فقد كادت القنوات السنية تقفل لضعف التبرعات وهي غير مدعومة حكومياُ . أما القنوات الشيعية التي سلط عليها الضوء فعلى العكس تماماً ، وقد بدأ بقناة الأنوار 2 من مكتبها في بغداد عبر مقابلة مدير القناة (حسن الموسوي) الذي أحجم عن مصدر التمويل بفرية كونها من تبرعات لا غير ربما تحرج أصحابها . أما ( قناة فدك) لمؤسسها المعمم ياسر الحبيب ( الخبيث) فقد بدأ بدهشة لم تُخفى حول بناية مركز القناة ، فقد كانت أحد الكنائس في أرقى مناطق باكنغهام شاير تم شراء العقار بمبلغ مليون دولار ، والتي لم تقتصر على تمويل حكومي بل تعدت إلى تبرعات عبر هيئات ومؤسسات مثل (هيئة خدام المهدي) من قبل دولة المليشيات في العراق ، ومن السخرية وضع صندوق تبرعات على أرض الغرفة أمام المقدم وفيه مبلغ ضئيل كنوع من التضليل المفلس .
ــ حقيقة الكذب الشيعي ، ومع أن أول مقابلة في البرنامج كانت في بغداد مع رئيس قناة الأنوار 2 حسن الموسوي ، وهذا الرافضي أدلى بمعلومات كاذبة سافرة بكون التشيع لا يعتبر غير الشيعة نواصب مستباحي الدم بعكس المنهج السني ، وكأن المشاهدين جهلة ! ، وهذه قابلية فطرية للكذب والصلافة على الملأ فيكفي مراجعة كتب القوم ابتداءاً بكتاب (اوائل المقالات) للمفيد أكبر أعمدة التشيع ، وأكبر كتبهم . أما عن الخبيث ياسر ومن قبله مسئول القناة العراقي فقد تملصا من حقيقة الطعن والتحريض الطائفي الذي يولد رد فعل عند أهل السنة ، وهربا كعادة الفئران .
أما عن أهل السنة فلم يتعمد الكذب أي منهم ، فقد اعترف الآستاذ محمد صابر بتصريحاته حول وصف التشيع والشيعة من منطلق كتبهم ومن فمهم أدانهم ، ومع هذا تم تعرضه للخطف والابتزاز الذي شكك به المقدم بغرابة ! .
ــ مطلوبين قضائياً مراكز قيادة، فقد ظهر أن المعمم الخبيث ياسر المطلوب في الكويت والهارب بجواز سفر عراقي مزور ــ تم نشر مقالة بشأنه في المدونة ــ ، والآخر الأمعة الصعلوك الرافضي (ثائر الدراجي) المطلوب الهارب من العراق أثر جهره بسب الخلفاء علناً في الاعظمية أمام جامع أبي حنيفة في عاشوراء، ولا أفضل من تهريبه إلى المملكة المتحدة اعترافاً بخدماته وتهجمه على علماء أهل السنة وشخصياتهم باتصالات موبايل منشورة . هذا الجبان الذي طالبته بحوار في منتدى وهرب .
لقد أصبح العار على حكومة المملكة حين إيواءها مطلوبي القضاء في العراق والكويت اليوم لسبهم أعمدة الدين وتحريضهم على القتل ، بينما كانت وكر المعارضة الشيعية لحثالات الساسة الشيعة اليوم بخزي وتخريب سود وجه الملكة وحكومتها للأبد مع غزوهم للعراق.
ــ جهل مركب لمعدي ومقدمي البرامج ، المصيبة في البرنامج ليست فقط آثار الدمار في العراق وما شابه في سوريا ، بل جهل مركب لمعد البرنامج والمقدم الذي فرحت له قناة بريطانية معادية للٌإسلام ، فالأول ،هو جهل (القضية) الواجبة عند كل مسلم في نصرة الدين عبر الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم أزاء أتهام عرضه الشريف من قبل الشيعة كمعتقد لازم ضد أم المؤمنين عائشة، وكذا ضد أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم ، لقد تكررت عبارات مغلوطة مثل ( تمس مشاعر السنة ) ، وكأنها اعتراضات حول آراء حزب أو جماعة وليس عقيدة وأعمدة دين الإسلام . فلا يجوز بأي حال أن تتميع القضية الأساس وهي العقيدة والنصرة في طيات هدف وقف التحريض ، والذي لن يتوقف إلا بمعرفة قادته وأغراضهم .
أما الجهل الثاني ، فقد تغافل سبب وجود قنوات السنة ــ أو استغفل أو استهبل لا أدري ــ وهو الدفاع الواجب مع تبيين عقيدة التشيع من كتبهم ، ومن خلال البرامج التي تعتمد على المناظرات الأصولية بأخلاق رفيعة مما تفتقده القنوات الشيعية التي تعتمد على الطعن والتحريض للقتل . ولا يخفى عكس ذلك عند القنوات الشيعية .
لقد أنتهى البرنامج المعد كتقرير لصالح أهل السنة ، وهو دليل يبين استهداف الشيعة لأهل السنة عبر زيارة أحد عوائل ضحايا العنف الطائفي، فقد ظهر أن العائلة المتكونة من أب سني وأم شيعية قد تم قتل الأب السني، ومع صدمة الأبن بحقيقة اختلاف الدينين متأخراً.
أي فضيحة وسخرية لمنهج العلمانية المغيبة للواقع، وأي خسارة لأموال النظام السوري الممول !
أما عن حملات الإعلام : فقد كانت ولا تزال ضد مقدمي البرامج ومؤسسي القنوات، فقد تقدمت الإعلامية الكويتية (فجر السعيد) ــ كمثال ــ عبر تويتر بطلب فوري لمحاكمة مؤسسي قناتي صفا ووصال مع غلقهما ، كما أنها أتهمت السيد أردوغان رئيس وزراء تركيا بضلوعه في تفجير حسينية قبل شهر تقريباً ، ولم تتوقف عن تهجمها المباشر عبر قناة ( سكوب ) التي تملكها لكل من يخالف منهجها ، حتى وصل الأمر إلى كبار الساسة في الخليج ، فقد دفعت غرامة مالية أثر محاكمتها بتهمة التشهير . إن شخصية الإعلامية الكويتية المهاجمة بطرق معيبة تصل إلى التزوير شيء له العجب ! ، فقد تعمدت الطعن لكبار الساسة في الدول العربية بشكل محير في البداية، حيث أتهمت رئيس وزراء قطر برشوة النائب (مسلم البراك) للاستمرار في خط المعارضة ، في حين أن المصرف البحريني أكد نفيه ، ولبيان أسباب هذا العنف الطائفي الأهوج الذي يستخدم المال وتسخير الإعلام ، ولغرض رفع الحيرة ، فيكفي أن نعلم أنها (شيعية ) بمعنى رافضية تربت على الحقد المتوارث في الحسينيات ، هذا عدا كونها من أصل عراقي، مما يزيد إثبات مؤلم عن تملك الشيعة للقضية بعكس أهل السنة ، وهو في سعيهم للسلطة والمال وتسخيرهما، فللإعلامية أخ نائب في مجلس الأمة الكويتي المعروف بنفوذ الشيعة الواسع في الكويت .
هنا لا يسعنا إلا أن نتساءل عن تباطيء نهج أهل السنة الغريب في عدم تسخير المال والإعلام لنصرة القضية والدين حتى عن تمويل قناة واحدة فقط لسنة العراق البوابة الشرقية، ومن ناحية أخرى نتساءل عن المسارعة في تكميم الأفواه السنية لإثبات عدم طائفية مقابل طائفية مقيتة شيعية، فمن يفهم أن الطائفية للأهل السنة حميدة وواجب كسلاح ورص صف صلد لا يلين؟
المؤسف قد تعدت إجراءات طرد لمقدمي البرامج عند الشكوى من قبل الشيعة بحجة التحريض الطائفي إلى غلق قنوات دينية ، فقد تم طرد مقدم البرامج في قناة وصال الاستاذ (خالد الغانمي) نهاية عام 2013 ، والذي طالب برأس الحوثي الذي ارتكب المجازر في اليمن تعدت إلى استهداف دار التعليم، واليوم ثبت أن الحق مع الأستاذ الغامدي وبطلان منهجية الإعلام العربي، بل والفكر العربي التي رضت أن تكون قناتا صفا ووصال شماعة العنف الشيعي كما أراد الأعداء .
بعد غزو العراق عام 2003 بدأ الحكم الشيعي بقيادة الجارة إيران العدوة ، ولأن التشيع مبني على عقيدة الولاء والبراء بمفهومه الخاطيء التكفيري ضد الصحابة الكرام ، فقد بدأ العد التنازلي لعصر الثأر من أحفاد بني أمية بزعمهم ببحلول عصر الظهور حسب كتبهم ، وعندها تم نزع قناع التقية من على وجوه وأفواه ونفوس الشيعة في أشرس هجمات طائفية ضد سنة العراق ثم سوريا ، وهذا خلافاً لدينهم الذي يقول على لسان الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه زوراً ( التقية من ديني ودين آبائي ، ومن لا تقية له لا دين له ) . نتساءل أخيراً بمنتهى الأسف في زمن يجهر الشيعة بالعداء بكل الأساليب في حرب أعلنوها مقدسة مراراً وتكراراً بأنهار دماء أهل السنة في العراق والشام يظهر مسلسل (سيلفي) بطله ناصر القصيمي الشيعي ساخراً من أهل السنة وطاعناً بالشيوخ بحجة الكوميديا الهادفة ، وفي رمضان ! ، والرد بعد الضجة الكبيرة والاعتراضات منذ أول يوم مخيب ، فقد كنا نتوقع الحزم بإلقاء القبض على الكاتب والمخرج والمنتج والممثل بتهمة التعدي على الدين الإسلامي . إلا أن التغريدة قبل ساعات من قناة وصال عبر تردد جديد تنقل لمفتي المملكة :
( المفتي يدعو أصحاب القنوات لوقف السخرية من السنة وتشويه الدين بالمسلسلات )
التغريدة تبدو من أول وهلة رسالة خاطئة للشيعة في نهج التساهل مما يثير المزيد من الطائفية للأسف .
لذا نقول : أين الحزم من علماء الدين ومفتي السلاطين في بلاد الحرمين في مسائل العقيدة إن اقتصر التصدي من أجل الوطن على عاصفة حزم في اليمن ؟ .
ننتظر البحث في الخلاف العقائدي أولاً لتمحيص الصفوف وإصلاح الهيئات فهو الحل، وننصح العرب السنة ترك منهج الترضوية وإلا عادت إلى بيوتهم مضاعفة ، والله المستعان ، ومنه النصر