جيش المختار
في هذه الفترة تزامن الإعلان في نفس الوقت تقريبا عن تنظيمين مسلحين اثنين يعلنان صراحة انتمائها الصفوي وولائهما للكيان الصفوي في إيران ، ولم تكن مصادفة أن يتزامن الإعلان في توقيت متقارب عن جيش المختار المصري وحركة الصابرين في قطاع غزة .
الجسم الأول هو جيش المختار المصري الذي أعلن عنه بكل صفاقة العملاء الأمين العام لما يسمى بحزب الله في العراق واثق البطاط ، ودعا المصريين إلى الانتماء لهذا الجيش من دون تمييز ، وقال واثق البطاط، إن “القيادة العامة لجيش المختار تعلن عن تأسيس جيش المختار المصري وتدعو أبناء محمد وعلي في أرض الكنانة الى الانتماء الى هذا الجيش العقائدي الشريف”، مبينا أن “من واجبات هذا الجيش حفظ الأمن للشعب وصيانة الحقوق ودرء المفاسد وأخذ ثأر الشهداء المغدورين” على حد زعمه .
وأضاف البطاط الذي اطلق على نفسه لقب القائد العام لتنظيمات جيش المختار في عموم العالم ، واعترف البطاط بالطبيعة الاستخباراتية لجيش المختار المصري بقول في بيان تأسيس الجيش ” لدينا جهاز استخباري” .
ودعا البطاط من وصفهم بـ “إخواننا”، الى “تفهم هذا الأمر ودراسة فكر أهل البيت الذي يدرس في الأزهر الشريف ليكون جيش المختار جيش المصريين جميعا والمسلمين جميعا ويدافع عن الجبهة الداخلية للإسلام”، كاشفا أن “لدى الجيش تنظيما في مصر وأرسل عناصره نسخة من هذا البيان الى المطلوبين السبعة”.
واكد البطاط “إننا لن نواجه قوات الأمن المصرية وسنعمل بنفس المبادئ التي نعمل بها في العراق”، مبينا أن “تنظيمنا في مصر فيه مثقفون سيقومون بالحوار مع مؤسسات الدولة لتفهم دورنا ومسؤوليتنا في الحفاظ عن الإسلام وكرامة الناس”.
وعلى صعيد متصل تمّ الكشف عنه من لجنة المتابعة بمجمع البحوث الإسلامية يؤكدّ فيه وجود دعم إيراني قوي لأتباع الطرق الصوفية في مصر في محاولة لنشر التشيع بينهم مستغلة وجود تشابه بين التصوف والتشيع.
هذا ويبلغ عدد الطرق الصوفية المنتشرة في مصر أكثر من74 طريقة بحسب دراسة حديثة للمركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية أوضحت خريطة الطرق الصوفية في مصر ، ورسم ملامح الطرق الصوفية والتي تضم أكثر من10 ملايين مريد, لكل منها فروع في الفري والمدن, ولكل طريقة شعارها وأورادها الخاصة بها, يحرص أتباع كل طريقة علي جذب عدد كبير من المحبين والمريدين.
الصادق الغرياني : ألاعيب إيرانية مشبوهة لتحويل الشباب الليبي للتشييع واعتناق مذاهب الحادية
ويسعى الدعم الإيراني للطرق الصوفية في مصر إلى استغلال حب الطرق الصوفية لأهل البيت حيث تستغلها من أجل العبور نحو مصر لتصدير المذهب الشيعي أو الفكر الصفوي، ويؤكدّ الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية أ.علي عبدالعال بأنّ هذه أمور باتت مؤكدة، خاصة ونحن نرى أحزاب كاملة في البلاد تقوم بناء على الأمور التي تصلها من إيران، وهناك عدد من المراكز البحثية وشخصيات ممن يعدون نخباً سياسية وثقافية له نفس العلاقات مع الدولة الشيعية، مشيراً إلى وجود تزايد غير عادي في حجم الزيارات التي تقوم بها شخصيات شيعية إيرانية أو شيعية عربية موالية لإيران وإلى مصر بعد الثورة.
وعن مصداقية التقارير التي تتحدث عن وجود دعم إيراني قوي لأتباع الطرق الصوفية وقيام عدد منهم بزيارات لإيران ثم عودتهم محملين بالفكر الشيعي يوضح عبدالعال قائلاً: “نعم كل ذلك صحيح وأنا أعرف شخصيات صوفية بعينها صار الطريق إلى إيران مألوفا لها، من خلال الزيارات المتكررة وكأنّهم يزورنها أسبوعي
حركة صابرين
أما الجسم الثاني فهى حركة ” الصابرين ” في قطاع غزة المحتلة ، بعد أن استغلت إيران الضائقة المالية والوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة لنشر التشيع بين سكانه الفلسطينيين, عبر دعم وتمويل حركات تحظى بغطاء من “الجهاد الإسلامي”, تحت أنظار حركة “حماس” التي باتت تغض النظر عن هذه الأنشطة بعد تحسن علاقاتها أخيراً مع طهران. ومع انتشار شعارات ولافتات وصور تمجد الولي الفقيه وقادة طهران و”حزب الله”, بات قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل, شبيهاً بالضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله) وأسواق طهران.
وكان هذا مدخلا للإعلان عن حركة “الصابرين – نصراً لفلسطين” (حفص), بزعامة المسئول السابق في “الجهاد الإسلامي” هشام سالم .
ويعرف عن زعيم هذه الحركة, الإيرانية التمويل والدعم, الناشطة في غزة, هشام سالم, أنه يعمل مدرساً حالياً, فيما كان حتى وقت قريب يشغل منصباً قيادياً في “الجهاد الإسلامي” قبل أن يُفصل منها .
القائد العسكري لهذه الحركة ، التي لا تخفي أنشطتها كفصيل استخباراتي وعسكري ، المدعو إياد الحسني الذي ينشط في مخيم الشاطئ غرب غزة, يوصف بالمتشدد شيعياً, بعد تحوله إلى المذهب الشيعي ، وكانت “الجهاد” فصلته سابقاً ثم أعادته إلى صفوفها, بطلب إيراني, وانشق عنه هشام سالم الذي شكل حركة “صابرين-نصراً لفلسطين”, وإلى جانبه محمد سيد أبو سخيل وشريف الحلبي. وفي إحدى التسجيلات المتلفزة, قال هشام سالم “من يريد تحرير فلسطين, يجب أن ينطلق من كربلاء الإمام الحسين عليه السلام” على حد زعمه .
المال والنساء أدوات لجذب لنشر التشيع بين شباب المغرب العربي وإغرائه بالوظائف وزواج المتعة
وكانت البدايات الأولي لظهور هذه الحركة في مايو 2014 ظهر حركة “صابرين” لتكون أول حركة وجماعة شيعية في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، لتؤكد نجاح السياسية الإيرانية في اختراق النسيج الفلسطيني وخاصة بقطاع غزة تحت دعاوى المقاومة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتتخذ حركة صابرين شعار قريب من شعار حزب الله اللبناني والذي يعتبر أيضا قريب من شعار الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يشير الي ارتباطها بإيران والحرس الثوري الإيراني .
لكن بدايات الشيع في قطاع غزة ظهرت منذ أكثر من 10 سنوات، تشيع عدد من قياديي وعناصر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني منهم محمد الطوخي ممثل الحركة السابق في إيران، إبراهيم البارود، يحيى جابر، الراحل محمد الزطمة ومحمد الطحايلة، كما ان إياد الحسني قائد الذراع العسكري للحركة ينتمي للمذهب الشيعي.
وفي عام 2008 أعلن تنظيم اسمه «حزب الله الفلسطيني» وجوده في الضفة، وقابلت كل من السلطة و«حماس» تلك الخطوة بالتشكيك، ولكن ذلك الفصيل الذي وصف نفسه بأنه «إسلامي جهادي سني لا علاقة له بالعملية السياسية» لم يدم طويلاً واختفت أخباره لاحقاً.
كذلك شهدت غزة إعلان خلية عسكرية تحت مسمى «مجموعات عماد مغنية»-احد قادة حزب الله اللبناني- مسؤوليتها عن عدة عمليات، وظهر تالياً انتماء تلك الخلية إلى «فتح». ويثير ارتباط هذه المسميات بإيران وحزب الله حساسية كبيرة في غزة.
ولا يعرف عدد اعضاء حركة “الصابرين” او المنطوين تحت لوائها، ولكن ما يشير اليه الخبراء والمتابعين للشأن الفلسطيني و خاصة في قطاع غزة الي انها حركة في ازدياد مع استغلال اعضائها للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع.
وعلى صعيد تسليحهم، يري المراقبون ان الحركة تمتع بتسليح جيد ، فيما يدور الحديث عن قيام محمود جودة القائد السابق لجماعة التكفير والهجرة في غزة بلعب دور كبير في التنظيم، وذلك بعد أن أعلن تشيعه قبل سنوات بزعم انتسابه لآل البيت، وتصدره للمشهد الشيعي في القطاع.
ويوجد للحركة مجلس شوري، لا يعرف عددهم على وجه التأكيد ولكن يرأس المجلس شخص كنيته «أبو محمد». يرفض المحيطون به تعريف اسمه لأنه لا يمثل شخصياً حركته «الصابرين» كما يقولون، «بل هناك مجلس شورى يتخذ القرار في التنظيم، وهذا المجلس ليس جديداً، لكنه تأخر في الإعلان لظروف معينة سبقتها مرحلة كمون طويلة»، لا يظهر الكثير عن «أبو محمد» في البحث عن سيرته لاتصافه بالغموض وسرية التحرك، فهو مطلوب لإسرائيل منذ 18 عاماً.
ولا يُعرف تحديدا طبيعة العلاقة بين حركة حماس وبين “الصابرين”، ويفرض الواقع الأمني في غزة، على أي فصيل سياسي أو عسكري، التنسيق مع حماس بصفتها أكبر تنظيم مقاوم في غزة، بغض النظر عمّا ستؤول إليه نتائج المصالحة والملف الأمني. ويتابع شؤون هذه التنظيمات جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة أولاً، وثانياً جهاز الأمن الخاص بكتائب القسام الذراع المسلحة للحركة.
يتبع ..