قتل واضطهاد وانتقام وإعدامات بالقانون تحت مظلّة التحالف الدولي والجيش العراقي، وأهل السنة يُبادون تحت مرأى ومسمع الجميع، بحجة تطهير المدن العراقية من التنظيمات المسلحة، وأرشيف مُحمل بالجرائم الإنسانية ضد أبناء العشائر السُنية.. إنه الحال المأساوي الذي يتعرض له السُنة في العراق في الأيام الأخيرة، فكلما تواجدت قوات الحشد الشعبي والكرد في مدينة، ارتبط معها الانتقام من السنة وملاحقاتهم.
وتعيش المحافظات والمناطق السنية في العراق، ظروفا دموية ومعيشية واجتماعية قاسية، خصوصاً سكان مناطق، غرب العراق والشمال الغربي والشرقي منه، في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وأجزاء من ديالى، وبعض المناطق بتكريت.
فالتهجير وإبادة السنة، شعار ترفعه المليشيات الشيعية وقوات الحشد الشعبي، ضد سنة العراق، فلا يكاد يمر يوم إلا ويقتل ويذبح فيه السنة، الذين يواجهون الإرهاب في العراق، خصوصاً في المناطق التي احتلها تنظيم "داعش" وحررها الجيش العراقي وقوات الحشد.
ويعاني أصحاب المذهب السني اضطهادا وإبادة وتهجيرا منذ سنوات، حيث بدأت عمليات التهجير في العراق بعد احتلاله عام 2003 انطلاقاً، من مناطق الجنوب، حيث شهدت البصرة القديمة وأبو الخصيب والزبير والمعقل عمليات تهجير منظمة ضد العرب السنة، وامتدت إلى مناطق أخرى في البلاد، وهي لا تزال مستمرة إلى الآن.
نوري المالكي
فرغم معاناة السُنة العراقيين سنوات من الاضطهاد أثناء وجود نوري المالكي رئيس وزراء العراق في سدة الحكم، إلا أن الأمر لن يتغير مع حكومة حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي، فصفحات السنوات تنطوي واحدة تُلو الأخرى وهي مليئة بالدماء ضد أبناء العشائر السنية، ممن ذبحوا علي يد تنظيم "داعش" المسلح، تارة وقوات الحشد الشعبي المكون من الشيعة، والمقاتلين الكُرد تارة أخرى.
استهداف السُنة بدأ بأفراد كما حدث ضد رجال دين سُنة في قضاء الزبير أثناء إحياء ذكرى المولد النبوي، ثم انتقل إلى جماعات عن طريق التفجيرات الجماعية، وصولاً إلى القتل والاعدام الجماعي أثناء ملاحقة مليشيا الشيعة لتنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها.
وذكرت مصادر عراقية، أن القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي الشيعي ، تخوض حرب شوارع مع داعش في بعض أحياء قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد.
وقال مصدر أمني، إن القوات العراقية تمكنت من تحرير المجمع السكني في قضاء الدور، بعد مقتل وإصابة العشرات من مسلحي داعش، فيما أصيب 33 عنصراً من قوات الحشد الشعبي خلال المواجهات.
وأضاف أن القوات العراقية سيطرت على نحو 50% من مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، وأنها مستمرة في التقدم، وفقاً لـ سكاي نيوز.
فصائل شيعية
وشنت قوات الجيش العراقي تدعمها فصائل شيعية هجوماً على معاقل تنظيم داعش شمال بغداد، في بداية حملة ترمي إلى استعادة السيطرة على مدينة تكريت وإخراج التنظيم من محافظة صلاح الدين التي تسكنها أغلبية سنية.
ويعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في المحافظة منذ استولى مقاتلو التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة في شمال العراق في يونيو الماضي وتقدموا تجاه العاصمة بغداد.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بداية عمليات صلاح الدين، خلال زيارة لمدينة سامراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية حيث تجمع بعض القوات ورجال الفصائل في إطار قوة تعد بالآلاف لشن الهجوم.
وتواصل القوات العراقية تقدمها نحو مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، وعاصمة محافظة صلاح الدين والتي تخضع لسلطة تنظيم "داعش" منذ الصيف الماضي خلال عملية أمنية سريعة انطلقت منذ أيام.
شمال تكريت
وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين جاسم محمد، إن "الجيش والمقاتلين الموالين له دخلوا إلى منطقة حي القادسية شمال تكريت، بالإضافة إلى تقدم في حي الديوم غرب تكريت.
وأضاف: أن "القوات تواصل تقدمها من محاور عدة باتجاه مركز تكريت"، مشيراً إلى أن "بلدة العلم شرق تكريت، باتت قاب قوسين أو أدنى من التحرير".
وتابع: أن "القوات تقف على جسر الزركة الواصل ببلدة العلم فيما التنظيم ينتشر بالداخل للاستعداد للمعركة"، وفقاً للأناضول.
هيومن رايتس
وكانت سجلت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي -شيعية- وقوات الأمن، لحقوق الإنسان في المناطق التي تم طرد “تنظيم الدولة الإسلامية” منها، وما تعرض له أهل السنة من قتل وتشريد ومنعهم من العودة لمنازلهم، والمجازر التي ارتكبها “الحشد الشعبي”، ضد الأهالي، وهو التقرير الذي رفضته قيادات عراقية شيعية ووصفته بـ”المضلل”.
كما سجلت المنظمة أيضاً، حالات إجبار سكان على ترك منازلهم، وخطفهم وإعدامهم ميدانيًا في بعض الحالات، وفرار ما لا يقل عن 3000 شخص من منازلهم في منطقة المقدادية بمحافظة ديالي منذ يونيو الماضي، ومُنعوا من العودة منذ أكتوبر، وأعلنت المنظمة أنها تقوم بإجراء تحقيق في وقائع تفيد بأن قوات الميليشيات والقوات الخاصة، قتلت 72 مدنيًا في بلدة “بروانة” الواقعة في المقدادية، إضافة إلى الوقائع الموثقة هناك.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "يتعرض المدنيون في العراق لمطرقة داعش، ثم مطرقة الميليشيات الموالية للحكومة في المناطق التي يستعيدونها من داعش.
إبادة السنة
وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" قال الناشط الحقوقي والخبير القانوني، الدكتور مصطفى السعداوي، إن قتل السنة في العراق، متعمد من قبل الغرب والشيعة، وبعض مسؤولي الحكومة العراقية ذوي الأصول الشيعية، مضيفاً أن العراق تعد من أكثر الدول التي يتعرض مواطنيها السنة للإبادة.
وأوضح السعداوي، أن هناك حملة منظمة لإبادة السنة، بدعوي "محاربة الإرهاب"وهو ما أعلنت عنه منظمة العفو الدولية من قبل، وللأسف لم يتحرك أحد، قائلاً إن سنة العراق محاصرون بين داعش والقوات الأمريكية والشيعة العراقيين والإيرانيين.
وتابع: أن عمليات القتل والإبادة، يسأل عنها الحكومة العراقية، وحزب الله والقوات الأمريكية الموجودة في العراق الآن، والتي أتت بدعوي تدريب العراقيين، لكنها في حقيقة الأمر، جاءت لقتل السنة، ومساعدة الشيعة قتلهم.
ولفت إلى أنه في السنوات الماضية كانت المليشيات الطائفية في العراق تختفي خلف الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية، أما الآن وبحجة وجود تنظيم الدولة الإسلامية أصبحت هذه المليشيات في المقدمة وتقود المعركة.
الحراك الشعبي
وكان القيادي في الحراك الشعبي العراقي، أحمد السعيد، قال في تصريحات صحفية سابقة، وصف ما يجري من قتل السنة، بالإبادة الطائفية العلنية بإشراف حكومي ورسمي، مشيراً إلى أن المليشيات بأسمائها ووجوهها تظهر على الشاشات وتبين أسلوبها في التفجير، ويقودها نواب وحكوميون شيعة تحت غطاء ودعم إيراني.
ورأى أن العراق لا يشهد اليوم مكافحة الإرهاب، بل توظيف الإرهاب ضد أهل السنة من خلال استحضار "التاريخ المغولي والصفوي". وخلص إلى القول "إننا نشهد بداية للخلافة الإيرانية بمصطلح الإمامة".
وأعلنت منظمة العفو الدولية في بيان لها أنها تملك أدلة تتعلق بـ” ميليشيات شيعية ارتكبت عشرات عمليات القتل بحق سنة في العراق” و”إعدامات عشوائية”، مضيفة أن مجموعات شيعية مسلحة تقوم ايضا بـ “عمليات خطف سنة تفرض على عائلاتهم دفع عشرات الاف الدولارات لإطلاق سراحهم”.
وتشن قوات الجيش العراقي تدعمها فصائل شيعية هجوماً على معاقل تنظيم داعش شمال بغداد، في بداية حملة ترمي إلى استعادة السيطرة على مدينة تكريت وإخراج التنظيم من محافظة صلاح الدين التي تسكنها أغلبية سنية.