جزاك الله خيرا أخي منهج ونفع الله بك
أود أن أطرح نقطة مهمة بشكل مبسط لتوضيح ضلال أشياخهم وتلبيسهم على أتباعهم
أقول : المعمم أراد استجداء عاطفة السائل وتطمينه لهذا المعتقد الباطل عن طريق اثبات الرزق لله والتذكير بعبودية الأئمة وأنهم مخلوقون لا يملكون نفعا ولا ضرا
ثم أوهمه بأن ذلك من باب التوسل الى الله والتقرب الى الله بمكانتهم .
وبعد أن طبطب على السائل الحائر ذكر صراحة المراد من قولهم ( يا محمد أرزقني) حيث قال في جوابه " كما أن الطلب منهم مباشرة لا مانع منه باعتبار أن الله منحهم القدرة "
وهذا ما أسميه بكبسلة الاستغاثه فهم يبدأون بالتوسل وينتهون بالاستغاثة بغير الله ليوهموا أتباعهم بأن التوسل والاستغاثة شيء واحد .
وسرعان ما تناقض هذا المعمم في مثاله ليفتح جرح السائل ويزيد من حيرته حيث قال في جوابه " فهو مثل أن نطلب من شخص أن يعيننا على عمل من الأعمال باعتبار أن الله تعالى أعطاه تلك القدرة "
فهل كل شخص نطلب منه مباشرة نريد بذلك التوسل به الى الله ؟! فحين يطلب الرجل من ابنه أن يعينه فهل يقصد بذلك التوسل الى الله بمكانة ابنه ؟!
لذلك يحتجون بالنية لان صيغة الطلب مخالفة في ظاهرها للتوسل , ولو أن التوسل والاستغاثة أمر واحد لما احتاج ان يذكر الأمرين في جوابه .
وتعللهم بالنية مخالف وعجيب لأن الله عز وجل قد أمرنا بأن ندعوه بأسمائه الحسنى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } (الأعراف:180).
فأين تطبيق ذلك في قولهم (يا محمد أرزقني) فهل من اسماء الله الحسنى محمد ؟!
فهذا عمل فاسد ولا يصح وهو مخالف لأمر الله تعالى كما أن ذلك انتقاص من الخالق عز وجل حيث ينادون الله بأسماء مخلوقاته
والبشر لا يقبلون ذلك على انفسهم فلو أن رجلا نادى آخر باسم من هو دونه لما قبل منه ذلك ولو ناداه باسم حيوان لما قبل منه ذلك أيضا ... فكيف يقبلون مناداة الله باسماء مخلوقاته التي تأكل الطعام ومن ثم ...... غفرانك , أليس في ذلك انتقاص لله عز وجل سبحان الله عما يصفون .
فالنية لا تنفع العمل الفاسد ولا تصلحه , وفي كتابهم الكافي عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة) (الكافي: 01/70).
أما فيما يخص طلب الرزق منهم مباشرة وقياسه الباطل بالملائكة بلا دليل , فقد أوضح أخي منهج السالكين بطلان ذلك بالدليل
ولكن أود أن الفت الى ما يلزم من هذا المعتقد الفاسد
فالمعمم يقول لا مانع من طلب الرزق منهم بما أن الله أقدرهم على ذلك
فهذا يعني ان للأئمة القدرة على أن يرزقوا الناس بالأموال والأولاد وغير ذلك , فأين الدليل على هذه القدرة ؟
ولماذا كان علي رضي الله عنه فقيرا وهو قادر على رزق نفسه ؟! فأين هذه القدرة التي يتحدثون عنها أم هي مجرد ديكور !
وما هي حدود الرزق الذي أقدرهم الله عليه ؟! أم أنهم يساوون قدرة الله بقدرة مخلوقاته ؟! ولا بد من معرفة ذلك حتى لا يطلب منهم رزقا لا يرزقه الا الله
فهم لا يجدون فرقا بين قدرة الله وقدرة مخلوقاته سوى قولهم بأن قدرة الله باستقلال وقدرة الأئمة باذن الله لهم بأقيسة باطلة (من غير دليل) وهذه وسيلة شيطانية لخلق اثنا عشرة آلهة شريكة لله في قدراته وفي حاجة المخلوقات لله عز وجل .