العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام > كتب ووثائق منتدى الحوار العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-14, 09:26 PM   رقم المشاركة : 1
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


كتاب : مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية

.

مدارك النَّظر في السّياسة
بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية


تأليف
عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري

قرأه وقرّظه
العلاّمة الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني
والعلاّمة الشيخ: عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر



------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

تجد في هذا الكتاب

* تأصيلاً لقاعدة: الفتوى في النوازل السياسية قاصرة على المجتهد:
قال الله تعالى:{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} وقال ابن القيم: " العالِم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يَسوغ لهم الإفتاء ويَسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرضُ الاجتهاد، وهم الذين قال فيهم رسول الله : (( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها )) ".

* وبيانَ أنه لا يفتي في دقائق الجهاد إلا هو، وأنه يَحرُم استفتاء طلبة العلم فيها
ـ فضلاً عن غيرهم ـ مهما زعموا أنهم فقهاء الواقع:
قال ابن تيمية: " وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق ـ أي دقائق أحكام الجهاد ـ من وظيفة خواص أهل العلم .. ".

* وبيانَ أنه لو أفتى فيها مَن ليس في رتبة العالم المجتهد أفسد البلاد وأرهق العباد؛ لأن العالِم يشمّ الفتنة قبل وقوعها، وأما غيره فلا يعرفها إلا إذا وقع فيها، وقد لا يعرفها:
قال الحسن البصري: " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كلُّ عالم، و إذا أدبرت عرفها كلُّ جاهل ".

* وتحذيراً من مسالك الحركيين من الإسلاميّين الذين اتَّخذوا من السياسة جارحةَ صيد، واتَّخذها الأعداء آلةَ كيد:
قال عبد الحميد بن باديس: " فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة ... ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً ... ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: (إنّكِ مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها)، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: (إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك)، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها ...".

* وتحذيراً من الحزبية التي فرّقت شمل المسلمين:
قال محمد البشير الإبراهيمي: " أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب! كالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع! ".

* وتحذيراً من مسالك الثوار:
قال ابن خلدون: " ومن هذا الباب أحوال الثوار القائمين بتغيير المنكر من العامة والفقهاء؛ فإن كثيرا من المنْتَحِلين للعبادة وسلوك الدين يذهبون إلى القيام على أهل الجَور من الأمراء، داعين إلى تغيير المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف رجاءً في الثواب عليه من الله، فيَكثُر أتباعُهم والمتشبِّثون بهم من الغوغاء والدهماء، ويُعَرِّضون أنفسهم في ذلك للمهالك، وأكثرهم يَهلكون في تلك السبيل مأزورين غير مأجورين؛ لأن الله سبحانه لم يَكتب ذلك عليهم ... ".

* وبيانَ مغبَّة الخروج على السلطان:
قال الحسن البصري: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون}.


تقريظ الكتاب
للعلاّمة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
حفظه (رحمه) الله تعالى



إلى الأخ الفاضل عبدالمالك بن أحمد رمضاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
أمابعد؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله لنا ولك التوفيق فيما نقول ونذر.
وجواباً على خطابكم المؤرخ في: 15/10/1415هـ، أقول:

أولاً: أنا شاكرٌ لك حسن ثنائك عليَّ بما لا أستحقه، متذكِّراً وداعياً بقول الصدِّيق الأكبر : " اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني خيراً مما يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون "، ومذكِّراً لك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنْ كان أحدكم مادِحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسِبُ فلاناً كذا وكذا ـ إن كان يُرى أنه كذلك ـ ولا أزكي على الله أحداً )) رواه مسلم( ).

ثانياً: لقد رغبتَ في أن تعلم رأيي في كتابك: (( السياسة بين فراسة المجتهدين وتكيس المراهقين ))( ) قبل أن تطبعه.
ورغم ضيق وقتي، وضعف نشاطي الصحي، وكثرة أعمالي العلمية، فقد وجدتُ نفسي مشدوداً لقراءته، وكلما قرأتُ فيه بحثًا مُعَلِّلاً نفسي أن أكتفي به، كلما ازددتُ مُضيًّا في القراءة حتى أتيت عليه كلِّه، فوجدتُه بحقٍّ فريداً في بابه؛ فيه حقائق عن بعض الدعاة ومناهجهم المخالفة لما كان عليه السلف الصالح، واستفدت أنا شخصيًّا فوائد جمَّةً حول ثورة الجزائر وبعض الرؤوس المتسببين لها، والمؤيِّدين لها بعواطفهم الجامحة، والمبالغين في تقويمها ممن لا يهتمون بقاعدة التصفية والتربية.
ولقد سررتُ جدًّا من إشادتك بها، ودندنتك حولها كثيراً، في الوقت الذي لم ينتبه لدورها الهامّ أكثر الدعاة في تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة حكم الله في الأرض، بل إنها الأساس في ذلك، فجزاك الله خيراً.

وأخيرا: ونظراً لتلهّفكم الشديد للجديد من مؤلفاتي، فإني أبشِّركم بأنَّ تحت الطبع منها:
1ـ المجلد الثالث من (( مختصر صحيح البخاري )).
2ـ المجلد الخامس من (( سلسلة الأحاديث الضعيفة )).
3ـ المجلد السادس من (( سلسلة الأحاديث الصحيحة )).
4ـ (( صحيح موارد الظمآن )).
5ـ (( ضعيف موارد الظمآن )).
6ـ (( الرد على ابن حزم ومقلِّديه في إباحة المعازف )).
7ـ المجلد الثاني من (( صحيح الترغيب والترهيب ))
وختاماً أسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة سنة نبيّه، وأن يصرف عنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب
محمد ناصر الدين الألباني
عمان/ صباح الثلاثاء 25/11/1415هـ.

هذه صورة تقريظ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني



تقريظ الكتاب
للعلاّمة الشيخ عبد المحسن بن حمد العَبَّاد البدر
حفظه الله تعالى




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد يسّر الله لي قراءة كتاب (( مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية، والانفعالات الحماسية )) الذي ألّفه أخونا الشيخ عبد المالك بن أحمد بن المبارك الرمضاني الجزائري، فألفيته كتاباً مفيداً، مشتملاً على التأصيل للمنهج القويم الذي يليق بالمسلم الناصح لنفسه أن يسلكه، ومشتملاً أيضاً على تصحيح مفاهيم خاطئة لبعض الشباب في داخل البلاد السعودية وفي خارجها، وخاصة تصحيح مفاهيم بعض أصحاب الفقه الجديد: فقه واقع القصاصات من الصحف والمجلات، وتتبُّع الإذاعات الكافرة وغير الكافرة، وتلقّف أخبارها، وتحليلهم إياها تحليلات اعتبروها أموراً مسلّمة، وقد أثبت الواقعُ في الغالب خطأَ نتائج هذا التحليل، ولم يقف الأمرُ بهم عند هذا الحدّ، بل تجاوز إلى النَيْل من أجِلَّة علماء هذا العصر ذوي الفقه في الدين، وحملة ميراث النبي الكريم ، وفي مقدّمتهم سماحة شيخنا العلاّمة الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ حفظه الله ـ، وفضيلة الشيخ العلاّمة الجليل محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ، الذين نفع الله بعلمهم وفتاويهم، ويرحم الله الإمامَ الطحاوي إذ يقول في عقيدة أهل السنة والجماعة: " وعلماء السلف مِن السابقين ومَن بعدهم مِن اللاحقين أهل الخَبر والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يُذْكَرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ".

وفي الكتاب فوائد عظيمة، ودفاع عن الحق وحملة العلم الشرعي، وتوضيح لبعض الحقائق من خبير بها، كالأوضاع في الجزائر بلادِ المؤلِّف.

وفي الكتاب ذِكرُ كلامٍ في صفحتي: (243) و(351)( ) لاثنين من شباب هذه البلاد ـ هداهما الله ـ اتَّهمَ كلٌّ منهما كبارَ علماء العصر في هذه البلاد بالقصور؛ لأنهم أَفتوا بتسويغ مجيء قوات أجنبية للمشاركة في الدفاع عن البلاد إثر الهجوم الغاشم من طاغية العراق على الكويت، وكانت نتيجة ذلك دحر العدو، والإبقاء بحمد الله تعالى على الأمن والاطمئنان، وكان الأليق بهما وقد أعجبهما الرأي المخالف لِمَا رآه العلماء أن يتَّهِما رأيهما، ويتذكّرا نتيجة الرأي الذي رآه بعض الصحابة  في أحد شروط صلح الحديبية، حيث تبيّن لهم أخيراً خطأ ذلك الرأي، فكان الواحد منهم يقول فيما بعد: " يا أيها الناس! اتَّهموا الرأي في الدين "، وتسويغ كبار العلماء مجيء تلك القوات في حينه إنما كان للضرورة، وهو نظير استعانة المسلم بغير المسلم في التخلّص من اعتداء لصوص أرادوا اقتحام داره وممارسة أنواع الإجرام فيها وفي أهلها، أَفَيُقال لهذا المعتدَى عليه: لا يَسوغ لك الاستعانة بكافر في دفع ذلك الضرر؟! ثم إن الخلاف حاصل في أكثر مسائل العلم منذ زمن الصحابة ، ولم يكن بعضهم يُسفِّه بعضاً فضلاً عن أن يكون الصغار هم الذين يجترؤون على تسفيه رأي الكبار كما حصل من هذين الشابين أصلحهما الله.

وفي صفحة (376)( ) ذكرُ كلامٍ لثلاثة من شباب هذه البلاد أتوا فيه بالغريب العجيب؛ ألا وهو التنويه والإشادة بخروج النساء إلى الشوارع للمظاهرات، وقد أوضح المؤلف ـ جزاه الله خيراً ـ قبل هذه الصفحة فساد ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف.

وفي صفحة (287)( ) نقلُ كلامٍ لأحد الشباب في هذه البلاد يقرّر فيه خلاف مذهب أهل السنة والجماعة في معاملة ولاة الأمر ويهيج الغوغاء من الرجال والنساء على الإقدام على ما يثير الفتن وما يؤول بغير أهل العقل والثبات والرزانة إلى تعريض أنفسهم للضرر، ومنه إيداعهم السجون، ولا شك أن من عرّض غيره للضرر يكون له نصيب من تبعة ذلك.
وهذا الكلامُ المثيرُ للفتنة قد فاحت ريحُه منذ سنوات في حفل أُقيم لتكريم حَفَظة السُّنَّة أشرف عليه هذا الشابُّ؛ وقد سمعتُ تسجيلَ ذلك الحفل، ومع كون أحاديث الصحيحين تبلغ عدة آلاف فإن اختيار الأحاديث القليلة التي أُلقيَت على الطلبة لاختبار حفظهم ملفتٌ للنظر؛ لتعلّق جملة منها بالولاة! يُضاف إلى ذلك كون هذا الشاب أصلحه الله عند ذكر هذه البلاد لا يصفها بالسعودية بل يعبّر بالجزيرة! أخبرني بهذا من أثق به.

ومن الخير لهذا الشاب ومن يطأ عقبه من الشباب أن يكونوا مع الجماعة ويجتنبوا الشذوذ والخلاف والفُرقة، وأن يفيئوا إلى الرشد؛ فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، كما قال ذلك المحدَّث الملهم عمر بن الخطاب .
وفي صفحة (269)( ) تجد كلاماً ساقطاً لمهيِّج الغوغاء المشار إليه آنفاً، ينعى فيه على خطيب لا يتكلّم في الأحداث السياسية، ويُعنَى في خطبته بذكر أحوال الآخرة والقبر والموت والجنة والنار والبعث والحساب وغيرها!! فإن مجرّد اطّلاعك على هذا الكلام يغ************ عن أي تعليق عليه، ولم يُخْلِه المؤلف من التعليق.

وفي الكتاب صورة منشور لشخص حاقد موتور، لا علاقة له بالعلم الشرعي والفقه في الدين، احتضنته عاصمة الاستعمار، وفيها عُشّ رُويبضات الزمن ـ كما قال المؤلف ـ نال في منشوره من ثلاثة أعلام أفذاذ:
الأول: صاحب رسول الله  معاوية بن أبي سفيان  أمير المؤمنين وكاتب وحي ربّ العالمين، وأول ملوك المسلمين وخير ملوكهم، وهو أحد الخلفاء الذين قال فيهم النبي : (( لا يزال الإسلامُ عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ))، أخرجه مسلم في (( صحيحه )) من حديث جابر بن سمرة ، وقد دَوَّنْتُ جملةً من أقوال أهل الإنصاف في هذا الصحابي الجليل  في رسالة مطبوعة بعنوان: (( من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية  )).
الثاني: شيخ الإسلام مجدّد القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
الثالث: شيخنا العلاّمة الجليل مفتي الأنام مجدّد القرن الخامس عشر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
وليس بغريب أن يصدر من مثله هذا المنشور، وإنما الغريب أن يوجد في بعض شباب بلاد التوحيد ـ هداهم الله وأصلحهم ـ من يتلقَّفُه ويَفرح به!

يُقضى على المرء في أيام محنته حتى يَرى حسناً ما ليس بالحسن

اللّهم أرِنا وإياهم الحق حقًّا ووفقنا لاتّباعه، والباطلَ باطلاً ووفقنا لاجتنباه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضلّ.
وقد أفصح صاحب المنشور عن حزبه الذي ينتمي إليه، وأكّد أنه سوف يظلّ وفيًّا لمبادئه {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

وإذا كانت هذه الوقيعة الشنيعة في ثلاثة من خيار الناس من الأموات والأحياء صدرت ممّن زعم نفسه ناطقاً رسميًّا للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية المزعومة، فكيف سيكون الدفاع المزعوم؟! وهل هؤلاء الأخيار لا يستحقّون أن يُذبّ عنهم أو أنَّ نَصيبهم من هذا الناطق الذمّ بوقاحة وفَقْد حياء، والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}، ويقول الرسول الكريم : (( إنَّ مما أدرك الناسُ من كلام النبوّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ))، أخرجه البخاري في (( صحيحه )).

وأقبح شيء تقيّأه في منشوره قوله في معاوية  وفي خلافته: " إنني أعتبر معاوية مغتصباً، وإنني أعتقد أنه سيلقى جزاءه من الله يوم القيامة على ما ارتكبه من جرائم!! "، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً}، وخلافة معاوية  حصلت في قرن الصحابة خير القرون، وقد رضي الصحابة بخلافته، واعتُبر عام (41) عام ولايته عام الجماعة؛ إذ تحقّق فيه ما أخبر به النبي  عن سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما حيث قال: (( إن ابني هذا سيّدٌ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ))، أخرجه البخاري في (( صحيحه )).
ومع هذا كلّه يجيء هذا الرويبضة في القرن الخامس عشر ويقول فيه هذا الإفك المبين والبهتان العظيم.
وإذا كان هذا زعمه في معاوية  وفي خلافته فأيُّ حاكم يعجبه؟ وأيُّ ولاية ينشُدُها ويحلم بها؟ نعوذ بالله من الخذلان! وقد قال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )): (( اتفق أهلُ السنّة على وجوب منع الطعن على أحدٍ من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك، ولو عُرف المحقّ منهم؛ لأنّهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلاّ عن اجتهاد، وقد عفا اللهُ تعالى عن المخطيء في الاجتهاد، بل ثبت أنه يُؤْجَرُ أجراً واحداً، وأنّ المُصيب يُؤْجَرُ أجرين )).

وما أحسن قول أبي زرعة الرازي ـ رحمه الله ـ في الوالغين في أعراض الصحابة ؛ إذ قال كما رواه عنه الخطيب البغدادي في (( الكفاية )): (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله  فاعلم أنّه زنديق؛ وذلك أنّ الرسول  عندنا حقٌّ، والقرآن حقٌّ، وإنّما أدَّى إلينا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله ، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا القرآن والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة )).
وأثناء قراءتي للكتاب بدا لي ملاحظات يسيرة، ذكرتها للمؤلّف، ووعد بتلافيها في الطبعات التالية.

وفي الختام أوصي بقراءة هذا الكتاب والاستفادة منه، وأوصي شباب هذه البلاد السعودية أن يحذروا الأفكار الفاسدة الحاقدة الوافدة إلى بلادهم لإضعاف دينهم وتمزيق شملهم والتنكر لما كان عليه أسلافهم، وأن يأخذ كلُّ شابٍّ ناصحٍ لنفسه العبرةَ والعظةَ من قول عبد الله بن مسعود  كما في
(( الإبانة )) لابن بطّة: (( إنّها ستكون أمور مشتبهات! فعليكم بالتؤدة؛ فإنّك أن تكون تابعاً في الخير خيرٌ من أن تكون رأساً في الشرِّ )).
ولرغبة المؤلّف كتابةَ شيءٍ بعدَ قراءتي للكتاب، جرى تحريرُ ذلك، وأسأل اللهَ للمؤلّف جزيل المثوبة وعظيم الأجر، ولمن نبّه على أخطائهم الهدايةَ لطريق الحقِّ والهدى، وصلّى اللهُ وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه.
كتبه:
عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر
المدرّس بالمسجد النبوي وبالجامعة
الإسلامية بالمدينة المنوّرة 25 / 3 / 1418هـ


ملاحظتان

الأولى: اطّلع العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ حفظه الله ـ على فتاواه المدرجة في هذا الكتاب ووافق عليها في ليلة الأحد (22 ربيع الثاني 1416هـ)، فجزاه الله خيراً.
توقيع الشيخ:

الثانية: قال كاتبه ـ عفا الله عنه ـ : لما كانت هذه الكتابة الخطيرة في موضوع الكتاب قد أَقْدَم عليها العبدُ الضعيف ـ وهو قاصر عنها ـ فقد تأَنَّيْتُ في طبعه حتى يَطَّلِع عليه من أهل العلم مَن يُرضَى، وقد كان هذا والحمد لله، ولا أعلم أحداً منهم إلا وأثنى عليه، منهم: الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان عضوَا هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ومن الأساتذة الكبار: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل الرئيس العامّ لشئون المسجد الحرام وإمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد الله الزاحم رئيس المحاكم الشرعية بالمدينة وإمام وخطيب المسجد النبوي، والشيخ صالح العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وغيرهم كثير ... فضلاً عن كبار طلبة العلم الذين لا يُحصَون كثرةً، فجزاهم اللهُ خيراً جميعاً.
وقد ذكرت هذا ـ لا ليمدحني القارئ! ـ ولكن ليطمئن قلبُه؛ فإن الفضل لله وحده، وهو الذي حمدُه زَيْنٌ، وذَمُّه شَيْنٌ على الحقيقة.







التوقيع :

{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
[الإسراء: 53]


إن كانت الأحداث المعاصرة أصابتك بالحيرة ، فاقرأ هذا الكتاب فكأنه يتكلم عن اليوم :
مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=174056

من مواضيعي في المنتدى
»» تريد التبرع للسوريين باطمئنان ؟ هنا جهة رسمية مخولة لجمع التبرعات
»» هل يعرف اليهود التبليغ والإخوان والسلفية / قصة في مجلس الشيخ الألباني رحمه الله
»» كتاب / تنزيه السلفية من الألقاب التنفيرية
»» Quoting Jesus (Message for the Christians) by Abu Mussab Wajdi Akkari
»» رمضان مرحى
 
قديم 07-11-14, 11:13 PM   رقم المشاركة : 2
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


.

في المرفقات الكتاب بصيغة doc






الملفات المرفقة
نوع الملف: doc مدارك النظر في السياسة.doc‏ (1.24 ميجابايت, المشاهدات 1432)
التوقيع :

{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
[الإسراء: 53]


إن كانت الأحداث المعاصرة أصابتك بالحيرة ، فاقرأ هذا الكتاب فكأنه يتكلم عن اليوم :
مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=174056

من مواضيعي في المنتدى
»» أدلة صدق الاسلام والرد على الالحاد / للداعية حمزة
»» الأمير تركي الفيصل يتحدث عن داعش
»» هل الشيخ عبد الله بن سعيد القنوبي .. صادق .. أم جاهل .. أم كذاب .. ؟!!
»» أخبار سارة في هذه الجمعة المباركة .. !
»» مقتل ثلاثة جنود إيرانيين وجرح اثنين في الأحواز
 
قديم 10-11-14, 06:43 PM   رقم المشاركة : 3
ابحث تجد
عضو فعال






ابحث تجد غير متصل

ابحث تجد is on a distinguished road


كتاب ذو صلة : فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر ، لعبد المالك أحمد رمضاني
رابط القراءة : http://en.calameo.com/read/00251531913b842369028







التوقيع :
العقل : علم المخلوق ، و النقل : علم الخالق .
فالعاقل : لا يُقدّم علم المخلوق على علم الخالق .
قال حاتم الأصم رحمه الله : معي ثلاث خصال أظهر بها على خصمي :
أفرح إذا أصاب ، و أحزن له إذا أخطأ ، و أُخفض نفسي كي لا تتجاهل عليه .
من مواضيعي في المنتدى
»» من وصايا ابن مسعود رضي الله عنه للمسلمين عند حلول الفتن و المتشابهات
»» منهج النقد التأريخي الذي افتعله المستشرقون وتلاميذهم لهدم الإسلام
»» جواب بعض شبه الخوارج أهل التكفير
»» المتعة بين القران و العقل
»» مظلومية ال البيت
 
قديم 11-11-14, 09:22 PM   رقم المشاركة : 4
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابحث تجد مشاهدة المشاركة
   كتاب ذو صلة : فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر ، لعبد المالك أحمد رمضاني
رابط القراءة : http://en.calameo.com/read/00251531913b842369028


بارك الله فيك أخي إبحث تجد .

والكتاب متوفر للتحميل بصيغتي pdf أو doc على هذا الرابط :


كتاب مهم / فتاوى العلماء الأكابر فيما اهدر من دماء في الجزائر
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=173436







التوقيع :

{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
[الإسراء: 53]


إن كانت الأحداث المعاصرة أصابتك بالحيرة ، فاقرأ هذا الكتاب فكأنه يتكلم عن اليوم :
مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=174056

من مواضيعي في المنتدى
»» وزير التعليم الجديد يزور المفتي العام والشيخ صالح الفوزان
»» الوارجلاني مرتب مسند الربيع لا يميّز بين فرق السنة بشهادة محقق إباضي
»» النايل سات تمنح ترخيص لقناة فدك التابعة للزنديق ياسر الحبيب ؟!
»» المجسِّم مشرك عند الإباضية
»» ما راينا !!
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:49 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "