مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ
تَسْتَقِيمُ مَرَّةً
وَتَخِرُّ مَرَّةً
وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ
لَا تَزَالُ مُسْتَقِيمَةً
حَتَّى تَخِرَّ وَلَا تَشْعُرُ(1)
شرح المفردات(2)
(السُّنْبُلَةِ): الجزء من النبات الذي يتكون منه الحب.
(الأَرْزَةِ): شجر يشبه الصنوبر، وقيل هو الصنوبر.
(تَخِرَّ): تسقط.
من اللطائف التي أفادها التمثيل في هذا الحديث: أن الزرع مبارك في حبه وما يخرج منه، فالحب الذي يخرج من الزرع, هومؤونة الآدميين وغذاء أبدانهم , وسبب حياتهم, فكذلك الإيمان, هو قوت القلوب، وغذاء الأرواح , وسبب حياتها, ومتى ما فقدته القلوب ماتت، وموت القلوب لا يرجى معه حياة أبداً, بل هو هلاك الدنيا والآخرة.
-أن الزرع وإن كان ضعيفا في نفسه إلا أنه يتقوى بما حوله ويعتضد به, بخلاف الشجر العظام فإن بعضها لا يشد بعضا, وكذلك حال المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالبنيان وكالجسد الواحد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , ولذلك ضرب الله تعالى مثلاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزرع لى هذا المعنى، فقال سبحانه:(وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)[الفتح:الآية 29]، فشبهت الآية النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته بالزرع لكثرة عطائه وخيره، وشبهت أصحابه بشطأ الزرع الذي يتقوى الزرع به ويستغلظ ،حتى يعتدل ويستقيم
-أن الكافر يبقى لا يصيبه البلاء، حتى يهلكه الله، وهذا في الغالب، وإلا فإن هناك من الكفرة من تصيبه البلايا والمحن........