لمن زعم وجود شخصية الربيع بن حبيب صاحب المسند بحجم قاموس الجيب والذي جمعه كذلك مجهول اسمه الوارجلاني كان عرافا منجما
تقرير حول مسند الربيع بن حبيب
أبو فرحان
الحمدلله وكفى , والصلاة والسلام على خير الورى , وعلى الآل والصحب ومن اقتفى ..أما بعد
فهذا تقرير حول مسند الربيع بن حبيب , عمدة الإباضية , وقد جعلته على شكل نقاط تسلسلية , فإلى المقصود :
أولا / حول المسند ومؤلفه :
مال كثير من الباحثين إلى عدم صحة نسبة المسند إلى صاحبه , بل جزم بعضهم بأن المؤلف شخصية مجهولة غير معروفة .
قال الشيخ الألباني : " والربيع بن حبيب _ وهو الفراهيدي البصري _ إباضي مجهول ليس له ذكر في كتب أئمتنا , ومسنده هذا هو صحيح الإباضية , وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة ".1
وقال الأستاذ ماهر ياسين الفحل , في تحقيقه على جامع العلوم والحكم لابن رجب ,:"على أن الكتاب _ أي المسند _ غير ثابت عن مؤلفه فهو ملصق عليه , بل جزم بعض الأفاضل من عصرنا أن هذه الشخصية غير موجودة ولم تلد الأرحام هذا الرجل ".
يقول الشيخ سعد الحميد :" مسند الربيع بن حبيب ...لاشك أنه موضوع مكذوب , وليس هذا فقط ,بل إنه وضع في هذه الأعصار المتأخرة , والدليل على ذلك ما يلي :
1- لا يوجد للكتاب أصل مخطوط موثوق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- السلسلة الضعيفة للألباني .حديث رقم
2- الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ , ولم تلدها أرحام النساء , وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم , فهم يزعمون أنه قاد الحركة الإباضية بالبصرة تعليقا وتنظيما , وأنه ثقة مرتضى تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر وأنه توفي سنة 170هـ .
ونحن بدورنا نسألهم فنقول أنّى لكم هذا ؟ ومن أين أخذتموه ؟ أعطونا مرجعا من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة , سواء كان هذا المرجع لأهل السنة ,أو للإباضية , أو للرافضة , أو لليهود , أو للنصارى , أو لغيرهم , أما المراجع الحديثة كالأعلام للزركلي , أو معجم المؤلفين لعمر رضى كحالة , أو نحوهما فهي تؤكد أن هذه الشخصية اختلقت مؤخرا , وهي إنما تلقت هذه المعلومات في إباضية هذا العصر ".2
ثانيا / أكثر أحاديث الربيع في مسنده مروية من طريق شيخه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة عن جابر بن زيد , وأبو عبيدة هذا مجهول لا توجد له ترجمة , يقول الشيخ سعد الحميد :" شيخ الربيع في كثير من المواضع في هذا الكتاب هو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التيمي بالولاء الذي يزعمون أنه تزعم الحركة الإباضية بعد جابر بن زيد , وتوفي في عهد أبي جعفر المنصور سنة 158هـ وهذا أيضا لاتوجد له ترجمة , ونقول عنه كما قلنا عن الربيع بن حبيب ".3
ثالثا / ادعاؤهم أن جابر بن زيد من علمائهم مردود عليهم , فهو من خيرة علماء التابعين ,وقد ثبت أنه تبرأمنهم , كما في الطبقات الكبرى لابن سعد , قال :" أخبرنا عبد الصمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أرشيف ملتقى الحديث 2 , ج 1/ ص 3334.
2- المرجع السابق .
3- المرجع السابق .
بن عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا همام بن يحيى عن ثابت البناني , قال : دخلت على جابر بن زيد وقد ثقل , قال : فقلت له : ما تشتهي ؟ قال : نظرة من الحسن , قال فأتيت الحسن وهو في منزل أبي خليفة فذكرت ذلك له , فقال : اخرج بنا إليه , قال قلت : إني أخاف عليك , قال : إن الله سيصرف عني أبصارهم , قال فانطلقنا حتى دخلنا عليه , قال فقال له الحسن : يا أبا الشعثاء , قل لا إله إلا الله , قال فقال :يوم يأتي بعض آيات ربك...فتلا هذه الآية , قال :فقال الحسن : إن الإباضية تتولاك , قال فقال : أبرأ إلى الله منهم , قال : فما تقول في أهل النهر ؟ قال فقال : أبرأ إلى الله منهم , قال ثم خرجنا من عنده ".1
رابعا / مرتب الكتاب أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني لا توجد له ترجمة , وهو غير معروف ,يقول الشيخ سعد الحميد :" مرتب الكتاب هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني , وهو _ كما يزعمون _ متأخر في القرن السادس , وما قلناه عن الربيع وشيخه نقوله عن هذا أيضا , لأنه لا توجد له ترجمة في كتب الرجال التي عنيت بترجمة أهل ذلك العصر , كالتكملة لوفيات النقلة , أو سير أعلام النبلاء , أو تاريخ الإسلام , أو غيرها . فجميع هذه الشخصيات التي لها علاقة مباشرة بالكتاب شخصيات مجهولة ندين الله _ عز وجل _ بأنها لم تنفخ فيها روح , ولم تطأ على أرض ".2
خامسا / أكثر أحاديث هذا المسند من المقطوعات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الطبقات الكبرى لابن سعد , ( دار صادر , بيروت , ت : إحسان عباس ) ج7 /ص 181.
2- أرشيف ملتقى الحديث 2 , ج 1/ ص 3334.وما بعدها .
سادسا / ترتيب هذا المسند على طريقة الجوامع , فهو يحتوي على كتب وأبواب , وهذه طريقة لم تكن معروفة في زمن المؤلف , لأن تلك المرحلة ليس فيها إلا المسانيد , وهي مرتبة على طريقة الرواة , وقد أشار د.أحمد جلي إلى هذا في كتابه ( دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين , الخوارج والشيعة ) ص 79 ,وبين جوابهم عن هذا التناقض بقولهم أنه أُطلق عليه ( مسند ) باعتبار نشأته وتدوينه , و ( جامع ) باعتبار بروزه واستقراره .
:004:
======
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , إتماما للفائدة أختم الكلام بقول علامة الحديث في العصر الحاضر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني , حيث قال في السلسلة الضعيفة عند التعليق على الحديث رقم 6044 ,:
" ) كأنّي بقومٍ يأتون مِنْ بعدي يَرْفعونَ أَيْدِيَهم في الصلاة كأنها أذنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ (باطل بهذا اللفظ .جاء هكذا في "مسند الربيع بن حبيب" الذي سماه الإباضية ب"الجامع الصحيح " ! وهو مشحون بالأحاديث المنكرة والباطلة ، التي تفرد بها هذا " المسند " دون العشرات ، بل المئات ، بل الألوف من كتب السنة المطبوعة منها والمخطوطة ، والمشهور مؤلفوها بالعدالة والثقة والحفظ بخلاف الربيع هذا ! فإنه لايعرف مطلقاً إلا في بعض كتب الإباضية المتأخرة التي بينها وبين الربيع قرون ! ومع ذلك فليس فيها ترجمة عنه وافية نقلاً عمن كانوا معاصرين له أو قريباً من عصره من الحفاظ المشهورين !
فهذا عالم الإباضية في القرن الرابع عشر عبد الله بن حميد السالمي ( ت 1332) لما شرح هذا "المسند " وقدم له مقدمة في سبع صفحات ؛ ترجم في بعضها للربيع ، وبالغ في الثناء عليه ما شاء له تعصبه لمذهبه ؛ دون أن ينقل حرفاً واحداً في توثيقه والشهادة له بالحفظ ؛ ولو عن أحد الإباضيين المتقدمين ! لا شيء من ذلك البته .
ولذلك لم يرد له ذكرٌ في شيء من كتب الرجال المعروفة لدينا ، ولا لكتابه هذا " المسند " ذكرٌ في شيء من كتب الحديث والتخاريج التي تعزو إلى كتب قديمة لا يزال الكثير منها في عالم المخطوطات ، أو عالَم الغيب ! وكذلك لم يذكرها هذا " المسند " في كتب المسانيد التي ذكرها الشيخ الكتاني في " الرسالة المستطرفة "- وهي أكثر من مئة – ثم إننا لو فرضنا أن الربيع هذا ثقة حافظ – كما يريد الإباضيون أن يقولوا !-؛ فلا يصح الاعتماد عليه ! إلا بشرطين اثنين :
الأول : أن يكون لكتابه إسناد معروف صحيح إليه ، ثم تلقته الأمة بالقَبول ، ولا شيء من ذلك عندهم ؛ بله عندنا ! فإن الشيخ السالمي – في "شرحه" المشار إليه آنفاً –لم يتعرض لذلك بشيء من الذكر ، ولو كان موجوداً لديهم ؛ لسارعوا لإظهاره، والمبالغة في تبجيله ؛ توثيقاً لـ"مسند الربيع " الذي هو عندهم بمنزلة " البخاري " عندنا ! . وشتان ما بينهما ، فإن " صحيح البخاري " صحيح النسبة إليه حتى عند الفرق التي لا تعتمد عليه – كالشيعة وغيرهم - !
ومن الغريب أن الشيخ السالمي ذكر في مقدمة " المسند " (ص4) أن مرتب "المسند" يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ضم إليه روايات محبوب بن الرحيل عن الربيع ، وروايات الإمام أفلح بن عبد الوهاب الرستمي عن أبي غانم بشر بن غانم الخراساني ن ومراسيل جابر بن زيد ، وجعل الجميع في الجزء الرابع من الكتاب .
قلت : يبدو جلياً لكل متأمل أن الشيخ نفسه لايعلم الراوي لـ " المسند " عن الربيع ، وإلا ؛ لذكره كما ذكر الراوي محبوباً للضَّميمة عنه ؛ وهي تشمل الجزء الثالث والرابع منه . ومحبوب هذا مجهول عندنا ، بل وعندهم فيما أظن !
وإذا كان كذلك ؛ أفلا يحق لنا أن نتساءل : أفلا يجوز أن يكون الراوي لـ " المسند " في جزئه الأول والثاني منه . راوياَ كمحبوب هذا ؛ مجهولاَ ، أو أسوأ ؟!
فكيف يصح الاعتماد عليه بل أن يقال " هو أصح كتاب من بعد القرآن "- كما قال الشيخ المذكور في أول صفحة من مقدمته المذكورة -؟!
تالله ! إن هذا لهو التعصب الأعمى ؛ مهما كان شأن قائله فضلاً وعلماً .
فلا تغتر-أيها القارىء الكريم !- بالمقدمة المذكورة ؛ فكلها مغالطات ودعاوى فارغة ، لا قيمة لها من الوجهة العلمية، ولا لمقدمة الأستاذ عز الدين التنوخي رحمه الله وعفا عنه لشرح الشيخ السالمي لـ " المسند "؛ لأنها مستمدة من كلام الشيخ ، فهو إعادة له وصياغة جديدة من عنده ؛ يذكرني مع الأسف بالمثل المعروف : " أسمع جعجعة ولا أرى طحناً " !
بل يجوز عندي أن يكون الراوي لهذا " المسند " أسوأ من راوٍ مجهول ؛ فقد روى عنه رجل كذاب ، وهذا مما حفظه لنا الإمام أحمد في كتابه " العلل " فقال (1/254) : " سمعت هشيماً يقول : أدعوا الله لأخينا عباد بن العوام ؛ سمعته يقول :كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال له : الهيثم بن عبد الغفار الطائي : يحدثنا عن همام عن قتادة وأبيه( الأصل : رأيه )، وعن رجل يقال له : الربيع بن حبيب عن ضمام عن جابر بن زيد ، وعن رجاء بن أبي سلمة أحاديث ، وعن سعيد بن عبد العزيز ، وكنا معجبين به ، فحدثنا بشيء أنكرته وارتبت به . ثم لقيته بعدُ ، فقال لي : ذاك الحديث اترُكْه أو دَعْهُ ، فقدمت على عبد الرحمن بن مهدي ، فعرضت عليه بعض حديثه ؛ فقال : " هذا رجل كذاب ، أو قال : غير ثقة " . فقال أحمد :
ولقيت الأقرع بمكة ، فذكرت له بعض هذه الأحاديث ، فقال : هذا حديث البري عن قتادة – يعني : أحاديث همام - ؛ قلبها . قال : فخرقت حديثه ، وتركناه بعد ".
ورواه العقيلي في " الضعفاء "( 4/358) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه. وابن عدي في " الكامل "(7/3563) مختصراً.
وله ترجمة في "لسان الميزان " بفوائد زائدة ، من ذلك أن الهيثم هذا كان أعلم الناس بقول جابر بن زيد .
قلت : وضمام هذا – هو : ابن السائب – له في " مسند الربيع " من روايته عنه مباشرة ثلاثة أحاديث ( رقم 112و520و688) ، قال في الأول منها : بلغني عن ابن عباس ... فذكر حديثاً منكراً .وقال في الآخرين : عن جابر بن زيد عن ابن عباس ... فذكر حديثين ؛ الآخر منهما منكر . ولعله ييسر لي أن أفردهما بالذكر .
وربيع بن حبيب هذا المذكور في " العلل " هو الإباضي هذا صاحب" المسند " ويقال فيه : الأزدي الفراهيدي؛ فهو غير الربيع بن حبيب الحنفي أبو سلمة البصري المترجم في " التهذيب " تمييزاً بينه وبين آخر يكنى بأبي هشام الكوفي الأحول .
والمقصود : أن الهيثم هذا تبين أنه ممن روى عن الربيع بن حبيب ؛ فمن المحتمل أن يكون هو الراوي عنه " مسنده "هذا في جزئيه الأولين ، فإن لم يكن هو ؛ فيرد الاحتمال الآخر .. وهو : أن يكون مجهولاً كمحبوب الذي روى عنه الجزءين الآخرين !
والخلاصة : أن الشرط الأول ليصح الاعتماد على"مسند الربيع" لم يتحقق .
وأما الشرط الآخر : فهو أن يكون شيوخ المؤلف ومن فوقه من الرواة معروفين بالعدالة والرواية والثقة والحفظ ، وهذا مفقود في شيوخه وغيرهم ، وتفصيل القول في ذلك لا يتسع المجال له هنا ؛ فحسبنا على ذلك بعض الأمثلة :
أولا : شيخه مسلم بن أبي كريمة التميمي أبو عبيدة : ذكره الذهبي في " الميزان "وفي "المغني في الضعفاء " وقال: " مجهول " وسبقه إلى ذلك بن أبي حاتم ، فقال (4/193) : " سمعت أبي يقول : مجهول " .وذكره ابن حبان في " التابعين "من كتابه الثقات "(5/401) في آخرين معه ، وقال : " رووا عن علي بن أبي طالب . إلا أني لست أعتمد عليهم ، ولا يعجبني الا حتجاج بهم لما كانوا فيه من المذهب الرديء " .
قلت : وفسر الذهبي ثم العسقلاني " مذهبه الرديء " بالتشيع! ويبدوا لي أنه يعني :الخروج على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فإنه تميمي – كما رأيت -؛ فهو يلتقي في هذه النسبة مع عبد الله بن أباض التميمي الإباضي، قال الحافظ في " اللسان " :" رأس الإباضية من الخوارج ، وهم فرقة كبيرة، وكان هو – فيما قيل- رجع عن بدعته ؛ فتبرأ أصحابه منه ، واستمرت نسبتهم إليه ". تلك هي حال أبي عبيدة هذا ، وقد تجاهلها الإباضيون ؛ فلم يعرجوا على ما نقلناه عن أئمتنا ، ولو بجواب هزيل! بل بالغوا في الثناء عليه جزافاً من أنفسهم ؛ كما فعل الشيخ السالمي في مقدمة "شرحه "، وقلده – مع الأسف !- الأستاذ التنوخي في تقدمته للشرح – وغيره -؛ بل تبجح فقال ( ص:ر ) :" وقَلَّ من المشتغلين بالحديث في ديارنا الشامية ومصر والعراق وغيرها من له معرفة برجال هذا " المسند "، ولذا يحسن بنا أن نعرفهم ولو بإيجاز ..).
ثم ذكر سنة ولادته ووفاته (95-158) ، وأن من شيوخه جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل !
فأقول : وهذا – والله !- منتهى الجهل ، والتكلم بغير علم .. فإن جابراً رضي الله عنه مات قبل الثمانين- باتفاق العلماء – فكيف يدركه ويسمع منه من ولد سنة (95) – أي: بعد موته بنحو (15) سنة - ؟ !أضف إلى ذلك : أنه لم يعتد بما تقدم من علمائنا من أهل السنة ، وهو – فيما أعلم – منهم ومن تلامذة الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله، فهل انحرف عنه من بعده وصار إباضياً أكثر من الإباضيين أنفسهم ؟! حتى رأيت بعض هؤلاء يحتج بكلامه على اهل السنة ! فاللهم ! غفراً ، وأعوذ بالله من فساد هذا الزمان وأهله ، لقد بلغت به الجرأة وعدم المبالاة بما يخرج من فيه إلى الكذب المكشوف؛ كقوله ( ص:هـ ) :" ورجال هذه السلسلة الربيعية من أوثق الرجال وأحفظهم وأصدقهم ؛ لم يشب أحاديثها شائبة إنكار ، ولا إرسال ، ولاانقطاع ، ولا إعضال "! وهذا مخالف لواقع " مسند الربيع " هذا تماماً .
وشرح ذلك يحتاج إلى تأليف كتاب ، وحسبنا الأن بعض الأمثلة الدالة على غيره .
فهذا هو الشيخ الأول المجهول ، فأين الثقة وأين الحفظ ؟!
وإنك لتزداد عجباً – أيها القارىء الكريم !- إذا علمت أن الجزء الأول والثاني من " مسند ربيعهم " كل أحاديثه – وعددها (742) - عن هذا الشيخ المجهول !! وهو راوي هذا الحديث الباطل؛ كما يأتي قريباً لإن شاء الله تعالى .
ثانياً : أبو ربيعة زيد بن عوف العامري الصري: أخبرنا حماد بن سلمة ..
قلت: فذكر له (213/ 825
حديثاً أصله في "الصحيحين" ، لكن زاد عليهما فيه زيادة منكرة ! قال الذهبي في ترجمته من"الميزان ": تركوه .
ثالثا: قال (222/844) :وأخبرنا بشر المريسي عن محمد بن يعلى قال : أخبرنا الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر .. إلخ . فذكر حديثا موقوفاً على أبي هريرة! وهو في " صحيح البخاري " مرفوع ، ثم إن في آخر الموقوف أثراً عن ابن عباس لا نعرف له أصلاً !
وبشر المريسي : هو المبتدع الجهمي الضال ، قال الذهبي وغيره : " لا ينبغي أن يروى عنه ، ولا كرامه " .
وهو القائل بخلق القرآن ، والإباضية معه في هذه الضلالة !
وإنما سردت إسناده ليتبين القارىء قيمة روايات هذا "المسند" ؛ فإن شيخ المريسي محمد بن يعلى جهمي متروك الحديث .وروى الربيع عنه (215/828) مباشرة ؟!
والحسن بن دينار : كذبه أحمد ويحيى ، كما في " اللسان ". وخَصيب بن جَحدر : كذبه شعبة والقطان وابن معين .
وأما سائر رجاله – ممن فوق شيوخه في أحاديث أخرى – ففيهم جمع من الضعفاء والمتروكين مثل : مجالد بن سعيد (216/833) .وأبان بن [أبي] عياش (217/834) : وهو متروك ، ومرة روى عنه مباشرة (218/836) ، وأبوبكر الهذلي (220/840) : وهو متروك أيضا، ومثله جويبر عن الضحاك(220/839) ، ومرة قال (215/829): وأخبرنا جويبرعن الضحاك "..
:012: