عند انطلاق حرب الخليج الأولى عام 1991 بهدف إخراج القوات العراقية من الكويت، كان تبرير الرئيس الأميركي
جورج بوش الأب للحرب بالمهمة الدفاعية والوقوف إلى جانب الأصدقاء، بينما كانت أهداف حرب 2003 المعلنة من جانب خلفه
جورج دبليو بوش تتمثل في إزالة قدرات العراق على شن الحرب، وتحرير البلاد وتمكين الديمقراطية.
وتشير حلقة "تحت المجهر" التي تبث بعد غد الأربعاء إلى أن هولاكو دخل بغداد عام 1258م واستباحها سبعة أيام قتلا وحرقا وتدميرا، لكن كتب التاريخ تشهد أن المغول كان لهم "شرف" القتال وجها لوجه لا عبر الصواريخ العابرة للقارات والطائرات الحربية الموجهة عن بعد، مستخدمة ما يفوق 120 ألف طن من المتفجرات بما يعادل القنبلة النووية في ناغازاكي وهيروشيما أضعافا.
وكان أثر ذلك 58% من البنية التحتية الأساسية، و67% من الهيئات التربوية والتعليمية، مما يشير بوضوح إلى أن المستهدف هو الإنسان العراقي وطموحه إلى التميز العلمي والثقافي.
مخطط مدروس
وكان النحات والتشكيلي العراقي محمد غني حكمت قد صرح للجزيرة نت في لقاء في فبراير/شباط 2010 بأن ما يجري من تدمير للنصب في بغداد هو "مخطط لتحطيم الثقافة العراقية"، مشيرا إلى أن السلطات الغازية بدأت عام 2003 بتحطيم "كل شيء له ارتباط ثقافي حضاري في ذاكرة العراقيين، وهذا أمر في غاية الخطورة".
وأكد أن الشعب العراقي يحب النصب التذكارية والتماثيل ويحب أن يرى رموزه مجسدة في الساحات والشوارع، "لأن أول إنسان مارس النحت كان في العراق".
وطالب حكمت في تصريحه للجزيرة نت -حينذاك- المنظمات العالمية المعنية ومنها
اليونيسكو بالتدخل لوقف الحملة التي تستهدف هذه النصب والرموز، "لأن ما يحدث لم يحصل في أي بلد في العالم".