بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى الآل والصحب أجمعين ...
من يُتابع أحوال المسلمين في تجمعاتهم ومُنتدياتهم وتغريداتهم في الآونة الأخيرة يظن أن الأقصى تحرر , وأن ثوار سوريا إنتصروا على طاغية الشام وأن أهل السُنة حكموا مُجدداً العراق , وأن مُسلمي أفريقيا سادوا بلادهم وشرق أسيا كسبوا حقوقهم , ومابقي من أبناء التوحيد إلا التفرغ لمناقشة مواضع الإختلاف الفقهي والشرعي فيما بينهم ...
حتى دخلنا في التصنيف والتكفير ,ولاحول ولاقوة إلابالله ...
نقول لهؤلاء الغيورين (خانكم التعبير ) ووأسأتم التوقيت ... !
فخلافاتكم الفقهية وإشغالكم للرأي العام طغى على قضايا أكثر أهمية مماتطرحون , وحجب عن الناس أحوال المسلمين في بلاد العالم , حتى لم يعد يُلم بهم سوى النُخب وبعض الباحثين ....
أما العوام فقد تفرغوا للتبعية لفلان حتى قالوا عن الشيخ السُني المُجتهد (تم الدعس ) ..!؟
وظهرت علينا فئة (إذا خاصم فجر ) لايؤمنون بالإختلاف والأولويات والتغاضي .. بل يُجاهدون في إظهار بعض أهل العلم بمظهر مُخزي , ووصفهم بأبشع الأوصاف , ونعتهم بالمنافقين والمُعارضين لهم بادلوهم الشعور في وصفهم بعلماء السُلطان والجامية وهلم جرا بالمُسميات التي أصبحت حديث الساعة ...! ولسان حال المُسلمين تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ...!
والأصل أن أوضاع المُسلمين المُظطهدين من غير المُسلمين هي الأولى بالطرح والمناقشة وتسليط الضوء عليها , ومن كان مُتفرغاً وأعطاهم وقته وجهده فهو من نصر أمته وكسب قضيته في جعلها الأولى على الساحة الإعلامية من حيث تسليط الضوء عليها ...
ولنأخذ جولة سريعة على الأوضاع المأساوية التي يمر بها المسلمون ونُقارنها بأولوياتنا الحديثه لنسخر من أنفسنا قليلاً ولعلنا نتوب من تعتيم قضايا أمتنا في سبيل الإنتصار للذات والحزب ...
قضية فلسطين لازالت تحتاج منا أن تكون هي الواجهة لاسيما وأن أعداءنا هنا هم أعداء الكتاب والسُنة من اليهود والنصارى , كم أسير في سجون الإحتلال ...؟ كم أسيرة وكم طفل إعُتقلوا ..؟!
ماذا يأكل أهلنا في غزة وهم مُحاصرون من جميع الجهات حتى الأنفاق التي هي منفذ لقوتهم هُدمت وجُرم عابِروها ...!
ماذا عن المسجد الأقصى الذي يُحرم منه شريحة من أبناء فلسطين ويُدنسه شرائح من أعداء الدين الذين ينتظرون الوقت المناسب لهدمه في ظل غياب الأعين عنه حتى يتم إستخراج هيكل سُليمان المزعوم ..؟!
والكثير من ضنك العيش يُعانيه إخواننا في فلسطين , والأيام دول ...!
ونلتفت لجهة أخرى لننرى أشلاء وأحشاء ليست لبهائم بل هي لموُحدون شهدوا أن لاإله إلا الله فنُكل بهم وضُيق عليهم حتى فر الضعفاء منهم للكنائس كمأوى لهم من بطش المُتطرفين من النصارى ...
المساجد هُدمت والمصاحف مٌزقت والأجساد أُحرقت حية وأخينا في الله يقول فضيحة الجامي والآخر يرد فضيحة الإخواني والله المستعان ...
وفي الصين نسبة المسلمين 24 مليون حسب إحصائية رسمية في البلاد وهنالك من يقول أنهم أضعاف ماتم الإعلان عنه ورغم ذلك يُعدون أقلية ويتم قمعهم والتضييق عليهم ومحاربة مظاهر الإسلام بينهم وحرمهم من حقوق الحجاب وإطلاق اللحى والإحتشام في ديكتورية لم تجد من يردعها أو يقف بوجهها بينما مُنتجاتهم الرخيصة تغزوا أسواقنا ..!
وبشكل عام ماأن تتصفح الجرائد أو تُقلب التلفاز وتجد فئة مُهمشة ومُظطهدة إلا كانت ذات توجه إسلامي ورغم ذلك مايُذكر الإرهاب والتطرف إلا توجهت الأنظار نحوالمسلمين حتى من أبناء جلدتنا صارت سمات الصلاح إرهاب وكلمة الحق تطرف ودعمهم محظور ...!!
وقارنوا هذه النماذج المُختصرة بالجهود الجبارة التي يتوسع فيها الكثير من أبناء التيار السلفي في تقسيم العلماء والدول والأحزاب إلى تصنيفات وإن كانت أصولها مُتفقة إلا أن البعض جعل الفرق بينهم كالفرق بين الثرى والثريا , ومن لايعجبه تصريح أو إجتهاد من عالم أوفقيه أو داعية أباح عرضه وماله وحذر منه أكثر من تحذيره من اليهود والنصارى بل من الرفضة كذلك ...!
قضايا المسلمين أصبحت هامشية وننتظر من الغرب أن يُنصفنا ويقتص لنا ... بينما نتفرغ نحن لمواضيع أقل مايقال عنها أنها هامشية جداً لاتحتاج منا أن نطرحها أو نُناقشها إلا بعدما ننتصر على عدونا المتمثل في الكيان الصهيوني وشقيقه الصفوي ....!
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .....