أمريكي: تهدئة القلق السعودي التحدي الأكبر لواشنطن في الشرق الأوسط
أكد فالي نصر عميد كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه ينبغي على واشنطن أن تعمل على تهدئة القلق السعودي فيما يخص الملف النووي الإيراني.
وقال نصر، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، إنه أصبح واضحا بالنسبة له من خلال متابعة مناقشات زعماء العالم في مؤتمرات دافوس وسويسرا وميونخ الشهر الماضي، أن التحدي الأهم الذي يواجه الإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط حاليا، يكمن في كيفية إدارة واشنطن لردة فعل المملكة، بعد المباحثات غير المتوقعة التي أجرتها واشنطن مع إيران على ملفها النووي .
وأضاف نصر: إن السعوديين غاضبون من أن يؤدي الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة إلى أن تقبع قضايا الشرق الأوسط في ذيل قائمة الاهتمامات بالنسبة لواشنطن، ويتحول الاهتمام الكامل إلى الصين وبقية دول آسيا.
وأشار نصر إلى أن القادة العرب يرون أن المباحثات الأمريكية- الإيرانية من شأنها ترك المجال أمام إيران لتوسيع نطاق نفوذها في المنطقة في ظل غياب العقوبات الاقتصادية عليها.
ولفت إلى أن هذا التخوف يأتي على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقوة، في كل من اجتماعَيّ المنتدى الاقتصادي بدافوس ومؤتمر الأمن بميونخ، أن أمريكا لاتزال منخرطة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا التأكيد لم يزل المخاوف العربية من الرئيس أوباما الذي لم يعد خافيا على المتابعين رغبته في النأي بأمريكا عن صراعات الشرق الأوسط.
وأضاف أن الشرق الأوسط يعاني الفوضى حاليا، حيث أبدت الدول العربية وإيران على حدٍ سواء، قلقهما من الصراع السوري وخشيتهم من أن يمتد هذه الصراع على نطاق واسع بين السنية والشيعية، ويكون سببًا في تمزيق المنطقة، لكن هذا القلق من الطرفين قابلته واشنطن بفتور.
وشدد الكاتب على أنه يجب على واشنطن أن تجمع بين الانفتاح مع إيران وزيادة الاهتمام بآسيا، والانخراط بعمق أكثر في قضايا العالم العربي، مضيفًا أن الزعماء العرب يحتاجون إلى أن يشعروا بأن التقارب الأمريكي- الإيراني ليس الهدف من ورائه إزالة الخطر الإيراني فحسب، بل يجب أن يدفع هذا التقارب إيران لرسم مسار جدد تغير من خلاله سياستها الخارجية والإقليمية، كشرط للسماح لها بالاندماج بشكل كامل في المنطقة.
وختم أن هذا الإجراء من شأنه أن يكون خطوة جيدة لجلب السعودية وإيران إلى طاولة تفاوض واحدة لحل الأزمة السورية، ويكون أداء جيدا لإدارة أمريكا للأزمة في آسيا أيضا.