العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-03, 08:23 PM   رقم المشاركة : 1
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


حقيقة القومية العربية

التعريف :

حركة سياسية فكرية متعصبة ، تدعوا إلى تمجيد العرب ، وإقامة دولة موحدة لهم ، على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ ، وإحلالها محل رابطة الدين . وهي صدى للفكر القومي الذي سبق أن ظهر في أوربا .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· ظهرت بدايات الفكر القومي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين متمثلة في حركة سرية تألفت من أجلها الجمعيات والخلايا في عاصمة الخلافة العثمانية ، ثم في حركة علنية في جمعيات أدبية تتخذ من دمشق وبيروت مقراً لها ، ثم في حركة سياسية واضحة المعالم في المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس سنة 1912م .

وفيما يلي إشارة إلى أهم الجمعيات ذات التوجه القومي حسب التسلسل التاريخي :

- الجمعية السورية : أسسها نصارى منهم بطرس البستاني وناصيف اليازجي سنة 1847م في دمشق .

- الجمعية السورية في بيروت أسسها نصارى منهم سليم البستاني ومنيف خوري سنة 1868م .

- الجمعية العربية السرية : ظهرت سنة 1875م ولها فروع في دمشق وطرابلس وصيدا .

- جمعية حقوق الملة العربية ظهرت سنة 1881م ولها فروع كذلك ، وهي تهدف إلى وحدة المسلمين والنصارى .

- جمعية رابطة الوطن العربي أسسها نجيب عازوري سنة 1904م بباريس وألف كتاب يقظة العرب .

- جمعية الوطن العربي : أسسها خير الله سنة 1905م بباريس ، وفي هذه السنة نشر أول كتاب قومي بعنوان الحركة الوطنية العربية .

- الجمعية القحطانية ظهرت سنة 1909م وهي جمعية سرية من مؤسسيها خليل حمادة المصري .

- جمعية ( العربية القناة ) : أسسها في باريس طلاب عرب منهم محمد البعلبكي سنة 1911م .

- الكتلة النيابية العربية : ظهرت سنة 1911م .

- حزب اللامركزية : سنة 1912م .

- الجمعيات الإصلاحية : أوخر 1912م وقد قامت في بيروت ودمشق وحلب وبغداد والبصرة والموصل و تتكون من خليط من أعيان المسلمين والنصارى .

- المؤتمر العربي في باريس : أسسه بعض الطلاب العرب سنة 1912م .

- حزب العهد :1912م وهو سري ، أنشأه ضباط عرب في الجيش العثماني .

- جمعية العلم الأخضر سنة 1913م ، من مؤسسها الدكتور فائق شاكر .

- جمعية العلم ، وقد ظهرت سنة 1914م ، في الموصل .

· هذا وقد ظلت الدعوة إلى القومية العربية محصورة في نطاق الأقليات الدينة غير المسلمة ، وفي عدد محدود من أبناء المسلمين الذين تأثروا بفكرتها ، ولم تصبح تياراً شعبياً عاماً إلا حين تبنى الدعوة إليها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حين سخر لها أجهزة إعلامه وإمكانات دولته . ويمكن أن يقال إنها الآن تعيش فترة انحسار أو جمود على الأقل .

· يعد ساطع الحصري 1880-1968م داعية القومية العربية وأهم مفكريها وأشهر دعاتها، وله مؤلفات كثيرة تعد الأساس الذي يقوم عليه فكرة القومية العربية ، ويأتي بعده في الأهمية مشيل عفلق .

الأفكار والمعتقدات :

· يعلي الفكر القومي من شأن رابطة القربى والدم على حساب رابطة الدين ، وإذا كان بعض كتاب القومية العربية يسكتون عن الدين ، فإن بعضهم الآخر يصر على إبعاده إبعاداً تاماً عن الروابط التي تقوم عليها الأمة ، بحجة أن ذلك يمزق الأمة بسبب وجود غير المسلمين فيها ويرون أن رابطة اللغة والجنس أقدر على جمع كلمة العرب من رابطة الدين .

· حيث إن أساسها إبعاد الدين الإسلامي عن معترك حياة العرب السياسية والإجتماعية والتربوية والتشريعية فإنها تعد ردة إلى الجاهلية ، وضرباً من ضروب الغزو الفكري الذي أصاب العالم الإسلامية ، لأنها في حقيقتها صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا .

· يصفها سماحة الشيخ ابن باز بأنها : " دعوة جاهلية إلحادية تهدف إلى محاربة الاسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه " . ويقول عنها : " وقد أحدثها الغربيون من النصارى لمحاربة الاسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول .. فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان " . ويقول أيضاً : " هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد سافر للإسلام وأهله " .

· يرى دعاة الفكر القومي - على اختلاف بينهم في ترتيب مقومات هذا الفكر- أن أهم المقومات التي تقوم عليها القومية العربية هي : اللغة والدم والتاريخ ولأرض والآلام والأمال المشتركة .

· ويرون أن العرب أمة واحدة لها مقومات الأمة وأنها تعيش على أرض واحدة هي الوطن العربي الواحد الذي يمتد من الخليج إلى المحيط .

· كما يرون أن الحدود بين أجزاء هذا الوطن هي حدود طارئة ، ينبغي أن تزول وينبغي أن تكون للعرب دولة واحدة ، وحكومة واحدة ، تقوم على أساس من الفكر العلماني .

· يدعو الفكر القومي إلى تحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان كما يزعمون .

- لذلك يتبنى شعار : (( الدين لله والوطن للجميع )) . والهدف من هذا الشعار ، إقصاء الإسلام عن أن يكون له أي وجود فعلي من ناحية ، وجعل أخوة الوطن مقدمة على أخوة الدين من ناحية أخرى .

- يرى الفكر القومي أن الأديان و الأقليات والتقليد المتوارثة عقبات ينبغي التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة .

- يقول عدد من قادة هذا الفكر : نحن عرب قبل عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة و السلام .

· ويقرر الفكر القومي أن الوحدة العربية حقيقة أما الوحدة الإسلامية فهي حلم .

- وأن فكرة القومية العربية من التيارات الطبيعية التي تنبع من أغوار الطبيعة الإجتماعية ، لا من الآراء الاصطناعية التي يستطيع أن يبدعها الأفراد .

- كثيراُ ما يتمثل دعاة الفكر القومي بقول الشاعر القروي .

هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين برهم

سلام على كفر يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم



- يقول بعض دعاة الفكر القومي : إن العبقرية العربية عبرت عن نفسها بأشكال شتى ، فمثلاً عبرت ذات مرة عن نفسها بشريعة حمورابي ، ومرة أخرى بالشعر الجاهلي ، وثالثة بالإسلام .

- وقال أحد مشاهيرهم : لقد كان محمد كل العرب ، فليكن كل العرب محمداً .

· يرى دعاة الفكر القومي أن من الإجرام أن يتخلى العربي عن قوميته ، ويتجاوزها إلى الإيمان بفكرة عالمية أو أممية ، مع أن إبعاد الإسلام عن معترك حياة العرب ينهي وجودهم .

· يقول بعض مفكري القومية العربية : إذا كان لكل عصر بيوته المقدسة ، فإن القومية العربية نبوة هذا العصر .

- ويقول بعضهم الآخر : إن العروبة هي ديننا نحن العرب المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين ، لأنها وجدت قبل الإسلام وقبل المسيحية ، ويجب أن نغار عليها كما يغار المسلمون على قرآن النبي والمسيحيون على إنجيل المسيح .

· ويقرر بعضهم الآخر أن المرحلة القومية في حياة الأمة ، مرحلة حتمية ، وهي آخر مراحل التطور كما أنها أعلى درجات التفكير الإنساني .


الجذور والفكرية والعقائدية :

· الدعوة القومية التي ظهرت في أوربا وتأسست بتأثيرها دول مثل إيطاليا وألمانيا .

· يظهر الواقع أن الإستعمار هو الذي شجع الفكر القومي وعمل على نشره بين المسلمين حتى تصبح القومية بديلاً عن الدين ، مما يؤدي إلى انهيار عقائدهم ، ويعمل على تمزيقهم سياسياً حيث تثور العداوات المتوقعة بين الشعوب المختلفة .

· يلاحظ نشاط نصارى بلاد الشام خاصة لبنان في الدعوة إلى الفكر القومي أيام الدولة العثمانية ، وذلك لأن هذا الفكر يعمق العداوة مع الدولة العثمانية المسلمة التي يكرهونها ، وينبه في العرب جانباً من شخصيتهم غير الدينية ، مما يبعد بهم عن العثمانيين .

· من بعض الجوانب يمكن أن يعد ظهور الفكر القومي العربي رد فعل للفكر القومي التركي الطوراني .


الإنتشار و مواقع النفوذ :

· يوجد كثير من الشباب العربي ومن المفكرين العرب الذين يحملون هذا الفكر ، كما توجد عدة أحزاب قومية منتشرة في البلاد العربية مثل حركة الوحدة الشعبية في تونس ، وحزب البعث بشقيه في العراق وسوريا ، وبقايا الناصريين في مصر وبلاد الشام ، وفي ليبيا .

· كثير من الحكام يتبارون في ادعاء القومية وكل منهم يفتخر بأنه رائد القومية العربية ويدعي أنه الأجدر بزعامتها .

· يلاحظ أن الفكر القومي الآن هو في حالة تراجع وانحسار .


المصدر: http://www.khayma.com/internetclinic...aalarabeia.htm







 
قديم 28-04-05, 11:15 PM   رقم المشاركة : 2
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


للفائــدة ،،،







التوقيع :
أخرج ابن النجار عن الحسن أنه قال: « إن سركم أن تسلموا ويسلم لكم دينكم، فكفوا أيديكم عن دماء المسلمين، وكفوا بطونكم عن أموالهم، وكفوا ألسنتكم عن أعراضهم ولا تجالسوا أهل البدع، ولا تأتوا الملوك فيلبسوا عليكم دينكم » [ ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين ]
من مواضيعي في المنتدى
»» الوثيقة التي ألجمت الروافض
»» تفجير قنبلة نووية في أمريكا مسلسل جديد يعرض
»» في محاولة ابتزاز رخيصة فاشلة من الرافضة استدعاء الشيخ الخميس للتحقيق
»» مصيبة الروافض والصوفية في تلفزيون الكويت
»» حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها
 
قديم 23-08-05, 10:03 AM   رقم المشاركة : 3
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


" نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع " الشيخ العلامـة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فلا يشك مسلم له أدنى بصيرة بالتاريخ الإسلامي في فضل العرب المسلمين، وما قاموا به من حمل رسالة الإسلام في القرون المفضلة، وتبليغه لكافة الشعوب، والصدق في الدعوة إليه، والجهاد لنشره والدفاع عنه، وتحمل المشاق العظيمة في ذلك، حتى أظهرها الله على أيديهم وخفقت رايته في غالب المعمورة، وشاهد العالم على أيدي دعاة الإسلام في صدر الإسلام أكمل نظام وأعدل حاكم، ورأوا في الإسلام كل ما يريدون وينشدون من خير الدنيا والآخرة، ووجدوا في الإسلام تنظيم حياة سعيدة تكفل لهم العزة والكرامة والحرية من عبادة العبيد، وظلم المستبدين، والولاة الغاشمين .

ووجدوا في الإسلام تنظيم علاقتهم بالله سبحانه: بعبادة عظيمة تصلهم بالله، وتطهر قلوبهم من الشرك والحقد والكبر، وتغرس فيها غاية الحب لله وكمال الذل له والتلذذ بمناجاته، وتعرفهم بربهم وبأنفسهم، وتذكرهم بالله وعظيم حقه كلما غفلوا أو كادوا أن يغفلوا وجدوا في الإسلام تنظيم علاقتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وماذا يجب عليهم من حقه والسير في سبيله،

ووجدوا في الإسلام أيضا تنظيم العلاقات التي بين الراعي والرعية، وبين الرجل وأهله، وبين الرجل وأقاربه، وبين الرجل وإخوانه المسلمين، وبين المسلمين والكفار، بعبارات واضحة وأساليب جلية ووجدوا من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة وأتباعهم بإحسان تفسير ذلك بأخلاقهم الحميدة وأعمالهم المجيدة، فأحب الناس الإسلام وعظموه ودخلوا فيه أفواجا، وأدركوا فيه كل خير وطمأنينة وصلاح وإصلاح .

والكلام في مزايا الإسلام وما اشتمل عليه من أحكام سامية وأخلاق كريمة، تصلح القلوب، وتؤلف بينها وتربطها برباط وثيق من المودة في الله سبحانه، والتفاني في نصر دينه، والتمسك بتعاليمه، والتواصي بالحق والصبر عليه، لا ريب أن الكلام في هذا الباب يطول والقصد في هذه الكلمة الإشارة إلى ما حصل على أيدي المسلمين من العرب في صدر الإسلام من الجهاد والصبر، وما أكرمهم الله به من حمل مشعل الإسلام إلى غالب المعمورة، وما حصل للعالم من الرغبة في الإسلام، والمسارعة إلى الدخول فيه، لما اشتمل عليه من الأحكام الرشيدة والتعاليم السمحة، والتعريف بالله سبحانه وبأسمائه وصفاته وعظيم حقه على عباده، ولما اتصف به حملته والدعاة إليه من تمثيل أحكام الإسلام في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم، حتى صاروا بذلك خير أمة أخرجت للناس، وحققوا بذلك معنى قوله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } ومعنى الآية كما قال أبو هريرة رضي الله عنه ( كنتم خير الناس للناس ).

لا يشك مسلم قد عرف ما كان عليه المسلمون في صدر الإسلام فيما ذكرناه، فهو من الحقائق المعلومة بين المسلمين، ولا يشك مسلم في ما للمسلمين غير العرب من الفضل والجهاد المشكور في مساعدة إخوانهم من العرب المسلمين في نشر هذا الدين والجهاد في إعلاء كلمته، وتبليغه سكان المعمورة، شكر الله للجميع مساعيهم الجليلة، وجعلنا من أتباعهم بإحسان، إنه على كل شيء قدير .

يتبع إن شاء الله ...






التوقيع :
أخرج ابن النجار عن الحسن أنه قال: « إن سركم أن تسلموا ويسلم لكم دينكم، فكفوا أيديكم عن دماء المسلمين، وكفوا بطونكم عن أموالهم، وكفوا ألسنتكم عن أعراضهم ولا تجالسوا أهل البدع، ولا تأتوا الملوك فيلبسوا عليكم دينكم » [ ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين ]
من مواضيعي في المنتدى
»» هل أنت مسلم إذا ستبكي من هذه الصورة
»» حقيقة توحيد الحاكمية
»» هل يكفي النطق والاعتقاد بالركن الأول من أركان الإسلام
»» فهل أنتم تاركوا لي صاحبي
»» الحكم الشرعي لمقولة المادة لا تفني ولا تزول ولم تخلق من عدم
 
قديم 26-08-05, 01:22 PM   رقم المشاركة : 4
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


وإنما الذي ينكر اليوم ويستغرب صدوره عن كثير من أبناء الإسلام من العرب، انصرافهم عن الدعوة إلى هذا الدين العظيم، الذي رفعهم الله به، وأعزهم بحمل رسالته، وجعلهم ملوك الدنيا وسادة العالم، لما حملوا لواءه وجاهدوا في سبيله بصدق وإخلاص، حتى فتحوا الدنيا، وكسروا كسرى، وقصروا قيصر، واستولوا على خزائن مملكتيهما، وأنفقوها في سبيل الله سبحانه، وكانوا حينذاك في غاية من الصدق والإخلاص والوفاء والأمانة والتحاب في الله سبحانه والمؤاخاة فيه، لا فرق عندهم بين عربي وعجمي، ولا بين أحمر وأسود، ولا بين غني وفقير، ولا بين شرقي وغربي، بل هم في ذلك إخوان متحابون في الله، متعاونون على البر والتقوى، مجاهدون في سبيل الله، صابرون على دين الإسلام لا تأخذهم في الله لومة لائم، يوالون في الإسلام، ويعادون فيه، ويحبون عليه، ويبغضون عليه، ولذلك كفاهم الله مكايد أعدائهم، وكتب لهم النصر في جميع ميادين جهادهم، كما وعدهم الله سبحانه بذلك في كتابه المبين حيث يقول سبحانه: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }

ثم بعد هذا الشرف العظيم والنصر المؤزر من المولى سبحانه لعباده المؤمنين من العرب وغيرهم، نرى نفرا من أبنائنا يخدعون بالمبادئ المنحرفة، ويدعون إلى غير الإسلام، كأنهم لم يعرفوا فضل الإسلام وما حصل لأسلافهم بالإسلام من العزة والكرامة، والمجد الشامخ والمجتمع القوي الذي كتبه الله لأهل الإسلام الصادقين، حتى إن عدوهم ليخافهم وهو عنهم مسيرة شهر، نسي هؤلاء أو تناسوا هذا المجد المؤثل والعز العظيم والملك الكبير، الذي ناله المسلمون بالإسلام، فصار هؤلاء الأبناء يدعون إلى التكتل والتجمع حول القومية العربية، ويعرفونها بأنها اجتماع وتكاتف لتطهير البلاد من العدو المستعمر، ولتحصيل المصالح المشتركة، واستعادة المجد السليب .

وقد اختلف الدعاة إليها في عناصرها، فمن قائل: أنها الوطن والنسب واللغة العربية ومن قائل: أنها اللغة فقط ومن قائل: أنها اللغة مع المشاركة في الآلام والآمال ومن قائل غير ذلك وأما الدين فليس من عناصرها عند أساطينهم والصرحاء منهم، وقد صرح كثير بأن الدين لا دخل له في القومية، وصرح بعضهم أنها تحترم الأديان كلها من الإسلام وغيره وهدفها كما يعلم من كلامهم هو التكتل والتجمع والتكاتف ضد الأعداء ولتحصيل المصالح المشتركة كما سلف، ولا ريب بأن هذا غرض نبيل وقصد جميل .

فإذا كان هذا هو الهدف، ففي الإسلام من الحث على ذلك والدعوة إليه، وإيجاب التكاتف والتعاون لنصر الإسلام، وحمايته من كيد الأعداء ولتحصيل المصالح المشتركة، ما هو أكمل وأعظم مما يرتجى من وراء القومية ومعلوم عند كل ذي لب سليم أن التكاتف والتعاون الذي مصدره القلوب، والإيمان بصحة الهدف، وسلامة العاقبة في الحياة وبعد الممات كما في الإسلام الصحيح - أعظم من التعاون والتكاتف على أمر اخترعه البشر ولم ينزل به وحي السماء، ولا تؤمن عاقبته لا في الدنيا ولا في الآخرة. وأيضا فالتكاتف والتعاون الصادر عن إيمان بالله، وصدق في معاملته ومعاملة عباده، مضمون له النصر وحسن العاقبة - كما في الآيات الكريمات التي أسلفنا ذكرها - بخلاف التكاتف والتعاون المبني على فكرة جاهلية تقليدية، لم يأت بها شرع ولم يضمن لها النصر.

وهذا كله على سبيل التنزل لدعاة القومية، والرغبة في إيضاح الحقائق لطالب الحق وإلا فمن خبر أحوال القوميين، وتدبر مقالاتهم وأخلاقهم وأعمالهم، عرف أن غرض الكثيرين منهم من الدعوة إلى القومية، أمور أخرى يعرفها من له أدنى بصيرة بالواقع وأحوال المجتمع، ومن تلك الأمور، فصل الدين عن الدولة، وإقصاء أحكام الإسلام عن المجتمع، والاعتياض عنها بقوانين وضعية ملفقة من قوانين شتى، وإطلاق الحرية للنزعات الجنسية والمذاهب الهدامة - لا بلغهم الله مناهم - ولا ريب أن دعوة تفضي إلى هذه الغايات، يرقص لها الاستعمار طربا، ويساعد على وجودها ورفع مستواها - وإن تظاهر بخلاف ذلك - تغريرا للعرب عن دينهم، وتشجيعا لهم على الاشتغال بقوميتهم، والدعوة إليها والإعراض عن دينهم .

ومن زعم من دعاة القومية أن الدين من عناصرها، فقد فرض أخطاء على القوميين، وقال عليهم ما لم يقولوا لأن الدين يخالف أسسهم التي بنوا القومية عليها، ويخالف صريح كلامهم ويباين ما يقصدونه من تكتيل العرب، على اختلاف أديانهم تحت راية القومية ولهذا تجد من يجعل الدين من عناصر القومية يتناقض في كلامه، فيثبته تارة وينفيه أخرى، وما ذلك إلا أنه لم يقله عن عقيدة وإيمان، وإنما قاله مجاملة لأهل الإسلام، أو عن جهل بحقيقة القومية وهدفها، وهكذا قول من قال: إنها تخدم الإسلام أو تسانده، وكل ذلك بعيد عن الحقيقة والواقع، وإنما الحقيقة أنها تنافس الإسلام وتحاربه في عقر داره، وتطلي ببعض خصائصه ترويجا لها وتلبيسا أو جهلا وتقليدا .

ولو كانت الدعوة إلى القومية يراد منها نصر الإسلام وحماية شعائره، لكرس القوميون جهدهم في الدعوة إليه ومناصرته، وتحكيم دستوره النازل من فوق سبع سماوات، ولبادروا إلى التخلق بأخلاقه، والعمل بما يدعو إليه، وابتعدوا عن كل ما يخالفه؛ لأنه الأصل الأصيل والهدف الأعظم، ولأنه السبيل الذي من سار عليه، واستقام عليه، وصل إلى شاطئ السلامة، وفاز بالجنة والكرامة، ومن حاد عن سبيله باء بالخيبة والندامة، وخسر الدنيا والآخرة، فلو كان دعاة القومية يقصدون بدعوتهم إليها تعظيم الإسلام وخدمته، ورفع شأنه، لما اقتصروا على الدعوة للخادم دون المخدوم، وكرسوا لهذا الخادم جهودهم، وغضبوا من صوت دعاة الإسلام إذا دعوا إليه، وحذروا مما يخالفه أو يقف حجرا في طريقه
لو كان دعاة القومية يريدون بدعوتهم إعلاء كلمة الإسلام، واجتماع العرب عليه، لنصحوا العرب ودعوهم إلى التمسك بتعاليم الإسلام، وتنفيذ أحكامه، ولشجعوهم على نصره ودعوة الناس إليه، فإن العرب أولى الناس بأن ينصروا الإسلام، ويحموه من مكايد الأعداء ويحكموه فيما شجر بينهم، كما فعل أسلافهم؛ لأنه عزهم وذكرهم ومجدهم، كما قال الله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ } وقال : { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } وإذا عرفت أيها القارئ ما تقدم، فاعلم أن هذه الدعوة: أعني الدعوة إلى القومية العربية، أحدثها الغربيون من النصارى، لمحاربة الإسلام والقضاء عليه في داره، بزخرف من القول، وأنواع من الخيال، وأساليب من الخداع، فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام، واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال، وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان

نشرة صدرت في كتاب عن المكتب الإسلامي في بيروت ودمشق عام 1400 هـ الطبعة الرابعة.

يتبع إن شاء الله ...







التوقيع :
أخرج ابن النجار عن الحسن أنه قال: « إن سركم أن تسلموا ويسلم لكم دينكم، فكفوا أيديكم عن دماء المسلمين، وكفوا بطونكم عن أموالهم، وكفوا ألسنتكم عن أعراضهم ولا تجالسوا أهل البدع، ولا تأتوا الملوك فيلبسوا عليكم دينكم » [ ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين ]
من مواضيعي في المنتدى
»» أحد الرافضة يقول : عمي بوش رضي الله عنه وأرضاه !!! ( ملف صوتي )
»» حكم طاعة الحاكم الذي لا يحكم بكتاب الله وسنة رسوله
»» جماعة التكفير والهجرة
»» صورة سيد رافضي وهو ... ؟؟؟؟؟؟؟
»» عبرات تسكب على التوحيد للشيخ ممدوح الحربي
 
قديم 06-06-15, 08:14 AM   رقم المشاركة : 5
محمد الكاظمي
مشترك جديد







محمد الكاظمي غير متصل

محمد الكاظمي is on a distinguished road


حقيقة القومية العربية في القرآن

القومية في اللغة هي إيديولوجية وحركة إجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمَّة في عصر الثورات ( الثورة الصناعية ، الثورة البرجوازية ، الثورة الليبرالية ) في فترة آواخر القرن الثامن عشر .
ومن هذا التعريف نفهم بأن مصطلح القومية قد وجد أهميتهُ وتأثيره عند الناس بعدما أصبحت الحدود والمسافات بين المجتمعات الإنسانية لا قيمة لها ، مما إستوجب إيجاد فكر أو فلسفة ما يستطيع البشر جميعاً ومن خلالها أن يتقاربوا فيما بينهم ويتواصلوا مع بعضهم البعض دون حرج ، وهذهِ الحاجة لم تكن مهمة قبل القرن الثامن عشر بسبب عدم وجود الدافع لهكذا مفاهيم طالما كانت المسافات البعيدة الفاصلة بين شعوب الأرض كفيلة بعزلهم وبالحفاظ على خصوصياتهم كاللغة والدين والتقاليد والعادات وغيرها .
إذاً فمصطلح القومية ضروري في وقتنا الحالي بل أساسي لكونهُ الوسيلة الوحيدة لربط شعوب الأرض مع بعضهم البعض وبالطرق السلمية ، دون الحاجة إلى ممارسة العنف أو الدعوة إلى الحروب والتي كانت الإسلوب الدارج في ذلك الزمان أي قبل الثورات الصناعية والفكرية .
ولقد برزت أهمية مصطلح القومية عندما حاول البعض إستغلاله لمصالحه الشخصية ، فكما ذكرنا سابقاً عندما قلنا بأن شعوب الأرض بحاجة ماسة إلى هذا المصطلح وفي الوقت الحاضر بالذات ، لكون العالم قد أصبح قرية صغيرة ، والشعوب تمشي وراء من ينادي بالقومية ، وتبقى المسألة محصورة في حقيقة هذا المصطلح !
وبعد رجوعنا إلى كتاب الله العزيز ألا وهو القرآن الكريم الذي فيهِ تبيان لكل شيء ، وجدنا غايتنا في العديد من الآيات القرآنية الحكيمة ، فقرآن الخالق العزيز الجليل يقول لنا بأن البشر إنما أصلهم جميعاً يعود إلى قوم واحد أي أمة واحدة وهي أمّة آدم عليهِ السلام ، حيث جاء قولهُ تعالى في سورة البقرة : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)) ثم جاء قوله تعلى في سورة الأنبياء : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)) مما يدل على أنَّ البشرية جمعاء سوف تعود كأمة واحدة وكقوم واحد كما كان الخلق الأول ، وهذا يُفسر النزعة القومية لدى الناس جميعاً عندما يستمعون وينساقون وراء من يُنادي بالقومية ، أما المشكلة الحقيقية لدى الناس تتبلور عندما يُطلب منهُم الإنحياز إلى هذهِ القومية أو تلك الأُمة دون غيرها ، مما يدعونا إلى البحث عن قومية موحدة أو أمَّة مثالية بحيث يقبل بها الناس جميعاً دون تردد ، ولكي نكون منصفين في هذا الشأن علينا أن نحتكم إلى التاريخ البشري ليدلنا عن القوم أو الأمة التي إستقطبت أقوام وأمم كثيرة ومتنوعة وأخذتهُم تحت عبائتها من دون ممارسة أي نوع من العنف أو الإجبار والقسر ، أي أنَّ الأقوام والأمم المختلفة قد تنازلوا طواعيةً عن خصائص قوميتهم ليستبدلوها بخصائص قومية أُخرى دون تردد ، فيندمجوا فيها ويتأقلموا ليتحولوا بعد ذلك إلى شعب واحد وقوم واحد وأمة واحدة بشكل كامل ونهائي ، وأمامنا هُنا العديد من الأمثلة التي يقدمها لنا التاريخ دون إنحياز ولا نجد ضرورة لذكرها هُنا ، ولكن ولكي نحسم الأمر يتطلب منا نحن المسلمون أن نُزكي للناس قوماً محدداً وأمَّة بعينها ، وأن ندع الآخرين ليقدموا ما لديهم ولنقارن بعدها ، ثُم نقوم كشعوب وأمم وقوميات بشرية بالإختيار دون أن يكون هُناك إنحياز أو عنصرية ، فتتم مشيئة الخالق سُبحانهُ بهذا الشأن .
المسلمون ملزمون بكتاب الله العزيز القدير ألا وهو القرآن الكريم ليكون دستورهم وحياتهم وعلمهم وبالتالي إختيارهم ، ومنهُ يكون تحديد القومية وتسمية الأمة المثالية المُهيئة والجديرة بضم الأمم جميعاً ليكونوا بعدها أمة واحدة وشعب واحد ولُغة واحدة ، ولا نجد غير أمة العرب لتكون البديل الأمثل عن الأمم جميعاً وهي التي أحتضنت أمم كثيرة عظيمة وعريقة في التاريخ فإستقطبتها وحضنتها وأغنتها فإندمجت وأصبحت أمة واحد وقومية عربية واحدة .
والله ورسولهُ أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد "محمد سليم " الكاظمي ( المقدسي )







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "