السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل الهاوي :
........................ أولا............. أيها الضيف المحترم
يجب عليك أن تعلم أن أهل السنة ليسوا ملزمين برأي عالم مهما كانت مكانته ..... فالذي يلزم أهل السنة هو قال الله سبحانه و تعالى و قال النبي عليه الصلاة و السلام ............ أما غير قولهما - فيرد عليه
فما بالك برأي !!! ........... لأننا لا نعتقد بعصمة علمائنا و لا حتى عصمة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
التعليق :
......... أيها الزميل يجب عليك أن تعلم أنه يوجد فرق بين رأي العلماء في الرجال و بين تحديثهم عن الرجال .
فقد يقول عالم رأيه في شخص فيقول عنه بأنه شجاع أو جبان أو أحمق أو غير ذلك بناء على ما يلاحظه عنه .
و قد يتحدث عالم عن شخص و يذكر أفعاله فيول عنه بأنه يسرق أو يزني أو يشرب الخمر أو يقطع الطريق .
و هذا الكلام لا يقوله عالم عن شخص إلا إذا تحقق من ذلك من خلال مصادر يثق بها , إذا لم تكن عنده مصادر موثوقه فإنه يكون كذاب و مفتري على ذلك الشخص .
مثلاً : ..... لو قلت أن الهاوي له ميولات سلفية ، و هو يفتح مواضيع و يترك زملاءه يناقشونها ، فإن كلامي هذا بناء على ملاحظاتي عليه في هذا المنتدى .
أما لو قلت بأن الهاوي يشرب المحرم ، و أن الهاوي شارك في حرب أفغانستان ، وأنه و أنه .
فإن هذا الكلام يعتبر اتهام خطير و علي أن أثبت ذلك من خلال مصادر أو أدلة موثوقة ، و إلا فأكون مفتري على الهاوي .
فالذي ذكره الزميل طارف عن شيخ الإسلام في منهاج السنة ، و عن ابن كثير في البداية والنهاية ، لم يكن مجرد رأي لأبن تيمية و ابن كثير .
الذي ذكره هو إخبار عن أحوال يزيد . و إذا تقولن أن قولهما هو مجرد رأي فالمصيبة تكون أكبر لأنهما في هذه الحال قد ذكرا أمرا تحتاج إلى دليل و لم يكن عندهما دليل ، إذا فهما يكذبان .
هل تقبل ذلك ؟؟؟؟؟
فهذا هو ما ذكره الزميل طارف :
........................... قال ابن كثير في البداية والنهاية ( 11/627 ط. التركي: )
"وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، وهذا خطأ كبير، فإنه وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يُحد ولا يوصف، مما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه، ودوام أيامه، فعاقبه الله بنقيض قصده، فقصمه الله قاصم الجبابرة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر".
رأي ابن كثير أن يزيد أخطأ خطأ فاحشا.
و لكن ابن كثير قد ذكر الأفعال التي قام بها يزيد مثل قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام .. إلى آخر كلامه .
..................... و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (4/575)
"وأما ما فعله بأهل الحرَّة، فإنهم لما خلعوه وأخرجوا نوابه وعشيرته، أرسل إليه مرة بعد مرة يطلب الطاعة، فامتنعوا، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المرّي، وأمره إذا ظهر عليهم أن يبيح المدينة ثلاثة أيام .
وهذا هو الذي عظم إنكار الناس له من فعل يزيد. ولهذا قيل لأحمد: أتكتب الحديث عن يزيد؟ قال: لا ولا كرامة. أو ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل؟".
أي ابن تيمية أن الأعمال التي قام بها يزيد هي التي جعلت انكار الناس ليزيد عظيم .
و لكن ابن تيمية قد ذكر الأعمال التي قام بها يزيد حيث قال : وأما ما فعله بأهل الحرَّة، فإنهم لما خلعوه ... إلى آخر كلامه .
إذاً
هناك رأي للعلماء في الرجال ، و هناك اخبار عن أفعال الرجال .
فإذا قال العالم رأيه لا يحاسب على رأيه .
أما إذا ذكر خبر عن شخص ، فإن الأمر يختلف .
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
فالذي ينقل أخبار من دون تحقيق قد يوصف بالفسق .