العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الإجتماعية > شؤون الأسرة وقضايا المجتمع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-13, 01:15 PM   رقم المشاركة : 1
درة الايمان
أملي في الله ربي







درة الايمان غير متصل

درة الايمان is on a distinguished road


*°الغارة على الأسرة المسلمة°*

الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

للشيخ الفاضل أبي جابر عبد الحليم توميات الجزائري حفظه الله

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م


الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:
فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

" غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ "..

هذا
الحديث لفت انتباهنا إلى أن نخصّ أحيانا النّساء بالموعظة والتّذكير، مع
أنّنا نعلم جيّداً أنّه ما من موضوع يخاطب به الرّجال، إلاّ ودخل النّساء
فيه أيضاً، لقوله صلّى الله عليه وسلّم : (( النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ )).

لكنّ الأنفس جُبِلت على حبّ الانفراد بشيء يخصّها، وبأمرٍ يرفعها وينصّها، والقرآن يشير إلى ذلك أحيانا، فمثلاً يقول الله جلّ جلاله:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب:35].

فآثرنا أن نقتفي اليوم أثر القرآن، وسنّة النبيّ المصطفى العدنان صلّى الله عليه وسلّم، فنلقي سلسلة من الخطب موضوعها، ومحورها:

( الغـارة على المرأة المسلمة )، فـ:

إليها حملنا القلب خفّاقا
*** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا


فحديثنا اليوم مع القابضات على الجمر .. أولئك الفتيات الصّالحات، والنّساء القانتات ..

حديثٌ إلى اللاّء شرّفهنّ الله بطاعته، وأذاقهنّ طعم محبّته .. إلى حفيدات خديجة وسميّة .. وأخوات فاطمة وعائشة ..

حديثٌ إلى من جعلت قدوتها أمّهات المؤمنين، وغايتهنّ ربّ العالمين ..

إلى اللاّء
طالما دعَتْهُنّ أنفسهنّ إلى الشّهوات، ومشاهدة المحرّمات، وسماع المعازف
والأغنيات، والبقاء أمام القنوات، ومتابعة آخر الموضات، وتقليب المجلاّت ..
فتركن ذلك ولم يلتقتن إليه، وهنّ يقدرن عليه.

هذه السّلسة إلى
الفتيات العفيفات والنّساء المباركات.. إلى حبيبة الرّحمن الّتي كلّما كثر
الفساد من حولها رفعت بصرها إلى السّماء وقالت: يا مقلّب القلوب ثبّت
قلوبنا على طاعتك.

حديثنا إلى تلك الصّالحة التي أصبحت غريبة بين النّساء بسبب صلاحها وفسادهنّ ..

فسلام على الدرّة المصونة، واللّؤلؤة المكنونة ..

إن كنت أمّا، فأنت المربّية للأجيال، وأنت الصّانعة للأبطال

وإن كنت زوجة، فأنت السّكن... وأنت الفيئ والظّـلال

وإن كنت بنتا، فأنت صـرح تعلّـق عليه كـلّ الآمـال

وقد أنـزل الله فيـك قرآنا يُـتلـى إلـى يـوم المـآل

وإن كان الحديثُ يوجّه إلى المرأة مباشرة، فليعلم الرّجل أنّه مسؤول قبلها عليها، وأنّ الحساب موجّه إليه أكثر ممّا هو موجّه إليها، فالرّجل لا يسلم من هذه الغارة، وقديما قالوا:" إيّاك أعني واسمعي يا جارة ! "..

ألا ترى أخي المسلم أنّ الله تبارك وتعالى نهى كلاّ من الأبوين الكريمين آدم وحوّاء عن الأكل من الشّجرة، ثمّ عاتب آدم وحده فقال:{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طـه:115]، وقال:{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:37]، وقال:{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}
[طـه:117].

وقد يقول قائل: ولكن ما مناسبة ذلك ؟ أهو عـيـد الـمـرأة ؟!..

أهُو اقتقاءٌ لسبيل من لا خلاق لهم، فداسوا المرأة تحت أقدامهم، ونادوا بـ:عيـد المرأة ليحقّقوا به شيئا من أحلامهم ؟!

كلاّ.. إنّ موضوع هذه السّلسلة هو فكرة لا تزال تنضج أعواما وأعواما، فعزمنا على طرحها لأسباب كثيرة:

أوّلها: الغارة التي شُنّت على الأسرة المسلمة هذه الأعوام، وبخاصّة هذه الأيّام..

ولقد
تزايد في هذا الزّمان كيدُ الأعداء، مستهدفين ديار المسلمين، يبتغون خلخلة
دينهم وزعزعة إيمانهم، وتدمير أخلاقهم، و إفساد سلوكهم، ونشر الفاحشة
والرّذيلة، وإخراجهم من رياض القِيم والفضيلة، لا بلّغهم الله ما يريدون.

ولقد
كانوا سابقا يعجزون عن الوصول إلى أفكار الشّباب، وعقول الناشئة لبثّ ما
لديهم من سموم، وعَرْضِ ما عندهم من كفر وإلحاد ومجون، أمّا الآن فقد أصبحت
تحمل أفكارُهم الرّياح:
إنّها رياح مهلكة، بل أعاصير مدمّرة، تقصف بالمبادئ والقيم، وتدمّر
الأديان والأخلاق، وتقتلع جذور الفضيلة والصّلاح من جذورها، وتجتثّ عروق
الحق من أصولها.

إنّه غزو
لا تشارك فيه الطّائرات ولا الدّبابات .. ولا القنابل والمدرّعات.. هذا
الغزو يَستعمِل قوما من بني جِلدتنا، يتكلّمون بألسنتنا، وينتسبون إلى
ملّتنا..

غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تُذْكر .. فخسائره في صفوفنا نحن المسلمين .. إنّه غزو الشّهوات .. غزو الكأس والمخدّرات .. غزو
المرأة الفاتنة .. والرّقصة الماجنة .. والشّذوذ والفساد .. غزو الأفلام
والمسلسلات .. والأغاني والرّقصات .. وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات.. إنّه
غزو لعقيدة المسلمين.

هل تعلم ما قاله صموئيل زويمر رئيس جمعيّات "التّنصير" ؟ لقد قال في "مؤتمر القدس للمنصّرين" الذي عُقِد في القدس عام
1935 م:

" إنّكم إذا أعددتم نشئا لا يعرفُ الصِّلةَ بالله، ولا يريد أن يعرفَها أخرجتم المسلم من الإسلام، وجعلتموه لا يهتمّ بعظائمِ الأمور، ويحبُّ الراحةَ والكسلَ، ويسعى للحصولِ على الشّهواتِ بأيّ أسلوبٍ، حتّى تُصبِحَ الشّهواتُ هدفَه في الحياةِ، فهو إن تعلَّم فللحصولِ على الشهوات، وإذا جمع المالَ فللشهواتِ، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات، إنه يجودُ بكلِّ شيءٍ للوصول إلى الشهواتِ ! لا نريد اليوم أن نُدخِل المسلم إلى النّصرانيّة، ولكنّنا نكتفي بإخراجه من الإسلام ..".

أيّها المنصّرون، إن مهمّتكم تتمّ على أكمل الوجوهِ !

هذا ما قاله منذ أكثر من ستّين سنة، يوم كانت أساليب الشّهوات ضئيلةً جدّا، فكيف بها اليوم ؟

السّبب الثّاني: ومن أعظم الأسلحة الفتّاكة التي يستعملها الأعداء، والّتي يبذلون قُصارى جهدهم لإخراجها من طاعة الرّحمن إلى اتّباع الشّيطان: "المرأة"..فإذا أردت هدم شيء فاهدمه من داخله، وعمود الأسرة هي المرأة..

لذلك قال قائلهم:" كأس وغانية يفعلان في أمّة محمّد ما لا يفعله الجيوش الجرّارة "..

فالأديب
سخّر شعره ونثره، والكاتب أوقف قلمه، والصّحفيّ نفث سمّه .. الجميع أجلبوا
بخيلهم ورَجِلِهم، ونزلوا بكلّ ثِقلهم ليصدّوا المرأة عن دينها الّذي هو
عصمة أمرها.

السّبب الثّالث:
هذا الكيد المبين، وهذا التّكالب العظيم لضرب الأسرة، يقابله تساهل النّاس
في شأن المرأة، فقصّروا في كثير من الأمور، حتّى كبرت المرأة وهي معتادة
على لبس القصير، والخروج الكثير، والاختلاط بالرّجال، وغير ذلك ممّا
سنبيّنه..

السّبب الرّابع: أنّ المرأة ثغرة ينفذ منها العدوّ بسهولة، فلا بدّ من حراسة الفضيلة، ونبذ كلّ حبال الفُحش والرّذيلة ..

إذا أدركت ذلك أدركت السرّ الّذي جعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوصِي بالمرأة، وفي الوقت نفسه يُكثر من التّحذير منها..

وذلك لأنّ المرأة سيف ذو حدّين.. إن استُعمِلت في الخير نالت به أعظمَ الرُّتب، وبلغت أرقى المنازل، وإن انخلعت عن دينها، وتخلّفت عن ركب نبيّها صلّى الله عليه وسلّم، كانت شؤما على الأمّة وسببا لكلّ همّ وغُمّة.

فمن النّصوص التي تحضّ على معرفة منزلة المرأة في الإسلام:

1-أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان من آخر وصاياه النّساء:

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ
وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ
)). وكان ذلك عام حجّة الوداع.

2-وكان ميزانه صلّى الله عليه وسلّم الّذي يزن به الرّجل هو عشرته لأهله، لأنّ المرأة إذا نفرت من الرّجل فلتت منه ولن يقدر على أمرها ونهيها، فقد روى أبو داود والتّرمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )).

3-وحضّ على الاعتناء بالبنات خاصّة ورعايتهنّ:

فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلّى الله عليه وسلّم:

(( مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ )).

4-وقد شبّه الله تبارك وتعالى المرأة باللّباس: فقال تعالى:{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُن} [البقرة: من الآية187]، ومن طبيعة المرء أن يحسِن اختيار لباسه، وأن يعتني به، فإنّه زينة المرء، ومصدر دفئه، وأقرب شيء إلى العبد هو لباسه.

وغير ذلك من النّصوص الّتي تدلّ على وجوب الاعتناء بتربية المرأة ، ورعايتها، والحفاظ عليها.

5-أباح الله الموت للحفاظ عليها: فقد روى التّرمذي والنّسائي عن سعيدِ بنِ زيد رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( مَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ )) فنال مرتبة الشّهادة بدفاعه عن امرأة.

وكأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعلن الحرب الطّاحنة، والهيجاء السّاخنة على من مسّ كرامة المسلم في أهله، فما بال أعراض المسلمين تُباع هنا وتعرض هناك وهم صامتون ؟!

ها هي "حرب الفجّار"
الّتي قامت بين قريش وهوازن، كانت بسبب أن تعَرّض شبابٌ من كِنانة لامرأة
واحدة، أرادوا أن يكشفوا وجهها فنادت: يَا آلَ بَنِي عَامِر ! .. فأجابتها
سيوف بني عامر ؟

هذه النصوص تدلّ على أهمّية حراسة المرأة، لأنّها هي مركز العفاف والفضيلة.

وفي الوقت نفسه، نرى كثرة الأحاديث الّتي تحذّر من المرأة خاصّة:
1-فهي مصدر أعظم فتنة: ففي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ)).

وتأمّل كيف خصّها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالتّحذير: حيث قال: (( فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ))، مع أنّ النّساء من الدّنيا، ولكنّه صلّى الله عليه وسلّم خصّهنّ بالذّكر لعظم شأنهنّ.

2-أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عدّ المرأة كلّها عورة، وينبغي للإنسان أن يستر عورته، وكلّ شيء يقبل التّجديد والاستعادة إلاّ شرف المرء ورجولته.

3-أنّها أعظم وسيلة يصطاد بها الشّيطان العباد: روى التّرمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ )).

4-أنّها ناقصة عقل ودين: ففي الصّحيحين عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ:

(( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ! تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ )) فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: (( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ )).

قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: (( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ )) قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: (( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )).

وهذا الخطاب موجّه إلى الكُمَّل من نساء العالم، من رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ، فكيف بغيرهنّ ؟
ومعلوم
ممّن لحظ واقع المرأة اليوم أنّ المرأة سريعة الانقياد وراء عواطفها، ممّا
سهّل المهمّة على أعداء هذا الدّين في استغلالها لضرب تعاليم الإسلام،
وهدم صروح الإيمان. ولو وعظتها لسمعت، ولو سمعت لنسيت، لذلك:
5-وصفها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّها لا تثبت: روى الإمام أحمد عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَسْتَقِيمُ لَكَ الْمَرْأَةُ عَلَى خَلِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، إِنَّمَا هِيَ كَالضِّلَعِ، إِنْ تُقِمْهَا تَكْسِرْهَا، وَإِنْ تَتْرُكْهَا تَسْتَمْتِعْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ )).

وغير ذلك من الأمور الّتي تبيّن لنا أنّ المرأة لا بدّ من الاعتناء بها، وعدم التّساهل معها.
من
استحضر هذه النّصوص ولم يضرب بعضها ببعض، علم أنّ الإسلام يُكرِم المرأة
إن تحرّرت من عبوديّة غير الله، ويهين المرأة إن تحرّر من العبوديّة لله،
شأنها شأن كلّ مطيع وعاص: فهذه اليد ما أعظم قيمتها عند بارئها ! حتّى جعل
الدّية لقطعها خمسمائة دينار ! ولكنّه سبحانه أمر بقطعها لو سرقت ربع دينار،فلمّا كانت أمينة كانت ثمينة، ولمّا خانت هانت.

الخطبة الثّانية:
فليس هناك أعظم خطرا على هذا الدّين من جهل أهله، قبل كيد أعدائه، فالله تعالى قد قال:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: من الآية120].

وإنّنا سنقف في خطبنا هذه مع أصناف من النّاس هم المحرّك لهذه الفتنة العمياء، والمحنة الهوجاء:

أوّلهم: المنفّرون. ثانيهم: المتآمرون. ثالثهم: المنهزمون.

أمّا المنفّرون: فهم قوم أتوا الأمور من غير أبوابها، ووضعوا الأشياء في غير أيدي أصحابها، وهم قوم أساءوا إلى المرأة، وابتعدوا عن تعاليم ربّهم، ممّا جعل التّهمة توجّه إلى الإسلام لا إليهم،
فكم من امرأة تشكو زوجها، وأخرى تشكو أخاها، وثالثة تشكو أباها: ضربٌ
وشتم، واحتقار وإهانة .. ونسُوا الآيات البيّنات والأحاديث المشرقات التي
تدعو إلى حسن المعاملة، وإلى الانبساط والمجاملة، قال تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: من الآية19].
وروى التّرمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ )). وسنعود إلى هؤلاء إن شاء الله.

هذا الجهل قد أدّى إلى ظهور طائفتين من النّاس، ممّا جعل واقع المرأة يضيع بين المنهزمين، والمتآمرين..

أمّا المتآمرون فهم: ذئاب البشر، الّذين لا همّ لهم إلاّ الوصول إلى استغلال المرأة لتحقيق أغراضهم، فنادوا بتحرير المرأة، وهم يريدون تعبيدها لأنفسهم، ونادوا بالتطوّر والتقدّم لِيطوّروا أعماهم وأرباحهم. فلا شكّ أنّ عالم اليوم عالم الموضات والشّهوات، ولو تستّرت المرأة لضاعت أرباحهم .. ونادوا بالاختلاط ومزاحمة رجال الأعمال وهم يريدون منها أن تحقق لهم كلّ الأمانيّ والآمال.

خدعـوها بقولهـم حسناء *** والغـواني يغرّهـن الثّـناء

نظـرة فابتسـامة فكـلام *** فسـلام، فمـوعد، فلقـاء

فاتّقوا الله في قلوب العذارى *** إنّ العذارى قلوبهـنّ هـواء


وهؤلاء سنقف معهم طويلا.

أمّا المنهزمون، فأرادوا أن يدفعوا التّهم الموجّهة إلى الإسلام، فراحوا يُبيحون للمرأة ما لا يحلّ، حتّى أوشك الدّين أن يرتحل !

وللأسف في الوقت الّذي يجب علينا أن نصدّ عدوان المعتدين، وكيد الكائدين، نسمع من هنا وهناك من يظهر على القنوات الفضائيّة يضرّ الإسلام أكثر ممّا ينفعه: ترى على وجهه مسحة انهزام، ولا ترى عليه مسحة التزام !
ماذا يريدون ؟ عصرنة الإسلام زعموا، فلماذا تطالبون الإسلام أن يتعصرن، ولا تطالبون العصر أن يُسلم ؟!

فنوصي
أخيرا أختنا المسلمة بالصّبر والثّبات، فما هي إلاّ أنفاس قليلة وترحلين
إلى جنّة عرضها الأرض والسّموات، واعلمي أنّ حلاوة الدّين في غربته، ولذّة
الهدف في صعوبته، وتذكّري النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي ستلقينه على
الحوض: (( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء )).





***
يتبع بإذن الله..






التوقيع :
...




***

قال بعض السلف :
متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم انه يريد ان يعطيك وذلك بصدق الوعد بإجابة من دعاه الم يقل الله تعالى : "فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
من مواضيعي في المنتدى
»» وزير ليبي: القذافي حاقد على الرياض وحاول اغتيال العاهل السعودي
»» هل هذا الحديث صحيح؟؟
»» مقالات اسلامية في فضائل الامازيغ
»» آخر فتاوى الشيعة :كيف تتهرب من الصوم في الحر الشديد في رمضان
»» موقع رمضاني رائع جدا
 
قديم 15-12-13, 09:23 AM   رقم المشاركة : 2
درة الايمان
أملي في الله ربي







درة الايمان غير متصل

درة الايمان is on a distinguished road


الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة


الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد
شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة ..
حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة
بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- صنف على الفطرة،
لا ترضى بالرّذيلة، وتحبّ كلّ سبل الفضيلة، ولكنّه صنفٌ لا يدري بما يُكاد
له في وضح النّهار، كالرّيشة في مهبّ الرّيح ما لها من قرار.

- وصنف منهنّ تغيّرت فطرتهنّ، والشّيطان سكنهنّ، فرضيت بالدنيّة، والخزي والرزيّة.

- وصنف منهنّ علم بمكر الأعداء،
ولكنّه اكتفى بالصّبر على المشاقّ والعناء، إن بذلت جهدا في صدّ العدوّ
اكتفت بالدّعاء، وهذه ليست بمأمَنٍ على نفسها، ويوشِك أن تقع على أمّ
رأسها.

- وصنف هنّ أنفس من كلّ عزيز، وأعزّ من الكبريت الأحمر والخالص من الإبريز، لا ترضى الواحدة منهنّ إلاّ أن تقاوم، سؤالها ورجاؤها ما قالته أمّ سلمة للنبّيّ صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَسْمَعُ اللهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ والجهاد ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:195].

وإنّنا سنتحدّث اليوم إن شاء الله تعالى
عن أساليب هؤلاء المتآمرين، وكثير من النّاس يُتعب نفسه، ويرهق حاله
لتحديد هويّة أولئك المتآمرين، وهذا لا فائدة منه، فيكفينا أن نعلم أنّهم
كما وصفهم ربّهم:{كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.

نبيّن حالهم، وتاريخهم، ووسائلهم، امتثالا لقول الله تبارك وتعالى:{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55]، وامتثالا لقوله سبحانه:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التّحريم:9].

ومعنى جهاد المنافقين: هو ردّ غاراتهم، وكشف مؤامراتهم، بالحجّة والبرهان، وبسلاح السنّة والقرآن.

ولكنْ، هناك أمران اثنان أرجو توضيحهما:

الأوّل:
إنّنا لن نبيّن عوار الشّيوعيّة الماركسيّة، والماسونيّة الصهيونيّة،
والعلمانيّة الإلحادية، والحملات الصّليبيّة، بقدر ما نبيّن الضّربات
العربيّة، فهي كما قال طرفة:

وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهنّد

الثّاني: أنّنا لن نكون في خطبنا هذه مدافعين، كما يحلو الحديث لكثير من المنهزمين، الّذين أصيبوا بعقدة نفسيّة بسبب الضغط الغربيّ:

فيوم اعترض الغربيّون على ما في الإسلام من أحكام الجهاد، قال المنهزمون: ما لنا وللجهاد يا سادة ؟ نعوذ بالله من هذه الهمجيّة.

ويوم اعترضوا على الرقّ، قال المنهزمون: حرام عندنا أصلا العبوديّة.

ويوم أطالوا لسان القدح في تعدّد الزّوجات، راح المنهزمون ينسخون بضلالهم وجهلهم آيات القرآن ويحرّفون الكلم عن مواضعه.

ويوم اعترضوا على بعض أحكام الزّواج والطّلاق، راح المنهزمون قائلين: يحتاج الأمر إلى تعديل وإصلاح مواقعه.

حتّى قال الغربيّون: لا بدّ من مساواة المرأة للرّجل في كلّ الأحوال، سارع المنهزمون قائلين: سبحان الله ! هذا هو ديننا فهنّ شقائق الرّجال.

لن نكون كذلك إن شاء الله، بل علينا أن نجعل نُصب أعيننا قولَ ربّنا، وخالقنا ومليك أمورنا:{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ
شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ
يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
[الكهف:29].

وإليكم هذه الكلمات في بيان تاريخ هذه الحرب، وذلك في نقاط ثلاث:

الأولى: تاريخ المرأة القديم. الثّانية: بداية الغزو.الثّالثة: آثار هذا الغزو.

النّقطة الأولى: تاريخ المرأة القديم. وسترون أنّ التّاريخ يعاد من جديد.

أمّا عند العرب: فلا يخفى على أحد أنّ المرأة قبل الإسلام الّذي جعلها خير متاع الدّنيا، كانت في نظر النّاس من سقط المتاع، إمّا أن تدفن حيّة، أو تحيا مدفونة.

أمّا
أنّها كانت تُدفن حيّة، فأمر كان يفعله كثير من قبائل العرب، وهو وأد
البنات، يرون أنّهنّ مصدر عار وشنار، فبتّوا فيهنّ أبشع قرار:{وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاْنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59]، فيحفرون لها حفرة، ويدفِنونها وهي حيّة، إمّا مخافة الحاجة والإملاق، أو مخافة السّبي والاسترقاق.

قال ابن عبّاس رضي الله عنهما:
كانت المرأة في الجاهليّة إذا حملت حفرت حفرة، وتمخّضت على رأسها، فإن
ولدت جارية رمت بها في الحفرة، وردّت التّراب عليها، وإن ولدت غلاما حبسته.

وقال قتادة رحمه الله: كانت الجاهليّة يقتل أحدهم ابنته ويغذو كلبَه ! فعاتبهم الله على ذلك فقال تعالى في بيان أهوال القيامة:{وَإِذَا الْمَوْءودَةُ سُئِلَتْ بِأَيّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8، 9]..

وقوله تعالى: (سُئِلَتْ) سؤال الموءودة سؤال توبيخ لقاتلها، كما يقال للطّفل إذا ضُرِب: لم ضربت ؟ وما ذنبك ؟ قال الحسن: أراد الله أن يوبّخ قاتلها.

وقرأ الضحّاك وأبو الضّحى عن جابر بن زيد وأبي صالح: (وإذا الموءودة سَأَلَتْ ) فتتعلق الجارية بأبيها فتقول: بأيّ ذنب قتلتُ ؟

ولا
تزال لوثة الجاهليّة على عقول كثير من المسلمين، إذ صاروا طائفتين: رجال
يدفنون بناتهم دفنا معنويّا، فتعيش في كنفه حقيرة مهانة، ينظر إليها نظرة
ازدراء، بل إنّ بعضهم لا يزال يقول إذا ذكر زوجه او بنته: حاشاك !

ورجال: دفنوا شرف نسائهم، وهو ما فرّ منه أهل الجاهليّة الأولى.

وكانوا في الجاهليّة إذا لم يقتلوا البنت في صغرها أهانونها في كبرها، وذلك من وجوه كثيرة:

1- فكانوا لا يورّثونها من قريبها إذا مات، ويقولون: إنّما يرث من حمل السّلاح وحمى الذّمار، فأنزل الله تعالى:{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً
} [النساء:7].

2- بل كانوا يعدّونها من جملة المتاع الّذي يورث عن الميّت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عبّاس رضي الله عنهما
قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحقّ بامرأته، إن شاء بعضهم
تزوّجها، وإن شاءوا زوّجوها، وإن شاءوا لم يزوّجوها، فهم أحقّ بها من
أهلها، فنزلت:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء:19].

3-
وكان العرب إذا مات الرّجل وله زوجة وأولاد من غيرها كان الولد الأكبر
أحقّ بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثاً كبقيّة أموال أبيه، فعن ابن
عبّاس رضي الله عنهما
قال:" كان الرّجل إذا مات أبوه أو حموه، فهو أحقّ بامرأته، إن شاء أمسكها،
أو يحبسها حتّى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها، فأنزل الله تعالى قوله:{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً} [النّساء:22]، وقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً} [النساء: من الآية19]".

4-
كان الرّجل في الجاهليّة يتزوّج العدد الكثير من النّساء من غير حصر بعدد،
ويسيء عشرتهنّ، فلمّا جاء الإسلام حرّم الجمع بين أكثر من أربع نساء،
واشترط العدل بينهنّ في الحقوق، قال تعالى:{فانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[النساء:3].

5- ومنهنّ من كُنّ يُزوّجن أبشع أنواع الزّواج:

كزواج الأخذان:
وهو أن يشترك مجموعة من الرّجال بالدّخول على امرأة واحدة، ثمّ يُعطونها
حقّ الولد تُلحِقه بمن شاءت منهم. فتقول: إذا ولدْتُ هو ولدك يا فلان،
فيلحق به ويكون ولده.

ومن ذلك نكاح الاستبضاع، وهو أن يرسل الرّجل زوجته لرجل آخر من كبار القوم لكي تأتي بولد منه يتّصف بصفات ذلك الكبير في قومه !

ومن ذلك نكاح المتعة وهو المؤقّت بأيّام معدودات.

ومن ذلك نكاح الشّغار،
وهو أن يزوّج الرّجل ابنتَه أو أختَه لرجل آخر على أن يزوّجه هو ابنته أو
أختَه دون مهر، وذلك لأنّهم يتعاملون على أنّ المرأة يمتلكونها كما يمتلكون السلعة.

وهذه الصّور كلّها حرّمها الإسلام، صيانة لعرض المرأة، وحفاظا على النّسل، قال عزّ وجلّ:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27].

6- وكذلك لم يكن للمرأة على زوجها أي حقّ.

7- وليس للطّلاق عدد محدود.

8-
وقد كانت العدّة للمرأة إذا مات زوجها سنة كاملة، وتحدّ على زوجها أشدّ
حداد وأقبحه، فتلبس شرّ ملابسها وتسكن شرّ الغرف، وتترك الطّهارة، فلا تمسّ
ماء، ولا تقلم ظفراً، ولا تزيل شعراً، ولا تبدو للنّاس في مجتمعهم، فإذا
انتهى العام خرجت بأقبح منظر وأنتن رائحة، فمحى الإسلام كلّ ذلك.

وغير ذلك من الصّور التّي قد يفوتنا ذكرُها.

أمّا عند النّصارى:
فقد كانت المرأة ذليلة مهانة مستعبدة، فالدّين النّصراني الّذي يدين به
العالم الغربيّ - ولا أقول الدّين المسيحيّ الّذي كان عليه عيسى عليه السّلام
ومن معه - يرى أنّ المرأة ينبوع المعاصي وأصل السيّئة والفجور، ويرى أنّ
المرأة للرّجل بابٌ من أبواب جهنّم فهي الّتي تحرّكه إلى الآثام.

وكيف لا وهم يقولون - وجعل أبناء المسلمين يردّدون ذلك - إنّ أمّنا حواء هي من أخرج آدم من الجنّة ؟!

فقالوا: إنّها مصدر المصائب الإنسانيّة جمعاء. وترى النصرانية أنّ العلاقة بالمرأة رجسٌ في ذاتها، وترى أنّ السّموّ لا يتحقّق إلا بالبُعد عن الزّواج !

مجتمعٌ يدين بهذه النظرة المقيتة لا يمكن أن ينصف المرأة ويضعها في موضعها اللائق بها، ولا يمكن أن ينظر إليها نظرة احترام وتكريم.

أمّا عند اليهود:
فلم يقلّ الحال عمّا عليه الآخرون، فكانوا يُلقّبونها باللّعنة، لا حقّ
لها إلاّ ما للبهائم من أكل وشرب واستمتاع، وإذا حاضت كانوا لا يؤاكلونها
ولا يحدّثونها.

روى البخاري ومسلم عن أنسٍ رضي الله عنه
قال: كَانَتْ الْيَهُودُ إِذَا حَاضَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ لَمْ
يُؤَاكِلُوهَا وَلَمْ يُشَارِبُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبُيُوتِ،
فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك، فَأَنْزَلَ الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم
أَنْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَيُشَارِبُوهُنَّ، وَأَنْ يَكُونُوا مَعَهُنَّ فِي
الْبُيُوتِ، وَأَنْ يَفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا النِّكَاحَ.
فَقَالَتْ الْيَهُودُ: مَا يُرِيدُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا
إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ.

هذا حال أهل الدّيانات، فلا تسَل عن حال غيرهنّ من المجوس الّذين كانوا يبيحون للرّجل أن يتزوّج ابنته وأمّه وسائر المحارم !

ولا تتحدّث عن الإغريق والرّومان والهنود.

ولم تزل الكنيسة تُصرّح بهوان المرأة إلى أن جاء القرن الثّامن عشر - أي: قبل 180سنة تقريبًا فقط - فقد كان الرّجال في بريطانيا يبيعون زوجاتهم ! فصدر قانون يمنع ذلك في عام 1830م. وبعد ذلك جاء المؤتمر المنتظر وخرج الأوروبّيون منه بقرار واكتشاف لا بدّ من التّصريح به: أنّ المرأة إنسان كالرّجل !

وتعالوا بنا الآن إلى:

النّقطة الثّانية: تاريخ المرأة الحديث:

فقد اجتمع لدى أنصار تحرير المرأة أربعة أسباب حرّكت ثورتهم، وألهبت دعوتهم:

- السّبب الأوّل:
أنّه لا شكّ أمام هذا الهوان الّذي كان يُسلّط على المرأة، كان لزاما أن
تُطالب بالتحرّر؛ لأنّها عبوديّة لغير الله، ومن عبد غير الله وقع في
عبوديّة سواه.

- السّبب الثّاني: الشّهوات المركّبة في بني البشر، فكلّ يريد أن يعيش حياة بلا قيود، وحرّية بلا حدود.

- السّبب الثّالث: هدم معاقل الإسلام..

فقد
رأى هؤلاء أنّ المرأة نصف المجتمع، وهي التي تلد وتحضن وتُأوي النّصف
الآخر، فكانت هي المجتمع كلّه .. وأنّها بمثابة القلب إذا صلحت صلح سائر
الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد .. وهي حارسة القلاع، وحامية البقاع، فإذا
نام الحارس أو ضاع، فقل على القلعة السّلام.

يقول خبثاء صهيون في بروتوكولاتهم: ( علينا أن نكسب المرأة، ففي أيّ يوم مدّت إلينا يدها ربحنا القضيّة ).

ويقول ميدروبيرغر:" إنّ المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلاميّ على جرّه إلى التحلّل والفساد ".

ويقول أحد المصريّين في كتابه:" المرأة والحجاب":" إنّه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلاميّ في المشرق إلاّ أن تتغيّر المرأة ".

ويقول جان بوكارو في كتابه"الإسلام والغرب":" إنّ التأثير الغربيّ لا يكون له أثر مثل ما يكون على المرأة "..

- السّبب الرّابع:
أنّ ميدان المرأة يدرّ عليهم الأموال الطّائلة، فعالم الأزياء والموضات
فرض نفسه، ولا يخفى أنّ أكبر الأغنياء وأثرى الأثرياء من يعمل في عالم
الدّعارة، وهاهي شبكات الإنترنت اليوم خير دليل على ذلك، فقد بلغ عدد
المواقع الإباحيّة أكثر من مليون موقع !

وهذا
عالم السّينما الّذي سيطر على العالم نرى أنّ أكثر الأفلام انتشارا هي
الّتي تتحدّث عن علاقات الجنسين .. فهل يُمكن لهؤلاء أن يُضيّعوا فرصتهم ؟

ما صدّهم عن الانتشار في العالم الإسلاميّ إلاّ حفاظ المرأة على عفّتها وكرامتها، فكان لا بدّ من الغزو.

وبدأ غزو ديار الإسلام .. وبدأت حركة تحرير المرأة .. تحريرها من عبوديّة الله، لتكون لهم أَمَةً.

الخطبة الثّانية:

الحمد
لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين،
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وليّ الصّالحين، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله،
إمام الأنبياء وسيّد المرسلين، صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أجمعين، أمّا بعد:

فإنّ حركة تحرير المرأة حركة علمانية، نشأت في مصر في بادئ الأمر، ثمّ انتشرت في أرجاء البلاد العربيّة والإسلاميّة، تدعو إلى تحرير المرأة ! من الآداب الإسلاميّة،
والأحكام الشّرعية الخاصّة بها مثل الحجاب، وتقييد الطّلاق، ومنع تعدّد
الزّوجات، والمساواة في الميراث، وتقليد المرأة الغربيّة في كلّ أمر، ظلام
هي حتّى مدخل القبر.

وانتشرت دعوتها من خلال الجمعيّات ! والاتّحادات النّسائية في العالم الغربي.

وقد سبق إنشاء هذه المنظّمات تأسيسٌ نظريّ فكريّ، ظهر من خلال كتب ثلاثة ومجلة صدرت كلّها في مصر:

- كتاب:"المرأة في الشرق" تأليف مرقص marcus
فهمي المحامي، دعا فيه إلى القضاء على الحجاب، وإباحة الاختلاط، وتقييد
الطّلاق، ومنع الزّواج بأكثر من واحدة، وإباحة زواج المسلمات من النصارى.

- كتاب:" تحرير المرأة " تأليف قاسم أمين، نشره عام 1899م،
بدعم من الشّيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد. زعم فيه أنّ حجاب
المرأة السّائد ليس من الإسلام، وقال: إنّ الدّعوة إلى السّفور ليست
خروجاً عن الدين.

- كتاب: "المرأة الجديدة" ! تأليف قاسم أمين أيضاً -نشره عام 1900م- ويتضمّن أفكار الكتاب الأوّل، واستدلّ فيه على أقواله وادّعاءاته بآراء الغربيين.

- "مجلة السّفور"، صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى، من أنصار سفور المرأة، وتركز على السفور والاختلاط.

وكان سبب إنشاء هذه المجلّة يوم دعا سعد زغلول النّساء اللّواتي تحضرن خطبته أن يُزِحْن النّقاب عن وجوههنّ ! وهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمّد سلطان الّتي اشتهرت باسم: هدى شعراوي ! وهي مؤسّسة الاتّحاد النّسائي المصريّ، وكان ذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى.

واتبعتها النّساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.

ثمّ اشترك النّساء بقيادة هدى شعراوي في ثورة سنة 1919م فدخلن غمار الثّورة بأنفسهنّ، وبدأت حركتهنّ السياسيّة بالمظاهرة الّتي قمن بها صباح 20 مارس سنة 1919م .

ثمّ تأسّس الاتّحاد النّسائي في أفريل 1924م بعد عودة هدى شعراوي من مؤتمر الاتّحاد النّسائي الدّولي الذي عُقِد في روما ! عام 1922م .. ونادى الاتّحاد بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي وقاسم أمين.

- وبعد عشرين عاماً انعقد مؤتمر الاتّحاد النّسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربيّة ! وقد رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتّى أنّ زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت أرسلت برقيّة مؤيّدة للمؤتمر !.

وبعد أربع سنوات بعد ذلك وقعت القدس في براثن اليهود الصّهاينة !

ومن أبرز شخصيات حركة تحرير المرأة:

- محمد عبده: كما في مقالات "الوقائع المصرية"، وفي "تفسيره لآيات أحكام النساء"[1].

-سعد زغلول: زعيم "حزب الوفد المصريّ"، الّذي أعان قاسم أمين على إظهار كتبه، وشجّعه في هذا المجال.

-لطفي السيد: الذي أطلقوا عليه اسم: أستاذ الجيل ! وظلّ يروّج لحركة تحرير المرأة على صفحات الجريدة لسان حال حزب الأمّة المصري في عهده.

-صفية زغلول زوج سعد زغلول، وابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء آنذاك وأشهر صديق للإنكليز.

-هدى شعراوي ابنة محمد سلطان باشا، الذي كان يرافق الاحتلال الإنكليزي في زحفه على العاصمة، وزوجة علي شعراوي باشا أحد أعضاء حزب ( الوفد ).

-سيزا نبراوي
( واسمها الأصلي زينب محمد مراد )، وهي صديقة هدى شعراوي في المؤتمرات
الدولية والداخلية. وهما أوّل من نزع الحجاب في مصر بعد عودتهما من الغرب،
إثر حضور مؤتمر الاتّحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما 1922م .

-درّية شفيق:
من تلميذات لطفي السّيد، رحلت وحدها إلى فرنسا لتحصل على الدّكتوراه، ثمّ
إلى إنكلترا، وصوّرتها وسائل الإعلام الغربية بأنّها المرأة التي تدعو إلى
التّحرّر من أغلال الإسلام وتقاليده مثل: الحجاب والطلاق وتعدد الزّوجات.

ولمّا عادت هذه المرأة إلى مصر شكّلت حزب ( بنت النيل ) في عام 1949م بدعم من السّفارة الإنكليزية والسّفارة الأمريكية.

وقد قادت درية شفيق مظاهرات مشهورة، حيث أضربت النساء فيها عن الطّعام حتّى الموت إذا لم تستجب مطالبهنّ. وأجيبت مطالبهنّ.

-سهير القلماوي:
تربّت في الجامعة الأمريكية في مصر- وتخرّجت من معهد الأمريكان- وتنقّلت
بين الجامعات الأمريكية والأوربية، ثم عادت للتدريس في الجامعة المصرية .

-أمينة السعيد: وهي من تلميذات طه حسين، الأديب المصري الذي دعا إلى تغريب مصر، وقد ترأسّت " مجلة حواء ".

ومن
أقوالها في عهد عبد الناصر:" كيف نخضع لفقهاء أربعة وُلِدوا في عصر الظلام
ولدينا الميثاق ؟". تقصد ميثاق عبد الناصر الذي يدعو فيه إلى الاشتراكية.

-د: نوال السعداوي: زعيمة الاتحاد المصري حالياً.

النّقطة الثّالثة: آثار هذا الغزو.

لقد سقطت مصر في هذا الحضيض، فلا تسأل عن تركيا:

فبمجرّد سقوط الدّولة الإسلاميّة عام 1924م صدر قانون مدنيّ يوافق القانون السّويسري، حرّم فيه أتاتورك تعدّد الزّوجات، ومنع الحجاب، وقيّد الطّلاق، ودعا إلى التّعليم المختلط، حتّى صارت المرأة التّركيّة أشبه بالمرأة السّويسريّة.

وقد صفها جان رو قائلا:" المرأة التّركيّة هي المرأة العصريّة ".

وفي عام 1930م صدر قانون مدنيّ تركيّ بإباحة زواج النّصراني من المسلمة !

يقول شكيب أرسلان رحمه الله:" فأنت ترى أنّ المسألة ليست منحصرة في الحجاب، ولا هي مجرّد حرّية في الذّهاب والمجيء، بل هناك سلسلة طويلة ".

وبعد
سقوط مصر، سقطت الشّام، ودول الخليج، ودول المغرب العربيّ، وهم اليوم أشدّ
شراسة من الماضي، وقد كان في الماضي مقاومون، كأمثال أعضاء جمعيّة العلماء
المسلمين، وأتباعهم، فهل هناك من نصير هذه الأيّام ؟!

هذه بعض الوقائع التي تدل دلالة لا ريب فيها على صلة حركة تحرير المرأة بالقوى الاستعمارية الغربية.

رجاؤنا فيك كبير أيّتها الأخت المسلمة.. لتصدّي عن بنات المسلمين مثل هذا الطّوفان ..

ننقل
لك هذه المعلومات لنعلم جميعا أنّ ما نراه اليوم من فساد عريض، لم يكن
وليد الصّدفة، أو وليد عمل يوم أو يومين، كلاّ.. إنّها أشواك زرع دام سنين
وسنين .. فهل من متصدّيات لهؤلاء المفسدات ؟!

نادوا بتحرير الفتاة وألّفوا فيه الكتاب *** رسموا طريقا للتبرّج لا يُضيّعه الشّباب

يا أختنا هم ساقطون إلى الحضيض .. إلى التّراب

يا أختنا صبرا تذوب ببحره كلّ الصّعاب *** يا أختنا أنت العفيفة والمصونة بالحجاب
يا أختنا فيك العزيمة والنّزاهة والثّواب





°°°




[1] [
انظر: التفاصيل في كتاب المؤامرة على المرأة المسلمة د. السيد أحمد فرج ص
63 وما بعدها . دار الوفاء سنة 1985م، "كتاب عودة الحجاب" الجزء الأول
د.محمّد أحمد بن إسماعيل المقدم
حفظه الله].







التوقيع :
...




***

قال بعض السلف :
متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم انه يريد ان يعطيك وذلك بصدق الوعد بإجابة من دعاه الم يقل الله تعالى : "فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
من مواضيعي في المنتدى
»» حين تقطر الأحرف دمًا .
»» هدية مني لاخواننا بالسعودية..
»» الشورى السعودي: لم نتلق أي طلب لمناقشة قيادة المرأة للسيارة
»» كيف تعرفت على الشبكة ؟ وأسألة أخرى .. أرجوا التفاعل من الجميع
»» الشيخ العمر:بلاد الحرمين مستهدفة وموضوع قيادة المرأة له أبعاد أخرى
 
قديم 16-12-13, 09:35 AM   رقم المشاركة : 3
درة الايمان
أملي في الله ربي







درة الايمان غير متصل

درة الايمان is on a distinguished road


الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد
رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين
مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة ..
ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة
العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

أنت ابنة العُرب والإسـلام عِشتِ به *** في حضن أطهـر أمٍّ من أعـزّ أبِ

فلا تبـالي بما يُلقُـون مـن شُـبَـهٍ *** وعندك الشرع إن تدعِيه يستجِبِ

سليه: من أنا؟ من أهلي؟ لـمن نسبي؟ *** للغرب، أم أنا للإسلام والعرب ؟

لمن ولائـي؟ لمن حبِّي ؟ لمن عملـي ؟ *** لله، أم لدعاة الإثـم والكـذب

سبـيـل ربّـك والقرآن منهـجـه *** نور من الله لم يُحجَب، ولم يَغِبِ

فاستمسكي بعُـرى الإيمان واصطبري *** وصابري، واصبري لله، واحتسبي

وإنّ موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله هو:" كيف نصدّ هذه الغارة
؟ "، وذلك من خلال بيان نقاط ثلاث، كلّها في تصحيح المفاهيم، وإزالة
اللّيل البهيم، وسترون أنّ أعظم سلاح لصدّ هذا الغزو هو التسلّح بالعلم
الصّحيح:

1-العلم بمكانة المرأة في الإسلام. 2-معرفة المفهوم الصّحيح للمساواة. 3-العلم بالفوارق بين الرّجل والمرأة.

أوّلا: مكانة المرأة في الإسلام.

وهنا - إخوتي الكرام - لا بدّ أن نقول: إنّنا مع الأسف أصبحنا اليوم في وضع المُدافع
.. نريد دوْماً أن ندفع عن ديننا التُّهَم التي يلصقها به أعداؤه، وهذا -
والله - ضَعْفٌ وخَوَر، حدث في الأمة بسبب ترك ما أمر الله عزّ وجلّ به، وهو الدعوة إلى الله.

ولو

أنّنا قمنا بواجب الدّعوة إلى الله، وغزونا هؤلاء الكفار في عُقْر دارهم
بدعوتنا، وبينّا محاسن ديننا، وقمنا كذلك ببيان فساد دينهم الّذي هم عليه،
وأنّهم قد ظلموا المرأة والرّجل والطّفل معاً في تعاملهم، لو قمنا بذلك،
لما احتجنا أن ندافع عن ديننا؛ لأنّنا أصحاب حقّ، وصاحب الحقّ قويّ بحقّه.

ولكننحن اليوم بحاجة إلى إصلاح داخليّ في ذواتنا وأنفسنا، قبل أن نقوم بالإصلاح في الخارج، والله المستعان.

فإنّ
الإسلام لم يعتبر المرأة يوما جرثومةً خبيثة كما اعتبرها الآخرون، ولم
يعتبرها يوما سببا في خروج آدم من الجنّة كما يظنّه الجاهلون، إنّما قرّر
ما لم يُقرّره شرع مخلوق، ولا قانون بشر.

كما أنّ الإسلام لم يعتبر المرأة قط في يوم من الأيّام أنّها سيّدة هذا الكون، وإذا قالت كن فيكون.

تَحدّثْنا فيما سبق عمّا يريده أعداء هذا الدّين من كيد للإسلام والمسلمين، وأنّهم لما عجزوا عن مواجهة هذا الدّين بالسّلاح، واجهوه بالغزو الفكري الثّقافي للتّشويه والتّشكيك: تشويهه صورة الإسلام عند غير المسلمين، وتشكيك المسلمين في دينهم.

ومن أكبر أباطيلهم التي حاولوا نشرَها والترويج لها بين المسلمين مقولتهم الباطلة: بأنّ الإسلام قد ظلم المرأة وأهانها !

فنقف مع هذه التّهمة الباطلة، والمقولة الآثمة، لنبيّن بطلانها، ونرد على قائليها ومروّجيها من أعداء الله وأعداء رسوله صلّى الله عليه وسلّم ردّاً إجمالياً، ثم ردّاً تفصيلياً بعد ذلك بعون الله.

أمّا الردّ إجمالا: فإنّ من اعتقد أنّ الإسلام قد ظلم الإسلام وأهانها ! فقد نطق بالكفر – عياذا بالله -؛ ذلك لأنّ الإسلام هو دين الله عزّ وجل، رضيه لنا وأتمّ نعمته به علينا، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3].

فمن يعتقد أنّ الإسلام قد ظلم المرأة أو أهانها، فهو إنّما يقول إنّ الله عزّ وجلّ قد ظلم المرأة وأهانها ! تعالى الله عمّا يقول الجاهلون الظالمون علوّاً كبيراً، يقول الله تعالى:{وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49]، وقال سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء:40]. وقال عزّ وجلّ:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا} [يونس:44].

أمّا الردّ التّفصيليّ: فلنعلَمْ أنّه لم تعرف البشريةُ ديناً ولا حضارةً عُنيت بالمرأة أجملَ عناية، وأتمَّ رعايةٍ، وأكملَ اهتمام كدين الإسلام.

وإنّ
المرأة لم تكن في يوم من الأيّام مثار جدل بين المسلمين، ولا قضيّة تثار
بين المتكلّمين، فعلماؤنا تحدَّثوا عن المرأة كما تحدّثوا عن الرّجل،
وأكّدوا على مكانتها وعِظم منزلتها كما أكّدوا على مكانة الرّجل، فجعلها
الدّين مرفوعةَ الرأس، عاليةَ المكانة، مرموقةَ القدْر، لها في الإسلام
الاعتبارُ الأسمى والمقامُ الأعلى، تتمتّع بشخصيةٍ محترمة، وحقوقٍ مقرّرة،
وواجبات معتبرة. وذلك من وجوه كثيرة:

1-فالمرأة نعمة وهبةٌ من الله عزّ وجلّ: فقد أشاد الإسلام بفضل المرأة، ورفع شأنَها، وعدَّها نعمةً عظيمةً وهِبةً كريمة، يجب مراعاتها وإكرامُها وإعزازها، يقول المولى جل وعلا:{لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَـاواتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَن يَشَاء
إِنَـاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً
وَإِنَـاثاً
} [الشورى:49،50].

فرعى حقَّها طفلةً، وحثَّ على الإحسان إليها، ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ -وضمّ أصابعه-
)).

وفي صحيح مسلم أيضاً أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ وَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ )).

2- ورعى الإسلام حقَّ المرأة أمًّا، فدعا إلى إكرامها إكرامًا خاصًّا، وحثَّ على العناية بها:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَـاناً} [الإسراء:23].

بل جعل حقَّ الأمّ في البرّ آكدَ من حقِّ الوالد، فقد جاء رجل إلى نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، من أبرّ ؟ قال: (( أمّك ))، قال: ثم من ؟ قال: (( أمّك ))، قال: ثم من ؟ قال: (( أمّك ))، قال: ثم من ؟ قال: (( أبوك )) [متفق عليه].

3- ورعى الإسلامُ حقَّ المرأة زوجةً، وجعل لها حقوقاً عظيمة على زوجها، من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق بها والإكرام، قال صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ )) [متفق عليه].

وقال صلّى الله عليه وسلّم في حديث آخر: (( أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخيارُكم خياركم لنسائه )).

4- ورعى الإسلامُ حقَّ المرأة أختًا وعمَّةً وخالةً، فعند الترمذي وأبي داود قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( وَلاَ يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلاَثُ بنَاتٍ أَوْ أَخَوَاتٍ فيُُحْسِنَ إِلَيْهِنَّ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ )).

5- وفي حال كونِها أجنبيةً فقد حثَّ على عونها ومساعدتها ورعايتها، ففي الصّحيحين قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالقَائِمِ الَّذِي لاَ يَفْتُرُ، أَوْ كَالصَّائِمِ الَّذِي لاَ يُفْطِِرُ )).

6- وأعطاها الإسلام حقَّ الاختيار في حياتها، والتصرّف في شؤونها، وفقَ الضوابط الشرعية والمصالح المرعية، فقال جلّ وعلا:{وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} [النساء:19]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: (( لا تُنكح الأيم حتى تُستأمَر، ولا البكر حتى تستأذَن في نفسها )).

7- والمرأةُ في نظر الإسلام أهلٌ للثقة ومحلٌّ للاستشارة:
فهذا رسول الله أكملُ الناس علما، وأتمُّهم رأيًا، يشاور نساءَه
ويستشيرهنّ في مناسبات شتّى ومسائل عظمى، وكيف لا وهو يصفها بالسيّدة، فقد
روى ابن السنّي رحمه الله في " عمل اليوم واللّيلة " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدٌ، وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا )) [صحيح الجامع].

8- بل إنّ الإسلامَ يفرض للمرأة مبدأ الأمن الاقتصادي: وهذا لم يسبق له مثيلٌ، ولم يجاره بديل:

ذلك
حينما كفل للمرأة النفقةَ أمًّا، أو بنتاً، أو أختاً، أو زوجةً، وحتّى
أجنبية، لتتفرّغ لرسالتها الأسمى وهي فارغةُ البال من هموم العيش ونصب
الكدح والتكسُّب.

9- والمرأةُ في تعاليم الإسلام كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية، وفيما يترتّب عليها من جزاء وعقوبة، قال الله جلّ وعلا:{وَمَن
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرا
} [النساء:124].

فهي
كالرّجل في حمل الأمانة في مجال الشّؤون كلّها، إلاّ ما اقتضت الضرورةُ
البشريّة والطبيعة الجِبليّة التفريقَ فيه، وهذا هو مقتضى مبدأ التكريم في
الإسلام لبني الإنسان:{وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطَّيّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70].

وروى التّرمذي عَنْ أمِّ سلمةَ قالت: يا رَسُولَ اللهِ، لَا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، وأكّد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك بقوله: (( النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ )).

لذلك قطع الله كلّ كلام، وأبطل كلّ الأحلام الّتي قد يدّعيها الرّجل أو المرأة، وجعل الميزان هو التّقوى:{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
[الحجرات:13].

معاشر المؤمنين، هذه بعضُ مظاهر التكريم للمرأة في الإسلام، وذلك غيْضٌ من فيض، وقبضةٌ من بحر.

أيها
المسلمون، إن أعداءَ الإسلام تُقلقهم تلك التوجيهاتُ السامية، وتقضّ
مضاجعهم هذه التعليمات الهادفة، لذا فهم لا يقصّرون في بثّ دعواتٍ تهدف
لتحرير المسلمة من دينها ! والمروق من إسلامها !

ثانيا:
تصحيح مفهوم العدل والمساواة.

إنّ المطالِبَ بالمساواة بين الرّجل والمرأة إمّا أنّه مجنون مخبول، وإمّا جاهل لا يدري ما يقول، وإمّا كافرٌ مخذول.

فلا بدّ أنْ نفرّق -أيّها المسلمون- بين مفهوم العدل، ومفهوم المساواة، فالله أمر بالعدل بين الرّجال والنّساء، ولم يأمر قط بالمساواة:

ألا
ترون أنّه يجب العدل بين الصّغير والكبير، ولكن لا يقول أحدٌ إنّ الكبير
يأكل ما يأكله الصّغير، فهذا يُعطى ما يناسبه، وذاك يُعطى ما يناسبه، وهذا
هو العدل. فمن العدل ألاّ تسوّي بين الرّجل والمرأة في كلّ شيء، من العدل
أن يعمل الرّجل ويكدّ ويتعب وينفق، وتعمل المرأة في بيتها وتتعب وتكدّ،
ولكن لا نُسوّي بينهما.

من العدل أن يجاهد الرّجل لأنّه يناسبه، ولا تجاهد المرأة لأنّ هذا لا يُناسبها، وليس من العدل أن نوجب الجهاد عليها..

فلا بدّ أن نفرّق بين هذا وذاك..وهذا ما يُظهر جيّدا الفوارق بين الرّجل والمرأة..






التوقيع :
...




***

قال بعض السلف :
متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم انه يريد ان يعطيك وذلك بصدق الوعد بإجابة من دعاه الم يقل الله تعالى : "فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
من مواضيعي في المنتدى
»» موقف أهل البيت من الرافضة ومن عقائدهم
»» دليل المسجد الأقصى المبارك المصور
»» سبب الاجتماع
»» المراقب الحر انور مالك سيكون قريبا على قناة وصال ..
»» شمائل النبيّ صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ
 
قديم 16-12-13, 09:49 AM   رقم المشاركة : 4
درة الايمان
أملي في الله ربي







درة الايمان غير متصل

درة الايمان is on a distinguished road


الخطبة الثّانية.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

ثالثا: الفوارق بين الرّجل والمرأة.

يقول الله تبارك وتعالى:{وَلا
تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا
اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
} [النساء:32].

فكما خصّ المرأة بأمور تناسب طبعها، ونشأتها، أسقط عنها كثيرا من الواجبات التي أُلزم بها الرّجل، وحرّم عليها أمورا لا تليق بطبعها، وأباح لها أشياء تناسب طبعها.

فينهى الله تعالى كلاّ من الجنسين أن يتمنّى ما خصّ وفضّل به أحدهما عن الآخر، وذلك فيه من المفاسد ما لا يخفى:

- منها
الاعتراض على قدر الله وقضائه وعدم الرّضى عنه، ومتى حدث ذلك ذهبت
القناعة، وحلّ مكانها السّخط، وحاول كلّ منهما أن يلبس لباس الآخر؛ فتزلّ
به قدمه، وتندكّ عنقه.

- وفيه عدم تعظيم حكمته سبحانه، وهو القائل:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:من الآية54]، فلا يمكن أن يخالف أمرُه خلقه، وخلقه أمره.

ولأجل ذلك قال تعالى في أوّل سورة النّساء:{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} [النساء: من الآية1]، فإنّ لفظ (منها) رسالة إلى كلا الجنسين، فالرّجل يترفّق بشيء هو منه، والمرأة عليها أن تتذكّر أنّها فرعٌ منه، وبذلك تتّزن الأمور.

فهناك فوارق كونيّة، وفوارق شرعيّة، ومن رام لباس الآخر يكون قد صادم الشِّرعة، وخالف الفطرة، قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: (( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ )).

واالنّساء القانتات يقُلْن كما قالت امرأة عمران:{وَلَيْسَ الذّكّرُ كَالأُنْثَى}، والمارقات يقلن: ( هما سواء ).

والله تعالى يقول:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، والخارجون عن طاعته يقولون: ( درجتهما سواء ).

الله تعالى يقول:{وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}، والمتمرّدة على الله تقول: بل نتمنّى ما فضّل الله به بعضنا على بعض.

ذلك
لأنّ الذّكورة كمال خلقيّ، وقوّة طبيعيّة وذاك شرف الرّجل، والأنوثة نقص
وضعف، وذاك شرف المرأة، والله تعالى قد أشار إلى ذلك بقوله:{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18]، قال ابن كثير رحمه الله:

"
أي: المرأة ناقصة، يكمل نقصها بلبس الحليّ منذ تكون طفلة، وإذا خاصمت فلا
عبارة لها، بل هي عييّة، أو من يكون هكذا يُنسب إلى جناب الله ؟! فالأنثى
ناقصة الظّاهر والباطن، في الصّورة والمعنى، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها
بلبسها الحليّ وما في معناه، ليجبر ما فيها من نقص، كما قال بعض شعراء
العرب:

وما الحلي إلاّ زينة من نقيصة *** يُتمّم من حُسنٍ إذا الحُسن قصّرا

وأمّا إذا كان الجمال موفّـرا *** كحُسنك لم يحتج إلى أن يزوّرا "

وقال الشّنقيطي رحمه الله:"
ألا ترى أن الضّعف الخِلْقيّ والعجز عن الإبانة في الخِصام عيب ناقص في
الرّجال، مع أنّه يُعدّ من جملة محاسن المرأة التي تجذب إليها القلوب، قال
جرير:

إنّ العيون التي في طرفـها حَـوَرٌ *** قتلنـنا ثمّ لم يحييـن قتـلانا

يصرعْن ذا اللّب حتّى لا حِراك به *** وهنّ أضعف خلق الله أركانا "

وإليك أيّتها المرأة الفوارق بينك وبين الرّجل:

1- تخصيص النبوّة والرّسالة بالرّجل: قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [يوسف: من الآية109].وذلك لأنّ الرّسالة تقوم على مخالطة الرّجال، والسفر وشدّ الرّحال، وملاقاة الأعداء وأذاهم، وما يتبع ذلك من السّجن والتّعذيب.

2- تخصيص الرّجل بالإمامة والإمارة: فقد روى البخاري وغيره عن أبي بكرةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً )).

وذلك
لأنّ الحاكم عند المسلمين ليس مجرّد لوحة فنّية، أو زينة رسميّة للتّوقيع
والتّرقيع، وإنّما قائد مجتمع في الحرب والسّلم، يتفقّد الرّعية، ويخاطبهم،
يشاورهم.

قال تعالى وهو يبيّن المسخ الّذي وصل إليه بعض بني آدم:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [لأعراف: من الآية179]؛ وذلك لأنّ الحيوان قد يُدرك ما لا يدركه الإنسان، استمعوا إلى الهدهد وهو ينكر أن تتولّى المرأة أمر العامّة:{فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)} [النمل].

3- تخصيص فرضيّة الجهاد بالرّجل: فقد روى البخاري عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسولَ اللهِ ! أَلَا نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ ؟ فَقَالَ: (( لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ الْحَجُّ حَجٌّ مَبْرُورٌ )).

4- جعل شهادتها على النّصف من شهادة الرّجل: قال تعالى:{وَاسْتَشْهِدُوا
شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ
وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ
إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}
[البقرة:من الآية282]،
والحديث معروف في تقرير ذلك، وذلك لأنّ المرأة ملازمة للبيت، ويقلّ
خروجها، فتكون قليلة الاستيعاب للمعاملات التجارية، ممّا قد يوقعها في
الخطأ، والحقوق لا تقبل ذلك.

ولهذا
المعنى، ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ شهادة المرأة لا تُقبل في الجنايات،
لأنّ قلّة خروجها، يمنعها من حضور الجنايات، ولو حضرتها فإنّها يطير جأشها،
بل إنّها إن لم تقدر على الفرار فإنّها تغمّض عينيها وتصرخ وغير ذلك ممّا
يمنع من قبول شهادتها، وصدق القائل:

كتب القتل والقتال علينا *** وعلى الغانيات جرّ الذّيول

ومن
المسلّم أنّ الحدود تدرأ بالشّبهات، وهذا هو المعنى الملاحظ، لا إهانتها،
بدليل أنّ الشّرع أمر بقبول شهادتها وحدها فيما هو من اختصاصها كالولادة،
والثّيوبة والبكارة، وفي العيوب الجسديّة لدى المرأة، وفي الرّضاع، فقد روى
البخاري عن عقبَةَ بنِ الحارثِ أنّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ
أَبِي إِهَابٍ، قال: فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: قَدْ
أَرْضَعْتُكُمَا ! فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَأَعْرَضَ عَنِّي، قال: فَتَنَحَّيْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قال: (( وَكَيْفَ وَقَدْ زَعَمَتْ أَنْ قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا ؟!)) فَنَهَاهُ عَنْهَا.

5- ومنها أنّ ميراثها على النّصف من ميراث الرّجل غالبا: أقول غالبا لأنّ هناك حالتين يمكن أن يستوي فيها الذّكر والأنثى:

أ) الإخوة لأمّ. ب) وفي حالة ما إذا ترك الميّت أبا وأمّا وفرعا، فلكلّ واحد منهما السّدس.

6- أنّ هبتها على النّصف من هبة الذّكر: وإنّ العدل المأمور به بين الأولاد هو الجاري على أصول الشّريعة.

7- جعل الطّلاق بيد الرّجل: وهو ما يدلّ عليه قوله تعالى:{أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [البقرة:من الآية237]؛
وذلك لأنّه هو الذي يطلب الزّواج عادة، ويبذل المهر، ويُعِدّ سكن
الزّوجيّة، وهو من يملك شؤون الأهل وتنظيم البيت، وهو المنفق أثناء العدّة،
والمنفق على الأولاد مرحلة الحضانة، والمنفق على المرضع، ولا يمكن أن
يُترك هذا بيد المرأة لأنّه يضرّه.

كذلك أنّ من شأن الزّوج التريّث والنّظر في عواقب الأمور، بخلاف المرأة التي تنساق وراء انفعالاتها.

8- ومنها أنّ دية المرأة على النّصف من دية الرّجل في القتل الخطأ: أمّا القتل العمد فالقصاص واحد والنّفوس متساوية.

ولا
ريب أنّ البيت الذي يفقد الذّكر ليس كالبيت الذي يفقد الأنثى، فالزّوجة
التي تفقد زوجها، ليست كالزّوج الذي يفقد زوجته، والأولاد الذين يفقدون
أباهم ليسوا كمن فقدوا أمّهاتهم، ففقدان الأنثى فيه خسارة معنويّة، وفقدان
الذّكر فيه خسارة مادّية ومعنويّة.

9- ومنها إباحة تعدّد الزّوجات للرّجل دون تعدّد الأزواج للمرأة، والحكمة ظاهرة من ذلك جدّا.

10- ومنها إباحة الاستمتاع للرّجل بملك اليمين.

11- تحريم السّفر على المرأة دون محرم: فقد روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال: قال النّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ
)) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي
جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ ؟ فقال: (( اخْرُجْ مَعَهَا )).

12- تحريم صوم المرأة وبعلها شاهد إلاّ بإذنه، والحديث في الصّحيحين.

13- ومن الفوارق في الصّلاة: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ )). أي في الصّلاة.

14- وفي الحجّ: ما رواه أبو داود عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ )). أي في التحلّل من الإحرام.

15- وجوب الطّاعة للزّوج: فقد روى التّرمذي وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا )).

16- وفي صفوف الصّلاة: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا )).

17- ومن ذلك: ما رواه الإمام أحمد عن أمّ سلمة أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( خَيْرُ مَسَاجِدِ النِّسَاءِ بُيُوتُهُنَّ )).

18- ومنها: ما رواه أبو داود وغيره عن طارقِ بنِ شهابٍ عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوْ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ )).

19- ومنها: ما رواه التّرمذي وابن ماجه عن عائشةَ أنّ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَمَرَهُمْ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ.

وغير ذلك من الأمور التي من أجلها جعل الله القِوامة للرّجل على المرأة، كما قال:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: من الآية34].

لذلك يقول عزّ وجلّ:{وَلا تَتَمَنَّوْا
مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ
مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: من الآية32].

فمجرّد التمنّي نهى الله تعالى عنه، فكيف بالمطالبة به كما تدّعيه بعض المبادئ الهدّامة المعاصرة، فالإسلام قائم على المواساة لا المساواة.

والله الموفّق لا ربّ سواه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.






التوقيع :
...




***

قال بعض السلف :
متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم انه يريد ان يعطيك وذلك بصدق الوعد بإجابة من دعاه الم يقل الله تعالى : "فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
من مواضيعي في المنتدى
»» الدابي يدافع عن بشار.. والمعارضة تصف تقريره بـ"الملفق"
»» لماذا الزانية قبل الزاني.. والسارق قبل السارقة؟
»» مغامرات اللّيبراليين ببلاد الحرمين
»» لا تسبوا أصحابي
»» واشنطن: الثورة في إيران مسألة وقت
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "