وننقل شبهة نقلها مخالف من تفسير البيضاوي
عن مريم بنت عمران وجبريل
قيل قعدت في مشرقة للاغتسال من الحيض متحجبة بشيء يسترها. وكانت تتحول من المسجد إلى بيت خالتها إذا حاضت وتعود إليه إذا طهرت. فبينما هي في مغتسلها أتاها جبريل عليه السلام متمثلاً بصورة شاب أمرد سوي الخلق لتستأنس بكلامه، ولعله لتهييج شهوتها به فتنحدر نطفتها إلى رحمها.
و قد حاولوا الوهابية الدفاع عن عالمهم البيضاوي بكل السبل و لم يفلحوا فضلوا تنزيه عالمهم على أن ينزهوا السيدة مريم عليها السلام
أن كلمة قيل للتمريض و البيضاوي ينقل قول آخر و ليس رأيه .
و نقول ردا على هذا الكلام
أولا نعم هو نقل أقوال و بدأها بقيل و هي للتمريض و لكن الجملة محل الشاهد خارج نطاق التمريض و هي جملة مستقلة تعبر عن رأي البيضاوي
(( ولعله لتهييج شهوتها به فتنحدر نطفتها إلى رحمها ))
فقوله ( لعله ) تعني احتمالية وقوع هذا الأمر . و هذا من كلام البيضاوي نفسه و ليس منقول عن أحد .
((قيل قعدت في مشرقة للاغتسال من الحيض متحجبة بشيء يسترها. وكانت تتحول من المسجد إلى بيت خالتها إذا حاضت وتعود إليه إذا طهرت. فبينما هي في مغتسلها أتاها جبريل عليه السلام متمثلاً بصورة شاب أمرد سوي الخلق لتستأنس بكلامه، ولعله لتهييج شهوتها به فتنحدر نطفتها إلى رحمها))
كلمة ( قيل ) تدل على أن البيضاوي كان ينقل رأي ، و رغماً أنه حصر التفسير به فدل ذلك على أنه يتبنى الكلام إلا أن هذا ليس مبحثنا !! لأن البيضاوي بعد أن ذكر هذا التفسير )
كما أن هذا التفسير موافق لتفسير البغوي بدون الاضافة التي تبدأ بـ: " لعله " ...
( فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ( 17 ) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ( 18 ) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ( 19 ) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ( 20 ) )
( فاتخذت ) فضربت ( من دونهم حجابا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : سترا .
وقيل : جلست وراء جدار . وقال مقاتل : وراء جبل .
وقال عكرمة : إن مريم كانت تكون في المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها ، حتى إذا طهرت عادت إلى المسجد ، فبينما هي تغتسل من المحيض قد تجردت ، إذ عرض لها جبريل في صورة شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر سوي الخلق ، فذلك قوله :
( فأرسلنا إليها روحنا ) يعني : جبريل عليه السلام ( فتمثل لها بشرا سويا ) وقيل : المراد من الروح عيسى عليه السلام ، جاء في صورة بشر فحملت به والأول أصح فلما رأت مريم جبريل يقصد نحوها نادته من بعيد ف : ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) مؤمنا مطيعا .
============
الآلوسي في تفسيره و قد ذكر هذا القول و فنده و استهجنه :
تفسير الآلوسي :
، وما قيل من أن ذلك لتهيج شهوتها فتنحدر نطفتها إلى رحمها فمع مافيه من الهجنة التي ينبغي أن تنزه مريم عنها يكذبه قوله تعالى :
(11/464)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) { قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بالرحمن مِنكَ } فإنه شاهد عدل بأنه لم يخطر ببالها شائبة ميل ما إليه فضلاً عن الحالة المترتبة على أقصى مراتب الميل والشهوة ، نعم كان تمثله على ذلك الحسن الفائق والجمال الرائق لأن عادة الملك إذا تمثل أن يتمثل بصورة بشر جميل كما كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية رضي الله تعالى عنه أولاً بتلائها وسبر عفتها ولقد ظهر منها من الورع والعفاف ما لا غاية وراءه وإرادة القائل أنه وقع كذلك لكيون مظنة لماذكر فيظهر خلافه فيكون أقوى في نزاهتها بعيد جداً عن كلامه .
الكتاب : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف : شهاب الدين محمود ابن عبدالله الحسيني الألوسي
كما أن تفسير أبي السعود ذكر الخبر و فنده أيضا و فيه يتبين أن جملة ( لعلع مضافة للخبر الأول ..
[ تفسير أبي السعود - أبو السعود ]
الكتاب : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم
المؤلف : محمد بن محمد العمادي أبو السعود
دارها لتتخلى هنالك للعبادة وقيل قعدت مشرقة لتغتسل من الحيض محتجبة بحائط أو بشيء يسترها وذلك قوله تعالى فاتخذت من دونهم حجابا وكان موضعها المسجد فإذا حاضت تحولت إلى بيت خالتها وإذا طهرت عادت إلى المسجد فبيناهى
(5/259)
مريم 18 21 في مغتسلها أتاها الملك عليه الصلاة و السلام في صورة آدمي شاب أمرد وضئ والوجه جعد الشعر وذلك قوله تعالى فأرسلنا إليها روحنا أي جبريل عليه الصلاة و السلام عبر عنه بذلك توفية للمقام حقه وقرئ بفتح الراء لكونه سببا لما فيه من روح العباد الذي هو عدة المقربين في قوله تعالى فأما إن كان من المقربين فروح وريحان فتمثل لها بشرا سويا سوى الخلق كامل البنية لم يفقد من حسان نعوت الآدمية شيئا وقيل تمثل في سورة ترب لها اسمه يوسف من خدم بيت المقدس وذلك لتستأنس بكلامه وتتلقى منه ما يلقي إليها من كلماته تعالى إذ لو بدا لها على الصورة الملكية لنفرت منه ولم تستطع مفاوضته وأما ما قيل من أن ذلك لتهييج شهوتها فتنحدر نطفتها إلى رحمها فمع مخالفته لمقام بيان آثار القدرة الخارقة للعادة يكذبه قوله تعالى قالت إني أعوذ بالرحمن منك فإنه شاهد عدل بأنه لم يخطر ببالها شائبة ميل ما إليه فضلا عما ذكر من الحالة المترتبة على أقصى مراتب الميل والشهوة نعم كان تمثيله على ذلك الحسن الفائق والجمال الرائق لابتلائها وسبر عفتها ولقد ظهر منها من الورع والعفاف ما لا غاية وراءه ...الخ
و أيضا فنده ...
================
من كتب الشيعة
وصل بالرافضة التطاول لسيدة نساء العالمين مريم بنت عمران عليها السلام
التي قال الله جل وعلا فيها : يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين
ويأتي المجلسي ويطعن بها ويقول انها اشتهت جبريل عليه السلام لما تمثل لها بشرا سويا
ما وقع للصديقة مريم بنت عمران على نبينا وآله وعلى ابنها وعليها السلام حيث تمثل لها روح القدس بشرا سوي الخلق حسن الصورة ، فتأثر نفسها به فتحركت على مقتضى الجبلة ، وسرى الأثر من الخيال في الطبيعة ، فتحركت شهوتها فأنزلت ، كما يقع في المنام من الاحتلام ( انتهى )بحار الانوارالمجلسي ج 57 ص 388
.