التكفير عند بعض علماء الأشاعرة .
يظن بعض الناس بأن الغلو في التكفير ليس موجودا إلا عند بعض أتباع المذهب السلفي ..
ولكن الأمر ليس كذلك , بل الغلو في التكفير موجود عند طوائف متعددة من طوائف الأمة
ومن الطوائف : الأشعرية , فإن لبعضهم مقالات ونصوصا عديدة تمثل غلوا ظاهرا وكبيرا في التكفير
1- ومن ذلك : قول الشيرازي - وهو من أئمة المذهب الأشعري - , حين قال :"فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الاشعري رضي الله عنه فهو كافر. ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما...)"
2- ومن ذلك ما نقله القرطبي في تفسيره عن بعضهم فقال :"ذهب بعض المتأخرين والمتقدمين من المتكلمين إلى أن من لم يعرف الله تعالى بالطرق التي طرقوها والأبحاث التي حرروها لم يصح إيمانه وهو كافر؛ فيلزم على هذا تكفير أكثر المسلمين، وأول من يبدأ بتكفيره آباؤه وأسلافه وجيرانه. وقد أورد على بعضهم هذا فقال: لا تشنع علي بكثرة أهل النار. أو كما قال
3- ومن ذلك : ما ذكره الغزالي عن غلو بعض المتكلمين , فقال :"من أشد الناس غلواً وإسرافاً، طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا، ولم يعرف الأدلة الشرعية بأدلتنا التي حررناها، فهو كافر. فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده.. أولاً. وجعلوا الجنة وقفاً على شرذمة يسيرة من المتكلمين، ثم جهلوا ما تواتر من السنة.. ثانياً"
4- ومن ذلك غلو بعضهم في تكفير ابن تيمية والحكم عليه بالزندقة والكفر , حيث يقول الحامدي معلقا على قول السنوسي ": قوله :"ابن تيمية " أي : الحنبلي المشهور , زنديق , وبغضه للدين وأهله لا يخفي"
وقال ابن جماعة للأمير متحدثا عن ابن تيمية :"هذا يجب عليه التضييق إذا لم يقتل , وإلا فقد ثبت كفره ".
وليس المقصود مما سبق إقرار الغلو في التكفير ولا تقليل خطأ بعض أتباع المذهب السلفي حين وقعوا في الغلو
وإنما المقصود إحداث التوازن في تقييم المذاهب وتحقيق العدل والعلم في الحكم على الطوائف
.