الحمدل لله والصلاة والسلام على خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصبحه ، فهذه تكملة للسلسلة التي وعدتكم بها وقد كان اول مواضيعها :
شيخ الاباضية القنوبي في موقف حرج (1)
http://www.d-sunnah.net/forum/showth...781#post236781
ونكمل ونقول : ومن خلال التصفح لكتاب الطوفان الجارف لم تنته عجائب وغرائب التدليس ، والكذب ، والغش!!
وليعذرني الجميع على هذه الكلمات ، فهذا الموضوع وأنت الحكم أيها القارئ ، فقد أورد القنوبي في كتابه كثيراً من الأحاديث التي يذكر فيها تضعيف أهل السنة لبعض أحاديث الصحيحين ، وقد أجلب بخيل الغش والخداع ، والسفسطة على كلام أهل العلم ، وضرب بعضه ببعض ، وهذا ليس مقام الرد عليه في هذا الأمر ، فسوف يتأتي بيان كل شيء في موضوعه - إن شاء الله تعالى - من هذه الحلقات أن مد الله في العمر ، وبارك.
وما نريد ان نذكره في هذه الحلقة افتراءات القنوبي على علماء السنة ، وإيهامه للقارئ بتضعيف الائمة لبعض الاحاديث.
فقد ساق القنوبي في الجزء (الثالث القسم الثاني ص502) هذه الفرية حيث قال [ (127) حديث جرير قال : قال : النبي صلى الله عليه وسلم : "أنكم سترون ربكم عيانا" رواه البخاري برقم (7435).
قال الألباني : في "ظلال الجنة" ص201ط المكتب الإسلامي بعد كلام طويل "...ولذلك لم تطمأن النفس لصحة هذه "عيانا" لتفرد أبي شهاب بها ، فهي منكرة أو شاذة على الأقل"أهـ
قلت – والكلام للقنوبي – والحق أن الحديث بذكر "عياناً" وبدونها لا يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما هو مبين في الجزء الأول من هذا الكتاب ] أنتهى كلام القنوبي.
قلت : أي تدليس هذا وأي تلبيس!!
أولا : هل ضعّف الشيخ الألباني الحديث أم ضعّف الزيادة؟
الحقيقة أن الشيخ الألباني – رحمه الله – قد ضّعف الزيادة ، وجاء القنوبي ليستغل هذا الموقف لصالحه ويدرج الحديث – إيهاما منه وتدليساً – بأن الحديث مما أنتُقد على البخاري!
ولقد ذكر القنوبي في مقدمة كتابه أن هذه الأحاديث منتقده على الصحيحين ، وذكر في (الجزء الثالث القسم الأول ص180) في عنوان الفصل ( ذكر بعض الأحاديث التي انتقدت على الصحيحين ) وقال في نفس الصفحة : لقد أنتقد جماعة كبيرة جداً من علماء المسلمين من كافة المذاهب الإسلامية طائفة كثيرة من الأحاديث المروية في "الصحيحين" أو أحدهما وبحسبي أن أورد في هذا الكتاب مائتين وخمسين حديثاً ، وبعد أن ذكر بعض الأحاديث حتى وصل إلى حديث رقم (98) من ترقيمه عاد وأدرج فصلاً آخر مندرج تحت الفصل الذي قبله لكنه ذكره في الفهرس ، ولم يذكره في داخل الكتاب!!! حيث قال في الفهرس (الجزء الثالث القسم الثاني ص782) : "ذكر بعض الأحاديث أختلف فيها الحشوية وانبنت عليها مسائل عقدية"
وهنا سؤال : لماذا ذكر القنوبي هذا الفصل – أو العنوان – في الفهرس ولم يذكره في داخل الكتاب؟!
ثانيا : لقد حذف القنوبي من كلام الشيخ الألباني ما يدل على تصحيح الشيخ للحديث فانظر ماذا قال الشيخ الألباني كاملاً دون نقص :
" قلت وقد روى الحديث جماعة من الثقات أصحاب إسماعيل بن أبي خالد عنه دون قوله عيانا كما مضى في الكتاب وذكرت له في الموضع الأول متابعا لاسماعيل عن قيس بن أبي حازم ولذلك لم تطمئن النفس لصحة هذه عيانا لتفرد أبي شهاب بها فهي منكرة أو شاذه على الأقل" أنتهى كلم الشيخ الألباني
فلماذا حذف القنوبي هذه العبارة " قلت وقد روى الحديث جماعة من الثقات أصحاب إسماعيل بن أبي خالد عنه دون قوله عيانا كما مضى في الكتاب وذكرت له في الموضع الأول متابعا لاسماعيل عن قيس بن أبي حازم "؟!
فهل هذه هي أمانة العلم ؟
والحقيقة أن مثل هذا الضرب كثير من كلام القنوبي ، وقد انتقد عليه الشيخ عبد العزيز الراجحي مثل هذه التصرفات ولكنه لم يتب!
ثالثاً : قد رجع الشيخ الألباني – رحمه الله – عن هذا القول ، وقد كتبه الشيخ باسم الجوابرة في تحقيقة لنفس الكتاب الذي خرّج الشيخ أحاديثه ، وهو كتاب السنة لابن أبي عاصم – رحمه الله - في الطبعة الأولى عام 1419هـ أي قبل طباعة الطوفان الجارف بسنة!
وقد ذكر الشيخ باسم الجوابرة (1/ 14 ) في مقدمته للتحقيق في ذكر مميزات هذه الطبعة قوله :
" ب- وقد أكرمني شيخنا - جزاه الله خيرا - بالاطلاع على نسخته الخاصة والتي فيها تصحيحات وتعليقات نفيسة - وربما استدراكات على بعض أحكامه على بعض الأحاديث - وقد ضمنت هذه الفوائد كلها تعليقاتي معزوة إليه - سدده الله - " ثم ضرب أمثلة على ذلك .
وقال في(323/1) حاشية رقم (1) بعد أن ذكر كلام الشيخ الألباني السابق : " ثم قال الشيخ ناصر حفظه الله - ومن نسخته الخاصة ومن خطه أنقل - : ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي موسى سأذكره .
قلت : يشير الشيخ إلى حديث أبي موسى . وفيه : فكيف إذا رأيتم ربكم جهرة ....
رواه الآجري في الشريعة 2/ 26 رقم 651 وإسناده حسن "
رابعاً : هل فات القنوبي هذه النقطة المهمة في تراجع الشيخ الألباني؟
لا أتوقع أنها فاته فقد أخفاها كما أخفى تصحيح الألباني – رحمه الله - للحديث، وهو الذي ينّقب في كل كتب اهل السنة باحثاً عن زلة ، أو خلة كي يذيع بها ، ويزمجر ، وأن حصلت له فرصة يوهم ويكذب!
خامسا :قول القنوبي : والحق أن الحديث بذكر "عياناً" وبدونها لا يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما هو مبين في الجزء الأول من هذا الكتاب.أهـ
أي الجز الأول يا قنوبي من هذا الكتاب؟
لقد تم طبع كتاب الطوفان الجارف عام 1420هـ ونحن في عام 1425هـ خمس سنوات لم نر فيها الجزء الأول والثاني ، وأنت تحل إلى هذين الجزاين!!
والمصيبة العظمى أن هذه الإحالات من الجزء الثالث إلى الجزء الأول ، والثاني كثيرة في الجزء الثالث !!
فهل يكون مثل هذا صادق في نقل سنة المصطفى؟
وهل يكون مثل هذا أهلاً لأن ينتقد أحاديث الصحيحين؟
أعتقد أن مثل هذا لو عاصر أئمة الجرح والتعديل لقالوا عنه ركن من أركان الكذب ، بل هو عامود الكذب!