الأكراد: المالكي يغازلنا لندعمه ضد السنة.. ولن يكون
ذكر مصدر رفيع بالحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني أن القيادة الكردية تتعامل بحذر مع مساعي التقارب التي تبذلها حكومة المالكي، والتي تملصت من كثير من استحقاقاتها.
وأعرب المصدر عن قلق الأكراد من ذلك التقارب الذي جاء متزامنًا مع أحداث بلدة الحويجة في كركوك، وفي ظل تصاعد موجة الغضب لدى العشائر السنية التي بدأت تهاجم قوات المالكي، الأمر الذي يعتبر مؤشرًا لنوايا وأهداف الحكومة العراقية في تقاربها مع نظيرتها الكردية.
وأكد المسئول الكردي أن قيادته ترفض بشكل مطلق التقارب مع حكومة المالكي على حساب السنة، ولن يقف الأكراد بجانبه ضد أهل السنة الذين يناضلون من أجل مطالبهم المشروعة.
وفي حديث له مع صحيفة السياسة، ذكر المصدر الكردي الرفيع أن بعض الأطراف المتشددة في حزب الدعوة الذي يترأسه نوري المالكي يرى في التقارب بين الحكومة العراقية وبين الأكراد شيئًا في غاية الأهمية حال نشوب صراع مسلح بين الشيعة والسنة.
وأضاف أنه وفقًا لحسابات الشيعة، فإن كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي مستقل سوف تقف بجانب المدن السنية وتمدها بالسلاح في صراعها مع الشيعة، الأمر الذي يجعل التقارب بين المالكي وبارزاني احتواء للأكراد ومنع دعمهم أهل السنة.
وأشار إلى أن تقارب المالكي مع بارزاني جاء في وقت واحد مع تحرك أطراف شيعية عراقية والحكومة الإيرانية باتجاه حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة الرئيس جلال طالباني الذي مازال يعالج في ألمانيا، وهو حليف لحزب بارزاني, وقد يعني هذا التزامن أيضًا أن الموضوع له صلة بالوضع السوري، في ضوء معلومات تفيد أن إقليم كردستان أصبح ممرًّا لنقل أسلحة إلى المعارضة السورية من دول الخليج العربي.
ومن ناحية أخرى، يبدو أن الاتفاق التركي مع حزب "العمال الكردستاني التركي" المعارض حول وقف القتال والانسحاب من الأراضي التركية أزعج وأربك حسابات المالكي والنظامين السوري والإيراني, ولذلك ربما توجد محاولات من أطراف شيعية عراقية ودوائر إيرانية لإجهاض هذا الاتفاق أو إرباكه؛ لأن السؤال المطروح؛ هل وراء تنازلات المالكي للقيادة الكردية ثمن باهظ في ملف العلاقات بين الحكومة التركية وبين إقليم كردستان?
ورأى المصدر الكردي أن فشل المالكي والمحور الإيراني السوري في شق الصف الكردي بين حزب بارزاني وحزب طالباني في الفترة القريبة السابقة - هو ما أجبر هذه الأطراف على انتهاج طريقة أخرى في التعامل مع الأكراد؛ لأن الرهان على تقسيم إقليم كردستان أو اندلاع حرب طائفية بين الأكراد السنة والأكراد الشيعة قد سقط وخسر المراهنون عليه في الداخل والخارج سياسيًّا.
يشار إلى أن هذه التصريحات تأتي ردًّا على مساع متواصلة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان؛ لترتيب زيارة يقوم بها المالكي إلى أربيل للقاء رئيس الإقليم بارزاني، بعد قطيعة دامت 4 سنوات وخلاف وصل إلى الحشد العسكري.