يقول الحافظ الحكمي رحمه الله في قصيدته (الجوهرة):
من أجل ذلك قد أضحى زنادقــــة ...... كثيرهم لسبيل الغي قد قصــــدوا
يرون أن تبــرز الأنثى بزينتهــا ...... وبيعهــا البضـع تأجيـلاً وتنتقـد
من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفـوا ...... بهم تزيــوا وفي زي التقى زهــدوا
وبالعوائد منهـــم كلها اتصفـــوا ......وفطـرة الله تغييراً لها اعتمــدوا
على صحائفهم يا صاح قد عكفـوا ...... ولو تلــوت كتاب الله ما سجــدوا
العلمانية خرجت من رحم الصليب الأوروبي أبان الثورة الفرنسية وخرجت من رحمها الليبرالية .. ولا خلاف أن الأم وابنتها تقصد في فكرها ومعتقدها فصل الدين عن الحياة .. وتوجيه المجتمع إلى توسيع نطاق الحرية والحريات .. من نظم حياةٍ عامةٍ أو خاصةٍ تشمل الفرد والجماعة .. ثم تعددت المسميات بفضل تلك العجوز الشمطاء صاحبة الرحم الوليد وما صاحبها من تفريخٍ وتنويعٍ في عملية الولادة القيصرية التي تمخضت على إثرها وتولدت من رحمها التنويرية والحداثية والعقلانية لتشتيت العقل البشري وتوزيع درجات الكفر فيه على حسب الرحم الذي يؤمن به الفرد أو تؤمن به الجماعة .. واختلف الناس على مشاربهم في تقييم تلك الرحم وفلذات كبدها .. فمنهم من حصرها في دائرة الثقافة .. ومنهم من يرى أن لتلك المسميات منهجاً تتميز به عن غيرها .. والحقيقة أنها كلها مسميات خبيثة تقصد فصل الدين عن الحياة العامة ومحو كل موروثٍ تاريخيٍّ يمت للأمة بصلة .. فلا تاريخ ولا جغرافيا ولا فيزياء ولا كيمياء ألفتها وخاضتها ونسبتها وأنجبتها الأمة الإسلامية للعالم في يومٍ من الأيام .. وتلك الأم لها الحق في أن تنجب فلذات كبدٍ يسيروا على ما سارت عليه وإن تعددت المسميات واختلفن المومسات.
فكرت في يومٍ من الأيام أن أخوض التجربة مع تلك المومسات .. فلا أجد حرجاً في ذلك حيث أن الغاية شريفة! .. فلا أحتاج للوسيلة حتى أصل إلى الغاية .. فالأبواب مفتوحة كرحم الأم تماماً! .. لا تفرق بين عاقلٍ أو مجنون .. بين كبيرٍ أو صغير .. تستقبل المتردية والنطيحة والغث والسمين .. لم تقدم لنا مومساتها العربيات المتفرنجات أي شيءٍ يذكر .. فمطايا الغرب وأحذية السلاطين وبناطيل المومسات لا هم لهم إلا مقارعة الكؤوس وتعظيم الجنوس ومراء الرؤوس وتحقير النفوس .. رغم ذلك قررت خوض التجربة والإبحار في هذا العالم الشهواني الكبير .. الذي لم يقدم فكراً للأمة يجعلها تتقدم خطوة للأمام .. وتقارع الأمم وفقاً لمنهجها الرباني الصحيح .. إنما قدمت مسمياتٍ ساقطةٍ تافهةٍ لذر الرماد على العيون غير مؤهلة لقيادة قطيعٍ من الغنم في صحراء لا يقطنها سواهم .. فكيف لها أن تتبجح لتقود أمة مهما خملت ونعست فمردها أن تزأر بزئيرٍ ينهض بها ويعيد إليها هويتها وقوتها وهيبتها وقيادتها للعالم أجمع وإن رغمت أنوف .. فبعودتها ستكون نهاية التجبر والطغيان لليهود وعبدة الصلبان ومن نحى نحوهم أو سار على دربهم.
الأمة تمر بمرحلةٍ تاريخيةٍ تطحن في كثيرٍ من أقطارها .. والعالم كله يقف وقفة المتفرج للانقضاض على الوليمة الدسمة .. فالأم الإفرنجية دعت إلى حفظ حقوق الإنسان وعدم إهدار كرامته إلا أن يكون مسلماً موحداً فلا شرط من شروط هيئة الحقوق ينطبق على هذا الكائن البشري الهمجي! .. طبعاً إذا كانت هذه الأم بهذا السوء وهذا الكم الهائل من الحقد .. فكيف بمومساتها العربيات اللاتي أخذن من أمهن كل ما عرفته البشرية من سوءٍ متمثلاً بحقدٍ قلّ أن نجد له نظير؟ .. عند خوضي لهذه التجربة وتتبعي للمنهج الفكري الكبير المتراكم والتي حملنه المومسات العربيات وجدت أن المنهج ممغنط ومسير ( بالريموت كنترول ) .. ضعف في تسويق الحجة .. علم بلا فهم .. عمل بلا وعي .. ستسألني أيها القارئ الكريم عن الحجة والفهم والوعي وكيف لهذه العينات أن تجتمع فيها هذه الصفات؟ .. أجيبك بإجابةٍ سهلةٍ وهي أنه لا يوجد لهذه الصفات الثلاث مقراً ولا كياناً .. إنما يوجد لديها شيء واحد فقط .. وقد ذكرتهما في مقالٍ سابقٍ لي .. وهما سؤالان أهديهما للعقلاء ممن يميزوا الخبيث من الطيب .. أنه لو قيل لأحد المفكرين العظماء من بني علمان السفهاء .. عليك أن تكتب في خيارين لا ثالث لهما .. الأول: عن مشروع تنموي نهضوي تستفيد منه الأمة وتقارع به الأمم .. الثاني: أن تكتب عن فوائد الفوط الصحية النسائية! .. وحق لي أن اسأل .. هل ستتهافت المومسات العربيات كما يتهافت الذباب على النجاسة بالكتابة والتنظير عن حقوق المرأة في قالب الفوط الصحية نشأتها وفوائدها؟! .. أعتقد ذلك بلا شكٍّ مريب.
وكتبه بعد انقطاع
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي