مغردون يحتفلون بذكرى استشهاده.. "الحسيني" قاتل حتي آخر رصاصة وكان يتمني الموت قبل أن
مغردون يحتفلون بذكرى استشهاده.. "الحسيني" قاتل حتي آخر رصاصة وكان يتمني الموت قبل أن يحتل اليهود فلسطين
الشهيد عبد القادر الحسيني
احتفل مغردون عرب علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم بذكري استشهاد البطل "عبد القادر الحسيني " قائد جيش الجهاد المقدس في فلسطين والذي استشهد في معركة القسطل في مثل هذا اليوم 8 ابريل عام 1948
وانشأ المغردون هاشتاج جديد يحمل اسم "عبد القادر الحسيني" اكتظ بعشرات التغريديات عن البطل وبطولاته وأقواله الشهيرة وتحذيراته للجامعة العربية من احتلال اليهود لفلسطين
يذكر ان الشهيد البطل ظل يقاتل اليهود لمدة ثمانية أيام متصلة حتي أخر رصاصه معه واستشهد في الثامن من ابريل عام 1948
وضرب عبد القادر الحسيني خلال معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والحماسة والاندفاع، وكان الحسيني قد غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين على الاستمرار والاستبسال في القتال،
وقال الحسيني رحمه الله أن اللجنة العسكرية طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية، وأن جامعة الدول العربية قد أوكلت قضية فلسطين إلى لجنة عربية عسكرية عليا، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل، فقال ردا عليهم:
"إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين "
وفور علمه بمعركة القسطل عاد إلى القدس مسرعا ولم يكن معه سوي نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل و بدأ يرسل إلى المتطوعين من الحركات الإٍسلامية في فلسطين ومصر وما حولها ، وقام مع رجاله بتطويق القسطل واستنجد مرة أخرى بالقيادة العسكرية ، وأرسل إليهم بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي في فلسطين ، لكن القيادة العسكرية للجامعة العربية أصرت على موقفها
وثارت ثائرة الحسيني فأطلق صيحته قائلا :"نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين ، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم "
وهزأ منه طه الهاشمي وأخبره أن لدى اللجنة العتاد والسلاح ، ولكنها لن تعطيه لعبد القادر ، ولكنها ستنظر بالأمر بعد 15 مايو فكان رد الحسيني عليه:"والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد 15 مايو إلى عشرة أضعاف ما أطلبه منكم الآن ، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود ، إني أشهد الله على ما أقول ، وأحملكم سلفا مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية ، وأقسام أخرى من فلسطين " .
ولكن أعضاء اللجنة لم يتهموا لقوله وسخروا من حماسه واندفاعه ، فاستشاط عبد القادر غضبا ، ورمى بدبارة كان في يده في وجوههم وقال : " إنكم تخونون فلسطين ..إنكم تريدون قتلنا وذبحنا !
و قام الحسيني باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين و ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات في ساعات الظهيرة من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من الهجوم وطرد الصهاينة منها.
استشهد عبد القادر صبيحة الثامن من إبريل عام 1948 م، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره، أي في أوج عطائه الجهادي.
ولما خرج الجميع لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وارتكبت أشهر مذبحة في التاريخ الإنساني "مذبحة دير يا سين" ولم يبق في القرية شيء ينبض بالحياة فقط ركام المنازل وأشلاء الفلسطينيين.
رحم الله الشهيد البطل وألحقنا به في الفردوس الاعلي مع الشهداء والصديقين
صورة من مذكرة الشهيد للجامعة العربية قبل يومين من استشهاده