مجزرة ( الحولة )
د.الشيخ طه الدليمي
بكتْ عيني على أشلاءِ أهلي
بـ( حُولةَ ) يومَ صبحني الخبيرُ
مُمزقةً كأنَ وحوشَ غابٍ
أبادتْهمْ وقد نامَ الخفيرُ
وقفتُ إزاءَهمْ والنفسُ فاضتْ
حُشاشتُها وأبعاضي تَغورُ
فقلتُ أُخاطبُ الدنيا وعقلي
يكادُ لهولِ صدمتِهِ يمورُ
ألا يا أيُّها الطفلُ المسجّى
بجانبِهِ جثا طفلٌ غريرُ
وفوقَ حُطامِهِ أُمٌّ تهاوتْ
محطمةَ القوادمِ لا تطيرُ
رعاكَ اللهُ يا ولدي كأنِّي
بعينِكَ تستجيرُ ولا مجيرُ
ويا أبناءَ ( يعربَ ) ما دهاكمْ
وماذا ينظرُ العَبلُ الكبيرُ
متى كانَ ابنُ (رستمَ ) في حمانا
يصولُ كأنَّهُ أسدٌ هصورُ
وأبناءُ الروافضِ قدْ أباحوا
مضاربَنا كأنهمُ نسورُ ؟
لقدْ هُنتمْ على الدنيا وهانتْ
معاشرُكمْ وما عزَّ العشيرُ
حرائرُكمْ تناوحُ كالسبايا
يمزقُ سترَ عفتِها أجيرُ
ومحصنةٍ كأن البدرَ أسرى
بطرتِها تجلَّلَها حقيرُ
فما طيبُ الحياةِ على قذاها
وكيفَ ينوبُ ذا لُبٍّ سرورُ ؟
وحراسُ العقيدةِ في بلادي
قتيلٌ أو طريدٌ أو أسيرُ
أيا ملِكَ الجزيرةِ لا تَدَعْنا
نُخاطبُ ميِّتاً فالشركُ زورُ
نصيحُ وعقلُ أحلمِنا هَباءٌ
تحامتْنا الأميرةُ والأميرُ
أوا ( صدامُ ) قمْ وانفضْ تراباً
بـ( عوجةَ ) وامتشقْ سيفاً يُبيرُ
يُعيدُ ( القادسيةَ ) منْ مداها
و ( سعدٌ ) في براثِنِهِ يُغيرُ
يُفَلِّقُ للأعاجمِ كلَّ هام
فـ( ساحةُ حفلِ ) بغدادٍ تشيرُ
وقد سادَ الطغامُ برافدَينا
وعاثَ بساحِها علجٌ حقيرُ
وفي الشامِ الحبيبةِ قامَ رَثعٌ
لهُ منْ آلِ ( صفيونٍ ) نصيرُ
وفي البحرينْ قد نبزتْ فلولٌ
كأنْ غابَ ( الخليفةُ ) و ( المُشيرُ )
تمدَّدَ ذيلُ إفكهمُ ضُحاءً
يُمسدُهُ ابنُ نابغةٍ طريرُ
عضاريطٌ ولكنْ أينَ منهمْ
ضراغمةٌ تملكها الزئيرُ
( أبا متعبْ ) لقدْ نادى المنادي
وحشوُ عبائكمْ أسَدٌ هصورُ
زئيرَكَ في الخميسِ وقد أعدَّتْ
كتائبَهُ شبابٌ لا تحورُ
( أبا متعبْ ) فلا تُبطئ علينا
وأنتَ بحالِنا المُزرى بصيرُ
ويا أبناءَ ( جِلَّقَ ) لنْ تُراعوا
وفوقَ العرشِ مقتدرٌ قديرُ
أخي في ( حمصَ ) لا تجزعْ فإني
أرى في الشامِ ملحمةً تدورُ
يكونُ ثفالُها شرقيَّ ( قُمٍّ )
ومن ( بغدادَ ) يبتدئُ المسيرُ
http://www.youtube.com/watch?v=ADXQE5HHSSI