بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أختنا آملة على هذه المشاركه المفيده .
بداية أنبّه : أن للاخوة الفضلاء الحق في المشاركة والمداخلة , فضيفتنا الكريمة تزعم بحثها عن الحق وتحريه ونحسبها كذلك ان شاء الله , فلعل كلمة تصدر من أحد الأخوة تقع في القلب ويفتح الله بها على ضيفتنا بفضل من الله وتوفيقه , كما أن لضيفتنا الحرية في الرد على المداخلات او تأجيل التعليق عليها او تركها .
ضيفتنا الكريمه :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
الذي افهمه من الفرق بين التوسل والاستغاثه عندكم هو ان التوسل يكون بالحي والاستغاثة بالميت واتمنى من جنابك توضح لي وجه التفريق بين الامرين فاني لم احصل على جواب شاف للفرق بين الامرين |
|
|
|
|
|
ليس هذا الفرق عندنا ولم يقل به أحد , والتوسل والاستغاثه مصطلحات لها مدلولات لغوية وقرآنيه لابد وان يتفق عليها كل عربي مسلم وليس أهل السنة فقط , وتعريفهما لغويا دون الخوض فيما يعتريهما من أحكام هو كالآتي :-
الاستغاثه : قال الزبيدي في تاج العروس : الاستغاثةُ: طلب الغَوْث وهو التخليصُ من الشدة والنقمة والعون على الفكاك من الشدائد .
التوسل : قال ابن الأثير في النهاية: الواسل: الراغب، والوسيلة: القربة والواسطة، وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، وجمعها وسائل .
هذا الفرق بين اللفظين عند أهل اللغة وكما ترين لا نستطيع الجمع بينهما والقول بأن الاستغاثة والتوسل شيء واحد او مسمان لمعنى واحد , فهذا غير صحيح وشتان بين اللفظين , فلا يقال أن طلب الحاجة من فلان مباشرة , كمَثل التقرب الى فلان بقربة او وسيلة لنيل حاجة .
لذلك تجدين أن الذين زين لهم الشيطان يحاولون أن يوهمون أنفسهم وأتباعهم بأن الاستغاثة والتوسل شيء واحد بلا فرق , وأن سؤال الحاضر كسؤال الغائب بلا فرق , وأن سؤال الحي كسؤال الميت بلا فرق , ثم ينتهون الى سؤال الميت من دون الحي الذي لا يموت , وكل هذه الحيل والتدرجات والتلاعب بالمسميات من أجل تعليق الناس بغير الله وتعليمهم الحيل في الدين والابتداع , وهذه خطوات الشيطان .
أنقل لك كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في بيان الفرق بين التوسل والاستغاثة يقول "وبينهما فرق عظيم أبعد ما بين المشرق والمغرب.. فالعامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بالأنبياء والصالحين كقول أحدهم أتوسل إليك بنبيك أو بملائكتك أو بالصالحين أو بحق فلان وغير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور ولا يسألونها وينادونها فإن المستغيث بالشيء طالب منه سائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه، ولا يسأل وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو به وبين المدعو والمستغاث، ولا يعرف في لغة أحد من بني آدم أن من قال أتوسل إليك برسولك أو أتوجه إليك برسولك فقد استغاث به حقيقة فإنهم يعلمون أن المستغاث به مسئول مدعو فيفرقون بين المسئول وبين المسئول به، سواء استغاث بالخالق أو بالمخلوق "
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
ان كنت تقصد بالمثال قولنا (( يا حسين اغثنا )) فتقدير كلامنا يا حسين اني اتوجه الى الله ان يغثيني بما لك من المقام والوجاهة عند الله سبحانه وتعالى |
|
|
|
|
|
(تقدير كلامنا) هنا يقع الخلط والخبط , وهنا تفترقون وتتنازعون .
فمنكم من ينسب الاستغاثة الى الحسين على وجه الحقيقة دون تأويل للكلام معتقدين أن الله قد فوض الحسين وبقية الأئمة باغاثة العباد واعانتهم على حوائجهم .
على سبيل المثال هذا المعمم الذي يشرح استغاثتكم بالحسين على قناة الكوثر
والقسم الآخر منكم يتهرب من حقيقة نسبة الطلب الى الحسين عن طريق النوايا وتأويل المعنى وتقدير الكلام !
وقبل الخوض في تقدير الكلام وتأويل المعنى الظاهر
أود أن اسألك ضيفتنا
هل ظاهر الاستغاثة بالمثال الذي أعطيتك يعتبر دعاء لغير الله تعالى ؟ أي هل طلب الغوث من الحسين حقيقة مع نسبة النداء والطلب اليه يعد شرك في نظرك ؟
ان كان نعم فنكمل من عند تقدير الكلام .
ان كان لا , فما حاجتك لتأويل المعنى الظاهر الى معنى باطن لا يوافقه ان لم يكن به ما يخالف الشرع في الدعاء ؟