حروب المخابرات بين القاهرة وطهران :" دبلوماسي صفوي يجند المصريين وتكليف جاسوس بجمع
أولى حلقات حروب المخابرات بين القاهرة وطهران :" دبلوماسي صفوي يجند المصريين وتكليف جاسوس بجمع المعلومات عن مصر والسعودية
تبدأ مرسى الأخبار في نشر حلقات من حروب التجسس التي تجري من خلف الستار بين القاهرة وطهران وهي الحرب التي بدأت تظهر حلقاتها للعلن تباعا منذ أن ضبطت السلطات المصرية الجاسوس الإيراني الذي كان يمارس عمله الاستخباراتي تحت غطاء دبلوماسي وهو المدعو قاسم الحسيني الذي ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض عليه وهو متلبس بممارسة عمليات تجسس ضدها، وقررت ترحيله إلي إيران في نفس الشهر.
وأشارت التحريات إلي ان الدبلوماسي الإيراني كثف نشاطه الاستخباري خلال أحداث ثورة 25 يناير مستغلاً حالة الفراغ الأمني بالبلاد، خاصة ما يتعلق بالأوضاع الداخلية وكذلك الأمنية بشمال سيناء وموقف الشيعة والوقوف علي مشاكلهم وأوضاعهم في مصر.
وأضافت أن الدبلوماسي طلب من مصادره الوقوف علي الجهات والتنظيمات السياسية التي لها شعبية علي الساحة المصرية، التي ترغب في الحصول علي تمويل مادي من إيران بغرض الاقتراب منها والتنسيق معها، إلا أن الدبلوماسي تم الإفراج عنه في وقت لاحق.
لم تكن هذه الحالة بطبيعة الحال المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي تكشف فيها الأجهزة الأمنية المصرية حالات تجسس من إيران عليها، لأن نظام الجمهورية الإسلامية منذ قيامه مولع بتصدير الثورة الإِيرانية المذهبية للدول الأخري، ويشكل العمل الاستخباري وسيلة من وسائله المهمة، وذلك بتغرير المنخدعين بنظرية ولاية الفقية، والمُتعاطفين معها، ثم إقناعهم بواسطة المال الإيراني السخي، من أجل العمل علي فتح ما يعرف بـ «البدع الإمامية الصفوية»، مثل الحسينيات والحوزات، التي تدرس آلية الفتنة الإسلامية، وهذا ما جري في الدول العربية كافة دون استثناء، ومنها مصر حيث يتم شراء ودعم وسائل الإعلام المختلفة التي تروج لمثل هذه الأفكار.
ومن الجدير بالذكر أن أسلوب زيارة إيران باستدعاء مناسبة ما، سائد من قبل مخابرات الحرس الثوري الإيراني، كأسلوب من أساليب تجنيدهم الأساسية، حيث يتم استدراج الضحية الاستخبارية، ثم ترويضها في داخل إيران، وتجنيدها للعمل لصالحها، وغالباً ما تأخذُ هذه الزيارات صفة البراءة من أي شبهة، ولكن في حقيقتها مليئة بالشبهات، وهذا لا يعني أن كل زيارة من هذا النوع هو لأغراض استخبارية، ولكن مخابرات ولاية الفقيه تسعي جاهدة لإيقاع من تراه متزعزع الثقة بوطنيته.
ومن أشهر قصص الجواسيس الذين يعملون لصالح نظام طهران علي مصر، قضية تجنيد الجاسوس المصري «محمود عيد دبوس» من قبل الدبلوماسي الإيراني «محمد رضا دوست» للتجسس علي مصر والمملكة العربية السعودية.. وكان «دبوس»، الحاصل علي دبلوم المعهد الفني الصناعي في بورسعيد، له اهتمامات بقراءة ما يتعلق بالأدب الفارسي، وثورة الخميني، ونظريته ولاية الفقيه، فتولدت لديه قناعة شخصية، بأن تلك الثورة، من الممكن أن تطبق في مصر، بل ودول الخليج العربي أيضاً.
بدأ تجنيده بين عام 1999 أو2000، وفي عام 2004 انتهت فصولها بإلقاء القبض علي الجاسوس المذكور، حيث كان عائداً من السعودية، لقضاء عطلته، انكشف أمره لرجال المخابرات المصرية في أغسطس 2004، قبل القبض عليه في نوفمبر من نفس العام، وكان يعمل جاسوساً حُراً دون رقيب، مدة حوالي الثلاث سنوات متواصلة، وهذا يقودنا إلي أن الكثير من فصول عملية التجسس الإيرانية، لم يكن تحت سيطرة المخابرات المصرية، بحكم أنه كان يعمل ويسكن في السعودية، فضلاً عن أن أمره لم ينكشف للمخابرات السعودية نهائياً، لا سيما ما يتعلق بتقديم الجاسوس «دبوس»، معلومات عن منشأة بتروكيميات ينبع السعودية، التي نتج عنها مقتل عدد من الأجانب العاملين فيها.
وتم تجنيد المصري محمود عيد عباس «31 عاماً»، من قبل الدبلوماسي الإيراني «دوست»، وكانت البداية من مبني رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، والمدخل كان: عرض المتهم المذكور نفسه علي ضابط المخابرات أعلاه، أنه من الصف الثاني في الجماعة الإسلامية في مصر، وحضوره احتفالات إيرانية جرت في المبني المذكور، توجت بإرساله إلي ايران، للاتفاق علي آلية التواصل، وتحديد المعلومات المطلوبة إيرانياً، والمبالغ المالية التي استلمها، والتي وعد بها.