كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ل¯"السياسة", أمس, عن وجود نقاشات ومداولات حثيثة داخل النظام السوري بين مؤيد لاستعمال السلاح الكيمياوي في معركة الدفاع عن دمشق وبين محذر من خطورة هذه الخطوة.
وقال القيادي الصدري ان أغلب قادة الجيش في وزارة الدفاع السورية يحذرون من ان اللجوء الى السلاح الكيمياوي في مواجهة المعارضة المسلحة سيؤدي إلى تفكك المؤسسة العسكرية, التي بقيت الى حد كبير متماسكة طيلة فترة الازمة.
في المقابل, تؤيد القيادات الامنية, وفي مقدمها مدير الأمن القومي علي مملوك ونائبه عبد الفتاح قدسية ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة ومدير المخابرات العامة اللواء ديب زيتون ومدير الأمن السياسي رستم غزالة, استخدام السلاح الكيماوي لحسم معركة دمشق, ويعتبرون أن احتشاد اعداد كبيرة من الثوار في ضواحي العاصمة وريفها يمثل فرصة لن تتكرر لتدمير هذه الاعداد بالكامل, وقد تتجه الامور في نهاية المطاف الى انتهاء التمرد المسلح في سورية بشكل نهائي.
وبحسب المصدر في التيار الصدري القريب من طهران, فإن القادة الأمنيين يريدون ضمان عدم تحرك قطاعات واسعة من الجيش لدعم الثورة في حال قررت القيادات الامنية ضرب الثوار بأسلحة دمار شامل, على أساس أن قيادات الاجهزة الامنية هي من تتحمل المسؤولية عن استعمال هذه الاسلحة وبالتالي يمكن للجيش ان يقبل بذلك اذا كان غير معني لا من قريب و لا من بعيد في استعمال السلاح الكيماوي, كما ان مملوك وقدسية وزيتون اقترحوا أن تتولى وحدات خاصة بالسلاح الكيماوي من "الحرس الثوري" الايراني القيام بهذه المهمة, إذا تعذر لوحدات مماثلة من الجيش السوري تنفيذ قرارات القادة الامنيين, لأن الجيش في الحقيقة لا يعارض استخدام السلاح الكيماوي بل انه لا يريد التورط مباشرة تحت اي ظرف في الضربات الكيماوية ضد المعارضة المسلحة.
وحذر القيادي الصدري من ان النظام السوري بكل مفاصله الامنية والعسكرية والسياسية بات أكثر شراسة مع بدء معركة دمشق, وبالتالي هناك نوع من الحشد المضاعف بين اركان هذا النظام وكأن المقبل هو يوم القيامة بالنسبة إليهم, ولذلك لن يترددوا في استعمال اي سلاح وبوحشية.
واشار إلى ان القيادة الايرانية بحثت مع القيادة الروسية مسألة استخدام السلاح الكيماوي ضد الثوار, كاشفاً أن طهران تؤيد استخدام هذا السلاح بشكل فعال وواسع فيما تعتقد موسكو انه إذا كان النظام السوري مجبراً على الدفاع عن دمشق من السقوط بيد المعارضة المسلحة فإنه يمكن اللجوء إلى السلاح الكيماوي للردع والتخويف وفي نطاق محدود في محافظة ريف دمشق, وتحديداً في مناطق دوما ومعضمية الشام وزملكا وكفر بطنا, لأن المعلومات تشير الى وجود أكثر المجموعات المسلحة عدداً وعدة, بينها جماعات تابعة ل¯"جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة, في هذه المناطق.
ورأى القيادي الصدري ان قرار استعمال السلاح الكيماوي في معركة دمشق ليس بيد الرئيس بشار الاسد الذي "لن يوقع على أي وثيقة تثبت انه أمر باللجوء الى هذا السلاح في مهاجمة المتمردين, ولذلك على الارجح فإن القرار سيكون بيد مملوك وقدسية وزيتون وقيادة "الحرس الثوري" الايراني", مشيراً إلى أن العملية كلها ستكون من تدبير هذه الاطراف التي قد تقبل استعمال السلاح الكيماوي في نطاق محدود في بدء العملية بعدها يمكن التوسع حسب الظروف والنتائج.
وشدد على أن هذه الاطراف غير مبالية على الاطلاق برد فعل المجتمع الدولي وهي تعد خطتين: واحدة لتنفيذ ضربات كيماوية ضد الثوار, والثانية توجيه منظومة الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الحربية الغربية التي يمكن ان تتدخل لمهاجة قوات الاسد والمواقع الحيوية, من بينها مواقع السلاح الكيماوي.
وكشف المصدر أن الإدارة الأميركية ألمحت للحكومة العراقية انها ستقوم بتأمين الاجواء العراقية في حال استخدم الاسد السلاح الكيماوي ضد شعبه او ضد بعض دول الجوار, لافتاً إلى أن الدور الروسي في مثل هذه العملية سيقتصر على الدعم اللوجستي لمنظومة الدفاع الجوي السوري والقيام بعمليات تشويش إلكترونية على الاتصالات والبث الفضائي لمنع نقل صور وتفاصيل عن الضربات الكيماوية.
وبدأت قيادة "حزب البعث" السوري, حسب القيادي الصدري, بالترويج الايدلوجي في اجتماعات الحزب الداخلية إلى أنه من حق الدولة السورية استعمال اسوأ الخيارات للمحافظة على نفسها من الجماعات التي تسمى إرهابية, كما أن بعض التعليمات السرية داخل أطر "البعث" تضمنت عبارات تصب في هذا الاتجاه من بينها ان "الدفاع عن سورية يتطلب استعمال كل الاسلحة المتاحة لدى الجيش العربي السوري التابع للنظام وان هذه الاسلحة وجدت لمواجهة مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية المقاومة والممانعة".
وقال القيادي إن الاجتماعات المكثفة وطبيعة النقاشات السرية الدائرة في اطر قادة "البعث" في دمشق هذه الايام, تبرهن ان نظام الاسد ينوي بالفعل استخدام الاسلحة الكيماوية لحسم معركة دمشق, وان بعض الوثائق تفيد انه جرى الحديث عن الحل الامني الاسوأ, في اشارة ضمنية الى الحل على الارض بالسلاح الكيماوي.
واضاف ان مواقع بديلة تحت الارض تم اختيارها لكبار قادة "حزب البعث", وجرى تزويدها أجهزة اتصال معينة لضمان بقاء التواصل مع الرئاسة وبقية الاجهزة الامنية والعسكرية.
الدفاع عن السنة
أترك التعليق للأخوة والأخوات