السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هــذه رساله جاده وهادفه أتمنى أن تصل إلى دُعاتنا وعلمائنا وطلبة العلم الشرعي في الوطن العربي والإسلامي وجزى الله خيراً من ساهم في إيصالها...
أزعجنا نحن العامه مانراه ونسمعه من تناقضات وقع فيها بعض أهل العلم ممن هم لنا قدوة وأسوة نُجلهم ونحبهم في الله وقد خالفهم كذلك بعض العلماء الثابتين على مواقفهم والقابضين على الجمر كما نحسبهم ولانُزكي على الله أحد ...
يكمن التناقض حينما يصعد الخطيب على المنبر يصدح بالحق يستدل بالثوابت يُحذر الأمه من خطورة الإختلاط ومايُرافقه من منكرات بين الشباب والفتيات على مقاعد الدراسه وفي عالم الفن والفضائيات وفي الخلوات وغيرها....
بينما يجلس الداعيه أمام مُذيعه مُتبرجه لدقائق وربما ساعات ينظر أليها ليُجيب وتنظر إليه لتسأله والله يقول ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور:30-31)
فلاهو غض بصره عنها ولاهي غضة عنه بصرها وكأن الآيه لاتُخاطبهما والمذيعه في الغالب مُسلمه فبدلاً من أن يوجهها لشرع الله توجهه هي لشرعها وفكرها ؟!
يعني لايرى حرجاً من الجلوس معها والحديث معها وقد رأينا ضحك ومزاح لايكون إلا مع المحارم كل هذا من باب (الضرورات تبيح المحضورات ...!) فماذا إستفاد المُشاهد من هذه المُقابله سوى الإستنكار والغضب إن كان غيوراً على دينه أو التصيد بالماء العكر إن كان مُحارباً لشرع الله ...
في السابق كنا نعذر دعاتنا في مثل هذا الظهور بسبب الواقع المُر الذي فرضه الإعلام العلماني آنا ذاك حيثُ كان مُحتكراً للإعلام المرئي والمسموع والمقروء والدعاة يُجاهدون في سبيل الظهور أمام المُشاهدين لنصرة دين الله وتبليغ رسالة نبي الله , والآن بفضل الله عزووجل زال الحرج فأصبح الإعلام المُحافظ في تزايد وإنتشار وأبوابه مفتوحه لكل مُحيي للسُنه قامع للبدعه وكل عالم ومفتي وحتى قنوات الإختلاط إحترمت رغبة العلماء وخصصت لهم ساعات للظهور على شاشاتها بدون محاذير شرعيه يفرضوها عليهم وخصصوا مذيعين لدعاتنا وعلمائنا يُحاوروهم ويناقشوهم في قضايا الدين والأمه ...
فما حاجة البقيه من دعاتنا للظهور مع مذيعه في برنامج أجندته الأساسيه ليبراليه بحته مُحاربه للشرع والداعي على يقين بذلك وظهوره معهم هو متنفس لهم لترويج بضاعتهم الكاسده...!
والبعض منهم لايحضر مع المذيعه في الإستيديو بل يُخاطبها عبر الهاتف في بث مُباشر وهو يُمازحها ويُثني عليها كأنما أجازها للإفتاء أو جعلها قدوة للجيل القادم ومقاطع اليوتيوب موجوده ومُخزيه ولاحول ولاقوة إلا بالله ...
وأنا مِن دافع الغيره لاأتحدث عن الرويبضه فهم مفضوحون وليسوا أهلاُ للأفتاء والعلم وقد حذر منهم علماءنا وظهورهم مع متبرجات هو أهون مافعلوا , لكني أخص من نُحبهم في الله ونأخذمنهم الفتوى والعلم ونرى فيهم القدوه الحسنه هلاّ ترفعتم عن مثل هذه البرامج أو على الأقل فرضتم شروطكم فيها لتنتصروا لرسالتكم الدعويه ...
على سبيل المثال الداعيه عبدالله بدر من أساتذة الأزهر أصحاب التوجه السلفي طلب منه مُذيع ليبرالي أن يُحاوره في برنامجه الشهير فوافق الشيخ بشروطه التي فرضها أولاً أن يكون المُحاور رجل وأن لايسمح بالإتصالات التي لايُعطى كفايته من الوقت في الرد عليهم وأن يكون ضيفه شخص واحد لكي لايتشتت المشاهد ويستفيد , وقبِل المُذيع شروط الداعيه وخرج علينا الشيخ بهيبة أهل العلم الذين لاتُناقض أفعالهم أقوالهم ثبتنا الله وإياه على الحق ...
وكذلك الشيخ محمد حسان يشترط على هذه القنوات أن يستضيفه رجل وبل فعل يخرج فيها الشيخ عزيزاً كريماً فهم من يحتاجه وليس هو من يحتاجهم ... وعالِم سلفي آخر حينما أراد أن يوصل رسالته عبر برنامج شهير وبطلب من المذيعه إشترط أن تضع حاجز أشبه بالحجاب بينها وبينه وظهر في الإستيديو وبينه وبين المذيعه حاجز وقالت له حينما أرادت إحراجه لماذا طلبت هذا قال( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ).. لله دره..
مُذيعه أخرى حينما أنهت حوارها مع الشيخ وأثبتت للمشاهدين أن البعض من الدُعاة يقولون مالا يفعلون ..سألته لماذا ظهرت مع مُذيعه مُتبرجه !
فبدلاً من أن يكون هذا السؤال مُحرج لها جعلته في صفها لتُحرج به الداعيه الذي إستضافته فكان منه قبل الرد على تساؤلها أن قال أن التبرج من الكبائر والحجاب فريضه ونصحها ودعا لها وبرر ظهوره أنه على وشك خوض إنتخابات رئاسيه وأنه مُلزم باللقاء مع كآفة شرائح المجتمع بدون إستثناء وبعيداً عن نظرته للموقف يكفي أنه نصحها على الهواء وحذرها من التبرج وبين لها حكم الحجاب ودعا لها وهذا خلاف الداعيه الآخر الذي سأله متصل على الهواء لما تجلس مع مُتبرجه فكان رده (نعديها).(أي نعدي السؤال)..!
خجِل من أن يُحرج المُذيعه في رده ولم يخجل من الله وهو سآئله...!؟
والأمثله كثيره وحسبنا ماستشهدنا به ...
والآن نسأل دُعاتنا المُتساهلين الذين يخرجون مع مُذيعات مُتبرجات رغم أن لهم منابر إعلاميه أخرى تُغنيهم عن هذه المحاذير الشرعيه ...نقول لهم كيف ستكون قدوه لأبناءك ولطلبتك ولمُحبيك وأنت لم تتورع عن مثل تلك البرامج وإذاكانت تلك البرامج فيها مُذيعين رجال لم يُقدموهم لكم لمُحاورتكم فلماذا لم تترفعوا عن قنواتهم نُصرة لدين الله ولِسُنة رسول الله ..!
حتى في الترفع عن تلك البرامج هو رساله للمراءة سواءً المُذيعه أو المُشاهده إذا مارأت الشيخ ينصحها بعدم التبرج وعدم الإختلاط فهي تتقبل منه الفتوى وتأخذ من دروسه وعلمه وتتمنى لو إقتدى به أبناءها بينما لورأته يقول على المنابر كلاماً وأمام الشاشات مناظر تُخالف نداءته فما هي نظرتها له ونظرت العامه لقدوتهم ومن يُعيد له هيبته حينها....!
سأختم وأنا على يقين بأن هنالك الكثير من الأدله والأحاديث التي تحث على غض البصر وتُحذر من التساهل بالمنكرات والتبرج من أخطرها والإختلاط من أسوءها والدعاة ليسوا بحاجة لنا ليطّلعوا على هذه الأدله فهم من علمها لنا وليتهم لها يُطبقون وإن أردوا الظهور على الشاشات المُخالفه فبشروطهم لا شروط مُذيعات يُحاربن الله ورسوله علناً ومُجاهرة بلا حياء ولا عفاف ولامبادئ رادعه .
هذا وصلى الله على قدوتنا وحبيبنا وشفيعنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماًكثيرا..
14-10-12, 03:05 AM
رسالــه إلى دُعاتنـــا وطلبــة العلم الشرعي عبــر الفضائيات ...!
العرض العادي
