بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المرجع الشيعي حسين المؤيد ينفي اسطورة كسر ضلع الزهراء وينسف مروياتها في فتاويه المعتمدة من موقعه على الانترنت .
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم سماحة الشيخ المؤيد حفظك الله
السؤال :
استشكل على احد الاصحاب بروايات تؤيد الهجوم علي بيت السيدة فاطمةو لطهما و كسر ضلع الزهراء (ع) و اسقاط المحسن ( و انا من الذين لا يعتقدون بهذه الخرافة ) و استدل بروايات من كتب الطرفين تقوي هذه الحادثه لذلك اطلب من سماحتكم الايضاح من اين جاءت هذه الخرافة و لماذا وردت في كتب السنة و الشيعه علما بان هناك روايات تقول بان الامام عليه السلام مرغ انف عمر بعد هذه الحادثة وانقل لكم المصادر .
الامام علي عليه السلام لم يسكت عند هجوم الثاني و جماعته بل ضربه و مرغ أنفه و كاد أن يقتله كما جاء في كتاب سليم بن قيس الهلالي و هو أصل من أصول المذهب و معتبر عند الغالبية العظمى عند علمائنا و أول كتاب ظهر للشيعة
قال سليم بن قيس الهلالي رحمه الله في كتابه وهو من أصحاب الامام علي عليه السلام - ص 150 - فصل دفاع علي (ع) عن سليلة النبوة :
فوثب علي (ع) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : والذي كرم محمداً بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله (ص) لعلمت إنك لا تدخل بيتي
و رواية معتبرة عندنا
وذكرت هذه الرواية في كتاب بحار الانوار للمجلسي في الجزء 28 ص 268
طبعا البعض يستنكر هذا الموقف و يقلل شأنه بزعم منه بأن الإمام عليه السلام لا تصدر منه هذه الافعال بضرب الصحابة
لكن سنقول لهم : كبير إمامكم أحمد بن حنبل صرح بذلك في موقف آخر ( لاحظ أنا قلت في موقف آخر غير الهجوم )
حيث قال أحمد بن حنبل :
- السنة للخلال ج3 ص505 رقم 809 تحقيق الدكتور عطية الزهراني
أخبرني محمد بن علي قال : ثنا الأثرم [1] قال : سمعت أبا عبدالله وَذُكر له حديث عقيل [2] عن الزهري [3] عن عروة [4] عن عائشة عن النبي (ص) في عليّ والعباس ،
وعقيل عن الزهري أنّ أبا بكر أمر خالداً في عليّ .
فقال أبو عبدالله كيف ؟
فلم عرفها فقال : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث !!
قال الدكتور عطية الزهراني : إسناد كلام أحمد صحيح ، والعبارة غير مستقيمة وهي هكذا في الأصل
الآن ما هو الامر ؟ طبعا كتب السنة لم تعجبها موقف ابي بكر و عمر و إمامهم قال عنها صحيحة لكنه لا يريد الأمة تتذاكره !
الأنساب للسمعاني ج 3 - ص 95
الرواجني .. إلى أن ذكر .. حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،
سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك.
و هنا لم يفصلوا ماذا حدث ؟
و قد ذكرت هذه الرواية ايضا في كتب الشيعة اعلى الله برهانهم بشكل مفصل بأن الامام علي عليه السلام أخذ بتلاليب عمر و ضرب خالد و كاد أن يقتلهما لولا وصية النبي صلى الله عليه و آله منها ما جاء بسند صحيح في كتاب تفسير القمي و في كتاب علل الشرائع بسندة معتبر أو صحيح و في كتاب بحار الانوار ايضا ذكرت
حيث مفاد الرواية الصحيحة ومن أجلاء علمائنا و ثقاتهم :
فلما رجع أبو بكر إلى منزله بعث إلى عمر فقال ويحك يابن الخطاب اما رأيت عليا وما فعل بنا والله لئن قعد مقعدا آخر ليفسدن هذا الامر علينا ولا نتهنأ بشئ مادام حيا قال عمر: ماله إلا خالد بن الوليد فبعثوا إليه فقال له أبو بكر نريد أن نحملك على أمر عظيم قال احملني على ما شئت ولو على قتل علي، قال فهو قتل علي، قال فصر بجنبه فإذا أنا سلمت فاضرب عنقه فبعثت اسماء بنت عميس وهي أم محمد بن أبى بكر خادمتها فقالت اذهبي إلى فاطمة فاقرئيها السلام فإذا دخلت من الباب فقولي (ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين) فإن فهمتها وإلا فاعيديها مرة أخرى فجاءت فدخلت وقالت ان مولاتي تقول: يا بنت رسول الله كيف أنتم، ثم قرأت هذه الآية (ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك) الاية فلما أرادت ان تخرج قرأتها فقال لها أمير المؤمنين اقرأي مولاتك منى السلام وقولي لها ان الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون ان شاء الله، فوقف خالد بن الوليد بجنبه فلما أراد ان يسلم لم يسلم وقال يا خالد لا تفعل ما أمرتك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال أمير المؤمنين " ع " ماهذا الامر الذي أمرك به ثم نهاك قبل ان يسلم: قال أمرنى بضرب عنقك وإنما امرني بعد التسليم، فقال أو كنت فاعلا؟ فقال إي والله لو لم ينهنى لفعلت، قال: فقام أمير المؤمنين " ع " فاخذ بمجامع ثوب خالد ثم ضرب به الحائط وقال لعمر: يابن صهاك والله لو لا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت اينا اضعف جندا وأقل عددا.
و في بحار الانوار - ج29 - ص 127 :
التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه فقال : يا بن صهاك ! والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً ودخل منزله.
الجواب :
إن الروايات التي نقلتموها ليست لها قيمة من الناحية العلمية , فإن المعيار في حجية الرواية هو ما يلي :-
1- إعتبار سندها.
2- إعتبار متنها , أي سلامة متنها من الخلل الذي يوجب الطعن في صدور الرواية .
3- سلامتها من المعارض المسقط لها .
وانت إذا راجعت كل ما روي في هذا الباب تجده فاقدا لأحد هذه الشروط أو لأكثر من شرط , فلا يتم في هذا الباب شيء مما يستدل به على دعوى ما يسمى بحادثة بيت الزهراء عليها السلام .
إن النسخة المتداولة من كتاب سليم بن قيس لم يثبت انتسابها اليه والى النسخة الأصلية من كتابه , و قد صرح بذلك أيضا السيد الخوئي في رجاله , و الروايات التي رويت في كتب السنة إنما ذكروها وردوها و طعنوا عليها و لم يصححوها , و الأهم من ذلك كله هو أن روايات هذه الحادثة مضطربة متضاربة متهافتة , و في متونها خلل مسقط لها عن الإعتبار , و القرائن التي ترتبط بدراية الحديث و النصوص التأريخية تقضي بأن هذه الأحاديث موضوعة و غير صحيحة في حكايتها .
وخذ مثالا ما نقلته أنت من روايات حول تدبير قتل علي عليه السلام , فإن سمة الوضع بادية عليها بحيث لا تنطلي إلا على البلهاء من الناس , فلو فرضنا جدلا أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كان يهم بقتل علي عليه السلام - و حاشاه أن يهم بذلك - فهل من المعقول أن يخطط لقتل علي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم و بشكل معلن يعرف فيه القاتل و الآمر و في تلك الظروف الحساسة ؟ , وهل كان أبو بكر وهو معروف بحنكته ومعرفته بمجتمعه ليقدم على قتل علي في أول أيام خلافته وهو بحاجة الى تثبيتها و الى الإستقرار و التهدئة , و هو يعلم أن بني هاشم و جمعا كبيرا من الصحابة لن يقفوا مكتوفي الأيدي , و أن ذلك ستكون له تداعيات خطيرة على الخلافة و الوضع برمته ؟ , و إذا كان سعد بن عبادة قد ترك و شأنه فهل سيقتل علي وهو من هو في مكانته من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لاسيما و الزهراء لا تزال موجودة ؟ فهل يحتمل أن تكون الخشية من قتل سعد بن عبادة رضي الله عنه أكبر من الخشية من قتل علي عليه السلام ؟ , و إذا كان رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام أوصى لعلي عليه السلام أن لا يسل سيفه أما كان الأجدر به أن يدبر أمر خلافة علي من بعده بما لا يبقي مجالا للنزاع كي لا تصل الأمور الى هذا المستوى و لا يبتلى أهل بيته بالحيف و العدوان , و لاتقع أمته في فتنة لها أول و ليس لها آخر ؟.
إن كل هذه الروايات هي من نسج وضاعين مغرضين استهتروا بعقول الناس و أرادوا إشعال فتنة لا تنطفيء نيرانها بين المسلمين . و الحقيقة أن هذه الروايات إنما تنطلي على الناس لأنهم يتعاملون معها من منطلق العاطفة و الإنفعال و التعبئة النفسية , و إلا لو أزاحوا عنهم ذلك و تعاملوا معها بموضوعية و تعقل لما انطلت عليهم , فلا يمكن لعاقل يحترم عقله أن يأخذ بهذه الروايات و يرتب عليها موقفا . عصمنا الله و إياكم من الزلل و سددنا في القول و العمل فمنه السداد و به الإعتصام
http://www.almaiad.com/question/questions/qu-149.htm
حقيقة ليس بعد هذ الكلام من كلام .
هذا والحمد لله رب آلعالمين .