لحظة من فضلك !! فالنِدآء أتيْنا عائدون ..
تمر بنا الأيام والسنون ونحن في غفلة لاهون عن الحق والوعد المنذور الذي أقسم بها رب المنون في كتابه الحق المكنون أجًّل وأعظم الكتب موعظة ًوتوعيدا وتبشيراً وتنذيرا ..
ففي دنيا نحن عليها أحيآء مرزقون بأمره تعالى موجودون مخلقون تكالبت علينا الفتن والبلايا حتى ساد السعي في الأرض لرضا النفس والأهوآء لا لرضا الواحد المعبود ,, فانشغلنا عن أصل النشئ والوجود ونسينا أو تناسينا أنها دنيا فانية لا محالة لبقائها ثانية إن أتى اليوم الموعود ,, فحينئذ كلٌ محاسب بصنيعه المكتوب من قِبَل ملائكة الرحمن المكلفون ..
فو الله كأني أرى قول الحبيب الذي لاينطق عن الهوى قد وقع في زمننا ذا وانتشى ,, فأصبح القابض على دينه خوفاً من الضياع والإفتتان من كثرة انتشار الفساد وسواد ظلمة العصيان كالقابض على جمرة يصارع بها الليالي والأيام حتى يحين موعد قبض تلك الروح الطاهرة الزكية الخاشعة المؤمنة الخاضعة فيُنادى بها ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )) وما كان عمله ذاك إلاّ لينال به رضى الرحمن فيفوز بالإمتحان ويحظى بنعيم الجنآن ورؤية المنآن وصحبة الرسل والأخيآر ..
فهلا استزدت يا مسافر بزادٍ يُستزادُ به ليوم أنت لا محالة فيه موعوداً ومسؤولا !؟
فلنسرع قبل فوآت الأوان ونسلح الأنفس بالرضا والغفران ونكثر من عمل الخير والإحسان ونتقرب إليه بالطاعات ونطلب منه العون والسداد والثبات والإرشاد ,, فو الله لن نرى خير معين لنا غيره إن أصدقنا القول وعزمنا بالأمر ولنتذكر قوله الكريم ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)) فلنصدق القول والنية وسنرى ثمرة ذلك التغير,
فيآ ربنا قربنا إليك قربة تجعلنا في هذه الدنيا زاهدون إليك عابدون راكعون قائمون ساجدون ,, لرب الأرباب مستزيدون , بخير العمل والطاعات مُقْبِلون ..
لاحرمنا الله يآ أخوتي بجنان الفردوس مطلبا .. وشربة من حوض نبيٍ كريم مُرسلا .. ونعيم آخرة لاشُقيا فيها ولا محزنا ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ,, وصلاة وسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة وسلم تسليما كثيرا ماتعاقب الليل والنهار .
... أُخيتكم في الله من أرض الحجآز النيرة ...