النظرية الامامية منقرضة ؟ أحمد الكاتب هل مازال شيعي؟
النظرية الامامية فكرة منقرضة والبديل المعاصر لها هي الديموقراطية الاسلامية
ردا علي ما كتبه الاخ علي الاسدي :هل مازال احمد الكاتب شيعياً ؟
أحمد الكاتب
الاخ العزيز الشيخ علي الأسدى حفظه الله
أرجو ان تثق بأني لا اهدف النيل من اية طائفة وخاصة الطائفة الشيعية الموقرة ، ولا اريد ان ادعي بما ليس في وخاصة الالتزام بمذهب اهل البيت عليهم السلام ، إذ انني اعتبر ذلك دعوى عظيمة قد يحاسب الله عليه الانسان اذا لم يكن بمستواها ، ولكتي احاول ان اقتدي بأئمة اهل البيت العظام وان أتحلى بأخلاقهم الرائعة وان أعمل بفقههم الذي اعتقد انه اقرب الى رسول الله . واذا كنت اخوض في بحث نظرية الامامة الالهية المنسوبة الى اهل البيت ، فذلك لأني اريد ان استخلص منها موقفا سياسيا معاصرا وليس مجرد بحث تاريخي عقيم ، وكما تعرف فقد كنت من دعاة هذه النظرية حوالي عشرين عاما وأسست حركة شيعية امامية في السودان لا تزال تنشط هناك. وألفت في الدعوة اليها عددا من الكتب منذ بداية السبعينات ، ولكني عندما أعدت النظر اليها بعمق تكشفت لي بعض الامور والحقائق التي قد تخفى على من يأخذ النظرية عن طريق التقليد او لا يتأمل فيها بعمق ولا يدرسها بدقة. وهي نظرية لا يمكن لمن يريد اعتناقها ان يكتفي ببعض الاحاديث او بعض التأويلات التعسفية او الافتراضات الوهمية ، وانما يجب ان ينظر اليها بصورة كاملة شاملة وعلمية.
وقد كتبت مراجعتي لنظرية الامامة وتابعتها فرضية وجود الامام الثاني عشر ، في كتاب مستقل يمكنك الرجوع اليه والرد عليه اذا احببت ، ولكني اقول لك باختصار: ان اقوال الأئمة من اهل البيت وافعالهم وسيرتهم تحمل معنى معينا بعيدا عن ادعاء العصمة او النص من الله ، والتزاما بنظرية الشورى في الحكم . وذلك خلافا لما يدعيه الاماميون من دعوى العصمة والنص لهم ، والذين كانوا يصطدمون بنفي الأئمة الدائم لأقوالهم فكانوا يدعون التقية في محاولة منهم لتبرير نفي الأئمة لنظريتهم ورفضها ، وعلى أي حال فقد وصلت تلك النظرية (الامامة الالهية) الى طريق مسدود بعد وفاة الامام الحسن العسكري دون خلف ظاهر ، فتفرق الاماميون الى اربعة عشر فرقة وقالت فرقة منهم بوجود ولد للامام العسكري في السر ، وكان هذا القول منهم خلافا للظاهر ولأقوال الامام العسكري ووصيته القانونية ، وخلافا لقوانين الشريعة الاسلامية التي لا تجيز نسبة ولد الى أي انسان لا يدعيه ، ولا يعرفه اهله.
وقد تخلى الشيعة الامامية عن نظرية الامامة ، عندما تخلوا عن أهم أركانها وهما : العصمة والنص ، فأجازوا ان يكون الامام مجتهدا عادلا أو غير ذلك في بعض الاحيان كأن يكون ملكا فاسقا.
وبعد هذاالتطور والانسلاخ من نظرية الامامة عمليا لست بحاجة ماسة الى البحث في الروايات والـتأكد من صحتها فقد اثبت بطلانها التاريخ والواقع. ولذلك فمن الأجدر بنا ان نبحث عن ملامح النظام السياسي القادم ونسبة الديموقراطية والشورى فيه.
صحيح ان الشيعة اليوم يسمون بالامامية او الاثني عشرية ، ولكن هذه تسميات غير دقيقة أو موروثة من الآباء والأجداد ولكنها غير عملية ولا حقيقية ، ولم يتبق منها الا اسم الشيعة او الجعفرية باعتبارهم يتبعون الفقه الجعفري ، اما اسم الامامية او الاني عشرية فلا ينطبق الا على فريق صغير منهم وهم (الحجتية) الذين يرفضون اقامة الدولة الاسلامية الا بشرط ظهور الامام المعصوم المعين من قبل الله ، كما كان يفعل اسلافهم من قبل.
المشكلة التي نعاني منها اليوم ان البعض يرفض قراءة الواقع او اعادة النظر في مضمون الفكر الامامي ومدى تطابقه مع الواقع ، ويتساءل عن موقف المراجع ؟ ويدعو الى تقليدهم، في حين ان ما يسمى بالمراجع ، لا يجتهدون الا في أمور الفقه والأصول ، ولا يجتهدون عادة في قضايا التاريخ والعقيدة والمذهب ، بدليل كثرة دراساتهم في الطهارة والنجاسة وندرة او فقدان دراساتهم في موضوع الامامة ، واذا تصدى احدهم للكتابة في هذا الموضوع فانه يجمع ويصنف ولا يحلل ولا يدرس ولا يجتهد ، فتصبح الدعوة الى تقلديهم دعوة الى تقليد المقلدين في أمر لا يجوز فيه التقليد اساسا وانما يجب الاجتهاد على كل مكلف.
والاجتهاد كما تعرف يا شيخ على الأسدي ، يحتاج الى اعادة النظر في كل اسس الموضوع ابتداء من الرجال والتحقيق في الروايات وعدم التقليد حتى في التزكية والتضعيف والتوثيق ، وهذا أمر وقع استسهل فيه الكثير من الباحثين العودة الى تقديس مؤسسي المذهب الامامي او الاثني عشري وعدم التوقف عند الشكوك الدائرة حولهم.